الأحد ٢١ يوليو ٢٠١٣
أيام المناسبات تذكر بعض المواطنين بالمأزق الاقتصادي الذي يعيشونه. فالإجازة ورمضان والعيد ودخول المدارس التي جاءت وتجيء في أوقات متقاربة ألهبت تلك الاحتياجات، فتناثرت الأمنيات، وكلها تحمل إلحاحا لإعادة النظر في سلم الرواتب، وانبرى الكثيرون للرد على الخشية من ارتفاع الأسعار لو حدث نوع من مراجعة سلم الرواتب أو زيادتها، مخففين من هذه الحجة بمقدرة أجهزة الدولة على مراقبة الأسواق ولجم نفور الأسعار. وأمنية رفع الرواتب ليست نتاجا لهذه الحملة، إذ إنها أمنية سبقت ميزانية التريليون، فمع إعلانها تقاذف المواطنون البشائر وانحسرت في فلك خاص بكل مواطن وتجلت في زيادة الرواتب، وكلما تم إحباط هذا القول بأن الزيادة في الراتب تعني الزيادة في الأسعار، تراجعت الإشاعة في هذا المضمار، ولكنها انتقلت إلى حلم توفير المساكن، وانتقلت في فترة لاحقة إلى فكرة إيجاد تأمين صحي يعتقهم من ارتفاع الكلفة الصحية، ومع دخول هذا الحلم إلى مجلس الشورى وتباطؤ المجلس في تبنيه تقهقرت تلك الأحلام، خصوصا حينما ظهر للسطح مقولات عديدة عن…
السبت ٢٠ يوليو ٢٠١٣
يأتي رمضان، ويعقبه رمضان آخر، وأنت الغائب الأكبر، نفتقدك بحجم غيابك، بصدمتنا في فقدك، وحزننا لرحيلك، ويمضي رمضان، ولا تزال أعيننا للسماء وقلوبنا تهفو لك ولأجلك، لا نعلم إلى ماذا ننظر وننتظر! محصن بالدعوات، مشيع بالبركات ولا تزال أكفنا مرفوعة، ندعو لك، علنا نرجع بعض من خيرك، بعض من حبك وتفانيك لأجل شعبك. منذ رحلت وتركتنا نحن اليتامى بعدك، ثكلى بدونك، شعبك يا سيدي يحن لك. أينما وجد الخير وجدت، اسمك بعدك يسافر في كل الاتجاهات، يميناً إذا كان العطاء يميناً، ويساراً إذا كان الجود يساراً. زايد الخير.. كيف قدر لهذا الاسم أن يخترق القلوب، ويبقى أثراً أبدياً في كل قلب. نفتقدك كما لم نفتقد أحد! لغيابك صمت الحزن، ولرحيلك صوت الألم. منذ أن رحلت يا سيد المكان لم تعد الأشياء كما كانت هي الأشياء! مبعثرة مشاعرنا، من يرتبها؟ ويرتبنا بعدك؟ المكان مثلنا يفتقدك، والزمان يا سيد اللحظات بكل دقائقه الثقيلة وجموع الثواني البطيئة يشتاق لك. منذ أن رحلت، ووهج…
السبت ٢٠ يوليو ٢٠١٣
كنت في السيارة مع صديقين يكبرانني في السن، وكنتُ مُرهقاً من المذاكرة والإعداد لامتحانات الثانوية العامة، فقلتُ لهما: «عندما تنتهي الامتحانات سيسقط جبلٌ من فوق كتفي، ومهما كانت الأيام المقبلة ثقيلة فإنها لن تكون بثقل هذه الأيام». فضحك أحدهما وقال: «صدّقني، كل ما هو قادمٌ سيكون أثقل من هذه الأيام». فكنستُ كلامه بيدي في إشارة إلى أنني غير مقتنع به. واليوم لا تمضي سنة دون أن أتذكر ذلك الحوار عدة مرات؛ فلقد صَدَقتْ توقعاته، وصارت أيام الثانوية العامة، مقارنة بحياتي الآن، أقل همّاً وتحدياً. كان همّي محصوراً في المذاكرة، ويمكنني أن ألخص قلقي حينها في جملة «تافه» دون الحاجة إلى تفصيل. ما زلتُ لا أحب المدرسة -سأظل أعترف بهذه الحقيقة أمامكم كثيراً- ولا أتمنى العودة إلى تلك الأيام فلكل مرحلة من الحياة لذّتها التي تأتي من التغلب على العراقيل وتحقيق نجاحات بسيطة، ولكنني أتمنى أحياناً أن أعود إلى المزاج الفكري البسيط الذي كنا نتحلى به أنا وأترابي في تلك الفترة.…
السبت ٢٠ يوليو ٢٠١٣
