الأربعاء ٢٦ سبتمبر ٢٠١٨
الإمارات ذهبت إلى المستقبل في التعليم، وفي رؤيتها أن الاستعداد للقادم لابدّ أن يرافقه تخطيط يتوجه إلى العلوم والابتكار، وقد بتنا نحتاج إلى علماء إماراتيين، يُديرون دفة المشروعات الوطنية الكبرى، تحديداً في برامج الفضاء، والتكنولوجيا الذكية، التي غيّرت مفهوم السرعة، فتكيفنا معها بتسارع قوي ومدروس. كذلك، فإن شواهد التطور واضحة في جذب الجامعات العالمية إلى المناخ الأكاديمي في الإمارات، وإنشاء مزيد من المعاهد العلمية المتقدمة، ما يعني أن التعليم يتصدر أولويات الدولة، وتُوليه القيادة جهداً واهتماماً ومتابعةً، وأسست له «مجلس التعليم والموارد البشرية» تأكيداً على أهمية تنظيمه، وضرورته لأي عملية تنموية طموحة في بلادنا. ولأننا اخترنا التعليم النوعي الذي يُنتج المبتكرين والعلماء والخبراء، فمن المهم أن ندرس احتياجاتنا الأساسية، ثم الفرص في السوق الأكاديمية لدينا، ومن حولنا، لنصل إلى الرقم الدقيق في عدد الجامعات المفتوحة في الإمارات، خصوصاً أن لدينا «الإمارات» و«السوربون أبوظبي» و«نيويورك أبوظبي» و«الأميركيتين» في دبي والشارقة، و«خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث»، وهذه مجرد أمثلة عن عشرات الجامعات العالمية…
الأربعاء ٢٦ سبتمبر ٢٠١٨
لم يفرح الناس من قبل باليوم الوطني كفرحتهم هذا العام، فكل الأدوات المقدمة والآليات المعمول بها في الاحتفاء بهذه المناسبة هذا العام هي أبواب مفتوحة على مصراعيها لتأسيس ثقافة السعادة، وهذا ليس في اليوم الوطني فحسب، بل هي في التغيير القائم والذي يهتم بالإنسان من الداخل والخارج، في محو ثقافة الموت والعويل واستبدالها بالحياة والفرح. نعم، إننا نفرح وكل يوم تكبر فرحتنا، كما هي فرحتنا باليوم الوطني هذا العام أكبر من فرحتنا السابقة، والقادم يكبر بالفرح والسعادة لأنها الثقافة البديلة لتأسيس مشاعر وجدانية تنظر للحياة بصورة مختلفة، تحمل النظرة إلى الانفتاح نحو السعادة بعد تأسيس كافة محفزاتها بعيداً عن الانغلاق بكل معانيه وأشكاله وأحزانه. البيئة السعودية الآن تحمل معاني إنسانية خضراء منبسطة برؤية بعيدة جداً إلى الحياة، بلا محددات تعوق الإنسان السعودي من الداخل، لأن السعادة هي بوابة الإنجازات والعطاءات المتنوعة لبناء المجتمع. أنظر من حولي لهذا التغيير الذي يحمل صناعة مفاهيم جديدة في المجتمع لم نكن نعرفها من قبل،…
الأربعاء ٢٦ سبتمبر ٢٠١٨
على سبيل الاعتراض على قرار قيادة المرأة للسيارة تكررت حوادث حرق سيارات النساء، من حيث يتوقع الجناه أن إقدامهم على حرقها نابع من كونه مصدراً للقوة، بينما الاستقواء سلوك افتعالي يعبر عن النقص، ومهما ظهر هذا السلوك جريئاً إلا أنه ينتج عن مبدأ الضعف وقلة الحيلة، برغم أن الأمر لا يؤخذ على مبدأ تفوق المرأة في هذا المجال وإنما على مبدأ التساوي في الحقوق الإنسانية، إلا أن هؤلاء رأوه تفوقاً عليهم فوجدوا في الجريمة سلوكاً يبرر لهم دوافعهم. أحد الشباب هدد علناً بحرق سيارات النساء وأخذ عقوبته، لكنّ الآخرين نفذوا الفكرة في سلوك إجرامي خفي مما يستوجب البحث عنهم كمجرمين، هذا السلوك وغيره من أشكال العنف والإيذاء والسيطرة على حياة المرأة ناتج عن الشعور بالحرية الإجرامية ضدها، مما يفسر وجود وتنامي الشعور اللامسؤول الذي يعتري تصرفات بعض الرجال إذا وضعوا المرأة في موضع الخصم. برغم أن اتجاه الدولة دعم هذا القرار بسن الكثير من الأنظمة والعقوبات التي لا يتجرأ على…
الأربعاء ٢٦ سبتمبر ٢٠١٨
