الثلاثاء ٠٥ يوليو ٢٠٢٢
العدالة أساس الملك والحكم وتحقيق الرخاء والازدهار، والعدالة في شتى المجالات، محور تقدم وبناء الدول، فالأمم التي لا تعيش العدالة سواء في المجال الاقتصادي أو التعليمي أو الصحي أو حتى البيئي، هي الأمم التي تعاني ضعفاً وتفككاً، ويكثر فيها الفساد والظلم والفقر، ولا تملك أياً من متطلبات العيش والحياة الكريمة. ومن أهم مظاهر العدالة؛ العدالة الاجتماعية التي تحقق استقرار البشرية، وحماية مواردها الطبيعية وبيئتها من المخاوف الحالية والمستقبلية والمحافظة عليها. فهناك علاقة مترابطة ووثيقة بين المحافظة على البيئة، وتأمين عدالة اجتماعية واقتصادية في العالم. وإن من أكبر المفاسد التي تضرب المجتمعات الفقيرة؛ هدر ثرواتها الطبيعية، وإشعال فتيل الأطماع، للاستيلاء على الثروات الطبيعية، وتوزيعها بين أصحاب السلطة والنفوذ من دون عدالة، وإلحاق الضرر بالبيئة من دون أي اعتبار لحياة البشر، ومدى ما يلحق بهم من أذى. وهذه المجتمعات التي تعاني هذه الآفة تطاردها أشباح التخلف، وتنحدر إلى مصاف الدول الفقيرة في مقياس العدالة الاجتماعية. أما القيادات العادلة التي تجعل العدالة حقاً…
الثلاثاء ٠٥ يوليو ٢٠٢٢
حيثما يكون للإنسان قيمة يكون التقدم والانتماء الوطني، وحين تتحرك الدولة لنجدة مواطن خارج الحدود، نعرف أن المواطن في الداخل يتمتع بأعلى قدر من الأمن والأمان والرفاه والعيش الكريم، وحين تقول القيادة إن المواطن أولوية دائمة وهو أولاً وثانياً وثالثاً وتنفذ ما تقول، نحمد الله أننا إماراتيون، فبرامج تمكين المواطن، لا تنقطع ولا تتوقف، بل هي استراتيجية دائمة تكبر وتتطور مع الأيام وتستجيب للظروف، ويتكامل منها المحلي مع الاتحادي وصولاً إلى تعميم التمكين ليصل ويشمل كل مواطن. في الأسبوع الماضي كتبنا هنا، إن مبادرات تمكين المواطن سياسات تعكس مدى الالتحام والانسجام بين القيادة والشعب، وإنها سياسات ثابتة لا تتغير، ولا يؤثر فيها أي ظرف، بل هي التي تؤثر في الظروف وتغيرها لصالح المواطن. واليوم تأتي مبادرة رئيس الدولة بإعادة هيكلة برنامج دعم الأسر ذات الدخل المحدود، التي تقل مداخيلها الشهرية عن 25 ألف درهم، لتؤكد مدى المسؤولية، التي توليها القيادة للمواطن والأسرة واستقرارها بوصفها الركيزة الأساسية لبناء مجتمع متلاحم ومتماسك…
الثلاثاء ٠٥ يوليو ٢٠٢٢
يوماً بعد يوم، تترسخ قناعتنا بأننا نعيش في دولة جعلت من بناء المواطن وعيشه وعمله وأمنه وصحته وتعليمه، محور اهتمامها، إيماناً بكونه حجر الأساس والركن الأهم في تقدم الوطن وصون مكتسباته. نقول ذلك، ونحن نطالع توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله» بإعادة هيكلة «برنامج الدعم الاجتماعي لمحدودي الدخل»، والتي تعني ببساطة شديدة أن الإمارات قررت أن تزيد من استقرار ورفاهية مواطنيها باعتبارهم أحد أبرز مكامن قوتها ومحور اهتماماتها. 28 مليار درهم قيمة الدعم الجديد، وفقاً للبرنامج الذي يغطي مختلف المحاور الأساسية للأسر المواطنة ذات الدخل المحدود بما يشمل علاوات لرب الأسرة والزوجة والأبناء، ودعماً مالياً للسكن والمواد الغذائية والماء والكهرباء والوقود، إضافة إلى دعم مالي للمواطنين العاطلين الباحثين عن العمل والعاطلين فوق سن الـ45. مباشرة، تحيلنا هيكلة برنامج الدعم إلى منظومة الرفاه المجتمعي في الإمارات، والتي جعلت بلادنا في صدارة مؤشر السعادة الدولي، الذي يراقب مستويات الدعم الاجتماعي التي تقدمها الدول لأبنائها ويرصد…
