السبت ٠٨ سبتمبر ٢٠١٨
كان مشهد الرجل مقززا جداً، وهو صاعد على كرسي ويقوم بتمزيق لوحة إعلانية طبية في الشارع كونها تحتوي على صورة امرأة، قام بهذا الفعل دون أن يمر عقله بأي مراحل تفكير بأن هذا الإعلان يمر بآلية نظامية وقانونية وأن هناك جهات بإمكانه العودة إليها إن كان يرى في الإعلان ما يهز مشاعره أو يُتعب أعصابه! قام بهذا الفعل وهو يؤمن بأن هذه الوصاية على المجتمع حق من حقوقه وأن بإمكانه أن يُتلف ويُفسد أي ممتلكات طالما يحمل في صميم ذاته هذا الحق! هذا الفعل وهذا الرجل هو يُمثل أفكار تتهاوى من جذور وتراكمات ترى أن تكريم المرأة بالنظرة الدونية لها، وأن حفظها وحمايتها في تواريها خلف الحياة وخلق أدوار محددة لها في صالح صاحب القفل والمفتاح، المهم تظل محصورة في سياق مصلحته. هو كذلك قام بهذا الفعل لأن أفكاره لا تبرح النظرة الشهوانية للمرأة وأن صورتها على لوحة إعلانية طبية في الشارع مصدر غواية كما هي كل امرأة تمر من…
السبت ٠٨ سبتمبر ٢٠١٨
لابد أن نعي أن الحياة ليست مسابقة، ونجاحات الآخرين يجب أن تسعدنا، فعندما نحتفي بالآخرين فإننا بنفس الوقت نقمع رغبات شريرة بداخلنا ونهذبها، وكذلك الاختلاف مع الآخرين سواء باللون، أو الجنس، أو المعتقد، ولو تأملنا بيئتنا الاجتماعية المليئة بالخلافات وباللغط ورفض الآخر سيكون نزوعنا نحو الإعلام الذي لا يتوانى عن عرض كل شيء وتعزيز العنصرية تجاه الآخر، ولكن بالنظر إلى المجتمع سنجد أنه يصعب عليه مواجهة هذا الاختلاف أو التحدث عنه بشكل صريح. والسؤال الذي لا يمكن تجاوزه، ما يحدث من رجعية علمية وعنصرية وتحزب وطائفية في بعض أنحاء العالم العربي، بماذا يمكن أن نفسره؟ هذا الغبش الرمادي للواقع ترسّخ الآن بطريقة لا تدعو للتفاؤل، وتلك الاضطرابات في إيقاعات الحياة اليومية لدينا، ما تبريرها؟ لم نعد نستطيع السيطرة على واقعنا بسبب الازدحام العقلي والروحي لكل أنواع التلوث الفكري واللفظي، فنحن نعيش في مكان واحد، ولكون المنطقة العربية تمر بتحديات ضخمة وغير متوقعة النتائج، ألا يمكن أن نبدأ ببناء مجتمعاتنا، ألا…
الخميس ٠٦ سبتمبر ٢٠١٨
يعتبر تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة في القدرة التنافسية الرقمية أمراً حتمياً، كونها تعمل وبشكل مستمر على تطوير وزيادة تبنيها للرقمنة في مختلف الاستراتيجيات والمشاريع والمبادرات التي يتم تنفيذها في الدولة. ويقول البروفيسور أرتورو بريس مدير مركز التنافسية العالمية التابع لمعهد التنمية الإدارية: «تمكنت الإمارات من تحسين أدائها الرقمي العام في مؤشر 2018 لتصل إلى المركز السابع عشر، وعلى الرغم من أن الزيادة طفيفة، إلا أننا نرى تفوقاً عالمياً في العديد من المؤشرات الفرعية للتقرير». ويواصل بريس حديثه: «إذا ما تم التركيز أكثر على الجوانب المتعلقة بالتركيز العلمي والتدريب والتعليم، فلا بد أن تحتل الإمارات المراتب المتقدمة جداً في المستقبل، خصوصاً أن الإمارات تحتل مراتب أولى في كلّ من مرونة الأعمال والأطر التنظيمية، وهما عاملان أساسيان لتحسين القدرة التنافسية الرقمية..!». لقد سبق لمدينتي «أبوظبي ودبي» أن تصدرتا منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا على مؤشر المدن الذكية الصادر عن مؤسسة مكنزي العالمية للأبحاث، الذي شمل 50 مدينة عالمية. حيث حلت أبوظبي في…
الخميس ٠٦ سبتمبر ٢٠١٨
