الثلاثاء ١٦ يوليو ٢٠١٣
من يتتبع مسار حركة الإخوان المسلمين في مصر، وهي التي نشأت فيها الحركة في مدينة الإسماعيلية في عام 1928، لا يمكن أن تمر عليه ادعاءات الحركة بأنها حركة تؤمن بالسلمية والديموقراطية، فنشأة الحركة وإلى يومنا هذا تتسم بالغموض الشديد، فلها جهازها السري وارتباطاتها الدولية المعقدة مع القوى العالمية في ذلك التاريخ، والحقيقة الواضحة أن حركة «الإخوان المسلمين» لها تاريخها الدموي في التاريخ المصري المعاصر، وكلنا يعرف مسؤولية اغتيالها للنقراشي، الذي على إثره تم اغتيال مؤسسها حسن البنا. مثل هذه الأيديولوجية التي تؤمن بالعنف والتطرف والاستعلاء وتؤمن بالعالمية لا بد من أن يكون سلوكها السياسي مرتبطاً بأيديولوجيتها الفكرية، والشواهد كثيرة لحركات متطرفة فكرياً مارست العنف في أوروبا، أما الحزب النازي في ألمانيا فقد يكون الأقرب إلى التجربة الإخوانية في مصر، إذ وصل الحزب النازي في عام 1933 إلى الحكم في ألمانيا عن طريق انتخابات حرة، ولكن عندما تمكن من السلطة تم تكريس رؤيته السياسية عن طريق إنشاء وزارة للدعاية تكون مهمة،…
الثلاثاء ١٦ يوليو ٢٠١٣
«شعوب لن تتخلص من عقدة (الهيازه)»! فمرة تسمع اتصالاً يستفتي فيه المستفتي (بكسرة تحت التاء الثانية) بجواز صلاة الظهر في منزله إذا بلغت الحرارة أكثر من 50 درجة، وتارة تسمعه وهو يستجدي المستفتى (بفتحة على التاء الثانية)، أن يعطيه فتوى تسمح له بالبقاء في المنزل إذا كان صوت الأذان لا يصله (من دون استخدام الميكروفون). وفي اتصال ثالث يطلب الرأي في جواز صلاته في المنزل بجوار جدته العجوز لكي لا يفوتها أجر الجماعة.. ودواليك. المشكلة هي أن جميع أهل الفريج يحفظون صوت المتصل ويعرفونه تماماً، ولكن قوانين البث المباشر لا تسمح بدخول طرف ثالث يقول بملء صوته: كذاااب، خرااااط، إن منزله لا يبعد عن المسجد أكثر من 50 متراً، وجدته لم تلحق على «طاش ما طاش» في جزئه الأول.. وكل ما في الأمر أن «ستايله» الرمضاني يفرض عليه المداومة في الخيم الرمضانية والاكتفاء بعبادات القلوب صباحاً، مثل: التفكر والتأمل، وربما قليل من الاستغفار عما حدث في الخيمة يوم أمس! ولذلك…
غادة الرشيدباحثة و مراجعة أكاديمية للمجلة الكندية للاتصالات و طالبة دكتوراه في جامعة كارلتون بكندا. عضو في جمعية الاتصالات الكندية وكذلك جمعية الدراسات الثقافية من جامعة بيتسبرج. شاركت في مؤتمرات مختلفة من بينها مؤتمر الاقتصاد السياسي و مؤتمر جمعية الثقافة الشعبية الكندية
الثلاثاء ١٦ يوليو ٢٠١٣
الوطن دائماً في الذاكرة، ورغم أن الذاكرة قد تخيب آمالك في استرجاع بعض التفاصيل، إلا أنني لا أتذكر إطلاقا قبل انتقالي لكندا للدراسة وذلك قبل بضع سنوات عواصف رملية بحجم ماأراها في الصور وأسمع عنها في الوقت الحالي. ففي السنوات الأخيرة أصبح العج والغبار والعواصف الرملية أمرا معتادا عليه خصوصا في الصيف والربيع حيث تشهد المملكة ومنطقة الخليج العديد منها في الموسم الواحد، حتى طغت حكايات الغبار المجالس والمكالمات الهاتفية وجروبات الواتس اب، وذلك بسبب االتجارب السيئة الناتجة ابتداء من تنظيف المنزل إلى أزمات الربو والصدر المتزايدة حتى حوادث السير الناتجة من انعدام الرؤيا. ولكن يتناقص هذا التركيز في الحديث عن العواصف الرملية في القطاع الصحي والإعلام الرسمي و مستوى القرارات والسياسات رغم مشاكل الغبار التي تثقل كاهل المواطنين والدولة صحيا و اقتصاديا. العواصف الرملية أمر من أمور الخالق ومرتبطة بالبيئة الصحراوية ولكن تزايدها في الفترة الأخيرة يعود وبشكل جزءي للجفاف الناتج عن التغير المناخي والانحباس الحراري بالإضافة لسؤ ممارسات…
