الأحد ٢٤ مارس ٢٠١٩
تفترض الدعاية القطرية أن حادثاً عرضياً سيقع في محطة براكة للطاقة النووية الإماراتية، وينجم عنه غبار مواد مشعة، يصل إلى الدوحة بين 5 إلى 13 ساعة، كما تفترض أن أي تسرب إشعاعي سيكون مدمراً للمياه في المنطقة التي تعتمد على إمدادات مياه التحلية. «حادث عرضي» و«تسرب إشعاعي» تخترعهما دعاية قطر عن محطة نووية قيد الإنشاء، في إطار مشروع الإمارات السلمي لاستخدام الطاقة النووية. ثم تتقدم بشكوى، بهذا المضمون المثير للسخرية والشفقة، إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية. الدول التي تمتلك الحد الأدنى من تقدير ذاتها لا يمكن أن تلجأ إلى مثل هذا التزييف المكشوف، للتعبير عن غيظها وحقدها على المشروع الإماراتي التنموي والتنويري، الناهض باحترام في الإقليم والعالم، وهو قطعاً مشروع مضاد للتطرف والإرهاب واليأس. «براكة» لم تشغل رسمياً، ونتوقع ذلك العام المقبل، وذلك قبل الحديث عن خرافة قطر نفسها، أما مفاعلات «أراك» و«بوشهر» و«قم» و«أصفهان»، وغيرها من المحطات النووية الإيرانية التي تستخدم تكنولوجيا قديمة، فهي لا تحتمل حوادث عرضية، ولا…
الأحد ٢٤ مارس ٢٠١٩
على مدى سنوات طويلة مضت، كان هناك شعور عارم لدى «حزب الله» بأنه يتمتع بقدر من الحصانة والإفلات من الحساب، وكذلك أن لديه مساحة يتحرك فيها دون تحمل مسؤولية سلوكياته العدائية وأفعاله الإرهابية، باستغلال ثغرة موقف القوى الكبرى المتردد أمام تحميله مسؤولية أفعاله كحزب أقرب إلى الجماعات الإرهابية من الأحزاب السياسية، والعائد إلى طبيعة وضعه غير المسبوق داخل النظام السياسي في بلاده، لكن حدود مواجهة «حزب الله» لم تتحمل ثقل الأدلة التي تشير إلى أنشطة الحزب الإجرامية في لبنان وخارجه، فبدأت الدول الأوروبية شيئاً فشيئاً في تصنيفه حزباً إرهابياً بعد أن كانت الولايات المتحدة فعلتها منذ زمن طويل، ثم سقطت أخيراً ذريعة «الوضع السياسي» وطبيعة مشاركته في الحكومة اللبنانية، وأصبح الحزب في مواجهة مكشوفة مع العالم، ولم يعد ممكناً مواصلة خداع العالم بأنه مكون سياسي لا يمكن للمعادلة السياسية اللبنانية المضي من دونه. يتمتع «حزب الله» بثقل لا يمكن إنكاره على الساحة السياسية في لبنان، فالجماعة الشيعية التنظيم الوحيد في…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الأحد ٢٤ مارس ٢٠١٩
استشارتني صديقتي في أمر كتاب، قالت إن قريبة لها تحدثت عنه أمامها، وألحَّت عليها أن تقرأه، مؤكدة لها أنه يكاد يكون أعظم ما كُتب حتى الآن! قالت لي إنها اقتنت الكتاب فعلاً، لكنها لم تتمكن من قراءة أكثر من عشر صفحات، ليس لأن الكتاب صعب أو تافه، أو يتعارض مع قناعاتها الفكرية أو الدينية والأخلاقية، ليس لكل ذلك، ولكن لأن الكتاب بسيط جداً، إلى درجة أنها أحست بأنها تقرأ كتاباً في المسلّمات التي تعرفها كلها، لكنها لا تستطيع أن تعبِّر عنها مثل ما فعل المؤلف، لأنها ليست مؤلفة كتب، لكن محتوى الكتاب لم يفاجئها كما أكدت، كما لم يقدم لها علماً جديداً كانت تبحث عنه، أو علماً عميقاً يوسع مداركها، ويضيف لمخزونها! هي لم تقرأ من الكتاب سوى عشر صفحات، كما ذكرت، وهذا لا يتيح لها الحكم على محتوى الكتاب، كما أعتقد، ربما تمكّنها الصفحات العشر أن تحكم على لغة وأسلوب وتسلسل أفكار الكاتب، لكن المضمون يحتاج شيئاً من الصبر…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الأربعاء ٢٠ مارس ٢٠١٩
