الثلاثاء ٠١ سبتمبر ٢٠٢٠
حين وقّعت مصر معاهدة سلام في 1979 لم يتغير موقفها من القضية الفلسطينية، وحين وقع الأردن معاهدة مماثلة في 1994 لم يتغير موقفه من الحقوق الفلسطينية، وحين وقعت منظمة التحرير الفلسطينية اتفاقية أوسلو لم تتغير ثوابتها من استعادة الحقوق، والحال نفسه مع الإمارات، فتوقيع معاهدة السلام مع إسرائيل لا يعني بأي حال من الأحوال تخلياً أو تراجعاً عن الموقف المبدئي الثابت للإمارات في دعم الشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه كاملة. وأصحاب الذاكرة القوية يعرفون مواقف الإمارات، وماذا قدمت لفلسطين منذ سبعينيات القرن الماضي إلى اليوم، سواء بالدعم المادي والإغاثي أو الدعم السياسي عبر قرارات القمم العربية أو قرارات مجلس الأمن الدولي، ولا زال هذا الموقف إلى اليوم غير قابل للمساومة؛ لأنه موقف مبدئي من قضية عادلة، لا زالت في مقدمة أجندتها السياسية. وما يميز المعاهدة الإماراتية الإسرائيلية أنها لا تضع الإمارات تحت ضغوط البلد المجاور حدودياً مع إسرائيل، أي أن الإمارات لديها المساحة الأوسع في التحرك نحو تحقيق مصالحها وخدمة…
الأحد ٣٠ أغسطس ٢٠٢٠
تاريخ صعود الولايات المتحدة لتصبح أقوى إمبراطورية عرفها التاريخ البشري، هو تاريخ مهم ومشوقٌ وملهمٌ. فأميركا الحضارة المعاصرة هي نموذج للأفكار الليبرالية، والمبادئ الإنسانية، والاقتصاد الناجح، والثقافة المنفتحة، وتطوير التعليم، والاكتشافات والتقدم العلمي المذهل، والقوة العسكرية الضاربة، وصولاً للحظة التتويج العالمية بعد الظفر بالنصر في الحرب العالمية الثانية 1945، ثم وصولاً لإسقاط الاتحاد السوفياتي 1991. في مؤتمر «الحزب الجمهوري» قبل أيام، كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب مليئاً بالفخر وهو يعدد إنجازاته في أربع سنواتٍ مضت، صنع فيها الكثير لبلاده وللعالم، وبخاصة قدرته على إعادة التوازن للعالم بعد التوجهات اليسارية والمختلفة والانعزالية لسلفه باراك أوباما، الذي يعتبر المرشح الديمقراطي جو بايدن امتداداً له ومحاولة لاستعادة رؤيته للعالم. التغيير الكبير الذي حصل في أميركا لم يخلقه الرئيس ترمب؛ بل أوباما. وترمب يمثل ردة فعلٍ لكل الضعف والهوان والتنازلات التي اعتمدها أوباما للتخلي عن قيادة العالم، وجعل أميركا دولة عادية تتخلى عن حلفائها، وتعزز مكانة خصومها في تراجيديا تاريخية غير مفهومة بشكل واضحٍ…
الأحد ٣٠ أغسطس ٢٠٢٠
نفخر ونعتز بالدور العظيم والرسالة السامية التي ينهض بها مجلس الإمارات للإفتاء، وقد اختارت قيادتنا الرشيدة معالي العلامة عبدالله بن بيه رئيساً له، ومعه نخبة من العلماء الأفاضل. دور عظيم ورسالة سامية تعزز وتنشر جوهر الدين الحنيف ووسطيته واعتداله، وبالأخص في هذا الزمن الصعب الملتبس الذي يحاول فيه تجار الدين والشعارات خلط الأوراق، وإلباس الحق بالباطل والباطل بالحق. خلال الأيام القليلة الماضية، وبعد المبادرة الشجاعة المباركة للإمارات بإعلان إقامة علاقات مع إسرائيل، كان المجلس ورئيسه معالي العلامة عبدالله بن الشيخ المحفوظ بن بيه أمام هجمة حاقدة من أولئك الذين امتهنوا تحريف الكلام وتطويع الدين السمح لغاياتهم الإجرامية، خاصة بعد البيان التاريخي للمجلس، والذي أكد فيه للناس أجمعين «أن هذه المبادرة هي من الصلاحيات الحصرية والسيادية لولي الأمر شرعاً ونظاماً، وأن في الشريعة نماذج كثيرة وأصولاً شرعية ناظمة لمثل هذه القضايا صلحاً وسلاماً، وفقاً لما تقتضيه الظروف والمصلحة العامة»، مثمناً مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد…
