الخميس ١٨ يوليو ٢٠١٣
لا شك أن صدمة عنيفة سوف يجدها المرء حينما يقرأ تقريرا بأن نسبة الإلحاد في بلادنا تصل إلى 5% وهي النسبة التي نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» نقلا عن معهد غالوب الدولي. وبعد أن تزول صدمة المفاجأة يمكنك تكذيب هذه النسبة لأسباب عديدة قد يكون أهمها أن هذا المعهد ليس هو ذاته المعهد الشهير في واشنطن ومن هذه المغالطة المبدئية يمكن تتبع بقية المغالطات وأولها معرفتنا بأنفسنا إذ لا يمكن أن يكون بين كل مائة مواطن خمسة ملاحدة. ثم من أين استقى المعهد معلوماته عن وجود هذا العدد المهول الذي يصل تعداده إلى ما يقرب من المليون ملحد، فهذا العدد يستوجب أن استبانة وزعت على ملايين من المواطنين حتى تصل نتيجة الاستفتاء إلى وجود مليون ملحد، فإن قيل حدث هذا عبر وسائل التواصل الاجتماعي فهو افتراء يدحضه الواقع، إذ أن المستخدمين للإنترنت في المملكة يقدرون بثلاثة عشر مليون مستخدم بينما عدد سكان المملكة ما يقارب 19 مليون نسمة وإذا أضيف لهم…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
الخميس ١٨ يوليو ٢٠١٣
أحياناً يبحث الصحافي عن قصة فلا يجد، ولكني كنت وما أزال مؤمناً أن هذا غير صحيح، أفضّل كصحافي أن أعترف بعدم رغبتي في الكتابة، ولا أقول بعدم وجود ما أكتب عنه، فحيثما ينظر الصحافي الحقيقي فثمة ما يمكن أن يكتب عنه وينقله للقراء. مثلاً من حولنا بارجات حربية هائلة، وسفن وطائرات، لا نسمع عنها إلا عند حصول مواجهات عسكرية أو مناورات، ويتذكرها الإعلام عندما تكون هناك تهديدات وتصعيد بالمنطقة، ولكنها عند غياب كل ما سبق تستمر في الإبحار والتجوال من حولنا، في الخليج العربي، وبحر العرب وبعيداً حتى المحيط الهندي. على متنها آلاف من جنود ومهندسين وأطباء، وكل ما يحتاجونه لتسيير هذه المدن الأمريكية التي تعوم من حولنا، فكيف هي الحياة عليها؟ هذا ما أجابت عنه الصحافية فضيلة الجفال في كتابها «أيام مع المارينز»، التي ستصدر طبعته الثالثة قريباً عن دار مدارك، والذي كان في أصله تحقيقات مطولة نشرتها في صحيفتها «الحياة»، ثم جمعتها وزادت عليها من فكرتها المزدحمة بالأسماء…
الخميس ١٨ يوليو ٢٠١٣
بعد تسعة أشهر على توليه منصبه، مُنح الرئيس الأميركي باراك أوباما جائزة نوبل للسلام، بتعجّل استند إلى خطابات بليغة عن خططه لتغيير العالم. وكان لم يفعل شيئاً بعد. أما اليوم، وهو لم يفعل شيئاً بعد خمس سنوات، فيستحق جائزة الأوسكار لأفضل ممثل، كونه تمكن من خداع الجميع بلغته الراقية التي تتلاشى بمجرد خروجها من فمه ولا يبقى منها سوى أضغاث وعود، وبقدرته على تلبس الأدوار وإقناع السامعين بجديته، لينتهي الأمر كأنه لم يكن بعد تركه خشبة «المسرح». كان نصيب الشرق الأوسط من «حرفة» اول رئيس اميركي أسود كبيراً. فهو اغدق عليه الآمال بمستقبل ابيض ناصع، يحب فيه الجميع بعضهم بعضاً ويتعايشون في سلام ابدي ونيات صافية. حتى ان الذين استمعوا الى خطابه «التاريخي» في القاهرة حلموا بأنه سينقلهم الى كوكب مختلف، ليس فيه اسرائيل الغادرة الحاقدة التي يعرفون، ولا حروب ولا دمار ولا جيوش، وأيضاً لا جوع ولا عوز ولا ديون. كان عند العرب مشكلة كبرى يريدونه ان يساعد في…
الخميس ١٨ يوليو ٢٠١٣