حكت لي معلمة تعمل في مدرسة أجنبية بالإمارات، في معرض حديثنا عن شيوع استخدام المراهقين غير المقنن وغير المنضبط لوسائل التواصل وشبكة الإنترنت، أن هذا الأمر ممنوع تماماً بين الطلاب المنتمين إلى عائلات أجنبية، وفي حال كان من الضروري أن يطلع هؤلاء الطلاب على مادة علمية عبر الشبكة، فالأمر لا يتم إلا بمعرفة الوالدين، إذ لا يحق لسواهما الدخول على شبكة الإنترنت طالما أن الأبناء تحت السن القانونية! أعلم أن هناك من سيلجأ إلى تلك المقارنات غير الموضوعية، من مثل «كيف لا يسمحون لأبنائهم باستخدام الإنترنت بينما هم يفعلون كذا وكذا، وليس لديهم أي مانع في كذا وكذا من أمور الحياة التي تتعلق بنمط معيشة الأوروبيين وثقافتهم»، هذه مقارنات غير موضوعية، لأن الأمر قائم لديهم على الفرز في مسارات متوازية لا على خلط الحابل بالنابل، فعندنا من يتحدث ليل نهار عن الدين والصلاة والأخلاق، لكنه لا يعلم ماذا يشاهد ابنه عبر شبكة الإنترنت ومواقع التواصل مثلاً، والأصل أن يهتم ويراقب،…
الأربعاء ٢٠ مارس ٢٠١٩
بالقدر الذي يسعد فيه الجميع بهطول الأمطار، لما تمثله من رحمة وخير عميم، وبالذات على المزارعين، والبلاد عامة، ولما تسهم فيه من زيادة الموارد المائية والجوفية منها تحديداً، أقول بذات القدر هناك جهات أخرى تعيش حالة طوارئ على مدار الساعة للتعامل مع ما ينجم عن هذه الأمطار بحكم مسؤولياتها في التعامل معها، وهناك آخرون ممن يعتريهم القلق من تجمع المزن وتساقط الغيث، وهم الذين لم يقوموا بعملهم كما يجب لتجيء المياه الغزيرة لتغسل، وتكشف ما أرادوا إخفاءه من تقصير في تنفيذ أعمالهم على أكمل وجه، وفي مقدمة هؤلاء، بعض النوعية من المقاولين الذين لا يوفون بعهودهم، فترى أعمالهم تتكشف أمام الجميع، سواء أولئك الذين ينفذون شبكات التصريف، أو الطرق أو الدور السكنية. ما قاموا به من أعمال غير مطابقة لما تعهدوا به ينكشف أمام أول اختبار في مثل هذه الظروف والأحوال. خلال الأيام القليلة الماضية، كانت معظم مناطق البلاد واقعة تحت تأثير تغييرات في الطقس، وشهدت هطول أمطار غزيرة ومتوسطة،…
الثلاثاء ١٩ مارس ٢٠١٩
خاص لـ هات بوست : تعكس جريمة نيوزيلندا حجم التطرف الذي يصيب العالم، في شتى أرجائه، وإذ بدا أن الإرهابي المنفذ لم يكن وحده، وأن هناك تيار من المناصرين له في كل مكان، فإن الإنسانية تحتاج للوقوف أمام حصيلة إنجازاتها فيما يخص مدى قبول الآخر. فقد يبدو لنا المشهد العام جميلاً ما قبل الجريمة الأخيرة، لكنه ليس كذلك، لا قبلها ولا بعدها بالطبع، رغم ما يوحي به من أن العنصرية هي الاستثناء والتعايش والتسامح هما القاعدة، إذ لا تلبث مصطلحات معينة تطفو على السطح، لتهتز معها الصورة، فهذا أبيض وذاك أسود، وهذا مسلم إرهابي وذاك مسيحي صليبي، وهذا أوروبي متحضر وذاك آسيوي متخلف، ولا تقف القضية عند المصطلحات بل تتعداها كثيراً لتصل إلى القتل كما شاهدنا، قتل على أساس الاختلاف، فيتم الحكم على الآخر المختلف بالموت، نتيجة تحميله وزر انتماء لماض لا ذنب له فيه، أو لحاضر لم يرتكب فيه أي خطأ، وثمة دائماً مستفيد من تأجيج نيران الكراهية، يحقق…
الثلاثاء ١٩ مارس ٢٠١٩
