السبت ١٨ يونيو ٢٠١٦
المتطرفون والمتشددون متفقون على هدف واحد، ويسيرون نحوه من دون تردد أو تهاون، بينما العالم أجمع يصرخ من ضربات هذا التنظيم العدواني، ويحشد قواه العسكرية وغيرها، ولكن لم يتم بعد تحقيق النتائج المرجوة، والتي تعين أطفال العالم على الاستيقاظ صباحاً من دون أن يسمعوا هديراً أو زئيراً. لماذا العالم على الرغم من اتفاقه واقتناعه أن القوى المضادة متطرفة وشريرة ومتخلفة وعدوانية إلى درجة العدمية والعبثية، لكن هذا العالم نفسه وفي حدود كل دولة ينطلق من أجندات خاصة ومن شهادات حسن سير وسلوك خاصة، كما أن ألوان الإرهاب تختلف من دولة وأخرى، وكذلك أشكال الإرهاب ومراميه ومساعيه وأهدافه بحكم ارتباطه بتلك الدولة أو هذه.. إذاً لا يمكن التخلص من آفة والاختلاف والخلاف على أشده حول مادة التخلص وأدواتها، وفي حقيقة الأمر فإن داعش وأخواتها ما هي إلا وهم وخيال جامح، صنع بأيدٍ خفية، ويراد منه باطل وعاطل العالم الإسلامي، ولا أعتقد أن داعش تستطيع أن تحقق هذا الانتشار السحري والأسطوري لولا…
الجمعة ١٧ يونيو ٢٠١٦
منذ تأسيسه في مطلع الثمانينات لم يمنَ «حزب الله» بخسائر كبيرة كما يحدث له الآن في سوريا، وأكثر من كل حروبه مع إسرائيل مجتمعة. ومع استمرار نزيف الحزب تقول أكثر التقديرات تحفظًا إنه خسر ألفاً من خيرة مقاتليه، والتقديرات الأخرى تتحدث عن ثلاثة آلاف. خسر كذلك عددًا من قياداته العسكرية المهمة، ومن بينها، كما رصدها الكاتبان ماثيو ليفيت ونداف بولاك: قُتل فوزي أيوب، قائد لبناني - كندي مزدوج الجنسية من «حزب الله» في محافظة درعا جنوب سوريا، من أهم المطلوبين لدى «مكتب التحقيقات الفيدرالي» الأميركي، وحسن حسين الحاج، في معارك جرت حول إدلب، وقُتل خليل محمد حامد خليل في حمص، وقُتل علي فياض في منطقة حلب، بينما لقي «قائد (حزب الله) المخضرم» خليل علي حسن، مصرعه أيضًا في منطقة حلب في أوائل الشهر الحالي، والأهم أرفع قادته، مصطفى بدر الدين، الذي قتل في شهر مايو (أيار) الماضي. كلهم قتلوا في معارك مع الثوار السوريين أو الجماعات المسلحة الأخرى في سوريا.…
الجمعة ١٧ يونيو ٢٠١٦
تنذر معضلة العقوبات الأميركية المالية ضد «حزب الله» ومن يتعامل معه بعد التفجير الذي استهدف «بنك لبنان والمهجر» ليل الأحد الماضي في بيروت، بالتحول إلى مشكلة لبنانية داخلية فيما مصدر الأزمة خارجي. فالعقوبات لمن لا يعرف، موجهة في الجزء الأكبر منها، أساساً، ضد المصارف الأميركية التي تقبل التعاملات المالية التي عليها شبهة استفادة الحزب ومن يتعاملون معه على الصعيد المالي منها، وليست موجهة مباشرة إلى المصارف اللبنانية. إلا أن الأخيرة معرضة لخطر وقف المصارف الأميركية الوسيطة والمراسلة التعامل معها، إذا اكتشفت أن بين معاملاتها التي هي مضطرة إلى تمريرها عبر هذه المصارف إذا كانت بالدولار الأميركي، ما يمت بالصلة إلى الحزب. وهذا يمنع المصرف اللبناني من القيام بالتحويلات لزبائنه العاديين ويجمد أعماله وكذلك أعمال هؤلاء الزبائن. كما أن في القانون الأميركي ما يحظر على سائر المصارف في العالم قبول تعاملات مالية عليها شبهة الصلة بتبييض أموال لمصلحة الحزب، بما فيها المصارف اللبنانية، حتى لو كانت بعملة غير الدولار، كما جاء…
الجمعة ١٧ يونيو ٢٠١٦
