الجمعة ٠٦ نوفمبر ٢٠٢٠
أصبح العالم على مشارف أمل كبير في تحدي جائحة كورونا، والعثور على اللقاح الذي سيزيل الجراح، ويخفي النواح، ليشرق الصباح بأحسن ما نتوقعه وننتظره. ولكن ما يشغل البال الآن هي تلك الصورة السوداوية والمأساوية التي سيخلفها هذا الوباء، وما سيلاحق الناس من أشباح وسواسية ستقض مضاجعهم، وتسرب إلى صدورهم أوهاماً، ومجسمات خرافية لمرض أزعج، وأحرج، وغيّر معالم حياة وطرق معيشة، وأسلوب عمل، وفرق، ومزق، وأحرق، واخترق، وسرق، ومرق، وفسق، وأغرق الناس في بحيرات ضحلة وجعلهم يسترقون السمع لأي بارقة أمل، ويبحثون عن الفرح من خلف جدر، وحجب، وجعل الصغار قبل الكبار يحفظون هذا المصطلح الطبي، لكثرة تكراره وعجنه، وسحنه بين الألسن، أصبح العالم لا يصبح إلا على مشاهد تفري الروح، وتشخب النفس، وتذهب العقل، وتسلب البصيرة، وتجلب الخوف والذعر في النفوس. كل هذا الزلزال الرهيب الذي حل في العالم، ووطأ أرضهم، وأغبش سماءهم، لن يختفي بهذه السهولة دون ردات وتوابع نفسية، تحتاج منا أن نكون على استعداد تام للقادم من…
الثلاثاء ٠٣ نوفمبر ٢٠٢٠
خاص لـ هات بوست: في الستينات من القرن الماضي، برز بقوة مصطلح "الإنتاجية"، ووقتذاك كان هذا المصطلح مرتبط بالأعمال الزراعية؛ حيث كان التجار يتنافسون في توظيف الأيدي العاملة لتسريع عملية الحصاد. وفي وقتنا الراهن أصبحنا مولعين بالإنتاجية بشكل أوسع من ذي قبل، لأنها تعدت عالم الزراعة والصناعة والاقتصاد إلى الإنتاجية المهنية والشخصية، فالإنتاجية التي كانت مبنية على نسبة المخرجات مقارنة بنسبة المدخلات أصبحت تُقاس بالمخرجات ذات القيمة والأثر مقارنة بالوقت والموارد. وفي اليوم الذي نتحدث فيه عن مهارات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، لم تعد ساعات العمل الطويلة سبباً في تحقيق الكمال والإتقان، بل إن مصطلح التنافسية قد حل بديلاً لمصطلح الإنتاجية، ولم تعد المنظمات المتخصصة في تقييم الأعمال المؤسسية تقيس الإنتاجية كعامل رئيسي، وإنما أصبحت تركز على الرشاقة المؤسسية والتنافسية. وبالرغم من أن التركيز على الإنتاجية بمفهومها القديم قد قلّ، وأصبح التركيز أكثر على القيمة الحقيقية للمخرجات وأثرها، إلا أن البعض مازال يعتقد أن قضاء ساعات طويلة من أجل إنجاز…
الثلاثاء ٠٣ نوفمبر ٢٠٢٠
نقلاً عن موقع أرابيان بيزنس (ترجمة: هتلان ميديا) تتزايد الفجوة بين الإبداع كقيمة وما يساويه فعلياً في السوق، وذلك الوضع يجب أن يتغير. هل أنت مبدع؟ بالطبع أنت كذلك، فكل واحد منا مبدع بشكل ما. وقد لا تفاجئ إن علمت أن صناعة الثقافة والإبداع واحدة من أكبر الصناعات في العالم من حيث القيمة الاقتصادية وخلق فرص العمل، فحسب تقرير لمؤسسة إيرنست آند يونغ (EY) ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (اليونسكو)، حقق القطاع 2250 مليار دولار في عام 2015، أي ما يوازي 3% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي في ذلك العام، حيث كان يعمل في قطاع الثقافة والإبداع 29.5 مليون شخص، أي واحد بالمئة من عدد السكان في سن العمل على مستوى العالم. الإبداع ضروري للغاية سواء على الصعيد العالمي أو على صعيد المنطقة، وتضم مدينة دبي للإعلام، أكبر تجمع إبداعي في منطقة الخليج، 1600 شركة، وتستضيف TwoFour54 في العاصمة أبوظبي أكثر من 600 شركة، كما تتطلع دول أخرى إلى…