كل يوم يضع الشيخ محمد بن راشد رصيداً إضافياً من مبادرات العطاء والإيجابية في بنك الخير والأمل الذي أسّسه قبل خمسين عاماً مع توليه مسؤولياته الوطنية، ليقدّم للإنسانية نموذجاً عالمياً نادراً في صناعة الإيجابية والأمل في نفوس البشر أينما كانوا. في ختام وثيقة الخمسين التي أطلقها أخيراً، شدد الشيخ محمد بن راشد على أن عمل الخير سر من أسرار سعادة المجتمعات والترقي الحضاري، لذلك يأتي تأصيل السياسات في دولة الإمارات مستنداً إلى فكر مهموم بصناعة الفارق في حياة الإنسان وتأمين مستقبله، مؤمناً بقدرة الأفراد والجماعات على إحداث الفرق في حياة بعضهم، بشروط موضوعية أولها التسامح والمبادرة. بالأمس، دخلت الإمارات إلى نادي العشرة الكبار على مستوى العالم في التأثير الإيجابي، في أول تقييم لها على مؤشر خاص بدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الـ34 لتتفوق على 27 منها، وهو إنجاز يوثق نجاح سياسات الدولة، وقدرتها على صناعة الحياة واستئناف الحضارة، بمثل تلك المبادرات التي تطلقها الإمارات التي تستهدف الخير لأجل الخير، بإيقاد…
الثلاثاء ١٩ مارس ٢٠١٩
كثيرون لا يتخيلون أبعاد التنافسية الرياضية وأهميتها في عالم «أصحاب الهمم». وربما يعتبرون مستواها أقل، وشروطها أكثر تساهلاً، بالمقارنة مع المسابقات الخاصة بالرياضيين الذين لا يواجهون تحديات الإعاقة، ويخضعون للقوانين الدولية المعروفة لدى جمهور الألعاب المختلفة. الأولمبياد الخاص للألعاب العالمية- أبوظبي 2019، أظهر صوراً نادرة من التنافسية العالية، شاهدناها بوضوح في تفاصيل المسابقات على أرضية الملاعب. رأينا رياضيين مصابين بمتلازمة «داون» بتركيز عالٍ، لأجل النقاط والفوز، وبقدرات ومهارات، تتخطى فكرة الإعاقة إلى الاندماج مع حماسة الجماهير، والتجاوب معها بشغف وفرح. رأينا دموع فرح العائلات في المدرجات، وزهو اللاعبين على منصات التتويج. إنه أولمبياد المشاعر. فهذه المولدافية ألاخندرا (71 عاماً) التي ترأس وفد بلادها، ترى أن الحدث إنساني بالدرجة الأولى، ويتعلق بشريحة، تسعى إلى الاندماج الاجتماعي من خلال الإبداع الرياضي. وهذه والدة سبّاحنا الدولي عبدالله الشامسي تبكي فرحاً، عند بلوغه نقطة النهاية في سباق 50 متراً، وتتويجه بالميدالية الذهبية. المشاعر الوطنية أيضاً، واعتزاز الشعوب بأبطالها وبطلاتها وأعلامها، تداخلت مع المشهد العام…
الثلاثاء ١٩ مارس ٢٠١٩
لا توجد إحصاءات دقيقة ترصد العلاقة بين انتشار أمراض معينة، مع انتشار مطاعم الوجبات السريعة في المناطق السكنية بمختلف أنحاء الدولة، لكن مع ذلك فإن معظم الدراسات تؤكد أن الوجبات السريعة لها علاقة وطيدة بانتشار بعض الأمراض. والأكيد أن الإمارات تعاني - منذ فترة طويلة - انتشار بعض الأمراض، مثل السكري حيث تبلغ نسبة المصابين به نحو 11.8%، كما تبلغ نسبة السكان المصابين بمرض ارتفاع ضغط الدم 29%، وتبلغ نسبة السكان الذين يعانون ارتفاع الكوليسترول 43.70%، ولاشك في أن هذه الأرقام مرتفعة جداً، وهي تشكل تحدياً حقيقياً للجهات الصحية في الدولة، إضافة إلى تحدٍّ حقيقي أمام جهود الحكومة الاتحادية بشكل عام. هناك رابط وثيق بين هذه الأمراض، وبين ما يأكله الإنسان، لاشك في ذلك وفق جميع الدراسات، وكثير من الأطباء، وهناك رابط أكثر التصاقاً يثبت وجود علاقة مباشرة أو غير مباشرة بين هذه الأمراض وغيرها، بالوجبات السريعة تلك. الوجبات التي يتم تحضيرها بوقت وجهد قليلين، وهي تُقدم بشكل سريع في…