الإثنين ١٥ يوليو ٢٠١٣
كنت صغيرا عندما استقدم والدي عاملة منزلية من الفلبين لمساعدة أمي، المعلمة؛ على القيام بأعباء المنزل. لم أتقبل أنا وإخوتي هذه الفتاة القادمة من آخر الدنيا. كانت عنيدة وبطيئة. اضطر أن أعيد عليها طلبي غير مرة حتى تلبيه. كوّنت مع إخوتي حملة لإسقاطها. طالبنا والديّ أن ترحل عن منزلنا. قبلت يد والدتي، وتعلق أخي الصغير على كتف والدي، لكن محاولاتنا لم تجد نفعا. والدتي قطعت دابر الفتنة وحسمت الموضوع وقالت: ''ستبقى. أراها جيدة. تحتاج إلى وقت حتى تتأقلم. وأرفض أن يطلب منها أحدكم أي طلب. إنها إنسان وليس آلة. يقود السفينة ربان واحد. اتفقت معها أن تتلقى التعليمات مني فقط''. أنهت والدتي الجدل بشأن رحيلها. بيد أنها صنعت قطيعة بيننا وبين العاملة المنزلية. صرنا لا نتحدث معها إلا لماما. لا نستطيع حتى أن نطلب منها الأشياء البسيطة، التي كنا نشاهد أقاربنا وأصدقاءنا يطلبونها من عاملاتهم ككي الملابس وجلب كأس الماء وتحضير العصير. اضطررنا للقيام بهذه الأشياء بأنفسنا أو انتظار والدتي…
الإثنين ١٥ يوليو ٢٠١٣
بعد تحييد العواطف والمسلمات بإخضاعها للتمحيص العقلي القابل للفهم والاستنتاج، يبدو الموضوع أشبه بما تفعله الضواري الأضعف ببعضها عندما تخسر الصراع على مناطق الصيد أمام الضواري الأقوى وتلك التي تصطاد بنظام الفريق وتوزيع الأدوار للرصد والاستفراد والإجهاد ثم الانقضاض. الضباع، على سبيل المثال للضواري الفوضوية قليلة التنظيم، عندما تصبح جائعة ومحرومة من الصيد في الفضاء المفتوح مع الذئاب أو الأسود الأحسن تنظيما، ترتد على بعضها. الضباع الجائعة الخائفة من الابتعاد عن حيزها السكني تبدأ أولاً بمكوناتها الأضعف، تنهب ما قد تقع عليه هذه من الأرانب والقوارض وخشاش الأرض، وتتقاتل بشراسة مع جوارح الطيور على بقايا الرمم التي تركتها الضواري الأقوى وعلى الحيوانات النافقة. بعد أن يشح كل شيء يبدأ الافتراس المتبادل لمكوناتها هي كنوع، فتجهز على الجرحى وتفترسهم ثم على الجراء والحوامل والأصغر حجماً فتنقض عليها وتقتات على لحومها. في حالات انكسار روح الفريق تتحول المسألة إلى صراع على الممكن الأسهل، ما دام الأصعب والأجود يحتكره الأقوياء. هذا ما يحدث…
الإثنين ١٥ يوليو ٢٠١٣
منذ عام ونظرية المؤامرة تقسم بأن تتويج مرسي كله دُبّر بليل في واشنطن. واستند مروجوها إلى ترجمة تقرير مزعوم عن «نيويورك تايمز» يقول إن الرئيس الأميركي باراك أوباما قرر، في أواخر يناير (كانون الثاني) 2011، بعد إبلاغه حسني مبارك أن يتنحى، في اجتماع سري، تمكين الإخوان المسلمين من حكم مصر. طبعا، كلا الفريقين يدعي أن خصمه صنيعة الأميركيين؛ شباب الميدان واليسار يتهمون البيت الأبيض بأنه من أنجح «الإخوان» في الانتخابات، ويريد الآن عودتهم. و«الإخوان» بدورهم يزعمون أن الرئيس باراك أوباما هو من دبر الانقلاب عليهم. هذا جزء من الحرب الدعائية بين فريقين متصارعين في مصر، والإدارة الأميركية تقول إنها في المنتصف، لكنها تميل أكثر نحو «الإخوان»، فهي تطالب بإطلاق سراح الرئيس المعزول، محمد مرسي، وليست ضد بقائه رئيسا حتى نهاية فترته، مع تذكيره بأن الديمقراطية ليست مجرد صناديق اقتراع. كما أن مواقف واشنطن تشي بتفضيلها التعامل مع «الإخوان»، اعتقادا منها أنهم أثبتوا مصداقيتهم في احترام تعهداتهم الدولية، حيث حافظوا على…