«مركز الملك عبد الله للحوار بين الأديان» في العاصمة النمساوية فيينا، واحد من أهم المبادرات التي أطلقتها السعودية في السنوات الأخيرة، في سياق تجسير العلاقة بين أتباع الأديان على المستوى الدولي، وتعزيز القبول بالتعددية الدينية، والتصدي للتعصب وتبرير العنف والاضطهاد باسم الدين. هذه المبادرة تستحق الإشادة. وكذا كل مبادرة هدفها تشجيع مجتمعات العالم على التلاقي والتعاون في أعمال الخير التي تعود على البشرية كلها. خلال النصف الثاني من القرن العشرين، شهد العالم مبادرات كثيرة تتبنى مبدأ الخير المشترك للإنسانية ككل، لكنها جميعا تلاشت، مع انهيار النماذج الآيديولوجية ذات الطابع الأممي، في نهايات القرن. وحين تنامى النقاش حول فكرة «العولمة» في تلك الحقبة، تخيلها بعضنا بديلا محتملا عن المعتقدات الأممية. لكننا نعلم الآن أن فكرة «العولمة» انصرفت بشكل شبه كلي إلى دمج اقتصاديات العالم، فيما يشبه سوقا كونية واحدة. ولعلها لهذا السبب أو غيره، أهملت الجوانب التي ليس لها عائد تجاري مباشر. هذا على الأقل ما يبرر - مثلا - تعثر…
الثلاثاء ٢٥ سبتمبر ٢٠١٨
تحاول حكومة طهران تحويل الهجوم المسلح في الأهواز قبل أيام إلى قضية وطنية، واعتباره هجوماً على الأمة وليس استهدافاً فقط للدولة. تريد استغلاله لرصّ الصفوف خلف النظام المحاصر. إنما للحكومة همٌّ أكبر من عملية مسلحة وحيدة في مدينة الأهواز، فالحادث عمل إرهابي آخر، ومنطقتنا مليئة بمثله؛ في سيناء مصر، والأردن، والعراق، والسعودية، وتونس... وغيرها، كلها تعاني من الإرهاب. لكن الهجوم الأخطر الذي يخشاه النظام الإيراني ويهدد وجوده بدأ منذ أشهر؛ الحصار الاقتصادي، وسيصل لمرحلة أكثر إيلاماً للحكومة عند تطبيق حظر شراء النفط ومنع استخدام الدولار. وعدا تأثيراته الاقتصادية المؤذية حقاً، فإنه يضع الشعب الإيراني في مواجهة النظام، وذلك بخلاف تجربة المقاطعة الأميركية والدولية السابقة، حيث نجح النظام جزئياً آنذاك في إقناع الإيراني العادي بأنها مؤامرة تستهدف قوته وقدراته. أما هذه المرة، فإن تطبيق الحصار يلي وقوع انتفاضتين شعبيتين كبيرتين خرجتا من الشارع ضد النظام؛ «الحركة الخضراء» في عام 2009 التي ولدت في المدن الرئيسية احتجاجاً على الانتخابات المزورة، والثانية العام…
الثلاثاء ٢٥ سبتمبر ٢٠١٨
كان اليوم الوطني استفتاءً كبيراً لا تنقصه الدقة والموضوعية على معنى الوطن بعد أن أراد أصحاب المشاريع الأممية والأجندات السياسية الخائنة تغييبه، وعملوا على ذلك بجهد جهيد وعمل دؤوب على مدى عقود، لكن شاء الله أن ينتهي ذلك المشروع الخبيث نهاية مخزية تليق برموزه وأقطابه وأتباعه عندما قررت الدولة أنه لم يعد لائقا بها التسامح وحسن الظن مع من أعطتهم فرصاً كثيرة للرجوع عن الخطأ لكنهم حاولوا التذاكي والتمويه والخداع المستمر، كما أن المجتمع لم يعد ذلك القطيع الذي يمضي خلف أي فكرة ملغومة دون تفكير وتمحيص واختبار لمدى صلاحيتها وطنياً وإنسانياً. إنه جيل الانفتاح الفكري، جيل التعليم المتطور، جيل الابتعاث، جيل المختبرات العلمية، جيل نيوم وكاوست وهارفارد وكمبريدج وأكسفورد وليس جيل الدروشة حول الجهلة الذين كانوا يقذفون بالمجتمع إلى الماضي السحيق وهم يرفلون في كل منتجات الحضارة، ويسوقونه إلى الموت وهم يحرصون على كل ثانية في الحياة. ولكن هل هذا يضمن لنا عدم الوقوع في فخاخ مستقبلية؟. الصدفة التأريخية…
الثلاثاء ٢٥ سبتمبر ٢٠١٨