قبل البدء كانت الفكرة: للسنة الثانية على التوالي، يتفوق مسلسل «سيلفي» على نفسه، بكل مجموعته المحببة، خفيفة الظل، وصدق التمثيل، وعميق الطرح، وذلك الذكاء الذي يوقظ في نفسك أشياء، نعجز عن شكر العاملين فيه، لأنهم يوفرون لنا كل يوم ضحكة من الخاطر، وبسمة من القلب، ولا يلغون العقل! خبروا الزمان فقالوا: - «صدور الأحرار، قبور الأسرار». - «الإنسان هو الحيوان الوحيد الذي يخجل: لأنه الوحيد أيضاً الذي يفعل ما يُخجل». مارك توين -«لا يمكن للرجل أن يكون مرتاحاً من دون موافقته». مارك توين -«كل طفل فنان، لكن المشكلة كيف تبقى فناناً عندما تكبر». بيكاسو أصل الأشياء: ممن دفنوا في الشام 26 من الصحابة المعروفين، و11 من التابعين، و55 من السلاطين والأمراء الأيوبيين، و64 من سلاطين وأمراء المماليك، و6 من أهل البيت، وعشرة من خلفاء بني أمية، و12 من سلاطين وملوك السلاجقة والأتابكة، وعدد كبير من الأعلام والمشاهير والفقهاء والشيوخ والعلماء والمتصوفة والشعراء، منهم: خالد بن الوليد وابنه، وأخوه حرملة، وضرار…
الجمعة ١٧ يونيو ٢٠١٦
كان الأسبوع الماضي أسبوع الإعلاميين بامتياز، جمعهم لقاءان منفصلان بالقيادة الحكيمة للدولة، أحدهما في دبي، حيث لقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والآخر في مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لقاءان كان فيهما الكثير مما يستحق أن يكون مادة تقدم للأجيال في قاعات الدرس وفي كل شؤون الحياة. ربما تعددت المجالس وتنوعت الوجوه، لكن الحديث كان واحداً عن أهمية هذا السلاح الذي قال عنه «بو راشد» إنه خط الدفاع الأول لحماية المنجزات الحضارية والدافع إلى مزيد من التطور والبناء، وعنه قال «بو خالد» إنه شريك أساسي في البناء التنموي والحضاري للإمارات، وإنه على جبهة المواجهة مثل جنودنا في ميادين الواجب والشرف. صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يرى في الإعلام المصدر المهم والمحفز للافكار المبدعة لدى الشباب وحمايتهم من الانزلاق ومجابهة خطر الإرهاب والتطرف الذي بات…
الجمعة ١٧ يونيو ٢٠١٦
للإنسان غريزتان تكونان حياته؛ فبهما يعيش ويسعد أو يشقى ويتعس؛ هما الغريزة الحسية التي تتعلق ببناء الجسم وبقائه حياً ذاتاً ونوعاً، وتلك هي غريزة الشبع والري والشهوة، وهذه الغريزة جعلها الله مشتركة بين خلقه من الكائنات الحية، وإشباعها سهل، فبمجرد ملئها تنكسر نهمتها ويحصل المراد ولا تحتاج المزيد، بل تعاف النفس ما زاد على حاجتها. والغريزة المعنوية التي لا تُشبع هي غريزة المعرفة التي يتميز بها الإنسان عن غيره، ولأجلها أسجد الله تعالى الملائكة الكرام لأبينا آدم عليه السلام، والتي بها ينمو العقل ويزكو الخُلق، وتعظم المرتبة، ويشرف بها المرء في قومه، وغذاء هذه الغريزة هي القراءة الماتعة النافعة، ويترتب على كل غريزة منهما الحياة والموت، فالجسم إذا لم يتغذَّ بما يحتاجه من غرائزه يموت، فتفسد حياته، والعقل إذا لم يتغذَّ بما يحتاجه من غرائزه يموت كذلك، إلا أن موت العقل أخطر من موت الجسم، فالجسم يموت لا محالة مهما أُشبعت غرائزه، لكن العقل إن أشبعت غرائزه لا يموت، فإنه…
الخميس ١٦ يونيو ٢٠١٦