الثلاثاء ١٩ مارس ٢٠١٩
ليلى الجميلة طفلة ذكية تملك فضولاً معرفياً، وتلقت من والديها تربية تحرضها على طرح الأسئلة ولا تقمع شغفها الطفولي، ولأنني أحترم هذا الفضول وأسانده فقد أجبتها بأن الجريدة هي مجموعة من الأوراق يكتبون عليها معلومات وأخبارا وفيها صور كثيرة. تذكرت منظرها قبل أن تبدأ مرحلة التساؤلات، حين جلست أمامي تقلب في صفحات مجلة وتمد أصابعها الصغيرة محاولة تحريك الصور في المجلة، ولما لم تستجب هذه الصور الجامدة لأوامر أناملها ألقت بالمجلة جانباً وانصرفت لشأن آخر. أعطيت ليلى ما ظننت أنه الإجابة المناسبة لعمرها، وكدت أن أسترسل فأشرح لها تاريخ الطباعة حين تفتقت عبقرية حداد حرفي ألماني في القرن الـ15 فحفر حروف الأبجدية على ألواح متحركة من الخشب في البداية ثم من الحديد، فنجح في اختراع المطبعة الأولى التي نعرفها اليوم، وأثبت قدراته بأن طبع أول نسخة غير مخطوطة من الإنجيل. وكان هذا الفتح سبباً في تطور العلوم والآداب بكل لغات العالم، فقد انتقلت العلوم من الخاصة القادرين على اقتناء الكتب…
الإثنين ١٨ مارس ٢٠١٩
أكثر الشعارات السياسية خطورة تلك التي تدعو إلى امتلاك الحقيقة المطلقة. ربما هو أمر مفهوم في بعض الأحيان، فالقاعدة الأولى في السياسة قائمة على المصالح، وليست الأخلاق أو المثاليات، كما فعل الكونغرس الأميركي، الذي كان أول الداعمين للمساعدات الأميركية للحرب في اليمن ضد الحوثيين، ثم تغيرت مواقفه ليصبح فجأة من أنصار تعليقها. ومن وقفوا ضد التمدد الإيراني في المنطقة هم أنفسهم من صوتوا لقرار يصفق للنظام الإيراني ويطرب له، فليست هناك هدية أفضل من هذه تقدم له من المشرعين الأميركيين. وبالطبع لم تكن هناك مبررات منطقية لهذا الموقف، سوى تكرار لمناكفة مجموعة من هؤلاء المشرعين للسعودية، في أعقاب أزمة مقتل خاشقجي. بالطبع السؤال الأكثر جدلية؛ ما دخل تلك الأزمة في حرب قامت أساساً بعد انقلاب الحوثيين المدعومين من إيران ضد الشرعية اليمنية؟! الإجابة هنا تعود إلى موضوع المصالح والتجاذبات السياسية بين الكونغرس من جهة، والإدارة الأميركية من جهة أخرى. وبعيداً عن نية الإدارة الأميركية، استخدام الفيتو باعتبار أن هذا القرار…
الإثنين ١٨ مارس ٢٠١٩
«معتقل في قطر: رحلة إلى نهاية الجحيم القطري»، كتاب جديد، صدر الأسبوع الماضي في باريس، لمؤلفه الفرنسي جان بيير مارونجو، وهو كان محكوماً بالسجن في الدوحة، على خلفية قضايا مالية، بعدما كان يدير شركة لمصلحة كفيله القطري. الكتاب، كما عرضته مجلة «لوبوان الفرنسية»، يكشف عمق العلاقة التنظيمية بين قطر وإرهاب «داعش». يروي مارونجو أن الدوحة اعتقلت 25 قطرياً تجندوا للذهاب إلى سوريا للقتال إلى جانب «داعش» في العام 2017، وسرعان ما اكتشف أن الأمر ليس سوى سيناريو استخباراتي تمثيلي، يمنح للصحافة الغربية قصة وهمية عن مكافحة الأمن القطري لـ«داعش»، في مرحلة تزايدت فيها الاتهامات الإعلامية لقطر بدعم التنظيم في سوريا، وإجراء اتصالات مع قياداته. وفقاً لمارونجو، فإن «معتقلي داعش المفترضين»، ليسوا سوى خلية تنظيمية، تدير السجن، وتبحث عن مجندين، فهم كانوا قادرين على مغادرة السجن، أو العودة إليه في أي لحظة، ويتزعمهم «أمير»، يُجبر السجناء المسلمين على إطالة لحاهم، ويمنع التدخين، والهواتف، ويفرض على غير المسلمين دفع الجزية، وكان على…