الإثنين ٠٤ يوليو ٢٠٢٢
في فترة من الفترات تبنت إدارة «مواقف» ممارسات مرنة في التعامل مع الجمهور انطلاقاً من حرصها على التخفيف من احتقان العلاقة بين الجانبين لأسباب عديدة، كان من أبرزها أصرار بعض مفتشيها على عدم تقدير ما تشهده مناطق من العاصمة أبوظبي من نقص وأزمة في «المواقف». ومن بين الممارسات المرنة التي كانت تطبقها الإدارة فترة سماح مدتها شهراً بين انتهاء تصريح «مواقف السكان» وتجديده، وكذلك إمهال أصحاب المركبات مدة عشر دقائق للبقاء في الموقف بصورة قانونية ريثما ينجزون طلباتهم طالما أن الوقوف غير عشوائي وغير معطل لحركة السير والمرور في المنطقة. مؤخراً قررت «مواقف» التخلي عن ذلك ومخالفة غير مجددي التصاريح أو «تذكرة المواقف» منذ الدقيقة الأولى على الانتهاء، من دون مراعاة أن تجديد عقود الإيجار للغالبية العظمى من السكان وجلهم من الموظفين والعاملين مرتبطة بأصحاب الأعمال سواء من دوائر ومؤسسات أو شركات في القطاع تستغرق بعض الوقت لاستكمال الإجراءات المتبعة في هذه الجهة أو تلك، وهناك العديد من الجهات تراعي…
الإثنين ٠٤ يوليو ٢٠٢٢
عندما حكمت المحكمة العليا الاتحادية في الولايات المتحدة الأمريكية بعدم دستورية إباحة الإجهاض ألحقت فقرة في غاية الأهمية، وهي أن المحاكم العليا في كل ولاية من حقها اتخاذ القرار الذي تراه داخل حدودها، ومن ذلك يتبيّن لنا أن المحكمة الاتحادية تملك حق إقرار القوانين أو نقضها إذا رأت أنها مخالفة للدستور، وفي الوقت نفسه لا تستطيع أن تجبر الولايات على تنفيذ ما يخالف رأي غالبية مواطنيها، وتركت مسألة حسم قضية الإجهاض بتحليله أو تجريمه في يد السلطات المحلية وقرار المحكمة العليا التي تملك حق تقدير الموقف في كل ولاية على حدة. ذلك يحدث في الدولة التي تصدر للعالم الأفكار الجديدة أو المستحدثة الناسفة للمعتقدات المستقرة، والمعتقدات كما قلنا من قبل إما أنها مستقاة من تعاليم الأديان أو نتاج لعادات توارثتها الأجيال حتى ترسّخت في المجتمعات واستقرت، وكلٌ يحاول أن يدافع عن معتقده الذي يراه الأنسب إليه. ولم نرَ الرئيس «المنفتح جداً» جو بايدن يعارض قرار المحكمة الاتحادية العليا بإبطال الباطل،…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الأحد ٠٣ يوليو ٢٠٢٢
كثيرون يعيشون الحياة، كأنهم مجرد مشاهدين يتابعون فيلماً سينمائياً، لا علاقة لهم بأحداثه، مجرد متفرجين لا أكثر، يقولون في دواخلهم «سينتهي الفيلم قريباً، وسنخرج لنندمج في مجاري الحياة في الخارج». لكن الفيلم يطول، ويلتهم كل الوقت المتاح للحياة، أو كأنهم يتدربون على فعل الحياة، كطفل يتهجى خطواته الأولى. هؤلاء يتلصصون على مهرجان الحياة من خلف الستائر، يتشهون مأكولاتها الشهية، لكنهم لا يملكون الثمن! وفي كل حال، فإن هؤلاء يرغبون فعلاً في الحياة، لكنهم لا يعرفون إليها سبيلاً، والحياة معادلة ليست سهلة، رغم أنها متاحة للجميع، متاحة كالأفكار على قارعة كل طريق، لكن الذين أجادوا قراءة فكرة الحياة، وفهموا كيف يحيونها، هم الذين نجوا من السأم والانسحاب والندم بأعجوبة، فأن تتاح لك فرصة الحياة، ثم لا تعيشها، تحت أي ظرف، ولأي سبب، فندم ما بعده ندم! لماذا لا يجيد الكثيرون فهْم الحياة، وبالتالي، يعيشونها كما تستحق وكما يقدرون؟ لماذا يعتقدون دائماً أن لديهم متسعاً ممتداً لها، وبأنهم مهما مر العمر، هناك…