الأحد ١٤ يوليو ٢٠١٣
يحفل تاريخ الإمارات بالأمثلة والشواهد التي تدل على مثابرة وعزمِ وهمِّةِ أهلها، وقدرتهم العالية وإصرارهم على تخطي الصعاب والتغلب عليها، إذ يأتي ذلك نتيجةَ سياسات وقرارات مدروسة وحكيمة من القيادة الرشيدة. ومنذ القدم، علّمنا الأجداد المثابرة على التقدم والعمل لإيجاد حلول لشتى التحديات، وكانت هذه العزيمة الصلبة والإرادة القوية والإخلاص في العمل، ولاتزال، هي أحد أهم أسرار نجاح الإمارات ومنبع قوتنا لننهض بحياتنا إلى آفاقٍ أسمى ونبني مستقبلاً زاهراً لأجيالنا القادمة. وأصبحت التنمية المستدامة إحدى أهم دعائم الاقتصاد والوسيلة المثلى لمواصلة مسيرة أجدادنا وضمان مستقبل أبنائنا من خلال الإدارة الحكيمة للموارد، وفي هذا الصدد اتخذت القيادة الرشيدة قراراً استراتيجياً بإيجاد مزيج متنوع من المصادر يشمل، إلى جانب الطاقة التقليدية، كلاً من الطاقة النووية والمتجددة، بما يسهم في تعزيز أمن الطاقة وتحقيق التنمية المستدامة والحد من تداعيات تغير المناخ. وتماشياً مع هذه الرؤية، بدأت «مصدر» منذ عام 2006 جهودها لتطوير مشروعات الطاقة المتجددة على نطاق واسع، بهدف تنويع مزيج الطاقة ودعم…
الأحد ١٤ يوليو ٢٠١٣
في أعقاب قيام الجيش المصري بعزل الرئيس محمد مرسي، تعهدت السعودية ومعها الإمارات العربية ثم الكويت بتقديم دعم اقتصادي لمصر وصلت قيمته إلى 12 بليون دولار أميركي. وهذا دعم كبير حتى بالمقاييس الدولية يتم تقديمه بسرعة لافتة، وخلال فترة قصيرة جداً. من ناحية أخرى، هو خطوة تتسم ببراغماتية سياسية، وسرعة المبادرة. طبيعة هذه الخطوة وتوقيتها أثارا الكثير من الجدل، والكثير من الأسئلة أيضاً. هل كان هذا الدعم بحجمه تعبيراً عن دعم الرياض وأبو ظبي والكويت لإزاحة «الإخوان المسلمين» عن الحكم في مصر؟ أم أنه محاولة لدعم خطوة الجيش لإنقاذ الوضع المصري من حالة الانقسام والانسداد التي وصل إليها؟ كيف ستنظر الدوحة مع أميرها الجديد، الشيخ تميم بن حمد، إلى انفراد ثلاث دول من مجلس التعاون بمثل هذا الموقف الذي يتعارض تماماً مع موقفها؟ كانت قطر في عهد الأمير الأب الشيخ حمد بن خليفة تتعاطف كثيراً مع «الإخوان»، وقدمت لهم الكثير من الدعم بعد الثورة، وبخاصة بعد توليهم الحكم، وهو دعم…
الأحد ١٤ يوليو ٢٠١٣
في أقل من شهر قتلت طفلتان في منطقة واحدة وعلى يد الخادمة. وبهاتين الجريمتين تنضم إسراء ولميس لقافلة الأطفال المغدور بهم. والسؤال المتأخر الذي يجب علينا أن نقف عليه: لماذا توحشت الخادمات ولم يعد أمامهن من تعبير عن حالتهن النفسية إلا القتل؟ وقتل من؟ قتل أطفال أبرياء؟ ولنترك إجابة السؤال لكل فرد منا ليعطي إجابة لأسباب هذا العنف المفرط. وحين أقول مفرط، كون هذه الوحشية تكررت في مقتل أطفال سابقين، فمثلا الطفلة (تالا) التي قتلت على يد الخادمة الإندونيسية، وكانت حادثة القتل من البشاعة ما لا يحتمله إنسان، إذ وصفت الأخبار ــ حينذاك ــ تلك الجريمة بإقدام القاتلة على فصل رأس الطفلة عن جسدها بالساطور. وبالأمس وأنا أقرأ تفاصيل مقتل (إسراء) على يد خادمة أسرتها استشعرت بوحشية ووعورة نفسية القاتلة، إذ كيف يمكن لامرأة أن تقدم على كل هذه الوحشية مهما حدث ومهما واجهت من تعنيف من قبل مستخدميها. وهذا العنف لا يتسق مع النفس السوية مهما جابهت من ضغوط…
