آراء

«معك يا لبنان»

السبت ١٢ أكتوبر ٢٠٢٤

تواصل أيادي الخير الإماراتية القيام بواجباتها الإغاثية، مدفوعة بقوة الرسالة التي اختارت أن تؤديها، والتي تحكي عن شعبنا وقيادتنا، ووعينا وحكمتنا، وسياقنا التاريخي وإرثنا الحضاري، وواجبنا الأخلاقي، وقيمنا الإنسانية. نقول ذلك، ونحن نتابع، وباعتزاز شديد، المبادرات التي خرجت من بلادنا لدعم الأشقّاء في لبنان، إزاء ما يواجهون من تحديات إنسانية وظروف صعبة، هذه الأيام. 100 مليون دولار، حزمة مساعدات إغاثية عاجلة، أمر بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، فضلاً عن عشرات الطائرات المحملة بآلاف الأطنان من إمدادات طبية وغذائية وإغاثية ومعدات إيواء، خرجت على متن طائراتنا إلى لبنان، حاملة معها ملامح شخصيتنا الوطنية وقيمنا الأصيلة التي سنظل محافظين عليها، ونضعها في عين الاهتمام والاعتبار. إضافة إلى ذلك، جاءت «حملة الإمارات معك يا لبنان»، كشاهد عيان جديد على نهجنا الإنساني الذي خطّه المغفور له الشيخ زايد، ذلك النهج الذي يتجلّى دوماً بعفوية في غوث المنكوب والوقوف إلى جانب المحتاج، شقيقاً كان أو صديقاً، ما…

السعد المنهالي
السعد المنهالي
كاتبة إماراتية

معرفة حقة!

الأربعاء ٠٩ أكتوبر ٢٠٢٤

أن تعلم بأمر ما لا يعني أنك تعرفه، ومعرفة النفس فعل يختلف عن العلم بها، إنها مرحلة لاحقة يصل لها الإنسان الذي عَلِم، وقد لا يصل، إذ يتوقف ذلك على قدرته على العلم بنفسه، وهذا يعني علمه بأن له ذاتاً وعليه تلمّسها.. كيف هي؟ ما نقاط قوتها، كيف هي مواطن ضعفها؟ ما هدفها؟ والكثير غيرها من الأسئلة التي يكون طرحها دلالة على العلم بوجود الذات. أما معرفة الذات فهي تلحق من فعل على مجمل الإجابات المترتبة على تلك الاستفهامات، فالإنسان يعيش مع ذاته طوال الوقت معتمداً على الألفة التي أحدثها الزمن ومعتقداً بها كقناعة للإدراك والمعرفة، بينما يأتي طرح سؤال عام وبسيط أمامك عن النفس، ومن ثم مفاجأتنا بالعجز عن الإجابة بسهولة، دليلاً دامغاً على أن الألفة مع النفس لم تكن كافية لمعرفتها! ومن أشكال معرفة الذات القبض على مواطن الضعف، وهو أمر صعب جداً يعتقد الكثيرون ‏بسهولته، وهذا غير حقيقي أبداً، فالأمر يتطلب قدراً كبيراً من الصدق والأمانة والشفافية،…

كن متفرداً..

الأربعاء ٠٩ أكتوبر ٢٠٢٤

في الوقت الحالي معظم ما نراه ونسمعه، مكرر أو متشابه، أصبح المعظم يحاول أن يصبح نسخاً مطابقة لآخرين، إما بالمظهر أو أسلوب الحياة أو الاهتمامات، وحتى الشكل والمضمون. وهذا نراه أكثر وضوحاً في صفوف قصص وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تصيبنا أحياناً الدهشة عندما ترى منشوراً وفجأة تتساءل أعتقد أني رأيته من قبل بكل تفاصيله! والمدهش أن البعض عند هذا التقليد يصبح أعمى بصر وبصيرة، لا يعلم أنه ربما لا يناسب بيئته أو طبيعة المكان أو المناسبة أو العادات والتقاليد، وغيره كثير. المهم أني سأتبع هذا النسق بحذافيره. أن تتعلم من شخص أو تأخذ منه ليس عيباً أو خطأ، لكن أبقِ هويتك، أبقِ روحك وبصمتك، كن أنت في كل أحوالك، وقدم ما يليق بالزمان والمكان وقيمك ومبادئك. كن قصتك الحقيقية التي خلقت أنت بها، فنحن فطرنا وخلقنا متميزين ومنفردين بكل وأصغر تفصيلة، من شكلنا الخارجي إلى البصمة الجينية في كل ذرة في أجسادنا. بصمتك الحقيقية في هذا العالم أن تكون أنت.…

