الثلاثاء ٠٦ نوفمبر ٢٠١٨
لم يعد مقبولاً، الآن، ومع توافر التقنيات والأجهزة الحديثة، أن تتفاجأ الجهات المعنية بالأمطار، وليس مقبولاً أبداً أن نسمع أو نشاهد أن مدارس أطفال حاصرتها المياه، والأطفال مرتبكون بين جدرانها، وأولياء أمورهم قلقون خارجها، ومن غير المقبول أيضاً أن نرى سيارات المواطنين عالقة في الأودية المملوءة بالمياه، كل هذه المناظر والمواقف والحوادث يجب أن تتلاشى، فالأمطار لا تأتي فجأة، ويمكن معرفة حركة السحب والعواصف قبل أيام عدة من بداية تشكلها في دول أخرى، أو في بحار بعيدة! لذا لابد أن تعمل الجهات المختصة، وبالتعاون مع إدارات المدارس، والإعلام، على خطط وقاية وتوعية قبل هطول الأمطار، وعلى الجهات الشرطية والأمنية التعامل مع هواة الأخطار، الذين لا يأبهون للتحذيرات والأوامر بعدم الاقتراب من بعض الأودية الخطرة فيعرضون حياتهم، وحياة من معهم للخطر! خطط الوقاية يجب أن تشتمل على منع الأطفال من الذهاب إلى المدارس في حالة وجود توقعات بأمطار غزيرة، فضياع يوم دراسي أو يومين ليس مشكلة تعادل تعريض سلامة هؤلاء الصغار…
الثلاثاء ٠٦ نوفمبر ٢٠١٨
لا يمكن فهم الهجوم المستمر على السعودية في هذه الأيام دون أخذه في سياقات خارج ملف جمال خاشقجي، سواء على مستوى الشخص وما أحاط به من قبل وبعد من إشكالات وأسئلة تتجاوز مسألة مقتله الأليم والبشع، أو على مستوى جمال كحالة سياسية ستكون أكثر نموذج يتذكره السعوديون جيداً في الابتزاز والمغالطة وسقوط رموز إعلامية وسياسية كبرى في فخ استباق التحقيقات وفقدان الأدلة، إلى اتخاذ موقف بشكل مؤدلج حيناً، وبشكل غير أخلاقي وانتهازي في أحايين كثيرة، كما شهدنا خلال الفترة السابقة. ما يحدث هذه الأيام تجاه المملكة هو استغلال المكانة الاستثنائية لهذه الدولة على مستوى الجغرافيا والتاريخ والإمكانات والفرص الاقتصادية ثم النفط، وصفقات الأسلحة والاستثمارات الضخمة، وهما محفّزان يمكن من خلالهما فهم هذا الاضطراب والتناقضات في التصريحات والمواقف، خصوصاً في بعض الدول الأوروبية والأجنحة السياسية المتصارعة في الولايات المتحدة. لفهم سياق هذا الصخب، يجب الرجوع إلى مدخل مفاهيمي مهم، وهو الدعاية السياسية (البروباغندا)، وهي واحدة من أهم الأدوات؛ يتم توظيفها في…
الثلاثاء ٠٦ نوفمبر ٢٠١٨
لم يخف على العين عندما جاء الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء، إلى الرياض وجلس في الصف الأول حتى عندما لم يكن هناك أحد من البروتوكول الرسمي، ولا من كبار الضيوف بعد في مؤتمر مستقبل الاستثمار الذي عقد في الرياض. قطع إجازته، وانضم إلى المناسبة رداً على دعوات المقاطعة التي تردّدت أخبارها في الوكالات العالمية، ووافق على المشاركة في الحوارات، وليس فقط بالحضور، وأكمل ثلاثة أيام. أيضاً امتلأ المنتدى بالشخصيات السياسية التي جاءت للتعبير عن تأييدها للقيادة السعودية. ففي الأزمات الكبرى الحياد أيضاً موقف. وكذلك أبدى الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، موقفاً قوياً مع الرياض. فقد سارع إلى تحذير راشد الغنوشي، زعيم حزب النهضة الإخواني، بعد أن نسب إليه تصريح يمالئ قطر وتركيا في حربهما الإعلامية ضد السعودية في قضية مقتل زميلنا الراحل جمال خاشقجي. وقال الرئيس السبسي: «نعتبر ما حدث لحاشقجي فظيعاً، لكن أن يُستغل للنيل من السعودية بكاملها، ويمس من استقرارها فهذا غير…
