الأربعاء ٢٢ أبريل ٢٠٢٠
كثيرة هي الدروس المستفادة من أزمة «كورونا»، تحتاج لاحقاً إلى تحاليل معمقة، وسياسات جديدة، وقرارات متأنية، وتوجهات جديدة.. دروس متعددة، تشمل القطاعات كافة، وأعتقد أنه من الضروري جداً إعادة بناء جميع الاستراتيجيات السابقة، فلقد أثبت «الفيروس» أن بعضاً منها لم يكن يسير في الاتجاه الصحيح. فمن الصعب جداً، بل ومن المبكر الآن، الحديث عن أي تغييرات أو سياسات جديدة، لكن من المؤكد أن أبرز وأهم وأخطر ملف واجه الدولة، في أزمة انتشار فيروس كورونا، هو ملف العمالة الزائدة على الحاجة، أعدادها، وجودها، الحاجة إليها، الضغوط المختلفة بسبب كثرة أعدادها، ومدى الفائدة الحقيقية من وجودها بهذه الكثافة، كل تلك الأسئلة، وغيرها، شكّلت أكبر التحديات التي حمّلت الحكومة عبئاً ثقيلاً في هذه المرحلة الحساسة والصعبة والمعقدة! الوضع يستدعي إعادة دراسة ملف العمالة بشكل جذري، فلابد من تحديد نوعية وطبيعة الأعمال التي أسهمت في زيادة العمالة، خصوصاً غير الماهرة، ولابد من التعرف عن قرب إلى كُلفة وجود هذه الأعداد الهائلة منها على الدولة،…
فاضل العمانيكاتب سعودي مهتم بالشأن السياسي والاجتماعي والوطني
الأربعاء ٢٢ أبريل ٢٠٢٠
يبدو أن الحياة بأكملها قد توقفت عند عتبة كورونا، والأمر كذلك للكتابة، فقد توحدت كل الأفكار واختزلت كل المواضيع في هذه الجائحة البغيضة التي سببها هذا الفيروس التاجي المتناهي الصغر والذي لا يُرى بالعين المجردة ولكنه بطل هذا المسلسل الحزين والطويل الذي يُشاهده أكثر من سبعة مليارات ونصف المليار، هم تعداد العالم، كل العالم، بمعدل مشاهدة استثنائي ليس له مثيل على الإطلاق. هذا هو الجزء الثاني من سلسلة تتكون من أربعة مقالات تُناقش وتُلامس الأفكار والثقافات والعادات والسلوكيات التي آن لها تتغير أو تُصاغ من جديد لتُناسب وتُناغم الواقع الجديد الذي سيتشكل حتماً بعد وباء كورونا الذي غيّر وجه العالم، كل العالم. في المقال السابق، وهو الأول، كتبت عن "المشهد العالمي الجديد" الذي سيكون عليه العالم بعد هذا المنعطف التاريخي العظيم والذي سيؤسس لمصطلح "ما قبل وبعد كورونا". هذا المقال سيتحدث عن الواقع الوطني الذي سيتشكل بعد جائحة كورونا، وكيف ستكون صورة السعودية الجديدة. لا شك أن وطننا الرائع بقيادته…
الأربعاء ٢٢ أبريل ٢٠٢٠
أبدأ من مقالي السيدين جون ميكليثويت وأدريان ولدريدج في هذه الصحيفة يوم الاثنين المنصرم، واللذين بدآ بفرضية أن الاستجابة لتحدي وباء «كورونا» كانت فوضوية في معظم الدول الغربية. وهذا يرجع في تقدير الكاتبين إلى ترهل الإدارة الحكومية، قياساً إلى نظيرتها في الدول ذات النظام المركزي، مثل الصين وتايوان. استخدم الكاتبان إرجاعاً في غاية الذكاء إلى توماس هوبز، لتقديم غريزة «الخوف على الوجود» كأرضية للمقالين. في 1651 نشر هوبز كتابه «لفياثان» الذي يعد لبنة أولى في فلسفة الدولة الحديثة. و«اللفياثان» حيوان خيالي، ذكر في التوراة أنه كان يبتلع البشر والمراكب في أعالي البحار، واستخدمه هوبز كرمز لقلق الوجود الكامن في أعماق النفس البشرية، تماماً مثلما نتحدث أحياناً عن الجن والتنين والغول، وكلها كائنات أسطورية ليس لها وجود واقعي، لكنها محرك نشط لمشاعر الخوف في أعماق البشر. رأى هوبز أن أي مجتمع يحتاج إلى «غول» كبير ومخيف، يردع الناس عن العدوان على بعضهم. وهذه فكرة استعارها من أرسطو الذي برر التزام الناس…
