الثلاثاء ٠٧ أبريل ٢٠٢٠
خاص لـ هات بوست: ترددت على ألسنة البعض في الآونة الأخيرة رسائل تقول "أغلقت المساجد والكنائس ولم يحصل شيء، لكن تخيلوا لو أغلقت المشافي" في غمز ولمز إلى أهمية العلم وعدم فائدة الدين. وعلى الطرف الآخر عزا البعض إغلاق دور العبادة والوباء إلى "الفجور والفلتان" الذي تسلل إلى المجتمعات المسلمة فكان هذا عقاب الله. وبات كثر يبكون على ما آلت إليه أحوال الزمان، بعد أن أغلقت دور العبادة، وراحوا يتحسرون، لدرجة سمحت لأولئك بكسر الحجر المنزلي والخروج بمسيرات يرددون فيها "الله أكبر" هنا وهناك في طنجة في المغرب وفي مناطق عدة في تونس. لماذا نتخيل أنّ دور العبادة هي الأماكن التي يوجد فيها الله؟ دور العبادة أغلقت لكن أبواب الله مفتوحة، ليس فقط بالدعاء، بل بالعمل والمساهمة في مساعدة المصابين والمتضررين. الله موجود معنا في التزامنا بيوتنا، وحرصنا على ألا نزيد الأمر سوءاً على أحبابنا وأهلنا، وعلى من يعملون لأجلنا من طاقم طبي يسهر ويعمل بساعات طويلة تحت خطر الإصابة…
الإثنين ٠٦ أبريل ٢٠٢٠
السادة النبلاء.. أصحاب الأرواح المتخمة بالوفاء والنقاء والأصالة وصهيل الخيل: بكل الأسى والحزن، أنعي إليكم واحدًا من كتيبة فرسانكم النادرين.. في يوم جميل ومشمس قضى فيه جل وقته وهو ينثر الحب بين أفراد أسرته ويقرأ بعضًا من صفحات كتاب تاريخ الفلسفة ويختم يومه بالصلاة وقيام الليل خلد الفارس إلى نوم عميق ولكنه قرر هذه المرة أن يرحل بلا عودة.. إلى عالم أجمل وأنقى وأطهر يليق به وبقلبه النبيل.. في السادسة والربع صباحًا توقف قلب والدي الممتلىء بالحب عن غناء مواويل البهجة والعطاء.. تحت الإنعاش السريري، عاد إلى الحياة في عشر دقائق أكثر من مرة ولكنه أخيرًا قرر أن يوقف هذا النزال بهدوء وسكينة وبشاشة كانت دومًا سمات وجهه الوسيم. أتي الموت كصديق وفي ونبيل.. لم يرهقه ولم يعبث بكرامته ولم يجندل فروسيته.. تصافحا ومضيا معًا في وفاق وترك الفارس وجها مبتسمًا مضيئًا وكأنه يصر على البشاشة حتى بعد مماته.. رحل والدي الشيخ الدكتور فهد جابر الحارثي وهو في العقد الثامن…
الأحد ٠٥ أبريل ٢٠٢٠
إلى الآن سبقت «كورونا» كل القوى المعروفة. قوة المال وقوة السلاح وقوة السياسة وقوة التحليل. لكن أخطر ما في هذا السباق الذي لا سابقة له ولا حدود ولا أهداف، أن «كورونا» سبق حتى الآن العلم. وفي انتظار أن يحقق العلم خرقاً أو تقدماً أو احتمالاً في هذه المواجهة، فإن فشل العلم هو الأكثر رعباً. الباقي يتدبّر. أميركا رصدت 3 تريليونات دولار. الخزائن الكبرى فُتحت. ولكن إليك هذا المشهد الذي لم تسمع أو تقرأ عنه من قبل: طاقم حاملة الطائرات الأميركية روزفلت يخلّيها في عرض البحر بسبب الفيروس الخفي. رسوم والت ديزني لم يخطر لها هذا المشهد: «روزفلت» يشلّها فيروس. القوى البحرية تحسب حساب كل الأخطار منذ أن اكتشف الفينيقيون الملاحة. إلا هذا. مجرد اكتشاف لقاح صغير وتعود دورة الكوكب إلى ما هي. لكن الفيروس ماضٍ في إذلال العالم. كل مرحلة يخرج ما يذل هذا الكائن المتباهي بتفوقه. عاش دهراً يعتقد أن الكواكب الأخرى هي التي تدور حول كوكبه، إلى أن…
رضوان السيدعميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي
الخميس ٠٢ أبريل ٢٠٢٠