الأحد ٠٤ نوفمبر ٢٠١٨
حانت ساعة الحقيقة التي تهرَّبت إيران من كلفتها، على مدى عقود، خصوصاً خلال السنوات الأخيرة، بعد أن اشتد عدوانها على أكثر من مكان دون أن يوقفها أحد. هذه الدولة الغنية التي أهدرت ثرواتها على صناعة الحروب وإدارتها، وكانت سبباً في تهديد كل جيرانها العرب والمسلمين، فوق تهديدها الاستقرار العالمي، مختارةً الحرب على السلام، وتسببت في ضنك اقتصادي لشعبها، بعد أن خصصت كل مواردها لدعم الإرهاب، وصناعة السلاح وسفك دماء الأبرياء، دون أن تأبه لكلفة ذلك على شعبها أولاً، وما عاناه المجتمع الدولي نتيجة لهذه السياسة. موعد الحقيقة التي تتجلى بعد ساعات بعقوبات أميركية شديدة، ضد طهران من أجل ردعها، وعودتها إلى منطق الدول بدلاً من منطق العصابات. الرئيس الأميركي الذي صرح قائلاً إن الهدف من هذه العقوبات هو إرغام النظام الإيراني على اتخاذ خيار واضح، إما أن يتخلى عن سلوكه المدمر، أو أن يستمر على طريق الكارثة الاقتصادية، وكان ترامب قد حذر مراراً خلال الشهور الماضية من هذا الميقات، إلا…
الأحد ٠٤ نوفمبر ٢٠١٨
الأسبوع الماضي كان تشريعياً بامتياز؛ فخلاله أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، سلسلة قوانين ترسّخ مكانة الدولة وتنافسيتها، بما يتواكب ونهضتها، وتوجهاتها نحو التنمية المستدامة. نتحدث هنا عن قوانين أساسية ترسّخ بيئة المال والأعمال والاقتصاد. عن قانون جديد للمركزي، وآخر للاستثمار الأجنبي المباشر، وثالث لمكافحة غسل الأموال. قوانيننا لتنظيم اقتصادنا لم تكن ضعيفة، لكنها قديمة تم إصدارها في حِقب سابقة بعد تأسيس دولة الاتحاد، واستطاعت مواكبة نهضة البلاد فترة زمنية، أي أنها «كفّت ووفّت». لكن التقدم الكبير الذي أظهره اقتصادنا، والتغيّرات المتسارعة، جعلتها قاصرة عن تلبية هذا التطور، وبالتالي أصبح الاقتصاد متقدماً على البنية التشريعية. يؤخذ على الجهات المعنية بهذه القوانين «تأخرها» في إعدادها، لكنها تقول إن التأخير سببه محاولة مواكبة الجديد في عالم الأعمال، فقانون المركزي أخذ أكثر من عقدين من الزمن، والأمر ينطبق على قانون الاستثمار الأجنبي. اقتصاد الإمارات هو ثاني أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط، وهو الأكثر ديناميكية في محيطه،…
الأحد ٠٤ نوفمبر ٢٠١٨
غداً تدخل العقوبات الأميركية المشددة على إيران حيز التنفيذ، وهي عقوبات سبق وأن أعلنتها واشنطن على مراحل، كما أنها ليست العقوبات الأولى التي تتعرض لها إيران، فتاريخها حافل بالعقوبات بأنواعها كافة، ففي الفترة بين 2011 - 2012 زادت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ضغوطهما على إيران عبر فرض عقوبات جديدة على الصادرات النفطية، حينها ردت طهران بالسيناريو المعتاد: تهديدات بمناورات بحرية، واختبارات لصواريخها الباليستية، وتحذيرات بإغلاق مضيق هرمز. وصرّح محمد رضا رحيمي، الذي كان آنذاك نائب الرئيس الإيراني، بأنه إذا فُرضت عقوبات «لن تمر قطرة نفط واحدة عبر مضيق هرمز»، إلا أن العقوبات مرت وملايين براميل النفط صُدرت ولم تبدر ردة فعل واحدة. وفي أغسطس (آب) من العام الماضي، وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترمب «قانون مواجهة خصوم أميركا من خلال العقوبات»، الذي شمل اتخاذ خطوات ضد برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية، والحرس الثوري والميليشيات التابعة له، وإثر الموقف الأميركي هدّد أيضاً كبار قادة «الحرس الثوري» بأنه من شأن أي جولة جديدة من…