الأحد ١٩ أبريل ٢٠٢٠
لا أصدق في هذا الزمن وجود من يحتقر العمالة المنزلية أو غيرهم من العمالة الوافدة، ويتعامل معهم بفوقية وغرور. نعم يوجد ذلك في كثير من المجتمعات، ونحمد الله أنهم فئة قليلة. المشكلة حين تضم هذه الفئة القليلة أحد المشاهير في مجال معين ينتظر منه أو منها القيام بدور ريادي في مجال التوعية بحقوق الإنسان كعمود أساسي في البناء الاجتماعي والحياة الإنسانية الكريمة للجميع. يصل الإنسان أحيانا إلى شهرة طاغية أو نجومية إعلامية تجعله يصاب بداء الغرور، هذا الداء ينافس داء الحماقة في صعوبة معالجته، إذا اجتمع الغرور مع العنصرية نكون أمام وباء اجتماعي خطير. العنصرية قد تكون نتاج الغرور، حين يرى الإنسان أنه أفضل وأهم من الآخرين، صحيح أن الثقة بالنفس هي أحد عوامل النجاح ولكن لها حدود إذا تجاوزتها تحولت إلى غرور وهو خصلة سيئة ينتج عنها سلوك غير مقبول. قرأت لكم في هذا الموضوع ما يلي (على الرغم من أن الثقة بالنفس إلى حد كبير واحترام الذات بدرجة…
الأحد ١٩ أبريل ٢٠٢٠
أكثر الأسئلة شيوعاً في هذا الوقت، متى سننتهي من أزمة فيروس «كورونا»؟ الجميع يريد أن يعرف الإجابة، لكن للأسف الشديد، سؤال لا إجابة له، لا يستطيع أحد في العالم بأكمله أن يضع تاريخاً لانحسار الفيروس، كما لا يستطيع أحد أن يتكهن بموعد انتهاء هذه الأزمة الصعبة! لكن هل يعني ذلك الاستسلام التام للفيروس؟ وهل يعني ذلك نهاية العالم؟ بالتأكيد ليس الأمر كذلك، فرغم صعوبة الوضع، ورغم شراسة الفيروس وسرعة انتشاره، ورغم آثاره المدمرة لاقتصادات الدول، وضغطه على الأنظمة الصحية، وتهديده المباشر لحياة البشر، إلا أن هناك ضوءاً من الأمل يظهر في نهاية هذا النفق المظلم، هذا الضوء الذي يمكن أن ينتشر شيئاً فشيئاً، ليصبح نوراً، ثم يمكنه أن يتحول إلى نهار، هو سلوك البشر، وكيفية تعاملهم مع الفيروس بوضعه الحالي، من دون علاج أو لقاح، لكن باستخدام العقل، واتباع الإرشادات والتعليمات الكفيلة بحمايتهم وأهاليهم، من التقاط هذا الفيروس. بالتأكيد ليس الأمر بهذه السهولة، لكنه ليس مستحيلاً، فالحياة في ظل وجود…
الأحد ١٩ أبريل ٢٠٢٠
من المهم، أن نعرف جميعاً أنّ المواجهة مع «كوفيد-19» تحتاج وقتاً طويلاً، حتى يتمكن العلماء من تطوير اللقاح وإنتاجه وتوفيره لحقن مليارات الناس، وقبل ذلك، على البشرية أن تجد وسائل التكيف اللازمة، وفقاً لواقع كل بلد، واقتصاده، وإمكانات قطاعه الصحي، ومستوى الوعي الاجتماعي فيه. الفيروس المستجد فاجأ العلماء والأطباء بقوة العدوى وسرعة انتشارها، وفرض على الدول جهود مكافحة طويلة، فعلى الرغم من استقرار أرقام الإصابات والوفيات في دول قليلة، إلا أنّ تصاعدها لا يزال مقلقا في دول أخرى، أولها الولايات المتحدة، مما يجعل البشرية غير قادرة الآن على وضع سقوف زمنية واضحة لانتهاء المرحلة الأولى من التصدي للوباء. إدارة الأزمة في الإمارات تدرك أنّ التكيف بات مطلوباً، وتعمل الآن على استقرار منحنى الإصابات، بجهود جبارة، حالت دون تركز بؤر للإصابة، ودون ضغوطات كبيرة على نظامنا الصحي، والتكيف المطلوب اجتماعي بالدرجة الأولى، فما دمنا نسجل إصابات فعلينا جميعاً التزام المعايير العالمية للتجنب والوقاية والتباعد، والحذر من أي مخالطة عشوائية، واتباع الإرشادات…