عائشة سلطان
عائشة سلطان
مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان

منصة ميدار

الأربعاء ٠٩ أكتوبر ٢٠٢٤

منصة «ميدار» التي أسسها ويدير مادتها الإعلامية بانتقائية رشيقة ومفيدة ومتنوعة، الزميل (محمود العوضي)، واحدة من أحدث المنصات الإعلامية في الفضاء الإلكتروني، منصة تقدم مادة إعلامية تتوافر فيها الكثير من مواصفات المادة التي يرغب المتابع والقارئ والمثقف اليوم أن يعرفها ويتابعها في ظل إكراهات واقع عملي متسارع يتصف بذاكرة أشبه بذاكرة الجولدن فيش، أو السمكة الذهبية في أحواض سمك الزينة! أتابع «ميدار» منذ بدايات بثها، وأجد في مادتها مخزوناً جيداً للتعريف بالكثير من المجالات، وخاصة ما يتعلق بالجانب السوسيولوجي لتطور مدينة دبي، سياسياً واجتماعياً وخدمياً، متى ظهر كل شيء في دبي، متى ازدهرت التجارة، وتطورت الخدمات، ودخلت المياه النظيفة للبيوت، وحورب الاحتكار و... إلخ، وليس دبي فقط، فهناك ما يخص السينما والفن عموماً، والرياضة والاقتصاد والسياسة... ما يجذبني هو تلك التحقيقات المصورة حول تاريخ مدينة دبي، وأتمنى صادقة أن يتم تطوير هذه المادة التي تشكل نواة ثرية ومهمة لتتحول إلى أفلام وثائقية تحفظ وتؤرخ ذاكرة المدينة، ومستوى تفكير قياداتها التاريخية…

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد
إعلامي سعودي

أكتوبر بين الغباءِ والعمالة

الثلاثاء ٠٨ أكتوبر ٢٠٢٤

على أرضِ الواقع فإنَّ السّنوار حقَّق للمتشدّدين الإسرائيليينَ ما عجزَ عنه المتشدّدون من حكامِ إسرائيل بيغن وشامير، وكذلك شارون الذي خرجَ عام 2005 من قطاعِ غزةَ وفكَّك المستوطناتِ وسلَّمه للسلطة الفلسطينية. لماذا فعلَها يحيى السنوار؟ لا أستطيعُ أن أجزمَ لماذا قامَ بهجومِ السابعِ من أكتوبر ومن خلفه، هل كانَ عن جهلٍ منه أم بتدبيرٍ إيراني؟ وهو ما أتصوَّرُه، مع الاعتراف أنَّه لا يوجد دليلٌ على ذلك. انتهتْ معركةُ هجومِ السابعِ من أكتوبر 2023 بأكثرَ من أربعين ألفَ قتيل، وربعِ مليونِ جريح، وتشريدِ ملايين السكان كلهم، وغالبيتُهم اليوم تصارع من أجل الحياة، بالحصولِ على وجبةٍ واحدةٍ في اليوم وهم الآن سيحتاجون إلى سقف وبطانيات مع قدومِ الشتاء. فشلَ هجومُ السنوار في تحريرِ شبرٍ واحدٍ من الأراضي التي قالَ إنَّها هدف العملية. أصبحت إسرائيلُ أكثرَ نفوذاً وتغوُّلاً داخلَ فلسطينَ وفي المنطقة. لقد دمَّر القضيةَ الفلسطينيةَ دولياً، وفعلَ ما لم يفعلْه من قبله حتى أبونضال المعروفُ بخطورته. ستستمرُّ صورُ القتلى الإسرائيليين في السابعِ…