الأحد ٠٣ يوليو ٢٠٢٢
هو قلعة على ضمير الوطن، هو شامة على خد الحياة، هو هذا الذي تؤمه عقول أحبت الحياة فنقشت على قماشتها وعي العشاق، وسعيهم لبناء ملحمة ثقافية، وتشييد صرح يشير بالبنان إلى خورفكان كمدينة تتكئ على الجبل وتمد النظر عبر البحر إلى الأفق الأبعد. عندما وقفت عند الباب الزجاجي اللامع مثل عقول أصحابه، كان الوقت في الساعة السادسة مساء، وكنت أقرأ الوجوه، وأتأمل بريق العيون وكأني جئت فقط لألتقط صورة تذكارية لأصدقاء ثم أغادر المكان، ولكن بعد برهة وجدت نفسي في بهو يؤدي إلى مجلس عمر بفسحته الرائقة، حيث استقر بي المقام لفترة تمت دعوتي للانتقال إلى صالة تفترش الضوء كما تبسط مقاعدها مثل تلاميذ يؤدون واجب الدرس. هنا شعرت بقدسية المكان عندما يؤخذ بعين الاعتبار مدى ما للثقافة من متسع في وعي القائمين على هذا الصرح، ومدى تواكب تلك الثلة الرائقة من بني الوطن الذين تحلقوا حولي وأحاطوني بملء القلوب حباً وشغفاً متعجلين التواصل مع الذاكرة التي جئت بها محملاً…
الأربعاء ٢٩ يونيو ٢٠٢٢
سمعنا خلال الأيام الماضية عن جرائم بشعة بحق بعض النساء، كجريمة قتل الطالبة الجامعية برصاصات عدة داخل الحرم الجامعي في المملكة الأردنية، أو تلك التي حدثت في جمهورية مصر العربية، عندما قام شاب بقتل فتاة لأنها رفضت الارتباط به، وجريمة القتل التي أقدم عليها زوج بطعن زوجته 14 طعنة، بسبب خلافه معها في دولتنا، قبل أيام، كل هذه الأحداث استهجنها الجمع والمجتمع، لكونها حوادث نادرة في وطننا العربي، والرابط الوحيد بين جميع هذه الأحداث المأساوية هو أنها جرائم عنف ضد المرأة، وهنا نتساءل: هل هذا النوع من العنف حالة خاصة تظهر لدى بعض الرجال المرضى نفسياً، أم هي ظاهرة مجتمعية تستوجب علينا الوقوف عندها وإيجاد حلول لها؟ قد يكون العنف ضد المرأة حالة شاذة، لم ولن تكون يوماً ظاهرة اجتماعية تتسم أو تتصف بها مجتمعاتنا، وما نراه من حين إلى آخر من حوادث أو أحداث نجد فيها عنفاً أو تعنيفاً ضد المرأة ما هي إلا تصرفات فردية شاذة من أشباه…
الأربعاء ٢٩ يونيو ٢٠٢٢
تقلص لمجال الرؤية وأرق، إعاقة إدراكية وفقدان حاستي التذوق والسمع، توتر عصبي وخَبل، بالإضافة إلى أعراض ارتجاف بشكل تشنجي وفقدان للأعصاب حد الهيجان.. هذه وغيرها أعراض قد تحصل منفردة، وقد تأتي في بعض الحالات مجتمعة لمن شعر بتلك الرجفة الغريبة داخل صدره نتيجة تعرضه لمرات متكررة لدوي انفجار، وخاصة لمن تكرر لديه سماع أصوات الانفجارات خلال الحروب. يعود الجنود إلى أسرهم -إن كتبت لهم السلامة- بعد انتهاء مهامهم، معافين جسدياً.. ولكن بعاهات كبيرة مخفية. ومنذ بداية خمسينيات القرن الماضي وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لم تتوقف الدراسات والبحوث العلمية لسبر أغوار أسباب ذلك، في سعي دؤوب لعلاجه وكذلك الوقاية منه. ومن إحدى وسائل العلاج لتحجيم هذه التداعيات، يلجأ البعض لاستخدام جلسات التشافي بالفن، فيقوم الجنود المصابون بتلك الأعراض برسم (أقنعة وجوه) للتعبير عن أحاسيسهم التي يصعب ترجمتها بالمفردات. يبدو ما سبق، مقدمة غريبة لمقال، فالموضوع يبدو أنه علمي وبغاية الحساسية، وهو بالفعل كذلك، ولذلك حدث أن نشرت له «مجلة ناشيونال…