كان من ضمن الأهداف الاستراتيجية لخطة التنمية التاسعة (2010 ــ 2014) أن يكون معدل البطالة المستهدف هو 5.5%، ومع أننا الآن في منتصف 2013، ولم يبق على نهاية الخطة سوى عام ونصف تقريبا، إلا أن معدل البطالة الذي تتداوله وسائل الإعلام ــ استنادا إلى معلومات المرجعيات الرسمية ــ هو 12.1%، أي أعلى من ضعف النسبة المستهدفة في الخطة، فهل يمكن تخفيض معدل البطالة خلال هذا الوقت القصير؟ بالتأكيد، فإن سؤالا كهذا يمكن وصفه بأنه سؤال عبثي ولا يجب أن يطرح لأن إجابته بديهية جدا، وهي: لا وألف لا. لأننا إذا كنا لم نصل إلى نصف المستهدف خلال ثلاثة أرباع مدة الخطة، فمن المستحيل أن تتحقق معجزة خلال الفترة المتبقية، وإذا أردنا أن ننزع رؤوسنا من التراب لو مرة واحدة وننظر إلى ما نفعله بجدية وشفافية وتجرد ونواجه أنفسنا بشجاعة، فلا بد أن نعترف أننا نتخبط في كثير من جوانب خططنا الخمسية، إما في جانب النظرية والأهداف، وإما في جانب التطبيق،…
الأربعاء ١٧ يوليو ٢٠١٣
في خامس كل يوم من رمضان تتجدد ذكراك أبا يارا مواطناً صالحاً يفتقده الوطن بشعور أم ثكلى.. واليوم لانزال نكتب عنك ونفتقدك بمرارة الباحثين عن أنموذج ثوري يمثل طموحاتهم وآمالهم وتطلعاتهم. مثلما سافرت اليوم نحن أجيال الشباب نسافر عشرات من الآلاف، اليوم نتغرب في شتى أصقاع البلاد مثلما اغتربت ولأجل الهدف، نصنع من ذواتنا طاقات نرفع بها همم وطن تعاهدنا على حبه وعشقه والموت من أجله والغيرة الشديدة عليه، نحن اليوم شباناً وشابات مسافرون تتغير نظرتنا للحياة في اليوم في كل لحظة عبث وفي كل فرصة جدية.. نتعلم كثيراً، تعتصرنا الغربة بمزيد من الألم والشوق لوطننا مثلما اشتقت إليه ذات يوم.. كتبوا كثيراً عنك أيها المواطن البار غازي بعد موتك، نعم المواطن الأنموذج الصالح من أجل دينه ووطنه، كأنما يوم موتك يوم إعصار سنوي يثير في كل عام مزيداً من الجلاء حول أنموذج المواطن الذي جاء من الغربة ثائراً تكنوقراطياً من أجل بلد فتي مُنْتَشٍ بطرب الشباب وريعان العمر ظل…
الأربعاء ١٧ يوليو ٢٠١٣
عندما اكتشفت السيدة إليزابيث ويب العاملة في مدرسة ثانوية بمدينة سياتل أن محتويات سيارتها قد نهبت ووجدت فيها هاتفا جوالا يعود للسارق قررت أن تسلك مسارا مختلفا لا يؤدي إلى الاستعانة بالشرطة والقضاء، فقد اتصلت بالشاب البالغ من العمر 19 عاما وأبلغته ووالديه بأنها لن تتسبب في عقابه إذا وافق على رد المسروقات والاعتراف بما سرقه من سيارات الحي ثم الاعتذار لأصحابها، وفعلا اقتنع الشاب وذهب معها برفقة شريكه إلى المنازل للاعتذار عن سرقة محتويات 13 سيارة وإعادتها لأصحابها، وبذلك عادت المسروقات وسلم الشاب من العقوبة وارتاح ضميره وقامت السيدة إليزابيث بما تعتقده صحيحا في التعامل مع شاب مراهق ربما تجرفه العقوبة إلى التهور وإدمان السرقة. وفيما لو أردنا مقاربة ما قامت به السيدة إليزابيث من واقع ثقافتنا المحلية، فإنها أرادت للشاب أن يقوم بـ«إبراء ذمة» بإعادته للمسروقات، ثم الحصول على «العفو» بعد الاعتذار للمتضررين، بمعنى أنها ربطت إبراء الذمة بالاعتذار وشرط الحصول على العفو الاختياري وبمحض إرادة أصحاب الحق.…
الأربعاء ١٧ يوليو ٢٠١٣