لم يعرف القرن الواحد والعشرون تنظيماً سياسياً دولياً إجرامباً مثل «تنظيم الحمدين» الذي استطاع خلال عقدين من الزمن أن يدعم الإرهاب، وينشر الفوضى، ويثير الفتن، ويحارب بماله لقتل الأبرياء وتشريدهم، وتغيير أنظمة، وبناء تحالفات إقليمية، وإعادة مطامع إمبراطورية قديمة، واستحداث جغرافيا سياسية للمنطقة، ورسم خارطتها على طاولة الأماني والأحلام. هذا التنظيم استغل العدو والصديق والقريب والبعيد لتنفيذ أجنداته، وتعامل مع المتناقضات مع وضد في وقت واحد لتحقيق مصالحه التي لم تدم على حال، واحتضن جماعة الإخوان لتكون ذراعاً لتحركاته، وناطقاً بأفكاره، ومحرضاً على سلوكه، وهي الجماعة التي لا تزال تدين له بالولاء والسمع والطاعة أكثر من مرشدها، وتعكس في منابر الدوحة الإعلامية وسفاراتها في الخارج توجهات حمد الأب وليس تميم الابن، وهو ما يثبت أن صلاحية التنظيم لم تنته بعد رغم الضربة القاسية التي تلقاها من الدول الرباعية لمكافحة الإرهاب. كل ما أريد الوصول إليه هنا؛ أن النظام القطري يسعى إلى تحويل أزمته الحالية من صراع سياسي بين دول تقاطعه…
الخميس ٠٦ سبتمبر ٢٠١٨
المتوقع أن تبدأ حملة إعلامية جديدة على المملكة وقوانينها وقضائها بعد تقديم أحد رموز المحتجزين على ذمة قضايا تمس أمن الوطن إلى المحاكمة، وتقديم لائحة الاتهام الموجهة ضده من قبل الادعاء العام، وبالطبع ستقود هذه الحملة الجوقة المعروفة للجميع، وستكون منابرهم الصحف والقنوات التابعة لجبهة العداء للمملكة وبعض التي تم شراء ذممها ومهنيتها التي وجدت أساسا للبيع، وبالتأكيد سنطالع مقالاً «خاشقجياً» في الواشنطن بوست يرثي حال حقوق الإنسان وحرية التعبير ونزاهة القضاء في المملكة، وينذر بالويل والثبور وعظائم الأمور، وبالطبع سوف تترجم صحف إسطنبول والدوحة وطهران وسراديب حسن نصر الله والحوثي مثل هذه المقالات لتقول للعالم إن المملكة تحولت إلى سجن كبير، كما يردد «الخائف على وطنه، المؤتمر بأمر الخليفة، ومايسترو العزف النشاز ضد المملكة، جمال الدين الخاشقجي الأردوغاني الحمديني، والشبل الجديد الذي أصبح زميله في الواشنطن بوست». طبعاً سيغفل كل هؤلاء أن المحاكمة توفرت لها كل الاشتراطات القانونية الخاصة بحقوق المتهمين، وسيتعمدون عدم الإشارة أبدا إلى أن التهم في…
زاهي حواسوزير الدولة لشئون الاثار المصرية السابق
الخميس ٠٦ سبتمبر ٢٠١٨
ظل سر مقبرة الملك «سيتي الأول» من أهم الموضوعات التي شغلت علماء الآثار والعامة في كل مكان؛ حيث كان الاعتقاد أن النفق الموجود في المقبرة أسفل حجرة الدفن، ويصل إلى مائة متر، ينتهي بحجرة الدفن الأصلية التي دفن بها فرعون مصر «سيتي الأول». وهذا الاعتقاد وصل عند البعض لدرجة الإيمان، ومنهم الشيخ علي عبد الرسول، وهو آخر سلالة أسرة عبد الرسول الشهيرة في عالم الآثار، التي كانت تعرف أسرار وادي الملوك. ونذكر بأنها الأسرة التي كشفت عن خبيئة المومياوات الملكية بالدير البحري عام 1881، وكذلك كان أحد أفراد الأسرة، وهو الصبي حسين عبد الرسول، سبباً في العثور على مدخل مقبرة «توت عنخ آمون»؛ وهم أيضاً من كشفوا عن خبيئة الكهنة بالدير البحري؛ وكانوا هم من أرشدوا العالِم الفرنسي فيكتور لوريه، عن مكان المومياوات التسع الموجودة في خبيئة داخل مقبرة الملك «أمنحتب الثاني» بوادي الملوك. وقبل أن نعرف سر المقبرة، تعالوا بنا نقدم لكم هذا الملك العظيم، وهو ابن الملك «رمسيس…