الإثنين ٢٧ يونيو ٢٠٢٢
تسرُنا التقارير الدولية التي تتحدث عن التسارع اللافت الذي تشهده القدرات التنافسية الصناعية لبلادنا، في الخمسين الجديدة. آخر هذه التقارير صدر عن منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «اليونيدو»، التي صنفت الإمارات بالمرتبة الأولى عربياً في تقرير الأداء الصناعي التنافسي لعام 2022، مشيرة إلى القفزات الكبرى التي حققها القطاع مؤخراً. دوافع كثيرة تقف وراء هذه القفزات، أبرزها: الأسس السليمة التي وضعتها الإمارات للنهوض بالقطاع، ضمن استراتيجية للنمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام للخمسين عاماً المقبلة. فلقد آمنت قيادتنا الرشيدة بأن الصناعة هي أحد أقوى الجسور المؤدية للمستقبل، وأن تطويرها هو تطوير لاستقرارنا الاقتصادي، ومكانتنا العالمية، ومستقبل أجيالنا المقبلة. ومن هنا.. عملت على امتلاكنا بنية مؤسسية مواكبة لعصر التكنولوجيا، واستحدثت منظومة سياسات وبرامج واستراتيجيات وطنية للتصنيع، وتسعى لتحقيق اكتفاء ذاتي في العديد من الصناعات الحيوية، والارتقاء بجودة المنتج الصناعي المحلي، ودعمه وترويجه محلياً وعالمياً. أمر آخر، ربما لا يعرفه البعض، وهو أن الإمارات كانت الدولة الأولى في العالم التي تؤسس مجلساً وزارياً للثورة الصناعية…
الأحد ٢٦ يونيو ٢٠٢٢
خاص لـ هات بوست: يحدث أن يقتل "معتوه" فتاة أو إمرأة معجب بها ورفضته، يمكن أن يحدث هذا في كل زمان ومكان، ويلقى عقابه ويستهجن فعله أو يزجى به في المصح المناسب ليتلقى علاجاً يؤهله للعيش ضمن المجتمع مرة أخرى، أو سجناً يمنعه أن يسبب الأذى لمحيطه، ولا يُطلب من المحيط أن يتوارى عن نظره. أما في مجتمعاتنا فالأمر يصبح مختلفاً، توجه أصابع الاتهام في حوادث كهذه للضحية، وتلام لأنها لم تعرف كيف تحمي نفسها، وفق مبدأ متعارف عليه للأسف، يعتمد على كونها حلوى ستستقطب الذباب. وإذ توجه الدعوات لمنع أحد الشيوخ من الظهور على المحطات على خلفية تصريحاته في هذا الموضوع، لا يبدو أن الأمر يتعلق به وحده، بل بجمهور عريض يؤيد ما جاد به الشيخ، يرى أن الفتاة الضحية هي السبب في قتلها لخروجها "سافرة"، وإن أرادت ألا تتعرض للذبح فلتخرج من بيتها مثل "القفة"، ولم نكن بحاجة لأن تدفع فتاة أخرى، محجبة هذه المرة، حياتها ثمناً لدحض…
السبت ٢٥ يونيو ٢٠٢٢
في كل لحظة تنهمر الأخبار في وسائل التواصل الاجتماعي كالطوفان، لا تفرق بين أي شيء سيكون في طريقها، أجل فتلك الأخبار والأفكار والعروض وغيرها الكثير لن تميز من يتابعها، من الطفل إلى كبير السن إلى الشاب، لن تفرق بين واعٍ أو جاهل، لن تفرق بين عالم أو غيره. مؤلم هذا السباق والتنافس، ليس له صفة أو عنوان، كل الهدف منه الوصول للشهرة وأكبر عدد من المتابعين والإعجابات، لا يهم القيم أو الأخلاق أو حتى الأعراف والتربية، لم يعد هناك مانع أو حد لشيء. استهين بالحرمات، واستهين بالأعراض واستهين بالستر فقط ليكون مشهوراً، فقط لينتشر هذا التسجيل الذي لا هدف ولا محتوى له. كنت في إحدى محاضراتي وسألت الحضور الذي كان من الشباب والشابات، ما هو الحلم الذي تسعى إلى تحقيقه، فأجابتني إحداهن: «أنا ابى أكون مشهورة.. بس» فقلت لها جميل فالشهرة جميلة لكنها مسؤولية، فسألتها هل حددتِ المحتوى والهدف؟ فقالت: «مب مهم اي شي بس ابى يكون عندي متابعين وايد»!…