الطيب رجب أردوغان، شخصية دخلت بيوت معظم العرب، وقلوبهم، لأنهم شاهدوا فيه شخصية صادقة، وناجحة، ومتعاطفة معهم وقضاياهم. لكن الحب منذ النظرة الأولى لم يستمر كما هو، حيث خسر أردوغان الكثير من حماس العرب له، لأسباب عديدة، أبرزها كثرة وعوده بمواجهة مجازر نظام الأسد ولم يفعل، وتهديداته لإسرائيل بأنها ستدفع الثمن الغالي لقتلها المتظاهرين السلميين، وفي النهاية قبل الدية للقتلى فقط، وموقفه المنحاز للقذافي في الثورة الليبية، والقذافي شخصية يوجد شبه إجماع عربي على كراهيتها، ثم وصفه المتعجل لما حدث في البحرين بأنه «كربلاء ثانية» مؤيدا المتظاهرين المتطرفين. ورغم هذه «الهنات» لا يزال الكثير من العرب حقا ينظرون إليه باحترام، وبعضهم لا يلومه، مدركا أن الوضع في سوريا أصعب من قدرة أردوغان وتركيا. الآن، دخل معركة بين المصريين. تبنى موقفا منحازا وعنيفا لصالح جماعة الإخوان المسلمين في مصر، ويكاد يكون الوحيد في العالم الذي يتبنى هذا الموقف. ولن نناقشه في إصراره على أنه مع «الشرعية» في مصر، وهي الرئيس المعزول…
السبت ٢٠ يوليو ٢٠١٣
منذ أكثر من عشرة أعوام، والكثير من البرامج عُرضت على القنوات التلفزيونية بما تحمل في مضامينها من عروض التقليد الساخرة للشخصيات الإعلامية والفنية على الصعيدين الخليجي والعربي، وقد كانت من البرامج المسلية التي تؤخذ في إطار القبول لدى العامة، ولكن البرنامج «واي فاي» الذي تعرضه قناة mbc في موسمه الحالي، أثار الكثير من الجدل حول تقليد الشخصيات التي تناولها فريق التمثيل في حلقاته الأولى، خصوصاً الشخصيات الدينية وغيرها من التي حصلت على شعبية من المتابعين من خلال البرامج الافتراضية للتواصل الاجتماعي. وعلى الوجه المهم في القضية، يجب أن نعرف أن لا أحد فوق النقد إلا الأنبياء المنزهين والمعصومين منه، ولكن القدسية والنزاهة التي يعتقدها الفكر الاجتماعي السائد حول التعرض للمتحدثين باسم الدين جعلتهم لا يفرقون بين السخرية والنقد الساخر، وبالتالي تضعهم في منطقة النزاهة المحظورة، وغير ذلك لاحظت جرأة البعض من المعارضين على الاستدلال بالنصوص الشرعية لتوثيق اعتراضاتهم، وقد قرأت كثيراً من ردود الأفعال التي ترفق مع اعتراضها على هذا…
الجمعة ١٩ يوليو ٢٠١٣
من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، سماع أو قراءة أى شىء متفائل عن مصر هذه الأيام. فالقلاقل فى الشوارع مستمرة، مع وجود تهديد كبير على نحو غير مريح بتجدد المواجهة التى تشمل توليفة من مؤيدى محمد مرسى ومعارضى الرئيس المعزول والجيش. وتكافح الطبقة السياسية كى تجتمع حول إجراءات انتقالية فورية لإدارة الحكومة، ناهيك عن تلك الإجراءات اللازمة لإعادة البلاد إلى الطريق إلى الديمقراطية القادرة على البقاء. أما الاقتصاد فهو فى وضع حرج مع انتشار الفقر وزيادة العجوزات وارتفاع معدل التضخم وزيادة البطالة وانهيار الدخول. لا سبيل لإنكار ذلك. فمصر اليوم تفتقر إلى أية دعائم اقتصادية ومالية ومؤسسية وسياسية قوية. بل إن دعائمها الاجتماعية تعانى من ضغط غير مسبوق. ●●● وليس مستغربا أن يخشى عدد من الناس مما كان لا يخطر فى الماضى على بال أحد، ألا وهو الحرب الأهلية فى البلد الأكثر سكانا وتأثيرا فى منطقة جرى العرف على أنها متقلبة. ومع ذلك، فمع أن التشاؤم الحالى يبرره الواقع…
رضوان السيدعميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي
الجمعة ١٩ يوليو ٢٠١٣