الرطب وصل باكراً هذا العام، هو فعل في أعوام سابقة، ولم ينتبه الرأي العام أو إعلامه، وحدهم «الشيبان» والخبراء كانوا يعرفون أن هذا «اللون» غير طبيعي. وعرفنا - بفضل من الله ثم بفضل الإعلام والاتصال السريعين - أن هناك طريقتين لإنزال الرطب الملوّن قبل أوانه، الأولى بإشعال النيران تحت النخلة فترتفع درجة الحرارة فيتم طبخ الرطب أسرع، والثانية ما يسمى بـ«الطبخ بالكبريت»، ولا أعرف تفاصيله، لكني رأيت صوراً على الإنترنت لأحواض يقال إن فيها مادة الكبريت «ربما حمض الكبريت» يوضع فيها البسر فينضج خلال دقائق، قاتل الله كل مَن يفعل ذلك. الهدف بالطبع مادي بحت، فنزول الرطب مع إطلالة الشهر الكريم يجعل الناس تدفع فيه الغالي والثمين. ولارتباط الرطب الطازج تحديداً بروحانية الإفطار وطقوس رمضان، يدفع حتى محدود الدخل وضعيف الحال أي ثمن للحصول على هذه المتعة الوجدانية، وهنا أحسب الجريمة مضاعفة وتجب مضاعفة عقوبتيها. أي جريمة غذائية هي جريمة خيانة عظمى، لأمانة الله، وعهد خلقه، ونظم وقوانين ولاة آمر…
زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الأربعاء ١٧ يوليو ٢٠١٣
عزيزي المعتدل، أو من يسعى إلى الاعتدال والوسطية في آرائه ومواقفه، أقول لك: تماسَك وتشبّث بمبدئك. فالواقع المحيط والمحتقن والمتشظي بين الطرفين، أو التطرّفين، سيسعى بكل قوة ودناءة أحياناً لإفقادك توازنك المحمود والمحسود على كرسي الوسطية والاعتدال. سيتهمك هؤلاء بأنك مع أولئك، ويتهمك أولئك بأنك مع هؤلاء، وأنت لست مع هؤلاء ولا أولئك، أنت مع الحق والصواب أيّاً كانت جهته. الإسلامي سيشنّع عليك ويسخر من اعتدالك بقوله: هذا صراع بين الإسلام والكفر، وبين الحق والباطل. والليبرالي سيردّد عليك أيضاً الشعار الإمبريالي المناقض لليبرالية: إذا لم تكن معي فأنت ضدي. لا ترضخ ولا تستجب لهذه التهديدات الإقصائية، فالإقصاء لم يعد حكراً على طائفة واحدة كما كان يُشاع، بل حتى الفئة التي كانت تشنّع على الأولى إقصائيتها، عندما حمي الوطيس وفاحت الأخلاق الحقيقية، أصبح كلا الطرفين يغرف من المنبع التصنيفي/الشمولي نفسه. عزيزي المعتدل/ إذا قلتَ: «لستُ إخوانياً ولكن ...» سيسخر منك أعداء الإخوان، لأنهم بإقصائيتهم لا يريدونك أن تعبّر عن رأيك في…
الثلاثاء ١٦ يوليو ٢٠١٣
ما إن دخل شهر رمضان الكريم حتى تسابقت بعض الدول التي تستضيف المسلمين كأقلية في التعبير عن مظاهر احترامها لهذه المناسبة الإسلامية وتهنئتهم، وفي بريطانيا أطلقت إحدى قنوات التلفزيون الحكومي الأذان، وأعلنت أنها ستلتزم بهذا الطقس طوال شهر رمضان. أما في كندا، فقد خفضت بعض المتاجر أسعارها إلى النصف، وكتبت فوق صناديق الفاكهة والخضروات عبارة «رمضان كريم»، لا شك أن كل مسلم يسعد، لكنه بالتأكيد يفكر كيف استطاعت هذه الثقافات أن تفسح لأقلية تعيش بينهم هامشاً يعبر عنهم من دون قلق؟ شهدت دخول شهر رمضان أكثر من مرة في دول عربية وإسلامية، ولم أسمع مرة أن الدوائر الإسلامية فيها تطلق تحذيراً أو تنبيهاً أو رجاءً يتعلق بأن على الأقلية غير المسلمة أن تراعي الأكثرية، بل على العكس، فالأقلية هي التي تحتاج إلى حماية حقوقها ومظاهر عيشها، لأنها أقلية، بينما حرصت بعض الجهات لدينا على التحذير من المجاهرة بالأكل من غير المسلمين، في السعودية يبلغ عدد غير السعوديين سبعة ملايين وافد،…
الثلاثاء ١٦ يوليو ٢٠١٣