الاقتصاد.. وتشكيل المشهد الإعلامي العالمي

الإثنين ٠٧ أكتوبر ٢٠٢٤

يلعب الإعلام دوراً كبيراً في تعزيز التنمية الاقتصادية سواء بتسليط الضوء على الإنجازات والتطورات والتغيرات الاقتصادية أو تحقيق إيرادات واستثمارات تعزز الاقتصاد الوطني. والحقيقة أن وسائل الإعلام لم تكن يوماً مجرد أدوات ترفيه أو وسائط لنشر الأخبار، بل هي صناعة اقتصادية بحد ذاتها تلعب دوراً حيوياً في توجيه الاقتصاد الوطني والعالمي، بما تملكه من أدوات تؤثر بشكل مباشر على صناع القرار والرأي العام والسياسات الاقتصادية من خلال عملها المتمثل في نقل المعلومات وتفسير وتغطية الأحداث الاقتصادية. وتحتل الأنشطة الإعلامية مكانة مميزة في اقتصاد كل دولة، حيث يبرز هذا الدور من خلال فرص العمل وحجم رؤوس الأعمال والصناعات المتصلة بوسائل الإعلام العاملة في هذه الصناعة، إذ تعتبر هذه الصناعة واحدة من أكبر الصناعات في العالم، حيث تبلور صياغة الاقتصاد والسياسة وثقافة المجتمع ثم تعيد تصديرها إلى دول العالم الأخرى مرة ثانية، فالإعلام يعمل في الوقت الحاضر على الاستثمار في المعرفة في عالم يشهد في كل لحظة ثورة تكنولوجية في شتى المجالات.…

قضاء وقدر

الإثنين ٠٧ أكتوبر ٢٠٢٤

خاص لـ هات بوست:  في ظل ظروف صعبة يمر بها العالم، من كوارث طبيعية وحروب وأوبئة ومجاعات، كثيراً ما يتردد سؤال عويص، يجاهر به البعض ويكتمه بعض آخر، لكنه لا يلبث أن يعود إلى الواجهة عند كل مصيبة، فردية أم جماعية، يختصر ب "أين الله مما يحدث"؟ تنطلق إجابات شتى، غالباً تنقسم في مجتمعاتنا إلى شقين، وفق هوية المصاب، سواء فرد أم بلد أم مجتمع، فإما أن تكون المصائب ابتلاء من رب العالمين يختبر من خلاله صبرنا وإيماننا، أو أنها عقوبة استحقها من وقعت عليه. وإذ يصبح الإيمان بالقضاء والقدر حسب الفهم الذي ترسخ في أذهاننا، مريحاً نوعاً ما، حيث يسلم الإنسان ويقتنع أن تلك إرادة الله، فيقبل ويستكين، ويدفن الأسئلة داخله، خوفاً من أي شبهة بالكفر أو الشك، لا تلبث أن تعاود التساؤلات الطفو على السطح عند أهوال أخرى نشهدها. ورغم أننا لا ندرك تماماً آلية عمل العدالة الإلهية، فنقيسها بمقاييسنا الدنيوية المحدودة، ونقارن الله بنا كمخلوقاته، لكننا في…

