الخميس ١٧ أغسطس ٢٠١٧
بالأمس، ربما استوعب الكثيرون، ومنهم السيد ريكس تيلرسون وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية وبعض الحكومات الغربية والمنظمات الحقوقية لماذا كانت قطر تصرخ في هذه الأزمة وتتكلم عن سيادتها، وتتهم الدول الأربع المقاطعة بأنها تريد فرض الوصاية عليها، فبعد مكالمة العار التي بثها تلفزيون البحرين أمس، والتي كانت بين الإرهابي البحريني المسجون علي سلمان ورئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها السابق الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، اتضح من يتدخل في سيادة من، ومن الذي استحل حرمة أمن واستقرار جاره، ومن الذي تآمر مع اتباع النظام الإيراني على دولة شقيقة وعضو في مجلس التعاون الخليجي. قطر ومنذ سنوات تنتهك سيادة البحرين، وتقبل أن يعبث الغريب بهذه الدولة ليفرض عليها الوصاية، بل ويفرض عليها الاحتلال، ولأن قطر كانت تعبث بسيادة غيرها اعتقدت أن الدول الأربع المقاطعة، السعودية والإمارات والبحرين ومصر تريد المساس بسيادتها عندما اتخذت قرار المقاطعة في الخامس من يونيو الماضي بإعلانها قطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية، وإغلاق الحدود البرية،…
الخميس ١٧ أغسطس ٢٠١٧
منذ إعلان المقاطعة، وقطر تقول إن الإجراءات الدبلوماسية المتخذة من قِبَل الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لم تؤثر فيها، لكننا شاهدنا مطار الدوحة خالياً من المسافرين، ما يدل على أن قطر معتمدة على خير جيرانها، وفي مقدمتهم السعودية والإمارات. ومنذ إعلان المقاطعة، تجمدت السياسة الخارجية لقطر، وكأن خارجيتها المفلسة لا عمل لها سوى الوساطة للمجموعات الإرهابية المارقة. للعلم إن تلك الوساطة غير المحايدة تخطط مع الإرهابيين وتدفع لهم، في أقذر حركة ارتكبها نظام سياسي. ومنذ إعلان المقاطعة، كل الأخبار القادمة من قطر هي عن المقاطعة نفسها، سواء كانت وساطات دولة شقيقة كالكويت، أو وساطات دول صديقة مثل أميركا وفرنسا، أو توقيع اتفاقيات دفاع وتسليح تبدد مال الشعب القطري، وتعكس الرهاب والغباء وانعدام ثقة نظام الدوحة بنفسه. ماذا حدث في الدوحة؟ هل توقفت أنشطة الدولة بسبب المقاطعة؟ نعم هو كذلك، وهذا يدل على حكم الموقع الجغرافي لقطر على سياستها. لماذا لم تعد هناك وساطات قطرية مع الجماعات الإرهابية كما هو الوضع قبل…
الخميس ١٧ أغسطس ٢٠١٧
لقد صدق قول المتنبي: وإذا أتَتْكَ مَذَمّتي من نَاقِص فَهيَ الشّهادَةُ لي بأنّي كامِلُ مشاعر الولاء والحب والاحترام والتقدير التي يكنها شعب دولة الإمارات لقيادته تجسدت في إحدى أروع صورها من خلال وسم #كلنا_محمد_بن_زايد، مع تهافت الملايين من مواطني الدولة والمقيمين فيها على التعبير عن حبهم واعتزازهم بشخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على مختلف منصات التواصل الاجتماعي. لقد احتل وسم «كلنا محمد بن زايد» صدارة «ترند الإمارات» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، حيث شهد تفاعلاً كبيراً وانتشاراً واسعاً، توج بتسجيله ما يزيد على «474 مليون مشاهدة من مختلف دول العالم ولما لا ؟! محمد بن زايد "أبو خالد" حفظه المولى ورعاه، قائد تربى وتشبع فكره من قيم ومبادئ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "حكيم العرب"، والذي قال عنه الساسة والمؤرخون والكتاب العرب إنه «فارس الوحدة العربية» ورجل المواقف التاريخية المشرفة، ورجل الإحسان الأول في عصره…
