آراء

فكرة (المدارس النحوية) زيفٌ أو حقيقة؟

الإثنين ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست:  اقتضت طبيعة التفكير النحوي القديم تأسيس النحو العربي تأسيسا غير منظم في مراحله الأولى لأمرين رئيسين: طبيعة المرحلة، وإشكالية التأليف في علوم ليس لها معادل أو مقايس، ويُحمد لتلك المرحلة تأسيس قواعد كلية انطلقت من قراءة عميقة للنص القرآني، وللمنقول عن العرب بالاعتماد على النسق الفلسفي الذي تجاوز الجزئي إلى الكلي (الاستقراء)، هذا التقعيد الذي بدأت إرهاصاته منتصف القرن الأول الهجري أو قبله، لا يمثل في نظري أي مدرسة نحوية بالمفهوم العلمي والفلسفي للمدرسة، ناهيك عن المفاهيم التربوية التأسيسية التي تقتضي ضوابط محددة، وقرائن معتبرة فيما يمكن أن ننعته بالمدرسة بمفهومها الخاص أو العام، والضوابط التي تحدد المنطقيات المتعلقة بالتحديد الزمني والمكاني، بالإضافة إلى واقع الحال، وإشكاليات الثقافة المعاصرة التي تقتضي منهجية واضحة، وأطر فلسفية لصناعة (المدرسة) دون التقيد بشخصيات محددة، أو الاقتصار على موضوع، أو الارتباط بتجمع علمي، أو التركيز على طابع الاتجاه، لا سيما في العصور الأولى (حتى نهاية القرن الثالث فيما أرى)، إذ…

ما نحن؟

الإثنين ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست: يبدو أننا نميل كبشر، وبدرجات متفاوتة، إلى إلقاء كثير من اللوم على ذواتنا تجاه أشياء وأحداث بعيدة عن واقع تأثيرنا الفعلي.. وربما يحمل هذا في طياته شيئاً من الشعور الخفي بالرفعة والعظمة. اعتدت منذ حداثة نشأتي على الاهتمام بالبيئة، والتعاطي مع الموجودات كثروات ناضبة، فأقتصد في الماء والضياء والكهرباء بقدر المستطاع، وأعيد تدوير الأشياء بشكل تلقائي.. زاد هذا التوجه مع ثورة الحديث عن الاحتباس الحراري، وثقوب الأوزون، ومشاهد الدببة القطبية المسكينة والثلج يذوب من تحت أقدامها.. أطفئ الضوء وأفكر بها، وأعتذر لها وأنا أفرط في القراءة الليلية بلا حول مني ولا قوة. منذ أيام شاهدت في قبة معرض علمي مهيب فيلمًا وثائقيًا عن التغير المناخي الذي واجه الأرض في حقب تاريخية متعددة، وما رافقه من انقراضات عظمى أو موت كبير أودى بحياة العديد من أشكال الحياة البرية والبحرية على سطح هذا الكوكب، ومنها الديناصورات بكافة أنواعها. ناهيك عن كل التحولات الهائلة في جغرافيا الأرض ذاتها، كتل…

جمال الشحي
جمال الشحي
كاتب و ناشر من دولة الإمارات

هل نعيش حياتنا فعلًا… أم نسخة منها؟

الخميس ١٨ سبتمبر ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست:  “الوجود الأصيل يبدأ حين يتوقف الإنسان عن العيش كما لو أن الآخرين يقررون مصيره.” – مارتن هايدغر   منذ طفولتنا الأولى لا نكتب نحن قصة حياتنا، بل تُكتب لنا. العائلة ترفع سقف التوقعات، المدرسة ترسم الطريق، والمجتمع يوزع علينا قوالب النجاح والفشل. وسط هذا الزحام، نجد أنفسنا نلهث خلف صورة نظنها "مقبولة"، لا خلف حقيقتنا المختبئة. وهنا تبدأ بوادر شرخ خفي: أن تشعر أنك تؤدي حياة لا تخصك. هذا الشعور ليس مجرد انزعاج عابر، بل هو بداية الاغتراب عن الذات. يصف علماء النفس هذه الحالة بأنها فقدان الصلة مع "الذات الحقيقية". نصبح أسرى لأدوار اجتماعية مفروضة. نبتسم. لكن وجوهنا لا تعكس دواخلنا. نسعى وراء أهداف لا تعبّر عنا. ومع مرور الزمن يطلّ علينا تساؤل مُلحّ من دواخلنا: من أنا حقًا؟ نحن في جوهرنا أبناء بيئتنا، نحمل بصمتها كما يحمل الجسد ندوب طفولته. العادات والتقاليد والقبيلة تمنحنا إطارًا من الانتماء والأمان، لكنها في الوقت نفسه تجعل الخروج…