اجتاحت العالم كله، على وقع انتشار وباء كورونا، نهضةٌ دينيةٌ ما أتت هذه المرة من جانب رجال الكنائس والوعاظ، بل من عامة الناس، وقد بلغ من ذُعْر بعض ذوي المراتب الكَنَسية من تعبيرات الذين سَرَتْ في صفوفهم هذه الموجة أن سمَّوها: Fetechism، أي أنها من صنف البدائيات السابقة على الديانات الكبرى، مع أنّ الرموز التي استخدمتها الجماهير في استغاثاتها من الوباء تعبيراتٌ دينية، لقد اندفعت العامة حاملةً رموزها باتجاه الكنائس، التي أُقْفلت في وجوههم بأوامر من من إدارات الكنائس والكاتدرائيات، وبأوامر رسمية. فالتجمعات، سواء داخل الكنائس أو خارجها، اعتُبرت بين أسباب انتشار الوباء، والجميع نصحوا الناس بالبقاء في منازلهم، وهي المرة الأولى منذ العصور الوسطى، التي لا يستطيع فيها المذعورون من الأوبئة أو الغزوات الخارجية، أن يتخذوا من أماكن العبادة ملجأً ليحسُّوا بشيء من الأمن. المفكر الألماني وفيلسوف الدين Otto ذهب في كتابه «المقدَّس»، في عشرينيات القرن الماضي، إلى أنّ الدين الذي اعتُبر منتهياً بسبب تحوله إلى مؤسَّساتٍ ضخمة عمدت…
الأربعاء ٠١ أبريل ٢٠٢٠
سأذكّر القراءَ بصورتين، لعلَّ غالبيتهم قد صادف إحداهما هذه الأيام. الصورة الأولى لطائرة صغيرة مسيرة (درون) تقترب من سيدة في أحد شوارع ووهان، المدينة الصينية التي كانت بؤرة فيروس كورونا، وثمة تعليق يفيد بأنَّ الطائرة أَمَرَتِ السيدة بارتداء الكمامة والعودة للبيت. أمَّا الصورة الأخرى فهي لعربة مسيرة (روبوت) في العاصمة التونسية، تقترب من سيدة أيضاً، لتأمرها بالرجوع للبيت. في كلتا الصورتين، شعر المشاهدون - أو معظمهم - بقدر من الضيق؛ لما لاحظوه من فزع على وجهَي السيدتين. وظننت أنَّنا ما كنا سنشعر بالضيق، ولعلَّ السيدتين ما كانتا ستشعران بالفزع، لو أنَّ الذي تحدَّث معهما رجل شرطة اعتيادي. لكن أنْ توقفك آلة وتصدر إليك أوامرَ، فهذا يولد خوفاً شديداً في نفس الإنسان يصعب احتماله، ولا سيما في ظروف الأزمة. في الحادثتين حمولة رمزية ضخمة، تشير إلى أحد المخاوف الكبرى التي تنتاب المحللين، إزاء ما سيتلو انحسار وباء كورونا. كنت قد ذكرت في مقال الأسبوع الماضي، أن شعور بعض الناس بنجاح النموذج…
الأربعاء ٠١ أبريل ٢٠٢٠
ما يفعله بعض الموردين في الأسواق حالياً أمر لا يصدق، أظهروا الوجه القبيح في استغلال الظروف والأزمات لمصلحة تحقيق الربح على حساب المستهلكين، وهم مدركون أن جميع المستهلكين لا يملكون في الوقت الراهن حولاً ولا قوة إلا الشراء وبأي سعر، خصوصاً بعد أن احتكر هؤلاء الموردون بعض البضائع الحيوية والضرورية، وبدأوا يتلاعبون بأسعارها كيف يشاؤون. المستودع، الذي ضبطته دائرة التنمية الاقتصادية في دبي، ينقل الصورة البشعة للجشعين من التجار، حيث قام ذلك المورد باستيراد آلاف الصناديق من الكمامات، وكدسها في مخزنه من دون أن يطرحهـا في الأسـواق، ولم يكتفِ بذلك بـل بــدأ، في وقت مبكر، شراء الكميات الأخرى الموجودة في السوق، بسعر 20 درهماً للكرتونة، وبعد أن ضمن أنه أصبح الوحيد الذي يملك هذه الكمية، وتأكد أن السوق تخلو من الكمامات، في حين أن الناس تطلبها وتريدها بأي شكل وطريقة، ضرب ضربته وأنزل الكمامات على دفعات، وبسعر يصل إلى 130 درهماً للكرتونة الواحدة، ما يعني أنه حقق ربحاً يصل إلى…
الأربعاء ٠١ أبريل ٢٠٢٠