هالة بدري
هالة بدري
مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي

الفنون.. قوة إبداعية ورسائل إلهام

الأحد ٠٦ أكتوبر ٢٠٢٤

تستوقفني المواقف والتجارب الحياتية التي يمر بها بعض الأشخاص فيحولون الألم فيها إلى أمل، ويسردون حكايات إلهام تستحق أن تروى. وفي كل محطة إلهام، يبرز دور الفن كقوة إبداعية وأداة فاعلة لإحداث التغيير والتأثير في المجتمع، ووسيلة مبتكرة لتوصيل الرسائل الإيجابية، ويثبت أبناء الإمارات قدرتهم على استثماره في كتابة قصص ملهمة، وفي التعبير عن أنفسهم والتحليق بأفكارهم في فضاءات الإبداع والتميز، وفي التصدي للكثير من الظواهر المجتمعية السلبية، ليكونوا بذلك نموذجاً استثنائياً في الإرادة والإصرار على النجاح. تجربة قاسية ومريرة عاشها الممثل وصانع المحتوى الإماراتي مصبح بن هاشم بسبب التنمر وآثاره السلبية، لكنه استطاع تجاوزها ونجح في التصدي لها بسبب الكوميديا التي قال إنها كانت السبب في علاجه، ليصبح اليوم فناناً يجسد قضايا الناس ويعبر عن همومهم في أعماله السينمائية. فكرت كثيراً بحجم ما عاناه هذا الفنان الذي سخر الفن سلاحاً في مواجهة الألم، ونجح في أن يصنع من الكوميديا جسراً عبر من خلاله إلى قلوب الناس، وشعرت بالفخر بشبابنا…

رأس الحكمة الإمارات – مصر

الأحد ٠٦ أكتوبر ٢٠٢٤

في الطريق إلى ملاءة حياة بفسيفساء الأحلام الزاهية، تذهب الإمارات ومصر بحكمة العلاقات السامية، وتاج الود المنعم بطموحات أعذب من مياه النيل، وأرق من موجات الخليج العربي، ومشاريع النمو تزدهر وتسخر بمعطيات كالمطر، وتجليات كالبروق، وقطوف كثمرات النخلة المباركة، وانسيابات كجداول السهول السخية. رأس الحكمة مشروع قاسم مشترك بين الإمارات ومصر، كما هي القواسم المشتركة في السياسة والتاريخ والجغرافيا والمصير، رأس الحكمة، الطريق الأخضر يعبر الإمارات إلى مصر، حيث هناك النيل العظيم يصافح رؤى أهل الخير، والأيدي المضاءة ببياض النوايا، وأخلاق العشاق الذين نشأوا على بناء الجسور من قيم، لا تزل ولا تخل، بل هي مساحة وضاءة، ومسافة معبدة بأهداف أبعد من الأفق، وأوسع من المحيط، وأعلى من الجبال، وأنعم من الوردة، وأجمل من بريق النجوم. في لقاء بين الأشقاء، تنعم الإمارات ومصر، بفيض من المنجزات يثري وجدان الحياة، ويملأ قلوب الملايين بالاطمئنان على مستقبل بلدين قدرهما أن يكونا مركز الدائرة في محيط عربي وإقليمي يعج بأمواج الغضب، ولكن تقول…

ناصر الظاهري
ناصر الظاهري
كاتب إماراتي

مرة.. غابت الفلسفة فَحَلّ الظلام

الأحد ٠٦ أكتوبر ٢٠٢٤

زمان وعلى أيامنا، وفي الصفوف الثانوية كنا ندرس في القسم الأدبي مادة الفلسفة، ومادة المنطق، ومن خلالهما مادة تسمى «الأخلاق»، راح الزمان، وجاء من شطب الفلسفة من المناهج، لأنها أم المعرفة، والمحرضة على الأسئلة، والداعية لسمو النفس، وتهذيب الأخلاق، والرقي بالإنسان من خلال الحق والخير والجمال، حارب أهل النقل الفلسفة، لأنها تعلم الأسئلة، وتعلم اليقين، والوعي بالإيمان بالخالق وبالإنسانية وبالأوطان، وتمنع الكفر، وتدعو للفكر، مضت السنون، ومناهجنا التعليمية كل يغرس فيها بذره وفكره في غفلة منا أو بسبب بساطتنا، وعادية الأمور، ولم نكن ننظر للأشياء بغير نظرتنا التي تحمل الطيبة وفعل الخير، وكنا نصدق كل من سمى باسم الله، وصلى على النبي، ولم يدر بخلدنا عن أي أجندات يمكن أن يحملها من آويناه في ديارنا، وأطعمناه من زادنا، وأصبح منعماً، وآمناً ومستقراً بيننا ومعنا، حتى اختلطت الأمور، وهاجت الدور، وعنك ودونك، حتى ابتلّت اللحى، ووصلت النيران بيوت الجيران، فتبينت لنا الأشياء، وانجلت الغشاوة عن العيون، وانشرحت الصدور، وإذا بالطلاب الذين…