الثلاثاء ٠٣ نوفمبر ٢٠٢٠
يحدث معظم عمليات غسل الأدمغة والتطرف للإرهابيين، في العقدين الأخيرين، عن طريق الإنترنت، بعكس عقدي الثمانينات والتسعينات. الأول شهد انتشار أشرطة الكاسيت، التي تحوي محاضرات دينية متشددة تحث على العنف، والثاني أشرطة فيديو بطلها الإرهابي الهالك أسامة بن لادن، الذي كان الوجه الأشهر على قناة الإرهاب «الجزيرة». معظم الأشخاص، الذين ارتكبوا أعمالاً إرهابية، ومنهم عملية قطع رأس المدرس الفرنسي الأخيرة، تمت استمالتهم بالإنترنت. والقضاء على التطرف ليس بقرار مزاجي بحذف ملايين الحسابات، دون الرجوع إلى الجهات الأمنية واستشارتها، إنما ببث رسائل توعوية عن التعايش مع الآخر والتسامح. على الطرف الآخر هناك حكومات، كالتركية، تستغل تلك المنصات، لتطالب بمعلومات عن من تسميهم منشقين أو إرهابيين. القرارات الاعتباطية لعمالقة «السوشيال ميديا» لم تدقق من قبل الحكومات. مثلاً، تم تعليق حساب بـ«تويتر» يعلم اللغة الكردية، ولم تعطِ المنصة سبباً واحداً لذلك، رغم أنها أعادته في اليوم التالي. السيناريو المرجح أن الحساب توقف، لأنه كان مستهدفاً من قبل الجيش الإلكتروني لأنقرة، الذي شكا أن…
الثلاثاء ٠٣ نوفمبر ٢٠٢٠
في ست سنوات، أصبحت تركيا أشبه بإيران؛ لديها ميليشيات من جنسيات مختلفة، وعلاقة قوية بالجماعات المتطرفة، وانتشار عسكري إقليمي، وحروب في قارتين، وخطاب سياسي راديكالي، واحتضان القوى المعارضة في المنطقة، وبناء محاور إقليمية مؤدلجة، والانخراط في مشاحنات إعلامية. هل تغيرت تركيا؟ نعم وإلى حد كبير، كانت في أنقرة مؤسسة سياسية تبدو أكثر اعتدالاً وتصالحاً مع محيطها والعالم، وكانت تفاخر بنجاحاتها الاقتصادية. ثم وقعت أحداث متسلسلة، كلها تحقق نتيجة واحدة؛ وهي تمكين زعيم واحد بسلطة مطلقة. طرح إردوغان مشروعه الدستوري الذي غير تركيا تماماً، عندما قاربت نهاية ولايته كرئيس وزراء وقبيل خروجه دفع بمشروع تعديل نظام الحكم، بإلغاء منصب رئيس الوزراء بعد أن أنهى فترته، 12 عاماً متصلة، وقرر القبول بمنصب رئيس الجمهورية البروتوكولي. تم إلغاء منصب رئيس الوزراء ونقل لنفسه صلاحيات شبه مطلقة، مع تقليص دور البرلمان. وأجرى تغييرات في قيادات الجيش والأمن والقضاء بحجة أن هناك مؤامرة انقلابية، وتخلص من حليفه القوي، فتح الله غولن وجماعته الدعوية، بسجن أكثر…
الثلاثاء ٠٣ نوفمبر ٢٠٢٠
لماذا يفقد الطفل الثقة بالنفس؟ لأن الخبرة التي مر بها في البيت مع أسرته خبرة مع أسلوب تربوي يبحث عن الأخطاء بالمجهر ويوبخه عليها، ويوجه الانتقاد إلى شخصية الطفل وليس إلى السلوك الخاطئ أو الأداء، أسلوب يطالب الطفل بالمستحيل وهو أن يكون بلا أخطاء! علماً أن الأخطاء هي إحدى الطرق المؤدية إلى التعلم، أسلوب تربوي يقارن الطفل بإخوانه ويلومه أمام أفراد الأسرة، ولا يعطيه فرصة للمشاركة بسبب عدم توفر الثقة. ضاعت ثقة طفل بنفسه لسنوات، تم البحث عنها في كل مكان، حالفها الحظ في الجامعة بأستاذ رائع وجدها ثم اكتشف صاحبها الذي يبحث عنها وهو أحد طلابه، قرر الأستاذ مع طالبه أن اليأس ممنوع وأن الثقة يجب أن تعود، بدأ الأستاذ مشواره مع الطالب لإعادة الثقة بوسائل متعددة منها اكتشاف نقاط قوته، ثم التكليف بالمهام والتشجيع والدعم ثم التقدير العلني على الإنجاز. كانت تلك بداية عودة الثقة التي ساعدته على التخرج من الجامعة في التخصص الذي رغب فيه، في الحياة…