اطلعت على وثيقة نادرة كتبت في الأول من مارس (آذار) عام 1945 تبين طبيعة العلاقة السعودية - الأميركية المتوترة، وتذكرنا باليوم. في ذلك العام لم تكن الحكومة الأميركية قد عينت سفيرًا لها في جدة، واعتمدت على من يمثلها، كان يسمى حينها «الوزير». ولأن وزير الخارجية الأمير فيصل بن عبد العزيز كان غائبًا، كلف الملك عبد العزيز مستشاره، نائب وزير الخارجية حينها يوسف ياسين، بأن يبعث برسالة للوزير الأميركي ريفز تشايلد بعد أن شاب العلاقة خلافات، ومنعت واشنطن بيع الأسلحة للسعودية. كتب ياسين: «نحن مستعدون لعمل كل شيء يساعد على تقوية الروابط بين الشعبين، وأن كل مطالبها تلك التي تخدم المصالح المشتركة ستجاب، والتسهيلات المطلوبة للولايات المتحدة ستمنح لها، لكن بشكل يضمن سيادة البلاد ولا يجعل المملكة العربية السعودية عرضة لأي انتقاد خارجي أو يفسر من القائلين بأن البلاد العربية السعودية مستعمرة أميركية». واستطرد يقول إن «المصالح المشتركة بين حكومة الولايات المتحدة والحكومة العربية السعودية ليست كمصالحها مع الدول الأخرى، ونحن…
الخميس ١٦ يونيو ٢٠١٦
لم يخف تكتل الضابط السابق ميشال عون «للإصلاح والتغيير» امتعاضه الشديد من تدفق اللاجئين السوريين (السنّة) إلى لبنان ورأى فيهم «تهديداً لوجوده»، وحذر بشكل متكرر ومبالغ فيه من احتمال «توطينهم». واعتبر البعض ذلك وجهة نظر طرف سياسي لبناني، على رغم الخلفيات العنصرية والطائفية التي تشوبه. أما أن يقوم وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، صهر زعيم التكتل نفسه وممثله الرئيسي في الحكومة، بتحذير دولة أوروبية من الخطر الذي يشكله النازحون السوريون والعراقيون على «ثقافتها وصورتها»، فأمر يدخل في باب النفاق السياسي والأخلاقي. تحذير باسيل خلال زيارته الحالية إلى هلسنكي من أن تؤدي الهجرة الجماعية إلى «زعزعة الأسس التي بني عليها الاتحاد الأوروبي كمجموعة من القيم وجماعة من الشعوب»، وأن «تهدد التنوع» في القارة العجوز و»تفتح الباب أمام الإرهابيين»، انعكس تعليقات ساخرة في الصحافة الفنلندية، علماً أن نظيره الوزير الفنلندي تيمو سويني الذي ينتمي إلى حزب معاد لأوروبا، كان أقل حماسة من باسيل بكثير في استعراض المخاطر على بلاده، وهو عضو في…
الخميس ١٦ يونيو ٢٠١٦
«الصدمة»..برنامج تليفزيوني خليجي استثنائي غير عادي، فيه إبداع وفيه فكرة وفيه جهد يجعلك في حالة انبهار ولا يستطيع أن تتحول عن الشاشة ولا تحولها عنك. «الصدمة» برنامج يعالج قضية إنسانية جوهرية، حساسة، ذات قيمة وشيمة، هذه القضية أصبحت معتادة في مجتمعاتنا العربية، فالأبناء يقعون ويهجرون ويعاقبون الآباء وأحياناً يعذبونهم ويتعاملون معهم كصغار مشاكسين ومشاغبين. في هذا البرنامج مشاهد ولقطات مؤثرة وأعتقد أن مثل هذه البرامج أصبح ملحاً وضرورياً، والحاجة ماسة إليها لأن العلاقات الإنسانية والاجتماعية شابها من اللغط والغلط والشطط ما يثير الدهشة، فأبناء شمروا عن سواعد الغلظة وأفسحوا عن أسنان التوحش واختلسوا من أفئدة الوحوش مشاعر ومن مخالبهم كواسر، لذلك، فقد جاء هذا البرنامج، برنامج الصدمة في الوقت المناسب والمكان المناسب والأوضاع الإنسانية، مطحونة بمشاعر جافة وضمائر ميتة.. وأنا أشاهد هذا البرنامج وأتابع نبسات ونبضات وحركات وخفقات الأشخاص الذين عاشوا الحدث التمثيلي، شعرت بمن يسكب ماء حاراً على وجهي وأحسست أن الجدران تتحرك وتقترب مني لتلتصق بي، ثم تقعدني…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الخميس ١٦ يونيو ٢٠١٦