بقصد أو بحسن نية، يبادر البعض إلى نشر رسائل وفيديوهات، تثير الذعر والهلع بين الناس، مثل نقص الكمامات أو المعقمات، صحيح هناك طلب كبير على هذه السلع، لكن نحن كأفراد جزء من المشكلة، فحين ننشر عبر منصات التواصل الاجتماعي عن نقص هنا وهناك، فقد اخترنا الوسيلة الخطأ، لأن المسؤولية تقتضي التواصل مع الدوائر الاقتصادية التي خصصت فرق تفتيش ومتابعة ومراكز اتصال لتلقي شكاوى المستهلكين، والنشر أو إعادة النشر من دون تحقق من صحة المحتوى يقع تحت طائلة المسؤولية القانونية. كما أن إقبال الأفراد على شراء كميات كبيرة من هذه السلع، هو إضرار بالمصلحة العامة، وإرباك لجهود الأجهزة الرسمية وسلسلة التوريد لمنافذ البيع الكبرى التي تؤكد مع الجهات الرسمية وفرة المعروض، لكن علينا الشراء بمسؤولية، والاكتفاء بالحاجة، والثقة في أن المخزون والتوريد كافيان للجميع، فلا تهلعوا ولا تثيروا خوف غيركم. المصانع تعمل وسلاسل التوريد تؤدي دورها بكفاءة فلا ترهقوها بالشراء وبث الشائعات، بالأمس تحدثنا هنا عن تجار الأزمة، وكيف يستغلون الأوضاع…
الأربعاء ٠١ أبريل ٢٠٢٠
«حملات قذرة» تقودها حسابات تويترية مجهولة تستهدف المغرد السعودي من كتاب وإعلاميين ومثقفين ورواد منصة تويتر ومغرديها من جهة، وكل موالٍ ومحب ومدافع عن المملكة من الإخوة العرب ومن المقيمين بيننا وعلى أرضنا بكل محبة وولاء منجهة أخرى، فئة تتذرع بالوطنية دأبت على ممارسة أبشع عبارات التخوين والطعن بوطنية كل مغرد سعودي «بارز» ممن سجلوا مواقف مشرفة في الدفاع عن وطنهم وممن سخروا أقلامهم للذود عن حياضه. تتصاعد حدة هذا السلوك التخويني في تويتر يوماً بعد يوم بشكل لم يعد يحتمل، وتتصاعد وتتسع على أثره حملات مشبوهة ممنهجة يتم الاتفاق عليها مسبقاً باستهداف مغرد مؤثر ليهاجم بطريقة لا أستطيع أن أجد لها وصفاً إلا الخسة والوضاعة وتصفية الحسابات الحزبية التي اضطرتهم للتخفي بكل جبن وإشباع لأحقادهم وغلهم وما تحمله عقولهم من بشاعة فكرية لبقايا صحوة خبيثة وفلول فكر متطرف! لم أستغرب حين رصد مغرد فاضل -لواحد فقط - من تلك الحسابات الوهمية فكشف لنا تخادم ضمني خطير بينه وبين أجندات…
الإثنين ٣٠ مارس ٢٠٢٠
كتب الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله في صفحته الرسمية على موقع تويتر باللغتين العربية والإنجليزية: "في هذا الوقت الحرج الذي يواجه فيه العالم جائحة كورونا المستجد، التي تؤثر على الإنسان والأنظمة الصحية والاقتصاد العالمي، نجتمع بمجموعة العشرين في قمة استثنائية؛ للخروج بمبادرات تحقق آمال شعوبنا، وتعزز دور حكوماتنا، وتوحد جهودنا لمواجهة هذا الوباء. حمى الله العالم من كل مكروه".. حيث أطلع العالم على أهمية الاجتماع خلال هذا الوقت من العام الذي يمر على العالم جائحة من أكبر الجوائح التي تمر على البشرية خلال العصر الحديث. إن المملكة ومن منطلق مسؤولياتها العالمية تقوم بدورها الكامل والمأمول منها وهو الدور الريادي ومسؤوليتها السياسية والاقتصادية والأخلاقية والإنسانية، لذا فقد تصدرت المشهد ودعت مجموعة دول العشرين من أجل العالم والإنسانية في لقاء الرؤساء عن بعد وبلغة الظروف والوقت الحالي، وهذا ما عرف عن السعودية وهو القيام بالمبادرات لكل العالم، وبالرغم من انشغال القيادة الحكيمة في مراقبة الوضع عن قرب داخل…
الإثنين ٣٠ مارس ٢٠٢٠