الأحد ٣٠ أغسطس ٢٠٢٠
مشكلات العالم لا تتوقف ولا تنتهي، والجائحة الفيروسية أكبر دليل على ذلك، وهي تنضم إلى سلسلة طويلة من التحديات العالمية مثل الجوع والفقر والتعليم والرعاية الصحية والبيئة ونضوب الموارد، عدا عن المشكلات الأمنية والسياسية والكوارث الطبيعية التي تزيد المشاكل تعقيداً وتضخماً. أي أن التحديات متواصلة وتتجدد، فهي جزء من حياة الشعوب والأمم، ولأنها كذلك تقع على عاتق الحكومات مهمة رصد مؤشراتها قبل أن تحدث، لمنع حدوثها أو تقليل أضرارها، عبر الاستعداد والتحسّب لأسوأ الاحتمالات، وهو ما أثبتت صحته الجائحة الفيروسية التي تضرب العالم منذ نحو 10 أشهر، ورغم الضرر الذي أحدثته، إلا أنها أضاءت على نقاط الضعف في منظومات عدة لعلّ أبرزها الصحية على مستوى العالم كله ومنها الإمارات. من هنا، كانت توجيهات القيادة، ونحن نعد خطط الخمسين سنة القادمة، لبناء منظومات اقتصادية وصحية وتعليمية ومعرفية، متكاملة ومتوازنة، قادرة على التعامل مع أي مشكلة أو تحدٍّ وتجاوزه، وأنه لابد من إعادة توجيه الاستثمار إلى قطاعات تحقق التوازن والتكامل الذي يلبي…
الأحد ٣٠ أغسطس ٢٠٢٠
العام الدراسي الجديد لن يكون عاماً طبيعياً، بل هو عام استثنائي في توقيته وشكله وكل الظروف المحيطة به، مليء بالتحديات، لكننا في دولة استطاعت دائماً أن تواجه التحديات وتتغلب عليها، لذا فنحن جميعاً نتطلع إلى أن يحقق جميع الشركاء، والأطراف المعنيين بالعملية التعليمية، النجاح في تجاوز هذه التحديات الجديدة بتحقيق نتائج إيجابية، وينجحوا في مواجهة كل التداعيات المرتبطة بوجود فيروس كورونا المستجد، ومنعه من التسلل والانتشار بين طلاب المدارس. نتفهم تماماً أن قرار العودة للمدرسة قد يكون مُقلقاً لبعض أولياء الأمور والطلبة، لكن الاهتمام الحكومي الكبير، والبروتوكولات الصحية التي أقرتها الجهات المعنية للمدارس، سيعملان بالتأكيد على إزالة هذا القلق شيئاً فشيئاً، خصوصاً أنه من الواضح جداً التزام المدارس بالإعلان أخيراً عن إجراءات صارمة في الصحة والسلامة، لحماية أبنائنا الطلبة، والكوادر المدرسية من الإصابة بالعدوى. وعموماً كل من يشعر بالقلق حيال عودة المدارس، يمكنه التحدث مع مدرسة أبنائه، لمعرفة المزيد حول الأسلوب الذي ستتبعه في الحفاظ على صحة وسلامة الطلبة، وعن…
السبت ٢٩ أغسطس ٢٠٢٠
ربما يشعر البعض بعقدة النقص والدونية، عندما يرتفع صوت الإمارات في منطقة ما من العالم، ليعلي صوت الحق، ويلامس شغاف الحقيقة. فهذه مسألة طبيعية، فكل شذاذ العالم، وكل المنحدرين من سفوح الضآلة ينتابهم هذا الشعور، ويؤذي أفئدتهم ويملؤها بالكدر، ويكابدون غصّة تحرق صدورهم، وتكوي قلوبهم، فنجدهم يصابون بالسّعار، ويبتلون بهستيريا تقض مضاجعهم، عصاب قهري يجعل أظافرهم لباناً تمضغه أضراسهم. مسألة طبيعية أن يعاني هؤلاء مرض الرعاش عندما يسمعون عن الإمارات بأنها حققت إنجازاً مهماً على الصعيد العلمي، أو الاقتصادي، أو السياسي، لأن الحواس الخمس لديهم تصاب بخلل في التوازن الحسي فتضيع منهم البصيرة، ويخسرون قدرتهم على تقدير الأمور، ويعتقدون أن النجاح في الإمارات هو انكسار لعصا الإشارات الدلالية التي تقودهم إلى منطقة التطور والتقدم. نحن نعلم ذلك، ولكننا لا نقدره، ولا نحترمه، لأنه إحساس بغيض، وأناني، ومجرد من أي حس سليم ولا يحمل في طيّاته سوى أحلام أشخاص فكّروا في لحظة غبش بأنهم كبار، ولكن الواقع يقول عكس ذلك، والواقع…