يبدون مضحكين أولئك الأشخاص، الذين يستأجرون من يكتب لهم! لا تظنوا أنهم ساذجون أو جهلة أو أصحاب شهادات دراسية متدنية، أو أنهم فقراء مثلاً، كثير من هؤلاء الذين يشكلون ظلاً زائفاً للكتاب الحقيقيين ينتمون لطائفة حملة الشهادات العليا، وأصحاب المراكز الوظيفية المرموقة.. كما أن معظمهم من أصحاب الثروات، حتى وإن كانت صغيرة، لكنهم حتماً ليسوا من المحتاجين للمال، السؤال الذي يبحث له العديد من المهتمين عن إجابة هو: لماذا يلجأ شخص ما إلى شراء الكتابة؟ أو تقديم نفسه للمجتمع باعتباره كاتب مقالات لم يكتب منها أو فيها كلمة؟ قبل الإجابة عن السؤال، علينا أن نعترف بأن هذه الظاهرة موجودة في كل مكان، وهي ليست وليدة اليوم، ففي مختلف وجوه الإبداع (والكتابة تحديداً) وجد على الدوام من يكتب للحاجة ومن يبيع كتجارة، ومن يشتري، ويضع توقيعه في النهاية، ليبدو أنه الكاتب الفعلي مقابل القليل من المال. في الروايات مثلاً هناك أشخاص غير الكاتب يعيدون كتابة الرواية بأسلوب أجمل، وهناك من يضع…
الخميس ١٦ يونيو ٢٠١٦
يجتنون محاصيلهم كل موسم، غلال صفراء نضرة لا مثيل لها، تدس الشمس ضوءها بمحبة في الحصيد، لتستريح «غليلة» كلها شبعاً وارتواءً. زراعة القمح في قرية «غليلة» برأس الخيمة سمةٌ لاسمها، فهي الغلة التي تأخذ في معناها الكفاف، ومن ثم الفرح والانفراج.. وبالمقابل، وفي معنى آخر، فإن «غلة» هي اللوعة والهيام والجوى.. لِمَ لا؟.. والعريس في غليلة كي يثبت محبته لعروسه، عليه أن يجري منطلقاً ولمسافة لا بأس بها في يوم عرسه، كي يثبت لها مدى عدوه وسرعته وصحته وكمال عشقه. تواجه «غليلة» وجه البحر الذي لا شواطئ له، لذلك لا ترسو عليه السفن.. وتنام في دعة على صدر الجبل (جيس)، وهو أعلى قمة في الإمارات، وتطل على سهلها الجميل الذي صنعه أهلها بأنفسهم، وانتهضوا به، فقبل المطر يقومون بتنظيف طرق مياه الأمطار من الحصى، ينثرون البذور في طريق المياه، ويخفونها في التربة كي لا تأكلها الطيور، تتألق شلالات المطر وتهبط عليها بحب من أعلى الجبل لتجري في وديانها منسابة صانعةً…
الأربعاء ١٥ يونيو ٢٠١٦
ما يجري اليوم في بلاد ما بين النهرين٬ العراق وسوريا٬ امتداد لصراع عقود بين قطبين أساسيين إيران والمجموعة العربية. بدأ منذ قيام الثورة الإيرانية٬ وتهديد آية الله الخميني حينها أنظمة المنطقة بتغييرها بالقوة٬ تحت برنامج تصدير الثورة الإسلامية بالقوة٬ وما تلاها بنشوب الحرب بين العراق وإيران التي دامت ثماني سنوات. هدأت سنتين فقط ثم غزا رئيس العراق الكويت٬ فجلبت تدخلات دولية اختتمت بالغزو الأميركي للعراق وتسلل الجماعات المسلحة٬ مثل «القاعدة» ثم «داعش»٬ إلى العراق وسوريا٬ حيث الفراغ وضعف أنظمة الحكم. أراها حالة اضطراب مترابطة٬ ومستمرة منذ عام 1979 وحتى هذا اليوم٬ وهي قابلة للاستمرار طالما أن القوى الإقليمية عاجزة عن خلق حالة توازن٬ إما عسكرية أو سياسية عبر تفاهمات تنهي النزاع. ولا بد أن نفهم المنطق والدوافع خلف رغبة النظام الإيراني في استمرارية الصراع في العراق والخليج وسوريا وفلسطين. فهو من ناحية يريد تحقيق رغباته التوسعية. يرى أن على حدوده الغربية دولا عربية أصغر حجما من إيران٬ وتمثل أكثر مناطق…