قُتل مسعود مولوي وردنجاني بالرصاص في شارع بإسطنبول في الـ14 من نوفمبر 2019 بعد أكثر بقليل من عام على مغادرته إيران، حيث انتقل إلى صفوف المعارضة، وبدأ ينتقد القادة العسكريين والسياسيين في النظام الإيراني. وكان وردنجاني قبل مغادرته، يعمل في الأمن الإلكتروني بوزارة الدفاع الإيرانية، ولا شك أن حساسية مكان عمله السابق، وسرية المعلومات التي يملكها، والتي كانت لتغري عدة أجهزة غربية وإسرائيلية للحصول عليها، وتجعل تصفيته بالنسبة لطهران ضرورة. وفي شهر أغسطس الماضي، قام بنشر رسائل على وسائل التواصل الاجتماعي تنتقد الحرس الثوري الإيراني، «سوف أجتث قادة المافيا الفاسدين». وأضافت «ادعو الله ألا يقتلوني قبل أن أفعل ذلك»، وهي ما مثلت استشرافا لمصيره. قال مصدران أمنيان إيرانيان لرويترز إن وردنجاني تحدى تحذيرا من الحرس الثوري بعدم التعاون مع شركات تركية في مشروعات متعلقة بالطائرات المسيرة، دون مزيد من التفاصيل. وقالا إنه اتصل أيضا بالولايات المتحدة ودول أوروبية للعمل معها. متحدثة باسم شرطة إسطنبول قالت إن التحقيق مستمر. وامتنعت عن…
علي عبيدكاتب وإعلامي من دولة الإمارات العربية المتحدة
الإثنين ٣٠ مارس ٢٠٢٠
مربكة كانت نهاية الأسبوع الماضي لبعض الذين لم يفهموا رسالة الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث المتعلقة بالتعقيم الوطني من فيروس كورونا المستجد، فقد فهم البعض الرسالة على أنها تقييد تام للحركة طوال اليوم، رغم الجهود التي بذلتها وسائل الإعلام الرسمية في توضيح الصورة من خلال الرسائل التي بثتها، ومن خلال المقابلات التي أجرتها مع مسؤولي الجهات والدوائر المختصة والمتحدثين الرسميين باسم الهيئة الوطنية لإدارة الطواريء والأزمات والكوارث لإزالة اللبس وتوضيح الصورة، وتأكيد أن الحركة ستكون طبيعية خلال ساعات النهار التي ستتوقف فيها عملية التعقيم. على أي حال بدأت عملية التعقيم الوطني بنجاح ويسر وسهولة، وهي مستمرة حتى يوم السبت المقبل، وبقي أن نستخلص الدروس والعبر منها. وأولها أن الارتباك الذي حدث لدى البعض قبل بدء عملية التعقيم لم يكن ناشئاً عن عدم الثقة بقدرة الجهات التي قامت بالعملية، وتلك التي أشرفت على حركة تنقل البشر والسيارات خلال تنفيذها، وإنما لحرص الجميع على الالتزام بالتعليمات، وعلى أن تتم العملية بسلاسة،…
الأحد ٢٩ مارس ٢٠٢٠
كشف وباء كورونا (كوفيد - 19) المروع عن أزمة سياسية لا تقلُّ خطورة عن المرض نفسه. التكتُّم على الإصابات والوفيات بلغ مرحلة عند بعض الحكومات إلى درجة تزوير الإحصائيات، وعملية تسجيل المصابين، وفلترة المعلومات الصادرة عن المستشفيات. كل هذا من أجل الحفاظ على الصورة الزاهية للحكومات داخلياً وخارجياً. وكانت الكارثة أكبر في دول لم تكتف بالتكتم، بل أيضاً امتنعت عن اتخاذ قرارات قد تشوه صورتها، ودأبت على إصدار بيانات الطمأنة والنفي والسخرية، وترويج نظرية المؤامرة عليها. وخطر هذه الممارسات لم يختصر فقط على سكانها، مواطنين ومقيمين، بل تعداه إلى الإضرار بالدول الأخرى، خصوصاً ممارسات الدول ذات الكثافة السكانية العالية، التي لها امتدادات في العالم. وفي الوقت الذي ينشد فيه العالم التعاون لأنَّه السبيل الوحيد لمنع تعاظم الكارثة وتهديد البشرية بشكل أكبر، ينجرف الأميركيون والصينيون في حرب بروباغندا كبيرة ضد بعضهما. فعلى السوشيال ميديا أخبار الإنجازات والنجاحات الطبية المضخمة من الصين تقابلها حملة تشويه متعمدة من الولايات المتحدة، مع أن الرئيس…