محمد خميسمحمد خميس روائي صدر له من أمريكا رواية لفئة المراهقين بعنوان "مملكة سكابا" ، وله باللغة العربية مسرحية أدبية بعنوان "موعد مع الشمس"
الأحد ١٤ يوليو ٢٠١٣
لا أعتقد أن ثمة أحد منا لم يقابل في حياته "أبو العريف" ذلك الشخص الذي يمتلك دائماً معلومات سرية، وتفاصيل عن كيفية تدبير الأمور والأحداث في العالم، الشخص الذي إذا أراد الإدلاء برأيه في حدث ما، بدأ حديثه ب" حدثني صديق مقرب من السلطة وهو من الثقاة"، ثم يتبعه بمعلومات أو نظريات سيؤكد على صحتها، ولكنها ستتركك في: إما ذهول تام يدفعك أن تردد في نفسك " كل هذا ونحن لا ندري"، او استفهام ببلاهة ولسان حالك يقول "ولكن الواقع مغاير تماماً؟؟" ليعود ويؤكد لك أن ما يقوله هو الصحيح، والواقع خدعة كبيرة نحن نعيش في إطارها. شخصية أبو العريف غالباً ما تكون قد مرت بطفولة مهمشة من قبل أصدقائه، أو حتى من قبل إخوته، أو ربما والداه، لذلك يستميت في محاولات إثبات أهميته، حيث أن امتلاكه للمعلومات الحساسة، التى لا يعرفها غيره وأجهزة المخابرات التابعة للدول القوية فقط، ما هي إلا طريقة للانتقام من كل أولئك الذين سفهوه في…
السبت ١٣ يوليو ٢٠١٣
الدراما نوع من النصوص الأدبية تتم تأدية أدواره عبر المسرح أو السينما أو التلفاز أو الإذاعة ، وتحتها تندرج فنون التراجيديا والكوميديا ، وكأي عمل إنساني آخر ، فإن جودة العمل تتطلب جهداً متواصلاً وعملاً دؤوبا للوصول به إلى حد يقارب الإتقان ، الفضائيات العربية تعج في رمضان بطفرة في كمية الأعمال الرمضانية التي تتسابق القنوات الرمضانية على عرضها خاطبة ود المشاهد العربي وذائقته و وقته ، وهي قد تنقلب إلى عملية تجارية بحتة متى ما تم تفريغها من جانبها الإنساني الفكري و الثقافي الهادف ، وليس أصدق دليلاً على ذلك من الكم المهول من الإعلانات التجارية التي يتم إقحامها في ثنايا عرض تلك الأعمال ، في الوقت الحاضر ربما لم يعد لدينا نحن معشر المشاهدين ذات المساحة الزمنية من الوقت مقارنة بما كان عليه الوضع قبل بضع سنوات ، نحن نعيش عصرا جديدا بأدوات تقنية جديدة وتحديات جديدة ، عصر تعددت فيه قنوات الميديا و اختلفت إلى الحد الذي…
السبت ١٣ يوليو ٢٠١٣
ليس التخبط بالتأكيد، هو الذي جعل الولايات المتحدة الأميركية، تغير بين ليلة وضحاها، موقفها «المبدئي» من التحولات التي تعيشها مصر. فلا شيء يترك للصدفة في بلاد العم سام. في الليل كان تدخل الجيش المصري للإطاحة بالرئيس محمد مرسي موضع «شك» و«قلق» شديدين ودراسة متمعنة لمعرفة إن كان «انقلابا» أم لا. وفي اليوم التالي، قررت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، جنيفر ساكي: «إن حكم مرسي لم يكن ديمقراطيا» لأن الديمقراطية في رأيها «ليست فقط مجرد الفوز بالتصويت في صناديق الاقتراع». وهذا بالفعل غريب على دولة طالما حدثتنا عن قدسية صناديق الاقتراع. ويزداد المرء تعجبا حين يقترن هذا التصريح بقرار أميركي يقضي بإمداد الجيش المصري، الذي كان مغضوبا عليه، قبل ساعات فقط، بطائرات «إف 16». هذا ليس تخبطا، كما يحلو للبعض أن يراه، بل هو خبث وتخطيط شيطاني. فقد دعمت الولايات المتحدة الإسلام السياسي على أنواعه في كل بلد عربي، لتتخلى عنه حين تجد الوقت مناسبا. وهذا بالطبع سيؤدي إلى صدامات في…