الإثنين ٠٢ نوفمبر ٢٠٢٠
تنتسب الأقمار للأقمار، فتضاء الحياة بالأعمار، وتصبح العلاقة ما بين الضوء والاسم الذي يضمه، كما هي العلاقة ما بين الشمس وأهدابها المشعة على أرض البسيطة. قمر اصطناعي يحمل اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لهو التزامن ما بين الزهرة وأشواق الطبيعة للعطر، وهو التتابع ما بين الموجة وسرعة المراكب نحو السفر الطويل، وهو التعاقب ما بين الحلم، وواقع الازدهار. إطلاق اسم (mbz-sat) لهو انطلاقة الأجنحة باتجاه الأفق، وهو وثبة الفكرة المجللة بالبريق نحو نهار أبيض، مضاء بعقول نيرة، اتخذت من لحظة التنوير بداية لصناعة حضارة تتألق بالشفافية، وأحلام الورد، وطموحات النجوم، ومسعى الأقمار في تحقيق أقصى لحظات الاستنارة. ونحن في الإمارات اليوم، نستتب عند لحظة التألق، ونقف عند ناصية طفرة حضارية فريدة، لا تضاهى، ولا تبارى، لأن الشمس بزغت من هنا ولأن نهر العطاء، مد جداوله بسخاء، ولأن الشجرة أعطت كل ما لديها من ثمر، ولم تزل تشغف بالعطاء،…
الأحد ٠١ نوفمبر ٢٠٢٠
لمَ العربات الفارغة هي أشد ضجيجاً، وحدها المحملة تأخذ طريقها دون أي ضجيج، هكذا هي أمور الحياة، لا يبقى فيها إلا ما انتصرنا له من قيم إنسانية سامية، وأخلاق ربانية جاءت بها رسائل وشرائع السماء، صوت الحق يعلو على صوت الشر، والخير دوماً هو المنتصر، وإن تأخر قليلاً، وحين يتراجع الحكماء والمتنورون وأهل الحل والعقد عن دورهم، يتقدم الرعاع خطوة إلى الأمام، ويحاولون سد ذاك الفراغ، ولأنهم من فراغ، يعضدون أنفسهم بالضجيج والجلبة، وتثوير الأمور، واختيار نقاط ضعف الإنسان، وما يمكن أن يجرح عاطفته، ولأن الرعاع محتاجون دوماً لعقول تدفع بهم، لا يجدون من يقوم بذاك الدور إلا الشريرين، ومن لهم مطامع لا تتحقق إلا في وجود الفوضى العارمة، وهنا المكسب، ومن يطعم الفائدة يحب أن يزداد منها، لذا من مصالحهم إبقاء الأمور تغلي وتعميم الفوضى وخلق التوتر والاحتقان، هكذا يجب أن نقرأ المشهد من داخل فرنسا، ومن خارج فرنسا، لأن المسألة ليست كما صور لنا، وشبّه لنا، وأرادوا إقناعنا…
الأحد ٠١ نوفمبر ٢٠٢٠
في الوقت الذي تحاول فيه فرنسا فرض إلزامية التعليم منذ سن الثالثة، يوجد حوالي 50 ألف طفل فرنسي يمتنع أولياء أمورهم المسلمون عن إرسال أبنائهم للمدارس، بحجة أن تلك المدارس مختلطة، وذلك على الرغم من قرار فرنسا تخصيص 10 ملايين يورو لتمويل مجهودات مؤسسة «إسلام فرنسا»، للتعريف بالثقافة الإسلامية، عبر إنشاء المركز العلمي للدراسات الإسلامية، في محاولة لمحاربة فرنسا التدخلات الأجنبية التي تأتي عن طريق تمويل جمعيات الجالية المسلمة، نظراً لتعدد التمويلات الخارجية من دول المغرب العربي وتركيا ودول الخليج للعديد من الجمعيات الدينية. أيضاً حثت باريس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية على الإسراع في مشروع تكوين الأئمة وتأهيلهم في فرنسا بشكل يتوافق مع ثوابت الجمهورية والعلمانية، لتقوية هيمنة هذا المجلس على ملفات الجالية المسلمة، وكذلك بهدف التضييق على مبادرات بعض الدول التي ترسل أئمة مساجد إلى فرنسا، بلغ عددهم 300 إمام مكلفين إمامة الصلاة وتعليم القرآن واللغة العربية والمبادئ الإسلامية، وجمع الزكاة. الجدير بالذكر أنه يوجد في فرنسا حوالي 2260…