مهما كتبنا عن الوطن فإن مساحة الكلمات لا تتسع لحجم مشاعر الحب والانتماء والولاء للوطن. اليوم الوطني مناسبة وطنية جميلة تفتح فيها مدرسة الوطن أبوابها للجميع لنقرأ ونتعلم في معجزة التأسيس والوحدة والأمن، ونفتخر بواقعنا ومنجزاتنا، ونتطلع بطموح وعزيمة إلى مستقبل أفضل. في اليوم الوطني وفي كل أيام الوطن يقترن القول بالعمل كي تستمر مسيرة حافلة بالعز والمجد والإنجازات. يقوى الانتماء ويتجدد الولاء منتجاً العطاء والتنمية والمحافظة على الأمن والاستقرار. وطن يعتز بثقافته ويتجدد متفاعلاً مع ثقافة الآخرين بمبدأ التسامح والتنمية والحوار بما يعود بالنفع على الحضارة الإنسانية. اليوم الوطني ليس مناسبة عابرة بل هو علاقة حب راسخة بين الوطن وأبنائه، علاقة انتماء وولاء وعطاء. وطن امتدت خدماته الإنسانية إلى خارج حدود الوطن، بعد إنساني لا تؤثر فيه المواقف والتقلبات السياسية، يقدم المساعدات الإنسانية والتنموية مدفوعاً بقيمه الدينية والأخلاقية نحو وحدة إنسانية تملك المملكة المؤهلات التي تجعلها رائدة في هذا المجال. وحدة إنسانية تقودها المملكة ترفض التمييز والعنصرية والطائفية وتسعى…
الإثنين ٢٤ سبتمبر ٢٠١٨
تحكم العلاقات بين الدول مبادئ أساسية، أهمها وأولها احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. والعلاقات بين الإمارات خصوصاً، والعالم أجمع، مثال واضح على الالتزام بشفافية هذه المبادئ. وما تصدُّر جواز السفر الإماراتي مؤخراً المرتبة الأولى عربياً والمرتبة الـ 9 عالمياً، إلا دليل قاطع على النجاحات الخارجية لسياسة الدولة. لذلك، عندما يصدر أي انتقاد ضد الإمارات، يبدو بوضوح أنه شاذ وخارج عن النص. وما اتهامات إيران ولغتها التحريضية ضد الدولة بعد هجوم الأحواز إلا صورة واضحة لهذا الشذوذ، لا سيما أن المنتقد (أي النظام الإيراني) هو طرف معروف بانتهاكاته، وعدم التزامه بأي مبادئ، ناهيك عن لائحة تدخلاته السوداء في شؤون الدول الأخرى. موقف الإمارات تاريخي، وواضح من إدانة الإرهاب والعنف أياً كان مصدره. لكنّ المتاجرين بالإرهاب، مثل النظام الإيراني عندما يتعثرون بإرهابهم، يوزعون الاتهامات جزافاً للتعتيم المتمثل عادة بتفعيل الأذرع الإرهابية من ميليشيات «الحوثيين» و«حزب الله» وغيرها. وتهديدات «الحرس الثوري» بانتقام «مميت لا ينسى» من منفذي الهجوم، يطرح تساؤلات جدية…
الإثنين ٢٤ سبتمبر ٢٠١٨
من الذي قتل وجرح العشرات في العرض العسكري للحرس الثوري الإيراني قبل أيام في إقليم الأحواز، في إيران؛ ذلك الإقليم العربي الثائر على سلطات طهران القمعية منذ سنوات. الهجوم - كما هو معلوم - كان صاعقاً، على الهواء، راح ضحيته زهاء 29 قتيلاً وعدد كبير من الجرحى. أعداء النظام الخميني الحاكم كثر ما شاء الله! داخلياً وخارجياً. لدينا منظمة «مجاهدين خلق»، أكبر شبكة حقيقية معارضة لإيران، ولدينا طبعاً المعارضة الأحوازية العربية بشتى الألوان، المعتمد الخيار العسكري والرافض له، المعتمد للاستقلال التام والرافض له المكتفي بصيغة تكفل مصالح وهوية الأحوازيين. منظمة النضال الأحوازية إحدى فصائل العمل الأحوازي التي تبنّت العملية، مثل «داعش» الغامض. طبعاً لدينا معارضة الداخل الإيراني من داخل الخيمة الجمهورية، أبناء الحركة الخضراء، وأخيراً وليس آخراً الأكراد، ونسجل هنا قصف مقرات الحزب الديمقراطي الكردستاني بالعراق بصواريخ إيرانية أخيراً. لماذا «داعش» مشكوك في مسؤوليتها عن العملية؟ لأن اتهام النظام الإيراني لها تشوبه شبهة الاستغلال السياسي لهجوم الأحواز، خصوصاً مع مسارعة…