الأربعاء ١٦ أغسطس ٢٠١٧
تحدثنا في المقال السابق عن الهوية الفريدة التي منحها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لشعب الإمارات، فإضافة إلى هوية اللغة والدين والوطن، أصبحت عبارة «عيال زايد» هوية لكل إماراتي، حتى بات، طيب الله ثراه، «هوية وطن» في حد ذاته. وقد ختمنا مقالنا السابق بتساؤل موجه للقارئ الكريم، وهو: هل من تصورات ومقترحات لتعزيز ما منحه، طيب الله ثراه، من هوية فريدة لشعبه؟ نسير مع القارئ من جديد لعرض بعض التصورات والمقترحات من خلال هذه الرحلة. يزور عدد من الأهالي أبناءهم الذين تشرفوا بدخول الخدمة الوطنية، وإذا بعبارة «عيال زايد» وقد زينت زيهم العسكري مباشرة فوق أسمائهم. تنهمر الدمعة من أحد الأهالي، مستذكراً ما قاله زايد: «هذا الوطن يتطلب جندياً قوي العزيمة». بدأ العام الدراسي 2018/2017، عاد الطلبة في يومهم الأول بكتبهم الدراسية. يُقلب أحد الآباء كتب ابنه وإذا بكتاب «زايد هُوية وطن». يستفسر من أحد المدرسين عن ماهية هذا الكتاب. يُجيب…
الأربعاء ١٦ أغسطس ٢٠١٧
لا أظن عاقلاً سيحفل بما قيل حول «جواز» الترحم على الفنان المعروف عبد الحسين عبد الرضا. كلنا نعرف أن ربنا (سبحانه) أكرم من هؤلاء الذين ضاقت صدورهم عن استيعاب معاني رحمته التي وسعت كل شيء. ليس في أقوالهم إذن ما يستحق التوقف. لكن هذا الجدل يكشف في عمومه عن قضية جديرة بالتأمل، يوضحها سؤال: ماذا نفعل لو طرحنا رأياً مستمداً من مصادر دينية، لكن العرف العام رفضه، هل نتخلى عن هذا الرأي أم نجبر الناس عليه؟ هذا السؤال كان واضحاً جداً في الجدل المذكور. بعض الدعاة أنكروا جواز الترحم على الفنان المحبوب، فرد عليهم عشرات الآلاف من الناس مستنكرين، ومدافعين عن محبوبهم. والحق أني فوجئت برد الفعل الجارف، كما فوجئ غيري. ورأى فيه بعض الكتّاب مؤشراً على تراجع الانقسام الحاد الذي وسم المجتمع العربي في السنوات القليلة الماضية. خلاصة الفكرة التي أقترحها في هذا الصدد، أن اتجاه الرأي العام نحو مسألة ما، يشكل إطاراً موضوعياً جديداً للمسألة، ويستدعي بالتالي البحث…
الثلاثاء ١٥ أغسطس ٢٠١٧
في خبر نشر هذا الأسبوع أن مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية شكل لجنة لمعالجة قضايا الشباب، وانتهت هذه اللجنة بعدد من التوصيات وصادق عليها المجلس، وحددت اللجنة التحديات التي تواجه الشباب وهي، الحوادث المرورية، والسمنة، والانحراف الفكري، والبطالة، وضعف مخرجات التعليم، وعدم مواءمتها لسوق العمل، والمخدرات، والضغوط الاجتماعية والنفسية. بداية لا شك في أن مجتمع الشباب بجنسيه في أي مجتمع هو أساس التنمية والبناء، فكيف بمجتمع يشكل الشباب نسبة قد تزيد على 60 في المئة من سكانه كما هي حال المجتمع السعودي؟ مثل هذا الاهتمام من المجلس الاقتصادي الذي يترأسه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله وهو من جيل الشباب وأقرب إلى التحديات والتطلعات التي يواجهها شباب الوطن لهو دليل وخريطة طريق لهذه المشكلة الوطنية التي لا يمكن تأجيلها، فكلنا يعرف أن البطالة هي سبب رئيس لمشكلات الشباب في العالم ونحن جزء منه، وتظهر الأرقام الرسمية أن نسبة البطالة لدينا في حدود 12 في المئة وهي مرتفعة بين الإناث…
