الأحد ٠٤ ديسمبر ٢٠١٦
الثاني من ديسمبر كان اليوم الوطني للإمارات، ويوم الثالث من ديسمبر كان يوم سلمان، فقد أنورت الدار بقدوم خادم الحرمين الشريفين إلى دولة الإمارات، وازدانت الأرض بالملك سلمان الذي وطأت قدماه أرض الإمارات، فحلّ في داره وبين أهله معززاً مرحباً به من الكبير والصغير، فكم كانت فرحة الشعب في الإمارات كبيرة بوصول سلمان بن عبدالعزيز الذي جاء من بلده ليحل في بلده، ومهما قلنا، فإن كلمات الترحيب والسعادة والحفاوة لا تعبر عن الفرحة الكبيرة بهذه الزيارة التاريخية لجلالته لبلده الإمارات. والجميل أن يصادف يوم وصول الملك لأبوظبي أن نسمع خبر انتصار القوات اليمنية على «القاعدة»، فبدعم قوات التحالف العربي تمكنت القوات اليمنية والمقاومة الشعبية، بإسناد مباشر من قوات التحالف العربي من تحرير منطقة ميناء بلحاف الاستراتيجي بمحافظة شبوة اليمنية، من تنظيم القاعدة الإرهابي، وتحرير منطقة ميناء بلحاف يقطع شريان إمداد رئيسياً للتنظيم الإرهابي، من خلال تهريب النفط والسلاح والتجارة غير الشرعية. وهذا الانتصار المهم يحسب للملك سلمان، ملك الحزم، الذي…
مصطفى النعمانكاتب وسياسي يمني عمل سفيراً لليمن في عدة عواصم كان آخرها مدريد
السبت ٠٣ ديسمبر ٢٠١٦
تكتسب الحكومات مشروعيتها من قبول الناس بها نظير ما تبديه من جدية في العمل ونزاهة في المقاصد، وما تقدمه من خدمات تعليمية وصحية وتوفره من الأمان والسعي لتأمين الحاضر وضمان المستقبل، والمسؤولية لا تقتصر على الالتزام بالنصوص الدستورية المعمول بها ولكن تنسحب على المسؤولية الأخلاقية بالمستوى نفسه، وهذا ما نتابعه يوميا في الأخبار حول ما يلاحق العديد من قادة حكومات منتخبين إزاء ارتكابهم أو معاونيهم وأصدقائهم أخطاء أخلاقية حتى وإن لم تكن هناك نصوص يعاقبون بموجبها. قبل أيام أعلنت سلطة الانقلاب في صنعاء تشكيل حكومة «إنقاذ وطني» ونالت قدرا كبيرا من السخرية والتهكم، ورغم أن الغالبية العظمى من المعلقين ركزت على الجانب الشخصي للعديد من أعضائها – وربما جميعهم – إلا أن ما أثار استغرابي هو الضجة التي صاحبت المسألة وجعلتها تبدو قضية مصيرية يمكن لها التأثير سلبا أو إيجابا على المشاورات الجارية التي تهدف لإعادة أطراف الحرب الأهلية إلى طاولة المفاوضات، وتناسى هؤلاء هموم الناس الحقيقية وانشغلوا في بحث…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الجمعة ٠٢ ديسمبر ٢٠١٦
أن يعيش الجميع على أرض واحدة محكومين بإنسانيتهم وتحت ظل قانون واحد يحمي حقوقهم، في نفس الوقت الذي يكونون فيه محتمين بثقافاتهم الخاصة دون أن يطلب منهم أحد باللين أو بالغلظة أن يتخلوا عن ما يميزهم ويحمي هويتهم، شريطة أن يحترموا ثقافة وقوانين ومصالح هذه الأرض التي يتحركون عليها، وهذا الوطن الذي يعيشون فيه، فذلك يعني أنهم يعيشون ما يسميه القانون وعلم الاجتماع حالة التعايش المجتمعي أو الاجتماعي في أقصى تجلياته على أرض الواقع، وهذا تحديداً ما يتلمسه كل زائر ومقيم على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة. التعايش المجتمعي بسلام يستلزم أول ما يستلزم ثقافة اجتماعية وتربوية يؤمن بها الجميع، المواطنون قبل المقيمين، عرباً كانوا أو غير عرب، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، فمن لا يؤمن بحقوق الآخرين ومن لا يعترف بأهمية التسامح والتعايش لا يمكنه أن يقبل بالاختلاف أو أن يقبل بالعيش مع أشخاص مختلفين معه في العقيدة أو المذهب أو العرق أو المستوى المادي، أو في الانتماء والأفكار..…