الأحد ٠٤ نوفمبر ٢٠١٨
في العام 1925 واجهت الدولة الناشئة في نجد والحجاز أول أزمة دولية لها، كانت حملة عداء هائلة تسببت بها قوى إقليمية ومنظمات إسلامية وفقهية على خلاف مع المذهب الفقهي السائد في الجزيرة العربية، كان الهدف تشويه الملك عبدالعزيز آل سعود الزعيم الجديد في المنطقة وتعطيل مسيرته وتهديد دولته الناشئة، التهمة كانت جاهزة، لقد قام «الوهابيون»، حسب وصفهم، بالمساس بالحجرة النبوية وهدموا القبة الخضراء و«الضريح الشريف»، بالطبع لم تكن سوى إشاعة مغرضة روجها أعداء الدولة الفتية. كانت دولة الملك عبدالعزيز فقيرة ولا تمتلك بنية تحتية للدفاع عن نفسها وتكذيب تلك الأباطيل، إلا أن الإشاعة انتقلت في العالم الإسلامي كالنار في الهشيم لأنها مست أقدس أقداس المسلمين، بالتأكيد أن جيش الملك الذي دخل إلى المدينة المنورة صلحاً وبدعوة من أهلها لم يخالف أعرافه الإسلامية، بل إن الأهالي أصروا على أن يستلم المدينة ابن الملك الأمير محمد بن عبدالعزيز، وقد كان دخولا سلميا حافظ على كرامة الناس وحمى المقدسات. لن تنسى المملكة العربية…
الأربعاء ٣١ أكتوبر ٢٠١٨
البريطاني «نيك كوكرين - دايت»، كان ضيفاً قبل أيام في مركز جمال بن حويرب للدراسات، الكائن بمنطقة جميرا، تحدث بشكل جميل ومبتسم عن ستينيات القرن الفائت، وعن أيامه الأولى التي عاشها طفلاً في مدينة العين، ومنطقة «مِزْيِدْ» في الجنوب الشرقي لمدينة، وبكل مقاييس الذاكرة الأولى ذات الأبجدية الخاصة، كانت لنا وقفة مع قدرته على استعادة تجاربه بعد نصف قرن، تلك الحقبة التي أخذت تغيب في رياح الذاكرة، وإن حدّقنا بملء عينينا صور الأجداد غير الملونة، وإن قرأنا بين السطور المدونة، فقد جف فوق غلاف القلب ما جف، فكيف كانت الحياة؟ يبدأ السيد «نيك» بالتذكر، كيف كانت المياه الجوفية أكثر من الآن، وكيف كانت بين أيادي الآباء كالذهب السائل، مُقَدّراً ومُثَمّناً كالنبع المتفجر وسط الرمال، قالها كحكاية أزلية، وكيف كانت الحياة في الستينيات بمدينة العين في ذاكرته، عن الفرد الذي لا يكفي أن يقود سيارته، بل أن يكون على دراية كاملة بآلتها الداخلية المعقدة، وكيفية إصلاحها؟ وكيف كانت الحياة والناس تشتري…
الأربعاء ٣١ أكتوبر ٢٠١٨
هذا التعبير في العنوان ليس لي، ولا هو اقتباس عن كاتب أو مفكر. إنه للطفلة المغربية مريم لحسن أمجون التي فازت أمس بالمركز الأول في «تحدي القراءة العربي»، المشروع الثقافي الأكبر بين المحيط والخليج، وهو من ابتكار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وصار حدثاً سنوياً بارزاً ومشهوداً، يتطلع إليه العرب، وقد «برز في هذه المنطقة قادة، يرمّمون الأمل، ويستأنفون الحضارة». المشهد كان مبهجاً في «أوبرا» دبي أمس. الأجيال الجديدة من العرب تخوض التحدي بحماسة وتفاؤل. 10.5 مليون مشارك في الدورة الثالثة. أكثر من مليوني كتاب وزعتها المبادرة على طلبة من 44 بلداً، بينهم 14 دولة عربية، فأبناء المهاجرين والمغتربين في 30 دولة أجنبية، لا يزالون يحافظون على لغة الضاد قراءةً ووجداناً وهوية. الطفلة المغربية مريم اعتلت المسرح، وتحدثت بلغة فصيحة وسلسة عن القراءة، بما هي «لذة للعقل، وطوق نجاة للأمم من الجهل والفقر والمرض»، أو ما يشبه «مستشفى العقول»…