الإثنين ٢٤ سبتمبر ٢٠١٨
عاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى التأكيد على اعتراف منظمته بالحكومة الشرعية في اليمن ممثلاً وحيداً لكافة اليمنيين، وذلك على خلفية التوقيع مع الميليشيات الحوثية مذكرة تفاهم إنسانية لنقل المرضى للعلاج خارج اليمن بطائرات مؤجرة، مبرراً دواعي تلك الاتفاقية المشبوهة من أن الميليشيات هي من تتواجد على الأرض في صنعاء، بينما كان الرد واضحاً من اليمن وحلفائها من أن وجود ممثلي المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة لا يعني مطلقاً أن تخضع للابتزاز الحوثي، وتخالف القرار الدولي 2216، وتعرقل الجهود السياسية التي يبذلها الموفد الدولي مارتن غريفيث. القضية لا يكفيها اعتذار واعتراف حتى مع وصول ليز غراندي الممثل المقيم للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في اليمن إلى الرياض، ولقاء وكيل وزير الخارجية اليمني لشرح الموقف، والتأكيد مجدداً على أن أي اتفاقية إنسانية ستوقع مع الحكومة الشرعية، ولكن القضية هي معالجة أساس المشكلة الإنسانية التي يتحملها الحوثي منذ انقلابه على الشرعية في سبتمبر 2014، وأدت إلى قتل 14 ألف مدني…
الإثنين ٢٤ سبتمبر ٢٠١٨
مثلما يتبادل الأشقاء المآثر والمكارم، يحتفل الإماراتيون والسعوديون في الثاني من ديسمبر، والثالث والعشرين من سبتمبر بعيديهما الوطنيين، في مشهد نادر من وحدة المشاعر والأهداف والمصير، يعبر عن عمق الجذور الثقافية والاجتماعية الواحدة، والحكمة التي ميّزت قيادتي البلدين في استلهام ذلك، واستثماره في علاقات مصيرية، رسختها رؤية مشتركة، ووشائج متينة عبر التاريخ. وحين تحتفل الإمارات باليوم الوطني السعودي، فلا تلخيص أجمل وأكثر دقةً من «معاً.. أبداً» بين شعبين يمتدان على جغرافية واحدة، تتشابه في الخصائص الطبيعية والبشرية التي أنتجت موروثاً ثقافياً وإنسانياً، لا يزال ثرياً ومتصلاً في منظومة من القيم والتقاليد والخصوصية التراثية لحركة الأسلاف عبر البحر والصحراء، ولطموح الأحفاد في العمران والنماء، بين أصالةٍ متجذرة، ومعاصرة منفتحة على الحياة والحداثة، تستند إلى هوية عربية إسلامية، تعتز بمكوناتها، وإسهامها الغني في الحضارة الإنسانية. لا حدود للقواسم الثقافية المشتركة بين الإمارات والسعودية، وقد شهد البلدان استيطاناً بشرياً في الحقب القديمة، واتصل سكان شبه جزيرة العرب في سياق روحي مع بزوغ الرسالات…
الإثنين ٢٤ سبتمبر ٢٠١٨
هناك نقاط كثيرة تفصل بين هذا الوله والعشق والتذلل إلى أردوغان الذي تمارسه مجموعة الإسلام السياسي، وبين المسلم النقي الذي يدافع عن الحق أينما كان، لا تعنيه مؤامرات أو دهاليز أو نظريات كما التزم به وطبقه من قبل الخلفاء الأجلاء الذين كانوا لا يجاملون أبناءهم في سبيل الإسلام. يعتقد الإسلاميون السياسيون بترديدهم عبارات الديموقراطية والانتخابات العادلة أنهم بمنأى عن الفضيحة الأخلاقية بتناقضاتهم التي لا تحصى، وسأورد هنا أمثلة على ذلك، مع العلم بأن بعض النقاط التي يؤيدون بها تركيا قد تكون صحيحة، لكنهم في المقابل لا يقبلونها إذا كان الطرف الآخر غيرها. النقطة الأولى: العلاقة مع دولة الاحتلال، فهم يرون أن تركيا مضطرة بحسب اتفاقات سياسية وضغوطات دولية، ولأن أردوغان أتى في وقت لاحق لهذه الاتفاقات فإنه لا يستطيع التنصل من هذه العلاقة، وبالتالي فما عمله أردوغان أو يعمله في هذه العلاقة له ما يبرره، وهم في الوقت نفسه يهاجمون مصر بشكل خاص للسبب نفسه، مع إن المصريين بشكل عام…