الخميس ٠١ ديسمبر ٢٠١٦
لا أجد بديلاً عن مفردة الخيبة، خيبة أمل حقيقية في ألا نصدم بحالات مختلفة عصية على التقبل وبالغة الاندفاع والتهور، ولا أستطيع مع بالغ الألم أن أضع عبارات في غاية السوء في خط سير المقالة، حاولت أن أستعيض عنها بما يقارب الصورة ويوضح الحدث لكني عجزت فعلاً عن فعل ذلك، يمكن أن أستعير مفردات القذف والسوء والتعصب والجمود وموجة ركوب الرأس التي نعاني منها من دون أن نتمكن من صناعة حل، وأدقق على صناعة لأن إيجاد حل بات عسيراً وليس في متناول اليد. مفردات القذف وجمل التشكيك والتعميم الهابط أتت على لسان واعظ سعودي بوظيفة فحل، حيث شرّق وغرّب وساق أوصافاً بريئة من تعاليم الدين وخارجه عن أي حدود ذوقية وأدبية وأخلاقية، هاجم الابتعاث وشكك في ممارسي مهنة الطب ومارس حقاً غير طبيعي لمنصتين وددت أن أسمع ولو رأي واحد منهم حتى أحكم إلى أين نتجه بالضبط؟ وماذا يريد الذين يستميتون في خلق جو عام محتقن محاط بالشكوك والتهم والظنون.…
الخميس ٠١ ديسمبر ٢٠١٦
نحن في الصحافة، يجب أن نكون أول من يطالب بحريات الرأي، ويفترض أن نعمل دائما على دعم كل ما من شأنه أن يطور في هذا، لأن التطور والتغيير والنمو تأتي غالبا من الأفكار، التي تكون بسبب الهامش الحر من الآراء، والتي من ضمنها الانتقاد، الانتقاد وليس التشويه أو السب أو حتى القذف.. وكل هذا يبدو مفهوما، بالمقارنة مع "التشبيح الإلكتروني" الحديث. حرية الرأي لا تعني مطلقا التعدي على الآخرين، لكن ما يحدث في الشبكات الاجتماعية أخيرا محزن ومرعب، أتحدث عن نماذج وليس الكل، وتحديدا فيما يتعلق بظاهرة "التشبيح الإلكتروني"، التي أعرفها بأنها مجموعة من الممارسات الرقمية، الموجهة تجاه فرد أو منظمة، وبث بعض المعلومات غير الدقيقة، من أجل "الشيطنة" أو التسلية، أو للمشاركة في تحقيق أهداف حزبية معلنة أو غير معلنة. التعاطي مع مثل هذا يفرض علينا تطوير مسارين متوازيين، توعوي وقانوني، الأول مهم لكنه فضفاض، ويختلف من شخص لآخر، وله ظروف متغيرة، لكن الثاني هو الأهم والأساس، لأن النظام…
مطر الطايرالمدير العام ورئيس مجلس المديرين لهيئة الطرق والمواصلات بدبي
الأربعاء ٣٠ نوفمبر ٢٠١٦
منذ انطلاق الدورة الأولى من معرض إكسبو عام 1851 في لندن تحت عنوان «المعرض العظيم لمنتجات الصناعة من دول العالم»، أصبحت معارض «إكسبو» إحدى أكبر وأهم الفعاليات العالمية. وتستمر معارض إكسبو الدولية التي يتم تنظيمها كل خمس سنوات لفترة تصل إلى ستة أشهر تستقطب خلالها ملايين الزوار الذين يذهبون لاستكشاف الأجنحة والفعاليات الثقافية التي تنظمها الحكومات والمؤسسات العالمية المشاركة. ويعد المعرض من أكبر الفعاليات العالمية من حيث التأثير الاقتصادي والثقافي بعد بطولة كأس العالم لكرة القدم ودورة الألعاب الأوليمبية. تنظم دبي معرض إكسبو 2020 تحت شعار «تواصل العقول.. وصنع المستقبل»، وللمعرض ثلاثة مواضيع فرعية: هي الفرص، والتنقل، والاستدامة، وفي إطار الاستعداد لإقامة المعرض بعد نحو أربع سنوات تعمل حكومة دبي على توفير كافة عوامل الجذب التي تجعل تجربة الزوار فريدة وتضفي عليها مزيدا من الإثارة والتشويق. جاء اختيار دبي لاستضافة المعرض العالمي الذي يقام للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، نظرا لموقعها المتميز بين مختلف قارات العالم،…
الأربعاء ٣٠ نوفمبر ٢٠١٦