الأربعاء ٣١ أكتوبر ٢٠١٨
(أبشر) بهمزة أو من دونها هي جسر من الحب وعلاقة إنسانية راقية. مصدر سعادة حين تكون هي الكلمة السائدة في العلاقات الأسرية، والعلاقة بين الأصدقاء. هي مفتاح للفرح حين يسمعها الأب من ابنه، أو يسمعها الابن من أبيه. هي عنوان الأم التي ستقولها لأبنائها وبناتها مهما كانت ظروفها. وهي باب للفرج حين يسمعها من يحتاج للمساعدة. هي نهاية للمعاناه والألم، هي اللقاء في نهاية طريق الصبر، هي الفرح بعد حزن والأمل بعد ألم واللقاء بعد فراق والتسامح بعد خلاف، هي العطاء والوفاء وبث الطمأنينة في النفوس القلقة. هي التفاؤل والنظرة الإيجابية إلى المستقبل، هي أن تقول لمن يطلب منك شيئاً (تم)، هي الجمع بين القول والعمل. انتقلت (أبشر) بمعانيها الجميلة من عالم العلاقات الإنسانية إلى عالم الإدارة. (أبشر) تقولها الشركات والمؤسسات للعملاء والمراجعين. وتعلنها المديرية العامة للجوازات قولاً وعملاً من خلال نظام (أبشر) الذي يعد من أجمل التطبيقات التي تقدم الخدمات الإلكترونية. عندما يقول لك موظف الجوازات (أبشر) فهو يعني…
الأربعاء ٣١ أكتوبر ٢٠١٨
كم أنت عظيم بأخلاقك.. وكم أنت عظيم بحنانك وقلبك الكبير.. وكم أنت عظيم بتواضعك وطيب نفسك.. صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لك في كل لحظة وموقف وحدث، دروس يتعلمها الجميع، ورسائل تتلقاها الأجيال، جيلاً بعد جيل، عنوانها المحبة والرحمة والحكمة وبُعد النظر. يمسح دموع الطفلة الفائزة بـ«تحدي القراءة» بغترته، وبشكل تلقائي وعفوي، لم يفكر في هذه اللحظة إلا في كيفية احتوائها وتهدئتها، ومساعدتها على تجاوز لحظة الصدمة بسماعها النتيجة، فعل لا يفعله إلا من كان عظيم الشأن، ذا قلب كبير، ونفس زاهدة. هكذا هو دائماً، لا يفكر إلا في الناس، وفي الشعب، وفي الكيفية التي تجعلهم سعداء، وجوده بينهم هو مصدر دائم لبث السعادة والطاقة الإيجابية والتفاؤل، بكلمة منه يزرع الأمل في نفوس الآلاف، وبنظرة منه يزرع القوة والتحدي في نفوس الآلاف، وبإيماءة منه يبث طاقة الإيجاب في الآلاف، هذا ما يفعله دائماً محمد بن راشد، حفظه الله، ولهذا يعشقه الملايين داخل الدولة وخارجها، فالقادة الاستثنائيون يتجاوزون…
الأربعاء ٣١ أكتوبر ٢٠١٨
توخياً للإنصاف، ينبغي القول إنه لا توجد فكرة وحيدة، تشكل ما سميناه في الأسبوع الماضي «صاعق التفجير» للطاقات والعزائم والإرادة العامة الضرورية لإطلاق النهضة. ثمة أفكار كثيرة، يمكن لكل منها أن يحمل جنين النهضة. أما النهوض الفعلي فيبدأ عندما تتطور الفكرة، من حالة ذهنية مجردة إلى حالة عاطفية محركة، فتستحوذ على اهتمام الناس وتمسي نقطة التقاء وتجسيداً لآمالهم. وفقاً لتعبير الصديق المهندس صادق الرمضان، فإن هذا العصر هو عصر الأفكار القائدة. انظر إلى تطبيق «الواتساب» الذي كان مجرد فكرة تداولها بريان أكتون وجان كوم، في خريف 2008. الفكرة ببساطة، هي ميكنة سؤال «إيش الأخبار؟» الذي يتداوله كل الناس يومياً. يقول أكتون: «كنا نريد أداة تجعل الناس قادرين على التواصل في كل لحظة ومن دون تكلفة»، ومن هنا جاء اسم التطبيق. فكرة «إيش الأخبار» المغالية في البساطة، يستعملها الآن 1.5 مليار شخص في شرق الأرض وغربها. وفي 2016 دفعت شركة «فيسبوك» 19 مليار دولار للاستحواذ على التطبيق. مثل «الواتساب»، هناك كثير…