الثلاثاء ١٥ أغسطس ٢٠١٧
في اليوم الذي أذيع فيه رحيل عملاق الفن العربي، الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا، كانت المشاعر أشبه بأعشاب برية، عصفت بها رياح شتوية، قصفت الجذور، ونسفت البذور. كانت ليلة ليلاء، أصبح للغياب فعل الجحيم، وفعل النار في الهشيم؛ لأن هذا الفنان أسعد الناس بفنه الرفيع، ولوّن وجدان محبيه بالفرح، وهم كثر، هذا الفنان عالج قضايا مختلفة الوجوه، بقلب صافٍ، وروح شفافة ونفس نقية طاهرة، إنه دخل في كل بيت كما ولج كل وجدان، مثل النسمة التي ترتب المشاعر بلمسات خفيفة، عفيفة، معافاة من درن الاصطفاف والاستخفاف، إنه الفنان الذي لم يستبد به العقل، بل كان العقل لديه الحصان الذي جر العربة إلى أرصفة الحب، والعطاء اللامتناهي. وكم شعرت بالأذى وأنا أقرأ تغريدة، فاحت من كلماتها، قمة البذاءة والجهل والاستخفاف والالتفاف على الحقائق، ودمغها بعفن القيم البالية والأفكار السوداوية، ومشاعر الحزن التاريخي الذي لا يزال يستوطن ضمائر بعض المشعوذين والهستيريين، والذين سيطرت على أذهانهم آفة الحقد والكراهية لكل ما هو جميل في…
الثلاثاء ١٥ أغسطس ٢٠١٧
رغم أن بيان النائب العام الذي أعلن فيه أن النيابة العامة ستباشر مشاركات الرأي التي تحمل مضامين ضارة للمجتمع استهدف طمأنة المجتمع تجاه بعض الآراء الطائفية والتكفيرية والمضللة التي تستهدف أمن واستقرار ووحدة المجتمع وبعث رسالة تحذير لأهل الفتن، إلا أن بعض العبارات كانت فضفاضة بحيث قد يندرج تحت عقوباتها أي تعبير عن الرأي ! فأي نقد عام لقصور أداء بعض المؤسسات الحكومية وخدماتها يمكن أن يُختلف حوله ويفسر على أنه مضر بالمجتمع وتأليب للرأي العام، وكنت أرجو أن تكون المسألة أكثر تحديدا و«تقييدا» حتى لا يقع أصحاب الرأي مستقبلا تحت رحمة اجتهادات تفسير رجال النيابة العامة ! كما أن تصريح النائب العام أحدث لبسا في الفصل بين اختصاصات لجنة المخالفات الصحفية والنيابة العامة في الاختصاص بقضايا الرأي المنشورة، ففي السابق كان تدخل النيابة العامة بقضايا الرأي محصورا بأضرار التشهير، لكن وفق تصريح النائب العام الأخير فإنه يمنح النيابة العامة صلاحية تحريك الدعاوى الجزائية ضد أصحاب الرأي في أي وسيلة…
الثلاثاء ١٥ أغسطس ٢٠١٧
لم يكن لثلة من المثقفين السعوديين من أن تعبر عن عزائها في وفاة الفنان الكويتي عبد الحسين عبد الرضا واستنكارها لتلك الأصوات التي أنكرت جواز الترحم عليه وراحت تنعته بأبشع الصفات التي تنبع من تشدد مقيت وطائفية أكثر مقتا، ولم تكن تلك الثلة من المثقفين والذين لم يكونوا يتجاوزون الخمسة يعبرون عن أنفسهم بقدر ما كانوا يعبرون عن الضمير الثقافي للسعوديين جميعا، ولذلك لم تكد تمر بضع ساعات على وضع تلك الثلة عزاءها واستنكارها على الإنترنت حتى تجاوزت قائمة المنضمين لهم في العزاء والاستنكار ثلاثة آلاف مثقف ومثقفة رأوا في ما تقدمت به تلك الثلة من المثقفين ما يعبر عن موقفهم الجماعي من استنكار لكل ما يمكن أن يشكل تشويها للرموز الثقافية، ويشكل في الوقت نفسه تهديدا للحمة الوطنية وتماسك المجتمع الذي أساءت تلك التغريدات الطائفية والمتشددة لمكون من مكوناته. لم تكن تلك الثلة تعبر عن نفسها بعزائها لأسرة الفنان الكويتي الراحل واستنكارها لما جاء في تغريدات متشددة طائفية، وإنما…