رفرفة

الخميس ١١ سبتمبر ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست:      سمعتُ بكتاب "بدلة الغوص والفراشة" قبل بضع سنوات، وعلى الرغم من إغراء كونه مكتوبًا برمش العين اليسرى، إلا أنني تجنّبت قراءته، لأن كلمة "بدلة غوص" تستثير فيّ حالة فقدٍ خاصة .. فمنذ غياب أخي، بطل الإمارات وآسيا في الغوص الحر، بقيتُ أتجنب حتى النقطة فوق حرف الغين. لكن كما أن لكل أجلٍ كتاب، يبدو أن لكل كتابٍ أجل، وقد آن أوان هذه السيرة الذاتية الفريدة، كباكورة لقراءات "قنديل الأدب"، نادي القراءة الفائق البهاء، التابع لدائرة الثقافة والسياحة، والذي سرّني قبول دعوته الأنيقة، المتضمنة كل مرة لقاءً في أحد المتاحف أو المعالم السياحية البارزة في عاصمتنا الجميلة أبوظبي. نعود للكتاب .. لغة السرد، أسلوبها، دهاليزها ومتاهاتها، كمّ الذكاء الذي كُتبت به، غزارة المعلومات، يقظة التفاصيل، وحس الدعابة العالي، بل سأقول والتفاؤل والرغبة في الحياة أيضًا. فبالنسبة لشخص مثل جان دومينيك بوبي، صحفي وكاتب ورئيس تحرير مجلة شهيرة في أجواء عاصمة النور باريس، أن يجد نفسه…

العربية..خلود اللغة وأبدية الهوية

الخميس ١١ سبتمبر ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست:          عندما نتأمل فكرة "انقراض اللغة"، فإننا حينها نستحضر المشهد التاريخي للغاتٍ عظمى خبت أضواؤها وانطوت صفحاتها ، وأفلت تراكيبها، وفنيت معانيها مع انطواء حضاراتها، لغاتٌ كانت  أسفار الحكمة أعظم مدوناتها، يُنسَج بها تاريخ الإنسان ومراحله، ثم تحولت إلى أثر أو بقايا كتابات على جدران صامتة لا تُبين، أو كان أقل أحوالها تداخلها مع لغات أخرى، أو ضياعها في جوف التاريخ، فلا باعث لها ولا مستذكر، ولا حارس أمين يُرجى ويُترقب، كُتب لها الضياع والأفول في خضمّ أطوار الحياة، وربما لم يعد لها أطلال يتغنّى بها المنشدون، أو يتباكى بجوارها المحبون، أو يندب عاثر حظها التائهون.        لكن السؤال الآن: هل يمكن أن تنقرض العربية أو هي عصيّة على ذلك؟.       الإجابة عن هذا السؤال ربما تحمل شجوناً وتداخلات تتجاوز حدود النفي السريع غير الواعي إلى فضاء أعمق من الفلسفة والتاريخ معًا، فالعربية ليست لغة عابرة حملتها الظروف ثم تركتها لتقاوم دون مُعين أو مُغيث، وليست…

الرحلة التي تبدأ عند الوصول

الثلاثاء ٠٩ سبتمبر ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست:  ها أنا في مطار شارل ديغول، أتهيأ لرحلة العودة من باريس، مدينة الحب والأنوار. وأسأل نفسي: كم من الحكايات شهدتها المطارات؟ وكم من الدروس تسلّلت إلينا مع كل رحلة، ولم ندركها إلا عند الوصول؟ قبل أن تبدأ الرحلة، ننشغل بأحاديث لا تنتهي عن الحقائب، الوزن المسموح، والوجهات البعيدة. لكن الحقيبة الأثقل ليست ما نحمله في أيدينا، بل ما نحمله في داخلنا: ذكريات وأشياء لا نستطيع تركها خلفنا. وربما كان هذا هو الدرس الأصعب في السفر. المطار ليس محطة عبور فحسب، بل مسرح صغير للعالم. ازدحام يبدو فوضويًا، لكنه يخضع لنظام صارم. وجوه عديدة ، حقائب متلاصقة، أصوات تتناوب بين إقلاع وهبوط. وبين هذا الحشد تختلط المشاعر: جسد مثقل بالتعب، قلب يترقب لقاءً غائبًا، وعيون تبحث إمّا عن نوم قصير أو عن وداع أخير. حتى صوت عجلات الحقائب على الأرضية اللامعة، ورائحة القهوة المتصاعدة من المقاهي، يضيفان لمشهد الانتظار نكهته الخاصة. وفي المطار نكتشف هشاشتنا أمام الزمن؛…