الأحد ٠١ نوفمبر ٢٠٢٠
الإبهار الحضاري الذي اعتاد العالم على انتظاره من دبي، لا ينحصر بجمال مشهدها العمراني الذي تضيف إليه كل يوم سحراً جديداً، وإنما أصبح أكثر من ذلك يمثل نموذجاً عالمياً في فكر قيادي وإداري يفاجئ الجميع بما يرسخه من مسيرة تنموية قوية لا توقفها ظروف أو أزمات، وتثبت قدرتها ومرونتها على اقتناص الفرص من جوف التحديات، لتواصل دبي الإنجاز متفوقة على كل ما يمر به العالم أجمع واقتصاده من تباطؤ بسبب الجائحة، وتتغلب على ما تعيشه المنطقة من ظروف صعبة. وأكثر من ذلك يتفرد هذا الفكر القيادي برؤية مستقبلية، تثابر على تمهيد الغد الأفضل للأجيال، مثلما تعمل لتحقيق أقصى مستويات الرفاه لأبناء الحاضر، في ميزان لا تميل فيه كفة، وتجربة باتت مطلباً للدول وقدوة لأصحاب القرار. سر نجاح هذا النهج، هو الأولوية القصوى التي تضع فيها قيادة دبي، الناس وجودة حياتهم، في مقدمة أهداف جميع مبادراتها ومشاريعها الكبرى، وهذا ما يؤكده محمد بن راشد: «جودة الحياة في دبي هي سر حب…
محمد الرميحيمحمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت
السبت ٣١ أكتوبر ٢٠٢٠
أيام ويعرف العالم من القادم إلى البيت الأبيض. في الفضاء العربي هناك انقسام بين راغب في عودة السيد دونالد ترمب وآخر آمل في وصول جو بايدن، وكل فريق له منطقه الخاص في ذلك. في انتخابات سابقة غامرت بتوقع طرف للوصول إلى البيت الأبيض، ولكنه لم يصل، فتعلمت درساً ألا أتوقع؛ فالشعب الأميركي يمكن أن يفاجئك، هذه المرة سوف تكون المفاجأة أكبر. قراءة المشهد تحتاج إلى كثير من «الحيادية» إن صح التعبير؛ فأميركا اليوم تمر بمنعطف مهم، فكل الأحداث الجارية هي «عَرَض لمرض»، إن جاز التعبير، ربما سوف يصنفها الدارسون في المستقبل أنها «بدء مرحلة التراجع» عن قيادة العالم، لم يكن هذا التراجع وليد اليوم، بل مثل أي تطور اجتماعي - سياسي آخر، هو تدريجي نشهد بعض ملامحه اليوم وعلينا ربطها ببعضها في انتظار اكتمال المشهد. من مظاهر التراجع هو بدء استخدام تعبير قاسٍ؛ أن الولايات المتحدة يمكن أن يطلق عليها اليوم «الولايات المنقسمة الأميركية»؛ فالانقسام واضح في السنوات القليلة الماضية،…
السبت ٣١ أكتوبر ٢٠٢٠
تصريح يدل على إيمان بمحورية المرأة في البناء، وسر النهضة في العالم. هو هذا البوح الذي دائماً ما تؤكده، وترسخ جذوره سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، تأكيد يضع المرأة في جوهر الفكرة البنائية وفي محور التداول ما بين خيط النمو، وإبرة الوعي. يقول فولتير «خلقت المرأة لتشعرنا بمعنى الحياة، فهي مثال الكمال»، ويقول أيضاً «النساء أشجع مما نتوهم». منذ البدء والتاريخ يمسك بضلع المرأة، ببطش وضراوة، فيحنيه، ويثنيه، ويلويه، حتى أصبحت في نظر المتزمتين جزءاً ضامراً من واسع العضلات. واليوم، وقد تبوأت الإمارات الدور الشاسع في الإضاءات الناصعة، واتخذت من قضية المرأة جوهر اهتمامها، ومحور قيادتها للتنوير في العالم. وما تصريحات سمو الشيخة فاطمة، إلا الصدى والصوت والصيت لموقف الإمارات من أهمية دور المرأة في صناعة النسيج الاجتماعي، وصياغة المثل الإنسانية الرفيعة. فالمرأة في الحياة، هي كل الحياة، لأنها مانحة الحياة لجيل يتهجى أبجدية…