«الإخوان» قادمون. عائدون! سوف يغزون صناديق الاقتراع محمولين على «أوتوبيسات» فاخرة. بعد ستة شهور، سينتخبون مجلسي نواب وشورى، بأغلبية كافية لتشكيل حكومة ونظام لهم. ثم ينتخبون مرسي آخر أذكى. وأكفأ. وأحلى من مرسي الأصلي. أين الثلاثة والثلاثون مليون إنسان الذين نزلوا إلى الشوارع ضدهم؟ هؤلاء صوتوا بأقدامهم. بأيديهم. بصراخهم، في الشوارع والميادين ضد «الإخوان». هؤلاء الشباب سينتابهم الكسل. فلا أوتوبيسات مكيَّفة الهواء تنقلهم إلى مراكز الاقتراع. خيبة الشهور الستة، بتحسن الأحوال، تحكمهم. لا زعماء. لا أحزاب قديمة وجديدة تنصحهم. توجههم إلى التصويت للمرشحين المعارضين للإخوان. ماذا سيفعل حمدين صباحي؟ ترك «الحرية» لخمسة ملايين ناصري صوتوا له في الجولة الانتخابية الأولى. فصوتوا للشيخ «مرسي - 1» في الجولة الرئاسية الثانية. فعل صباحي ذلك، نكاية بـ«الفلول». بالعسكر. بمنافسيه الانتخابيين الدكتور محمد البرادعي. وعمنا الدبلوماسي الطيب عمرو موسى. «الإخوان» اليوم أقلية انتخابية مرفوضة في الشارع الشعبي والسياسي المصري. هذه الأقلية كافية غدا، لضمان فوزهم انتخابيا. لماذا؟ لأن باراك حسين أوباما يلاحق الجنرال عبد…
الثلاثاء ١٦ يوليو ٢٠١٣
من يتتبع مسار حركة الإخوان المسلمين في مصر، وهي التي نشأت فيها الحركة في مدينة الإسماعيلية في عام 1928، لا يمكن أن تمر عليه ادعاءات الحركة بأنها حركة تؤمن بالسلمية والديموقراطية، فنشأة الحركة وإلى يومنا هذا تتسم بالغموض الشديد، فلها جهازها السري وارتباطاتها الدولية المعقدة مع القوى العالمية في ذلك التاريخ، والحقيقة الواضحة أن حركة «الإخوان المسلمين» لها تاريخها الدموي في التاريخ المصري المعاصر، وكلنا يعرف مسؤولية اغتيالها للنقراشي، الذي على إثره تم اغتيال مؤسسها حسن البنا. مثل هذه الأيديولوجية التي تؤمن بالعنف والتطرف والاستعلاء وتؤمن بالعالمية لا بد من أن يكون سلوكها السياسي مرتبطاً بأيديولوجيتها الفكرية، والشواهد كثيرة لحركات متطرفة فكرياً مارست العنف في أوروبا، أما الحزب النازي في ألمانيا فقد يكون الأقرب إلى التجربة الإخوانية في مصر، إذ وصل الحزب النازي في عام 1933 إلى الحكم في ألمانيا عن طريق انتخابات حرة، ولكن عندما تمكن من السلطة تم تكريس رؤيته السياسية عن طريق إنشاء وزارة للدعاية تكون مهمة،…
الثلاثاء ١٦ يوليو ٢٠١٣
«شعوب لن تتخلص من عقدة (الهيازه)»! فمرة تسمع اتصالاً يستفتي فيه المستفتي (بكسرة تحت التاء الثانية) بجواز صلاة الظهر في منزله إذا بلغت الحرارة أكثر من 50 درجة، وتارة تسمعه وهو يستجدي المستفتى (بفتحة على التاء الثانية)، أن يعطيه فتوى تسمح له بالبقاء في المنزل إذا كان صوت الأذان لا يصله (من دون استخدام الميكروفون). وفي اتصال ثالث يطلب الرأي في جواز صلاته في المنزل بجوار جدته العجوز لكي لا يفوتها أجر الجماعة.. ودواليك. المشكلة هي أن جميع أهل الفريج يحفظون صوت المتصل ويعرفونه تماماً، ولكن قوانين البث المباشر لا تسمح بدخول طرف ثالث يقول بملء صوته: كذاااب، خرااااط، إن منزله لا يبعد عن المسجد أكثر من 50 متراً، وجدته لم تلحق على «طاش ما طاش» في جزئه الأول.. وكل ما في الأمر أن «ستايله» الرمضاني يفرض عليه المداومة في الخيم الرمضانية والاكتفاء بعبادات القلوب صباحاً، مثل: التفكر والتأمل، وربما قليل من الاستغفار عما حدث في الخيمة يوم أمس! ولذلك…