السبت ٢٩ أغسطس ٢٠٢٠
في الأول من سبتمبر (أيلول) المقبل «يحتفل» لبنان بمرور مائة عام على إعلانه دولة مستقلة من قِبل فرنسا، الدولة المنتدبة. وفي أجواء الاحتفال السائدة أعلن وزير خارجية فرنسا أن لبنان مهدد بالزوال، أو الاختفاء. لم يحدث لوزير خارجية دولة كبرى، أو عادية، أن استخدم هذه اللغة في الحديث عن دول أخرى، من دون تردد أو حساب لأي شيء، ومن دون الأخذ في الاعتبار أي أدبيات دبلوماسية. وبين القول والقائل، هذا أخطر كلام رسمي، في وصف لبنان، يضاف إلى ما يقال كل يوم في صحف العالم وأروقته السياسية. قال الوزير الفرنسي هذا الكلام التحذيري بالكثير من اللامبالاة للسياسيين اللبنانيين وسلوكهم العدمي فيما يغرق بلدهم في أسوأ كارثة وأسوأ أزمة في تاريخه، وينحدر سريعاً إلى الإفلاس المادي والرعب الأمني والخوف من عودة الحرب الأهلية. وقد عادت مؤشراتها إلى الظهور يومياً في المناطق، من الشمال إلى الجنوب، وفي الأماكن السريعة الاحتكاك والاشتعال. في هذا المشهد الرهيب هناك سؤال واحد في السياسة اللبنانية: ماذا…
السبت ٢٩ أغسطس ٢٠٢٠
ما الذي يحدث على صعيد الاستراتيجية العسكرية الأميركية في أوروبا الغربية، وهل ما تجري به الأقدار هناك له علاقة بمستقبل حلف «الناتو»، والصراع القديم مع الاتحاد السوفييتي سابقاً، وروسيا الاتحادية حالياً على وجه خاص؟ مع أواخر يوليو الماضي كان الجيش الأميركي يعلن أنه سينقل مقره الأوروبي من شتوتغارت بألمانيا إلى بلجيكا، وكان الرئيس ترامب قد أعلن في يونيو الماضي أنه خطط لخفض عدد القوات الأميركية في ألمانيا إلى 25 ألف جندي، ما يعني سحب نحو 12 ألف جندي أميركي من ألمانيا؟ والشاهد أن الناظر للتحركات العسكرية الأميركية الأخيرة، يكاد يوقن بأن ما يحدث من إعادة تموضع وانتشار هو قرار الجنرالات، وليس قرار ترامب، ما يعني أن الدولة الأميركية العميقة، وبقيادة من المجمع الصناعي العسكري الأميركي، هي الفاعلة والناجزة في كل الأحوال في الامبراطورية الأميركية المنفلتة. على أن ترامب أوجد بلا شك من خلال رؤيته لأحوال «الناتو» مساحة عريضة لهذا المجمع لان يتوسع ويتمدد، فساكن البيت الأبيض يرى أنه لا…
السبت ٢٩ أغسطس ٢٠٢٠
السلام نور، يشرق على الإنسانية ليزيل عتمة الفكر والضمير، وهو الهدف الأسمى الذي يسعى إليه الإنسان، للخلاص من التطرف والعدوان، والسلام وفرة وتنمية، ووعد بالبذل والعطاء من أجل نهضة الأوطان ورفعة الشعوب بتوفير الأمن والأمان أساساً لمقوّمات التنمية المستدامة. السلام رؤية حكيمة ترتكز على الحق والعدل والحوار، ورفض استخدام القوة في فرض الأمر الواقع، والأجدى للعالم العربي احتضان السلام نظراً لما تحتويه المنطقة من إمكانات هائلة باعتبارها مهد الأديان السماوية، والتي هي في جوهرها الحقيقي دعوات للسلام والتسامح وبناء الحضارات. وقد سعت الإمارات، منذ أسسها الشيخ زايد، «حكيم العرب»، طيب الله ثراه، عبر محطاتها التاريخية الكثيرة، لتحقيق رؤيتها العميقة، في إرساء مبادئ ومفاهيم السلام العالمي. والمتتبع لتاريخ الإمارات، ومنذ نشأتها، يدرك أن قيادتها الرشيدة سارت على الطريق نفسه، عاملةً على تعزيز ثقافة السّلم وترسيخ مكانة الإمارات قوة مؤثرة لحل النزاعات وتحقيق التفاهم العالمي، لنصل من خلال هذا النهج السلمي إلى هذه اللحظة الفريدة والجريئة، والمتمثلة في معاهدة السلام بين الإمارات…