في الوقت الذي كانت فيه طالبان باكستان تبشرنا أن لديها أو سيكون لديها مقاتلون في سوريا، كان فرعا «القاعدة»: دولة العراق والشام، وجبهة النصرة، يتصارعان على الموارد البترولية وموارد التهريب، وأيهما الأكثر شراسة في تطبيق الأحكام على السكان المدنيين الذين ابتلوا بهم! وفي الوقت نفسه أيضا كان فرعا «القاعدة» هذان يتنافسان: من يقتل أكثر من قادة الجيش الحر وجنوده - بينما كان الائتلافيون لا يزالون يتفاوضون للمرة العاشرة أو العشرين على تشكيلات الائتلاف وتنفيذياته وصلاحيات كل واحد منهم، كأنهم حزب خالد بكداش بعد وفاته، أو «فتح» و«حماس» في صراعهما على جلد الدب قبل صيده! كان هذا الجزء من المشهد المقبض في سوريا وخارجها في الأسبوع الأول من رمضان. لكن الجزء الآخر الباعث أكثر على الانقباض والإحساس بالمأساة: المذابح التي يمارسها جنود النظام الأسدي وشبيحته في حمص وريفها، ودمشق وريفها على وجه الخصوص، وعشرات الأماكن الأخرى في سوريا، سبق أن ثارت وتحررت، وكثير منها يقع اليوم تحت سيطرة إرهابين: إرهاب الأسد…
سعيد المظلومضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ،
حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد
بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية،
مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
الجمعة ١٩ يوليو ٢٠١٣
حياتنا قصص، ولهذا نحبها، ونستمع بعفوية مطلقة لراويها، وما أروع الرواية عندما يكون الحبيب المصطفى عليه أشرف الصلوات مبشراً فيها، إذاً دعونا نقرأ: عن أَبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قَالَ لِبِلاَلٍ: «يَا بِلاَلُ، حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الإسْلاَمِ، فَإنِّي سَمِعْتُ دَفَّ - حركة النعل وصوته على الأرض - نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ في الجَنَّةِ، قَالَ: مَا عَمِلْتُ عَمَلاً أرْجَى عِنْدي مِنْ أَنِّي لَمْ أتَطَهَّرْ طُهُوراً فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ، إِلاَّ صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كُتِبَ لِي أنْ أُصَلِّي» [متفقٌ عَلَيْهِ، وهذا لفظ البخاري]. دعونا نتمعن قليلاً في عمل الصحابي الجليل بلال بن رباح رضي الله عنه، هل كان خارقاً للعادة؟ أم كان صعب المنال حتى لا يصل إليه إلا النخبة؟ بالطبع لا، هذا العمل لا يستغرق منك إلا 5 - 8 دقائق فقط، وتكون قد أديت عملاً من أعمال أهل الجنة. السر يكمن بأن بلالاً، رضي الله عنه، كان «متميزاً» سبق…
الجمعة ١٩ يوليو ٢٠١٣
يروى أن كلبا قال لغزال: ما لي لا ألحقك وأنا من تعرف في العَدو والقوة؟ فقال له الغزال: لأنك تعدو لسيدك وأنا أعدو لنفسي. هذه القصة الجميلة التي رواها الشاعر الهندي الشهير أبو الحسن الندوي في كتابه «مختارات من أدب العرب» تلخص لنا حال الكثيرين في زماننا ممن يقضون معظم يومهم لاهثين وراء أعمال تهم الآخرين ولا تعكس بالضرورة قدراتهم الحقيقية. ويصف أبو الحسن هؤلاء بأنهم يتحدثون ويكتبون ويؤدون أعمالا إرضاء لزعيم أو وزير أو صديق أو حبا في الظهور: «وهذه كلها دوافع سطحية لا تمنح أعمالهم القوة والروح ولا تسبغ عليها لباس البقاء والخلود»، بل يعتبر أن الفارق بين هؤلاء ومن يؤدي عملا من أعماق قلبه وبكامل جوارحه بأنه «كالفرق بين الصورة والإنسان وكالفرق بين النائحة والثكلى». وربما هذا ما دفعه إلى أن يصف هؤلاء بأنهم كالممثلين الذين يؤدون دورا لا يعكس بالضرورة شخصياتهم الحقيقية. وحينما يتأمل المرء السلوكيات الشائعة في الأمم المتحضرة يجد أن كثيرا من الناس يختار…