الأحد ١٩ أبريل ٢٠٢٠
منذ بداية الأزمة الصحية العالمية، يحظى أداء الإمارات في التعامل مع هذا الوباء، بإعجاب دولي، سواء على صعيد المعالجات الداخلية أو تقديم الدعم للخارج، والتي برز فيها فن إدارة الأزمة، بالاستباقية في الاستعداد والتخطيط والتنفيذ المنظم، ثم بالتحفيز الاقتصادي الذي يحفظ المكتسبات ويؤسس لانطلاقة اقتصادية جديدة من النوع الذي تعرفه الإمارات وتتقنه. لكن بالتوازي مع ذلك كان التضامن المجتمعي الذي تشكّل بفعل الانتماء والولاء للوطن والقيادة التي نجحت في بث روح التفاؤل، أهم ملامح الجهد الوطني في المواجهة، فصار الناس أقرب إلى بعضهم وأكثر تضامناً والتزاماً بتعليمات المعركة، ليس لأنهم أكثر رعاية من غيرهم في دول أخرى، فقط، بل لأن فن إدارة الأزمة جعل الأمل حاضراً بقوة من خلال وجود القيادة في ميدان المعركة تشرف على تنفيذ الخطط التي وضعتها لتضمن نجاحها، فوصلت الرسالة للداخل والخارج أن الأمور هنا تحت السيطرة. بالأمس كان حمدان بن محمد على خط المواجهة الأول مفتتحاً واحداً من أكبر المستشفيات الميدانية في العالم، في خطوة…
الأحد ١٩ أبريل ٢٠٢٠
أتفق مع أستاذنا عبد الرحمن الراشد، في تحليله الصوتي على موقع «إندبندنت عربية»، بأنّ أزمة فيروس كورونا المستجد لن تتسبب في تغيير النظام العالمي، أو في سقوط دول كبرى، أو حدوث حروب بينها، حيث يوضح أن الواقع هو أن كل الدول الرئيسية في العالم مصابة، مما عنى أنه لا توجد دولة تستطيع الاستفادة من هذه الأزمة على حساب غيرها. وأوضح الأستاذ الراشد أن التعافي من الأزمة سيكون ممكناً، خصوصاً في الدول التي تمتلك مقومات تستند إلى العلوم، وعلى مؤسسات راسخة، مستدلاً بتمكن ألمانيا واليابان من الوقوف على أقدامها، حتى رغم كونها خرجت خاسرة من الحرب العالمية الثانية، التي تسببت بطبيعة الحال بتوقف الحياة المدنية، والعجلة الاقتصادية، لست سنوات. لكن، إن سمحتم لي، سأضيف هنا جزئية أراها مهمة، وإن كانت مُحبطة. فالواقع أن كورونا «المُستبد» هذا كشف عن «كعب أخيل» الإنسانية. حيث تمكن هذا الفيروس، الذي لا يُرى بالعين المجردة، من أن يفعل بِنَا ما لم تتمكن منه أعتى أسلحة الدمار…
الجمعة ١٧ أبريل ٢٠٢٠
تتزايد في دول كثيرة في العالم، ومنها الإمارات، فحوص التقصي الوبائي للأشخاص، بحثاً عن مصابين بفيروس كورونا المستجد. وربما يتساءل كثيرون عن جدوى هذا الفحص المكلف، والغاية منه، علماً أن مجرد إجرائه، لا يقدم أي ضمانات بعدم الإصابة في اليوم التالي. هذا هو الواقع الآن. لكن المعلومات الطبية عامل أساسي في مكافحة انتشار «كوفيد 19»، والعثور على إصابات، يساعد في عزلها صحياً، وتخفيف أضرار المخالطة، فمثلاً، ساهم مسار التقصي في الإمارات في اكتشاف حالات وتوثيقها والمضي قدماً في برامج الحجر وتتبع المخالطين والعلاج، ما يعني مزيداً من الخطوات التي تؤدي إلى السيطرة. ارتفاع أرقام المصابين في أي دولة، تنتج عنه ضغوطات هائلة على القطاع الصحي. حيث يتطلب الأمر مزيداً من الأسرّة في المستشفيات، وأجهزة إضافية للتنفس الصناعي، والاستعانة بطواقم كبيرة من الأطباء والممرضين، وهذا أمر لم يكن محتملاً في الصين وإيطاليا وإسبانيا والولايات المتحدة، فدول العالم قاطبة لم تكن مهيأة ليطال الوباء نحو مليوني إنسان، على الرغم من أننا نتحدث…