الخميس ٠٦ سبتمبر ٢٠١٨
لا يدرك معظم الناس مقدار الوقت الذي يمضونه مع هواتفهم الذكية، وغالباً ما يقللون من شأن الأمر، وينفون عنهم صفة الإدمان، وهذا ما يسمى نقص الوعي الذاتي. بعد اختراع تطبيقات احتساب الوقت «المحروق» على الهواتف الذكية، اتضح أننا بالمعدل العام نتفحص هواتفنا مرة كل ست دقائق، أو 150 مرة في اليوم. حتى عندما يكون جهازك بجانبك على طاولة، فإن انتباهك يتشتت بمجرد وجوده بقربك، حتى وأنت مشغول بأمر آخر. وما يضعف تركيزك أكثر هو سماعك لرنات التنبيهات، أو الاهتزازات في حال لم توقف خاصية تشغيلها. وفي أقل من عقدين، هبطت نسبة تواصلنا الطبيعي وجهاً لوجه مع الأهل والأصدقاء بنسبة 30%. لا أريد أن يفهم كلامي بأني ضد التقنية، وأعرف تماماً مدى أهمية هذا الجهاز في حياتنا، ودوره في تسهيل أسلوب الحياة ودورة العمل. لكننا غير مدركين عواقب سلوكنا السلبي الجديد الناتج من وجود هذا الاختراع بين أيدينا، ومعظم مستخدمي الهواتف الذكية ينكر بشدة حقيقة تشتته بسبب هذا الجهاز. هذا بالضبط…
الأربعاء ٠٥ سبتمبر ٢٠١٨
خاص لـ هات بوست : يشكل الإيمان ب "القضاء والقدر خيره وشره" ركناً من أركان الإيمان في الثقافة الإسلامية الموروثة، ولطالما أعطى هذا الإيمان راحة نفسية للمؤمنين أمام ما صادفهم من محن ومصائب، ردوها إلى القضاء والقدر، ومن ثم إرادة الله ومشيئته، وبالتالي لا حول ولا قوة لهم، وكل ما عليهم هو الاستكانة والدعاء لله أن يتلطف بقضائه. ووفق هذه الرؤية أصبح الله تعالى مسؤولاً عن ولادة طفل معاق لهذه العائلة، ومرض رب الأسرة في تلك، وحريق منزل زيد، وخسارة أموال عمرو، وألحقت به كل الكوارث، فإذا أصابت قوماً مؤمنين كانت امتحاناً وإن كانوا كافرين باتت عقاباً، وفي الحالتين فهي "قدر ومكتوب"، وما هو "مكتوب" لن نستطيع تغييره ولا خيار لنا فيه، أما الحساب فهو على أساس أن ما أقدمنا عليه لم نكن نعلم أنه "مكتوب" لكننا اخترناه، وبالتالي سنحاسب عليه، والسؤال الذي لا يجد جواباً هنا هو: "هل الله تعالى يهوى عذابنا كي يختار لإنسان ما أن يكون قاتلاً…
الأربعاء ٠٥ سبتمبر ٢٠١٨
حرب إرادات هذه التي تدور على الساحة السياسية العراقية، ما يهمنا منها هو أن العراق لا يمكن أن يخضع طويلاً للتدخلات الإيرانية، ولن تطيب الإقامة للحرس الثوري على ترابه، وستنتصر الوطنية في النهاية. منذ الانتخابات البرلمانية نزلت إيران بكل ثقلها إلى العراق، وحاول قاسم سليماني أن يستميل كل القوى المؤثرة باللين تارة وبالشدة تارة أخرى، ويقال إنه وصل إلى حد التهديد بالقتل للقيادات السنية والكردية الرافضة لعودة المالكي أو تنصيب أحد قيادات الحشد في منصب رئيس الوزراء، وهذا أمر غير مستبعد، أي الاغتيال، فتاريخ الحرس الثوري ونظام الملالي حافل بالغدر حتى بأقرب الناس، لا دين ولا ذمة ولا ضمير ولا عواطف تمنع تحقيق المخططات المرسومة في طهران، ولهذا تستمر محاولات التأثير عبر إفشال الاستقرار واختيار قيادة جديدة تنتشل العراق من أزمته السياسية والاقتصادية والاجتماعية. إنهم يحاولون تكريس الشتات الداخلي، وتقسيم المصالح بين الموالين، وإغراق الشعب العراقي في هموم الفقر والعوز والتخلف، وأعوانهم الذين لفظهم الشعب ولم يمنحهم ثقته ما زالوا…
الأربعاء ٠٥ سبتمبر ٢٠١٨