ناصر الظاهري
ناصر الظاهري
كاتب إماراتي

مقامة الهمذاني في العيّار الحرامي -1-

الجمعة ٠٤ أكتوبر ٢٠٢٤

مرة.. ضاعت مني محفظتي في باريس، وأنا نازل من سيارتي في موقف بجانب العمارة، لكنه يطل على تقاطع شوارع، ومحط دوس الأرجل من المارة، انزلقت من جيب البنطال الواسع، موضة ذاك الوقت، وكانت عامرة بالنقود، والبطاقات، والهويات، وفجأة شعرت أن الإنسان في المدن الكبيرة عبارة عن رقم تعريفي، وورقة، وبطاقة، ومجموعة أرقام، وقعت المحفظة في يد شاب لم يرحمها، فأوصلها بعد مدة، ولكنها خاوية، ذاوية، فعنّت لي كتابة مقامة من مقامات الهمذاني في العيّارة والنشّالة، وفي وصف أمين الزمان الحرامي: أبدأها بالشكر والامتنان، لكلّ من سأل عن حالي، وتلمس أخباري، وأحوالي، في عزّ محنتي، وفقداني محفظتي، وسرقة أموالي، فالمعدن الطيب لا تفضحه النيران، يظل لامعاً براقاً على طول الأزمان، هذا ما غاب عن أصدقاء باريس والجيران، الذين اكتفوا بهزّ رؤوسهم، ورفع كتوفهم، دلائل التأسف والحسران، تذكرت أرض الخير وأهل الخير، وطن الجود والكرم والإحسان، تذكرت كيف إن اشتكى عضو تداعت بالسهر والحمى سائر أعضاء الأبدان، لم تدهشني المفاجأة، ولم يقعدني…

المواطن «الممتاز» والمواطن «العادي»

الخميس ٠٣ أكتوبر ٢٠٢٤

سألتني السيدة ميرة، وهي مثقفة من دولة الإمارات الشقيقة، عن علاقة المواطنين ببعضهم وعلاقتهم بوطنهم: هل نكتفي بمضمونها القانوني، أم نحتاج أيضاً إلى الرابطة الشعورية، أي الشعور بالتضامن والتكافل والانتماء الواحد؛ كي تكون مواطَنة صحية وبنَّاءة؟ لقد واجهت مثل هذا السؤال في واقع الحياة. كما سمعته موجهاً لأشخاص أعرفهم، من مواطنين يقولون: كيف تكون مواطناً مثلنا، وأنت تنكر كثيراً مما نؤمن به. وسمعت شخصاً كان مشهوراً في زمن سابق، يقول في حديث تلفزيوني: لو التقيت «فلاناً» لتفلت في وجهه. ثم شرح قائلاً: إننا لا ننتمي إلى ذات المكان والمرجع. وأعلم أن كثيرين قد شاهدوا تلك المقابلة التي أثارت جدلاً واسعاً في وقتها. والحمد لله أن تلك الصفحة قد طُويت، وارتاحت بلادنا من أثقالها. يشير سؤال السيدة ميرة إلى رغبة في الارتقاء بمفهوم المواطنة إلى مستوى الهوية الكاملة، بمعنى تحقيق التماثل التام بين المواطنين، في القناعات السياسية والدينية والعاطفية والثقافية. ولا أظن أن هذا ممكن في الواقع. ولو قلنا إنه ممكن،…