الجمعة ١٩ يوليو ٢٠١٣
ـ أحاول جاهداً إقناع صديقي أنه لا توجد وسيلة إعلام مستقلة ومثالية تماماً؛ حتى الكتاب والشيوخ والوعاظ ينتمون إلى أفكار يتبنونها ويدافعون عنها بقناعة. لكن مع الأحداث الكبرى كالثورات وخروج الملايين إلى الشوارع تجبر الوسيلة الناقلة للحدث على الحياد التام في النقل، وذلك لأن الصورة تصبح واحدة في كل الفضائيات، ولا يمكن تزويرها أو اختطافها لمصلحة جهة ما. ـ هناك هجمة شرسة على قناة العربية في تويتر، واتهامات إنشائية لها بأنها تقف ضد الدين والمسلمين في كل مكان، وازدادت هذه الحملة مؤخراً؛ لمجرد أنها قامت بتغطية عالية المستوى لثورة 30 يونيو 2013م ما جعل بعضهم يجعلونها سبباً رئيساً لإسقاط مرسي والجماعة. فهل العربية جهاز مخابرات؟!! ـ لا أظن أن العربية هي من قامت بإخراج المصريين من منازلهم إلى ميدان التحرير احتجاجاً على الرئيس المخلوع مرسي فهذا فوق طاقتها، وهي أيضاً لم تعطهم حصص تقوية في أخطاء مرسي والجماعة؛ من يقول هذا الكلام يمتهن كرامة ووعي المصريين الذين خرجوا ليحولوا دون…
الخميس ١٨ يوليو ٢٠١٣
لا بد أن الذين انتخبوا الدكتور محمد بديع، مرشدا عاما لجماعة الإخوان، في يناير (كانون الثاني) 2010 يندبون حظهم الآن، لسوء ما فعلوه، ويتمنون لو عاد بهم الزمان، ليصححوا خطأهم، ويُبعدوا هذا الرجل عن الجماعة، لولا أن الزمان، كما نعرف، لا يعود، ولولا أن «لو» هذه، تفتح عمل الشيطان.. لا أكثر! ولا بد أن هؤلاء الذين يندبون حظهم، هم أنفسهم، كانوا قبل عام بالضبط من الآن، وتحديدا يوم انتخاب «مرسي» رئيسا لمصر، يفركون أيديهم، فرحا، وبهجة، وسرورا، واستبشارا، لأن واحدا منهم، قد وصل إلى السلطة أخيرا، وأخيرا جدا، وبعد نضال من الجماعة كلها، دام 83 عاما، منذ نشأتها على يد حسن البنا، عام 1928 إلى أن تخلى مبارك عن الحكم، في 2011. لا بد، إذن، أنهم عاشوا لحظة الفرحة هذه، بمثل ما عاشوا ويعيشون لحظة التعاسة في وقتنا الراهن، غير أن الأمور، تقاس، كما قيل، بخواتيمها. وسوف يأتي يوم، يقال فيه، عن محمد بديع، المرشد العام الثامن للجماعة، إنه إذا…
مصطفى النعمانكاتب وسياسي يمني عمل سفيراً لليمن في عدة عواصم كان آخرها مدريد
الخميس ١٨ يوليو ٢٠١٣
دون الالتفات الى النسب المئوية التي تتناقلها وسائل الإعلام على لسان عدد من المسئولين عن إدارة لقاءات الموفمبيك، فليس هناك ما يشي الى أن القضايا الرئيسة التي ستحدد مصير البلاد شمالاً وجنوباً قد تم التطرق إليها بل وأزيد ان كل من يدعون تمثيل الطيف الوطني لم يقدموا سوى صيغ مبهمة، وليست العبرة بما يريد البعض أن يبيعه من وهمٍ لتبرير وجوده ومشاركته. لقد عاش اليمنيون عقودا طويلة في ظل شعارات المنجزات والتنمية والدولة الحديثة، وحين أفاقوا وجدوا أن أوهامهم لم تكن سوى عبارات تطلقها وسائل الإعلام دون سند على أرض الواقع.. فلا بنية تحتية ولا تواجد لطبقة متوسطة ولا شعور بوجود دولة حازمة وقادرة.. تلاشت الطبقة المتوسطة وانحدر منتسبوها الى هوة سحيقة من الفقر والعوز، وانهارت البنية التحتية المتهالكة تحت وطأة الإهمال والفساد المفزع، وغابت سلطات الدولة عن أغلب أرجاء البلاد إلا في كشوفات المرتبات الشهرية التي صارت تُدفع بصعوبة بالغة. لم يتبدل الحال منذ بدء الفترة الانتقالية، وصار كلُ…