أتصور لو كان موعد الانتخابات البرلمانية في العراق العام الماضي، لربما تمكنت إيران بسهولة من فرض رئيس الوزراء وحكومته. لحسن حظ العراقيين أن الأمور تطورت داخليا وخارجياً، بما ليس في صالح الجنرال قاسم سليماني الذي يعتبر نفسه حاكم الهلال الخصيب. كما أن الأميركيين، وحلفاءهم المهمين، نشطوا هذا العام، واعتبروا الانتخابات شأنا خطيرا يستوجب المتابعة وموازنة الضغوط الإيرانية. وكذلك دخل الإسرائيليون على الخط بأسلوبهم، فهددوا بقصف الوجود العسكري الإيراني في العراق، ولن يبالوا. على أي حال، يبدو أن عدد النواب الفائزين في البرلمان العراقي المستعدين للوقوف ضد مطامع نظام إيران هم الأكثرية. فقد التحق بكتلة «سائرون» المعتدلة، ويتزعمها المرجع الشيعي مقتدى الصدر، أكثر من 170 نائباً، بما يجعلها تتفوق على الكتلة «المحسوبة على إيران»، بزعامة نوري المالكي وهادي العامري. ومن الطبيعي أن تكون إيران مصدومة، فقد كانت تعتبر العراق ولاية مضمونة لها أكثر من سوريا ولبنان. وها هو استثمارها السياسي والأمني والعسكري يتبخر أمام ناظريها، ولا ننسى أنها تعزو الفضل لنفسها…
هاني الظاهريكاتب ومستشار إعلامي.. مؤسس مجموعة تسويق الشرق الأوسط للاستثمار.. رئيس مركز الإعلام والتطوير للدراسات
الأربعاء ٠٥ سبتمبر ٢٠١٨
تحت السؤال الذي عنونت به هذه المقالة نشرت منصة سكاي نيوز عربية قبل أيام تقريراً يتناول الدور الخطير الذي بات يلعبه تطبيق «واتساب» في حياة شعوب العالم الثالث، ويتساءل عن مدى إمكانية تحوله إلى سلاح فعال لنشر الفوضى والدمار في الدول النامية. والحق أن هذا التطبيق بات من أساسيات التواصل في العالم العربي، على الرغم من كل السلبيات التي رافقت ظاهرة انتشاره بين المستخدمين، لكن ما ينبغي توضيحه هو أن سؤال التقرير جاء متأخراً لنحو 7 سنوات، إذ إن «واتساب» لعب فعليا دور البطولة في أحداث ما سمي بالربيع العربي، وساهم بشكل أو آخر في نشر الفوضى والدمار في سورية وليبيا ومصر وتونس، لسرعة تناقل معلومات التجمهر والتظاهرات والشائعات من خلاله، لكن الغريب أن أنظار الباحثين وأصابع الاتهام اتجهت منذ ذلك الوقت للشبكات الاجتماعية الشهيرة مثل فيسبوك وتويتر، واعتبرتها المحرك الرئيس للأحداث، متجاهلة دور البطولة الحقيقي الذي لعبه التطبيق الأخضر الموجود في جيب كل متظاهر ومثير للشغب. حكومات بعض الدول…
الأربعاء ٠٥ سبتمبر ٢٠١٨
عاد الطلبة السعوديون إلى مدارسهم كما يعودون كل عام، ستمضي السنون على هذه الحال ويتخرجون لينضموا إلى قوة العمل بعد رحلة شاقة من العلم وما تركه لهم تجار العقار والمنتفعون. أتذكر قبل سنوات بعيدة ثارت ثورة العقار، صرنا نسمع عن شيء اسمه المخططات، قطع الأراضي الكبيرة التي يتم تخطيطها للسكن والحياة، كل مخطط يتضمن شيئاً يسمى المرافق. ترجمة كلمة المرافق كما كنا نفهمها تعني مسجداً وحديقة ومستوصفاً ومدارس، مرافق طبيعية في كل مدينة عصرية. اختفى كل شيء وبقي المسجد، نحمد الله أن نجا المسجد من الاختفاء، نجاة المسجد لا علاقة لها بالبلدية أو أصحاب المخططات، معظم المساجد التي نراها اليوم عمّرت بفضل تبرعات أهل الخير. عندما صُممت تلك المخططات كان تفكير الناس أن المدرسة جزء من الأحياء، خطط المخططون مخططاتهم على هذا الأساس، يذهب الأطفال إلى مدارسهم على أقدامهم، عيال الحارة الذين يلعبون معهم في المساء هم أنفسهم زملاؤهم على مقاعد الدراسة في الصباح. لا يمكن أن يفكر أحد أن…