الجمعة ١٧ أبريل ٢٠٢٠
منذ أن بدأ فيروس «كورونا» في الانتشار بمعظم دول العالم ونحن نلاحظ حالةً غريبةً في التعامل مع مرضاه، فالبعض راح يتعامل معهم وكأنهم مجرمون، والبعض الآخر يزدريهم أو يتنمر عليهم. وكأن حالهم هذا وليد إرادتهم، أو بمحض اختيارهم، في حين أن الحقيقة تقول إن هؤلاء مرضى لا ذنب لهم، وأن ما أصابهم ليس سوى مرضٌ خطيرٌ ينتشر بالعدوى. وهذه العدوى تنتشر بسرعة جداً، صحيح أنه يجب عزلهم، ولكن يجب ألا ننسى الجانب الإنساني لهؤلاء المبتلين بهذا المرض، وأن نقف إلى جانبهم ونشجعهم على الخلاص من الفيروس والرجوع إلى حياتهم، فيكفيهم الآلام التي يتعرضون لها، فلا نريد أن نكون سبباً في معاناتهم النفسية. الفيروس كان قد وصل لمعظم هؤلاء المصابين نتيجة إهمال في جانب معين من الجوانب، ونستثني من هؤلاء خط الدفاع الأول في مكافحة هذه الجائحة من أطباء بذلوا أنفسهم لحماية غيرهم. وكذلك رجال الأمن الذين يبذلون قصارى جهدهم ومجهوداتهم لحماية الأرواح من عبث بعض المستهترين في التعامل مع هذه…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الجمعة ١٧ أبريل ٢٠٢٠
فيما حولنا هنا كثيرات وكثيرون يحبون القراءة ومتعلقون بالكتب إلى درجة كبيرة، وإذ نفكر في أولئك الشغوفين بما يؤمنون به، نجدهم في كل حركتهم في الحياة يدورون مثل ذلك الصوفي العاشق حول الفكرة، يدفعونها لتتجاوزهم، ولتتجاوز الصعاب والواقع بكل إكراهاته، وبالنتيجة تصير الفكرة مدفأة يتحلق حولها الأصحاب، وجذوة نار تدفئ الأيام، وتنير الطرقات، وتملأ قلوب أصحابها بالاخضرار كما شجرة لا تتوقف عن النمو والتمدد والإثمار!في واقعنا كثير من هؤلاء المؤمنين، ولعل أسماء صديق المطوع، مؤسسة ومديرة صالون الملتقى، واحدة من هؤلاء السيدات اللواتي آمنّ بفكرة وقدرة القراءة على صناعة هوية حقيقية لصاحبها، فتبنت الكتاب وشغفت بالقراءة منذ طفولتها، خاصة وقد ولدت وعلى طرف فمها عناوين كتب بلا عدد كانت تملأ مكتبة والدها، ومن بين تلك الأرفف ولدت البدايات، ومن شابه أباه فما ظلم. لقد سارت أسماء في طريق الثقافة قدماً فحققت وتحققت! تتحرك أسماء بحاسة سادسة مع الكتب، هي حاسة الشغف، فمنذ العام 1996 كان الكتاب في منتصف المسافة بينها…
الجمعة ١٧ أبريل ٢٠٢٠
أيام قليلة تفصلنا عن حلول شهر رمضان المبارك، هذا الشهر الذي يتشوّق إليه المسلمون، وينتظرون قدومه كل عام، فهو شهر العبادة والمودة، وخلاله يتغير نمط حياتنا، فلا نهاره كأي نهار، ولا ليله كأي ليل، إنه شهر حافل، مملوء بالعادات والعبادات والزيارات والمحبة والتآخي والتراحم. كل ذلك صحيح.. لكن شاء الله أن يكون رمضان هذا العام مختلفاً، لا يشبهه رمضان، فهو ليس كأي رمضان سابق، إنه شهر في سنة «كورونا»، ذلك الفيروس الذي غيّر حياة البشر، وقلبها رأساً على عقب، لذلك رمضاننا هذا العام يأتي في ظل ظروف مختلفة تماماً، صعبة ومعقدة وقاسية، لذا التوازن مطلوب، التوازن بين الشهر الفضيل وبين الالتزام بالإرشادات الصحية، والإجراءات والتعليمات المكافِحة لانتشار هذا الفيروس! الشهر الفضيل شهر عبادة ومودة، والإسلام بأكمله دين رحمة، ومن الرحمة محافظة كل إنسان على صحة وسلامة عائلته وأصدقائه ومجتمعه، كمقصد من مقاصد الشريعة، فلا «ضرر ولا ضرار»، بمعنى لا يعرّض الإنسان غيره للأذى منه، بقصد أو من دون قصد، ولا…