ماذا يعني انتخاب دونالد ترامب بالنسبة للشرق الأوسط؟ تجمع عدد من كبار وزراء الخارجية هنا نهاية الأسبوع الماضي لاستكشاف تداعيات الانتخابات الرئاسية في أكثر مناطق العالم اشتعالاً. ويستضيف وزير خارجية الإمارات، الشيخ عبد الله بن زايد، التجمع السنوي المعروف بمنتدى «صير بني ياس». ولأنني لا أستطيع نسب التعليقات لأصحابها، فلن أشير للمشاركين بالاسم، لكن على أي حال فقد ضم المنتدى ممثلين عن جميع الدول العربية تقريبًا، وعن الولايات المتحدة، وأوروبا، وروسيا، والصين، والأمم المتحدة. التغيير في حدّ ذاته كان مرحبًا به في الخليج العربي الذي امتعض الكثير من أوجه سياسات أوباما المتعلقة بالشرق الأوسط، لكن سحابة من الغموض غلفت مواقف ترامب للدرجة التي جعلت حتى مؤيديه يقولون إن «لا أحد يعلم أين يقف ترامب». وبالنظر إلى السجل الخالي للرئيس المنتخب، فقد ركز الكثير من المتحدثين على سماته الشخصية الظاهرة. وجادل أحدهم أنه من الواضح أن ترامب رجل أجوف؛ ولذلك من المجدي التملق له كما فعل الكثير من قادة دول العالم…
الأربعاء ٣٠ نوفمبر ٢٠١٦
دقيقة ستصمت فيها الألسنة وتلهج القلوب بالتضرع والدعاء لشهداء هذا الوطن الأبرار، ففي الساعة الحادية عشرة وثلاثين دقيقة من صباح اليوم ستبدأ دقيقة الصمت في مدن وشوارع الدولة، بل وحتى وسائل الإعلام المسموعة والمرئية ستصمت عن الكلام لنذكر شهداء الإمارات الأبرار بالتضرع والدعاء، فهؤلاء الذين لم ولن ننساهم يوماً منذ انتقلوا إلى جنة الخلد أصبح لهم «يوم» في كل عام هو الثلاثون من نوفمبر، اليوم الذي احتلت فيه إيران جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، واستشهد أفراد قوة الدفاع عن الجزر الذين واجهوا بعددهم القليل وقوتهم المتواضعة قوات الاحتلال. الإمارات قيادة وشعباً لا تألو جهداً في تكريم من ضحّى من أجل الوطن والحق والأمة، والنصب التذكاري الذي أُنشئ في أبوظبي، وسيتم تدشينه اليوم في ساحة الكرامة، شاهد على بطولة وبسالة أولئك الجنود الذين قضوا في مختلف المعارك على أرض الدولة وخارجها، ووضع هذا النصب أمام مسجد الشيخ زايد الكبير له رمزيته الكبيرة، ودلالته العميقة، فكل الأماكن كانت متاحة لهذا…
الأربعاء ٣٠ نوفمبر ٢٠١٦
لقد كان تأسيس دولة الاتحاد في الثاني من ديسمبر 1971، بداية التحولات المجتمعية التي نقلت المجتمع من مرحلة القبيلة إلى مرحلة الدولة الحديثة، دولة المؤسسات ذات الأطر والهياكل التشريعية والتنفيذية والقضائية، التي تهدف إلى تحقيق مصلحة الوطن والمواطن. وقد ترتب على قيام دولة الاتحاد اتساع دائرة الوطن. لقد حدد دستور دولة الإمارات، مقومات الاتحاد وأهدافه الأساسية وطبيعة السلطات الاتحادية، والحقوق والواجبات المكفولة للمواطنين. كما حدد الدعامات الاجتماعية والاقتصادية الأساسية التي تؤسس مجتمع الدولة الحديثة. تلك المقومات التي تؤكد المساواة والعدالة الاجتماعية، وتوفير الأمن والطمأنينة، وتكافؤ الفرص لجميع المواطنين.. وأن الأسرة أساس المجتمع، قوامها الدين والأخلاق وحب الوطن، ويكفل القانون كيانها، ويصونها ويحميها من الانحراف.. وأن التعليم عامل أساسي لتقدم المجتمع، وهو إلزامي في مرحلته الابتدائية ومجاني في كل مراحله. واحتل العمل أهمية قصوى في المجتمع، وأصبح ركناً أساسياً من أركان تقدمه. وحسب نص الدستور: «يقدر المجتمع العمل كركن أساسي من أركان تقدمه، ويعمل على توفيره للمواطنين وتأهيلهم له، ويهيئ الظروف…
عبدالله المطيريكاتب سعودي مهتم بقضايا الفكر والفلسفة والحريات وحقوق الإنسان