السعودية والإمارات… تعاون من أجل سلام غزّة واستقرار المنطقة

الإثنين ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٥

تسعى الرياض وأبو ظبي إلى استخدام عناصر قوتهما الديبلوماسية وعلاقاتهما الواسعة من أجل دفع الولايات المتحدة وأوروبا إلى الضغط على إسرائيل من أجل وقف خطط التهجير وضم الضف الغربية وتوسيع الاستيطان، وقبل ذلك وقف الحرب على قطاع غزة.      جاء اللقاء بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد في 3 أيلول/سبتمبر الجاري، ليؤكد تنسيقاً يتجاوز البعد الثنائي، نحو تعاون أكثر متانة واستدامة، بغية اجتراح حلول عملانية لما تمر به المنطقة من أزمات. ففي ظل حرب غزة، وتصاعد الدعوات الإسرائيلية إلى التهجير، تبدو الحاجة ملحة لعملٍ عربي قادرٍ على كبح الانزلاق نحو الفوضى، وتثبيت أسس الاستقرار. الرياض أظهرت أن فعلها الإنساني في الملف الفلسطيني ليس هامشياً من خلال "مركز الملك سلمان للإغاثة"، إذ وُجهت آلاف الأطنان من الغذاء والدواء ومستلزمات الإيواء إلى غزة، مدعومة بحملة تبرعات جمعت مئات الملايين من الدولارات، إضافة إلى تعهد مالي مباشر لدعم الصحة والتعليم بقيمة 300 مليون…

اللغة العربية والهوية..بين الأصالة والتحول الحضاري

الجمعة ٠٥ سبتمبر ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست:        أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في محافل عدة على أهمية اللغة العربية، وضرورة الاعتزاز بها، وغرسها في نفوس الأجيال، وتطوير مناهج تعليمها، لتظل لغة قادرة على مواكبة العلوم والتقنية، وحاضرة في ميادين الإبداع والابتكار، وألمح إلى أنها ذاكرة الوجود ومرآة الكينونة مصرحاً بأن:" اللغة العربية هي أداة رئيسة لتعزيز هويتنا الوطنية لدى أجيالنا القادمة، لأنها المعبرة عن قيمنا وثقافتنا وتميزنا التاريخي"، وعمّق المسؤولية حين تجاوز في حديثه حدود الخطابة إلى استحضار بعدها الوجودي حين قال:إن "لغتنا العربية لغة حية غنية، نابضة بالحياة، بقيت محافظة على أصالتها لأكثر من 2000 عام، وتتميز بقدرتها على مواكبة الحاضر والمستقبل، والإسهام في الحفاظ على اللغة العربية هو قيمة إسلامية، وفريضة وطنية، وترسيخ لهويتنا وجذورنا التاريخية"، وفي توجيهه هذا يُلمح سموه إلى أن اللغة ليست انعكاساً للوعي فحسب، بل هي شرط إمكانه.     من تلك المنطلقات التي وضعها سموه، وحرص على تأكيدها مراراً يمكن القول بأن…

جمال الشحي
جمال الشحي
كاتب و ناشر من دولة الإمارات

هل نعيش لأنفسنا أم لأبنائنا؟

الجمعة ٠٥ سبتمبر ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست: “نُربي أبناءنا ليكونوا أحرارًا، ثم نتألم حين يستخدمون حريتهم.” – كارل يونغ نحلم بالأبناء في بداية حياتنا، وعندما يأتون تتبدل إيقاعات حياتنا. نصبح أكثر انشغالًا بتفاصيلهم، أقرب إليهم، ونربط سعادتنا بمستقبلهم. ومع مرور الزمن، يحضر السؤال:هل نعيش لأنفسنا حقًا، أم أن حياتنا كلها تتحول إلى رهان على أبنائنا؟ الآباء الشرقيون والغربيون أيضاً يتمنون أن يبقى الأبناء بجوارهم عندما يتقدمون في العمر. هذا الحنين طبيعي، لكنه ليس حقًا مضمونًا ولا التزامًا يُفرض على الأبناء. العلاقة الأعمق ليست عقد أبدي، بل رباطً إنساني و وعدًا غير مكتوب، تُقاس مسافاته بالكلمة الصادقة لا بالوجود الجسدي. الأبوة والأمومة في جوهرهما عطاء، لكن أي عطاء؟ بمقابل أو بلا مقابل؟ هل هو ذوبان كامل حتى نفقد ذواتنا، أم عطاء يمنح الأبناء جذورًا راسخة ليستندوا إليها وأجنحة قوية ليطيروا بها بعيدًا؟ "إريك فروم" ، في الفلسفة الإنسانية، يرى أن الحب ليس تملكًا ولا ذوبانًا في الآخر، بل هو قدرة عامة على العطاء والاهتمام…