الثلاثاء ١٥ أغسطس ٢٠١٧
تقدير الوضع في مواجهة الحكومات الأربع، السعودية ومصر والإمارات والبحرين، ضد قطر، لا يحتاج إلى الاستعانة بخبراء السياسة والإعلام لمعرفة النتائج، لأنها ليست معركة عسكرية ولا سياسية معقدة. وأول الاستنتاجات أن الأزمة قد تطول، نحن في الشهر الثالث منذ إعلان الدول الأربع أنها لم تعد تحتمل سياسة قطر العدائية ضدها، وأنها جادة في الاستمرار في خيار القطيعة على العلاقة. وبعد نحو تسعة أسابيع هل تراجعت الرباعية عن قراراتها؟ لا، ولا قطر تراجعت. فالعلاقات الدبلوماسية لا تزال مقطوعة، والسفارات خالية. الحدود البرية مع السعودية مغلقة، والأجواء أيضاً محظورة، وكذلك المياه الإقليمية للإمارات والسعودية والبحرين. ومثلها حركة المواطنين متوقفة. معظم الضغط يقع على كاهل الحكومة القطرية وهي المتضرر من القرارات، وفِي المقابل لا تملك وسائل تعاقب بها أياً من الدول الأربع. وتكلفة العقوبات عالية على الدوحة، ونراها تركض في كل اتجاه تحاول تعويض غياب علاقة الدول الأربع في حياتها الاقتصادية والخدمية والاجتماعية وغيرها. تبدو كأنها فوجئت بالتحرك ضدها، مع هذا يبقى حجم…
الإثنين ١٤ أغسطس ٢٠١٧
يذهب الانسان بعيداً في هذا الكون فكراً وكياناً .. و تكبر في عينيه الحياة في خضم عالم من الانفجار المعلوماتي .. يظن أنه يعرف كل شيء و يدرك كل شيء، و مابين عالم متدحرج من الرفاهية المصطنعة وما بين الفتن وخطابات الكراهية والتطرف، إلا أن الحق بيّن ولا يمكن حجبه، فليس هناك أعلى وأسمى من الدفاع عن الحق وعن الوطن. تأتي الأخبار التي بها تصغر كل عطاءاتنا .. تأتي الأنباء التي بها نسمو وتعلو رقابنا ... كوكبة من شهداء الإمارات الأبرار تنضم إلى قوافل شهداء المجد والخلود الذين عطروا تاريخ الإمارات بدمائهم الزكية، فالإمارات مستمرة في تقديم الشهداء بعيداً عن الضوضاء والتأجيج، وقبل ذلك مستمرة في إعادة الشرعية وإعمار اليمن، والأهم أن هذه العطاءات حفظت أمن المنطقة كاملة وفوتت الفرصة على أصحاب الأجندات الخارجية. من هنا سجلت ميادين الشرف والرجولة بأحرف من نور عطاءات وتضحيات شهدائنا الذين سيتذكرهم التاريخ بكل فخر واعتزاز، فالتاريخ المشرق لدولة ما يستند إلى حجم التضحيات…
الإثنين ١٤ أغسطس ٢٠١٧
أسوأ البشر أولئك الذين يبيحون لأنفسهم التدخل في مشيئة الله وإرادته تجاه عباده، ويزعمون أنهم يملكون الحقيقة المطلقة والأحكام القاطعة على البشر، والأسوأ من ذلك عندما يكون مثل هذا النموذج قاصراً في العلم وهشاً في المعرفة ومحتقناً تجاه طائفة أو شريحة أو مذهب لأسباب شخصية ومنطلقات ذاتية عمياء وأوضار نفسية عدوانية هوجاء، أما قاع الانحطاط فهو عندما تتم هذه الممارسة القبيحة تجاه أشخاص رحلوا عن الدنيا وأصبحوا بين يدي خالقهم الرحمن الرحيم العفو الكريم. لقد ابتلينا كمجتمعات مسلمة بأمثال هؤلاء الذين يكفرون المسلم المختلف مذهبيا أو فكريا ويزدرونه حياً وميتاً، ويبثون خطاب الكراهية والتطرف والعداوة والبغضاء، إما نتيجة جهل مطبق أو توظيف خبيث لإحداث شرخ بين مكونات المجتمع كتطبيق لأدبيات حزبية تسعى لتحقيق أهداف دنيوية غير نزيهة تحت عباءة الدين الذي أساؤوا إليه قبل إساءتهم للبشر. لم يتورع هؤلاء حتى عن محاولة الحجر على الناس من الترحم على مسلم ميت يشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وقد…