الأربعاء ٣٠ نوفمبر ٢٠١٦
في السعودية هناك سؤال مؤرق يطارد كثيرا من المشتغلين بالفلسفة، وهو: لماذا الفلسفة؟ وكأن الفلسفة مطالبة بتبرير وجودها. شخصيا أقبل هذا السؤال وأعتقد أن كل علم مطالب بتبرير وجوده. التبرير الذي أعنيه هنا هو ما يكشف حضور الآخر في اشتغال الذات. أعني بذلك أن يكون للعلم بعد جماعي ولا يعبر عن اشتغال أناني. شخصيا أعتقد أن أحد القيم الأساسية في البحث الفلسفي هي قيمة الاشتغال بالأخلاق. في جمهورية أفلاطون يحضر سؤال ما العدالة كسؤال محوري للمحاورة. ما العدل؟ ما الحق وما الخير؟ كان سقراط يريد فتح هذه الأسئلة في بيئة مشبعة بالإجابات. يتميز المبحث الأخلاقي أنه مشغول بمجال لا يحتمل اللاأدرية. المجال الأخلاقي مجال عملي مرتبط بالإرادة بشكل مباشر. في كل يوم يتخذ الإنسان بالضرورة قرارات ومواقف تتعلق بعلاقته بالآخرين. هذه القرارات لا يمكن تجنبها، فهي جزء من ضرورات الحياة، وبالتالي فلا مفر من سؤال الأخلاق، كما أن الساحة الاجتماعية لا يمكن أن تخلو من الإجابات المتعلقة بأسئلة الأخلاق. سقراط…
الثلاثاء ٢٩ نوفمبر ٢٠١٦
وقعت المفاجأة وتم انتخاب دونالد ترامب.. وأضحى هذا الانتصار بمثابة زلزال اجتماعي وسياسي، ونزلت بعض الولايات الأميركية إلى الشارع للتعبير عن رفضها لهذا الاختيار.. ولعل وصول ترامب إلى الرئاسة في الولايات المتحدة الأميركية يثير الكثير من الأسئلة التي تتعلق بمستقبل الولايات المتحدة الأميركية بوصول رئيس أميركي جديد، عبر في بعض خطاباته الانتخابية عن حالة من العداء إلى الأميركيين اللاتينيين وإلى المسلمين. ولأول مرة على حد علمي يصل إلى سدة الرئاسة في أميركا، رئيس عبر خطاب يختلف فيه عن بعض قواعد الولايات المتحدة الأميركية. ولعل السؤال الأساسي في هذا الصدد، هل سيستمر الرئيس ترامب في خطابه إلى بعض الأميركيين، أم وصوله إلى الرئاسة سيتطلب منه خطابا أكثر اتزاناً واقتراباً وانسجاماً مع القيم الأميركية الأساسية؟ وهل الإستراتيجية الأميركية التي يتبعها الرئيس ترامب ستتغير بما يراعي الخطاب الانتخابي الذي عبر عنه ترامب؟ يبدو أن أي رئيس لأميركا، مهما كانت أولوياته وقناعاته السياسية والاقتصادية والدفاعية، إلا أنه معني بطبيعة مصالح الشركات الاقتصادية وشركات السلاح…
الإثنين ٢٨ نوفمبر ٢٠١٦
حقيقة امتلاك القوات المسلحة السعودية ترسانة متطورة وعالية التقنية، حقيقة لا يستطيع المتابع في الداخل أو الخارج تجاهلها أو الاستهانة بثقلها في الشرق الأوسط. وعملية تطورها المستمر لا يفرضه فقط حجم وموقع المملكة، بل ونوعية التحديات التي تصاعدت مؤخرا، وأخذت تنمو بشكل متسارع في المنطقة. والأمر الذي ربما لا يعرفه الكثير خارج هذا الوطن، بأن المملكة تملك أغلى وأثمن ترسانة بشرية من ذهب، تضرب جذورها وتتغلغل في أعماق أرضنا الصحراوية، متشعبة بصلابة في باطنها، تتغذى على الحب الجارف للوطن وأبنائه. فحين أنعم الله على المملكة باحتضان الحرمين الشريفين، سخر لحمايتها أفراد شعبها، جنودا وقيادة. فضرب سياج الوطن المتين من جنودنا الأوفياء، وما زالوا يضربون دروسا وأمثلة للشجاعة والثبات والتجلد، قُدمت في أوقات عصيبة، وتحت وابل من الرصاص، بنبل وأخلاق الكبار المشبعة بالحكمة والإيثار والتضحية. فالأشاوس لا يحاربون أو ينجون بأنفسهم فقط، بل لديهم تلك الشجاعة لتعريض أنفسهم للخطر لمساعدة بعضهم البعض. وسلسلة الأعمال البطولية التي يخوضها أنبل الرجال في الحد…