جمال الشحي
جمال الشحي
كاتب و ناشر من دولة الإمارات

هل يجب علينا أن نكون ناجحين؟

الإثنين ٠١ سبتمبر ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست: الفيلسوف الرواقي “إبيكتيتوس” كان يرى أن قيمة الإنسان لا تكمن في ما يملكه أو يظهره، بل في قدرته على التحكم بنفسه وفهم موقعه في الكون.   عبر التاريخ، تغيرت مقاييس النجاح بتغير الزمن: عند الفلاسفة كان النجاح امتلاك الحكمة، عند الملوك لا شيء يضاهي السلطة، عند التجار كان المال والثروة، وعند بعض أصحاب المعتقدات كان النجاح هو القدرة على التحرر من الدنيا. هذه التباينات تكشف أن النجاح نسبي، لا يُقاس بمعيار واحد صالح لكل الأزمنة.   أما في عصرنا، فقد فرض منطق السوق مقاييسه القاسية: فصار الإنسان سلعة، قيمته في إنتاجه، وفي قدرته على جمع المال أو حصد الشهرة أو اعتلاء المناصب. جاءت سلطة الصورة من الإعلام وشبكات التواصل ونمط البيئة المعاصر لتكرّس هذا المنطق، فصار النجاح مشهدًا بصريًا يُعرض للآخرين، لا تجربة داخلية تُعاش بصدق.   ونتيجة لذلك، وُلد وهم جديد: وهم المساواة والكفاءة. قيل لنا إن الفرص متاحة للجميع، وإنه لا عذر للفشل، لكن…

جمال الشحي
جمال الشحي
كاتب و ناشر من دولة الإمارات

سن الخمسين : منتصف سباق الحياة

السبت ٣٠ أغسطس ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست: "لا يمكنك أن تعبر المحيط ما لم يكن لديك الشجاعة لتُغادر الشاطئ." — أندريه جيد. الخمسون ليست بداية محطات النهاية، بل هي محطة وجودية جديدة، عتبة تدخل منها إلى مفترق طريق قد يعيد تشكيل وجهتك القادمة. إنها وقت جديد من حياتك يُعاد فيه صياغة عقد الذات، بعد أن انقضى نصف العمر في سباق محموم لتحقيق أهداف، بعضها اقتنعت به وبعضها الآخر جريت فيه لمجرد أن تكون جزءًا من مجتمعك وبيئتك. عملت بجد، وحققت بعضًا منها، ولم يتحقق بعضها الآخر لأسباب وظروف شتى. الآن تبدأ محطة مختلفة. عند هذا المنعطف لا يُطلب منك التوقف، بل إعادة توجيه البوصلة الداخلية. أن تتحول من محاولة السيطرة على عالم خارجي سعيت طويلًا ليقبلك، إلى رعاية صحتك العقلية والجسدية والروحية، وبناء علاقة أعمق وأكثر وعيًا مع ذاتك. يقال إن عمر الخمسين هو سنّ النضج المعرفي. حيث يتبلور الوعي بأن ليس كل ما يلوح في الأفق يستحق انتباهك، وأن الجدالات المستنزفة للطاقة…

السعد المنهالي
السعد المنهالي
كاتبة إماراتية

تَصوُر.. غير المُتصور!

الخميس ٢٨ أغسطس ٢٠٢٥

خاص لـ هات بوست:      نحتفل في هذه الايام بانجازات نساء الامارات في مجالات عدة، ومعها ترتفع نبرة الفخر بالمنجز الشخصي، وهذا حق لا ينكره أحد على أحد. ولكني اطرح سؤالا طالما شغلني في خضم هذه الاصوات، هل كان هذا ممكنا على أرض أخرى، ومع قيادة مختلفة؟! استرجعت هذه الأسئلة التي اعرف اجابتها جيدا وأنا اتابع "ديستوبيا" تلفزيونية مثيرة، حيث تنهار دولة ما بسبب كارثة تلوث بيئية، فتستغل جماعة متطرفة ذلك لتقلب نظام الحكم. يستيقظ سكان البلاد ليجدوا أنفسهم وقد أُنتزعت منهم حرياتهم بسبب توجهات متزمتة وقاسية فرضتها حكومة جديدة متعصبة. هذه الدراما ليست جديدة على الشاشة؛ ورغم ذلك فهي مخيفة جدا بل ومرعبة في تفاصيلها الانسانية كلما تصورتها على الحياة اليومية. ولأن الوعي بقيمة النعمة لا يكتمل إلا بمقارنتها بنقيضها، انشغل قلبي وعقلي بالنعم التي نحظى بها، ومقارنتها بتلك التحولات الاجتماعية العميقة التي فوجئن بها نساء تلك البلاد، رغم أنهن من سمحن بها في غفلة عندما تركن فرص…