الخميس ٢٧ أغسطس ٢٠٢٠
هل تؤسس الثروة، دولة؟ أو يصنع المال، حضارة؟ الجواب قطعي بالنفي، لأن الشرط الأول للبناء هو الإنسان، الذي يعرف كيف يدير الثروات والمال، أو كيف يوفرها إذا انعدمت، ليؤسس مستقبله ويبني وطنه. والمسألة ذات شقين مترابطين الأول قيادي والثاني تأهيلي، فتصورات القيادة ورؤيتها لدور الفرد والجماعة هي التي تصنع الفرق في تصميم التأهيل الشامل واللازم للأجيال من أجل بناء النهضة حتى يتمكن الفرد وبالتالي الجماعة من صناعة تقدم دولهم بأيديهم. كانت هذه الرؤية حاضرة في الإمارات، منذ البداية لدى القادة المؤسسين، فسخّرت المال ووفرت البيئة الملائمة لتأهيل الأجيال، سواء القانونية أو المؤسسية، ومنحتهم الثقة واستنهضت عزائمهم، حتى صهرت الجميع في الحلم الوطني وجعلت الجميع شركاء في بناء الوطن وتقدمه. وأهم ما ميّز تلك الرؤية هو تعاملها مع الرجل والمرأة على قدم المساواة، استناداً لشريعة السماء أولاً، ثم لإيمانها بقدرة الاثنين على العطاء المتساوي، وحاجة الوطن لسواعد كل أبناء الوطن. لذلك تبلورت مبكراً استراتيجية الإمارات التي يحرص خليفة على استدامتها، ويرعاها…
الخميس ٢٧ أغسطس ٢٠٢٠
تحتفل الإمارات غداً بيوم المرأة الإماراتية، والذي يصادف الثامن والعشرين من أغسطس، ذكرى تأسيس الاتحاد النسائي العام، والذي هو محطة مفصلية ونقطة انطلاق لتأطير العمل النسوي والارتقاء به، والإبحار معه نحو آفاق جديدة غير مسبوقة، لتتبعه جملة من المبادرات والهياكل التنظيمية لتبلور كل مرحلة جديدة تتطلب أدوات جديدة لتعزيز المسيرة المباركة. تحتفل المرأة الإماراتية بيومها في رحاب عام الاستعداد للخمسين، تحت شعار «التخطيط للخمسين: المرأة سند للوطن»، الشعار الذي اختارته لها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات» راعية الإسهام الأول والأكبر في ما تحقق للمرأة على أرض الإمارات، وسموها كانت إلى جانب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي آمن منذ مراحل التأسيس الأولى لتشكيل التنظيم الحكومي في إمارة أبوظبي وكذلك لدى قيام الدولة بضرورة إطلاق طاقات المرأة لتقوم بدورها جنباً إلى جنب مع الرجل لبناء دولة عصرية في…
الخميس ٢٧ أغسطس ٢٠٢٠
«المفكر العربي الكبير»، كما وصفته مذيعة القناة التي يديرها هو بتمويل قطري، أظهر لكل من شاهده من العقلاء، وغير المتعصبين، والمحايدين، سذاجته وحماقته وضعف حجته، وخلو عقله من الفكر تماماً، والأسوأ من ذلك أسلوبه المكشوف دائماً المعتمد على التلاعب بالعواطف والمشاعر والدين من دون حجج وبراهين، لاستغباء كل من يصدقه، ويصدق أكاذيب وافتراءات الآلة الإعلامية القطرية، المنفق عليها بسخاء! هي ذاتها أساليبهم لم تتغير، رغم أنها أصبحت سقيمة ومملة ومكررة، وكشفها العقل العربي الحر، تلاعب واضح بالألفاظ لكسب العاطفة الجمعية، واللعب على وتر الدين والقومية العربية، وإقحام تهمة محاربة الإسلام لكل من يكشف زيفهم وأجندتهم المدمرة، إضافة إلى رمي التهم جزافاً من دون دليل، ومحاولة إلصاق صورة نمطية بكل من يناصبهم العداء، يكرّسونها في إعلامهم المأجور، وعبر ذبابهم الإلكتروني المنتشر بفعل دولاراتهم وأموالهم المهدرة! المفكر «الكبير»، الخالي عملياً من أي فكر مفيد، عزمي بشارة، يقول إن الإمارات ضد الديمقراطية، وهي تعادي وتحارب الأنظمة الديمقراطية في الوطن العربي، ولا تقبل بوجودها،…