الخميس ٢٥ أغسطس ٢٠٢٢
تعثر البشرية أمرٌ بديهي، والإخفاقات جزء لا يمكن الفكاك منه من حياة الأفراد والمجتمعات، والمجتمع عند حالات التردي إمّا أن يُخفِق من جديد في معرفة أسباب تعثره فيواصل التردي أكثر وأكثر، وإمّا أنْ يملك من الجرأة ما يواجه به نفسه دون «مساحيق تجميلية» ليُنقّب عن جذور أسباب ما وصل إليه فيعالجها لكي يستطيع الوقوف من جديد. نعرف جميعاً أنّ الدول العربية ما زالت تحاول أن تتلمّس طريق دول النخبة، وهذه المحاولات تختلف جودة وكثافة واستمرارية من دولة إلى أخرى، فبعضها بدأ فعلاً تقريب المسافة بينه وبين الكبار، والبعض ما زال يترنّح في محاولات يبدو عليها الارتجال والمحاكاة فتخفق كثيراً لعدم وجود رؤية واضحة، والبعض الآخر ارتضى حالة الموات وأن تسحبه الدنيا كما تشاء، فالمهم أن يعيش بأي طريقة! نملك ولله الحمد في بلادنا الكثير من أصحاب الفكر الخلّاق والنظرة بعيدة المدى والعقل المتزن، فبهم وأمثالهم تراهن البلاد وتستطيع أن تمضي بخُطى ثابتة من أجل غَدٍ أفضل، ولن تتوازن خطوات دون…
الخميس ٢٥ أغسطس ٢٠٢٢
جهد كبير ودور توعوي رفيع لمركز أبوظبي للصحة العامة، بالتنسيق مع محال ومراكز التجزئة الكبرى في الإمارة، لمساعدة الجمهور على تحديد خياراته الصحية عند التسوق لمشترياته الغذائية، بمتابعة تنفيذ برنامج «صحي» الذي طوره المركز وكان يُعرف سابقاً باسم «وقاية». جهد يقوم على تعزيز التعاون والشراكة مع تلك الجهات، يتيح «تسهيل عملية التعرف على المنتجات الصحية بوضع شعار «صحي» على الأطعمة ذات النسبة المنخفضة من الدهون والأقل من السكر والملح ومحتوى عالٍ من الألياف مقارنة بالأخرى من النوع نفسه، وتسليط الضوء على الخيارات الغذائية الصحية وجذب انتباه المتسوقين لشعار برنامج «صحي» على المنتجات الصحية»، ما «يساهم بشكل كبير في تنويع الخيارات الصحية المتاحة للشريحة الاستهلاكية في الإمارة ورفع الوعي بأهمية تبني أنماط حياة صحية وتمكين الفرد من اختيار الأفضل وبالتالي تحقيق الهدف الاستراتيجي المرجو من البرنامج، وهو الوقاية الفعالة للحد من الإصابة بالأمراض المزمنة المرتبطة بالعادات الغذائية غير الصحية والوصول لجودة حياة عالية»، كما أكد المركز الذي وقع اتفاقيات مع منافذ…
الأربعاء ٢٤ أغسطس ٢٠٢٢
- لا ندري لِم نترك الأمور حتى تتازم ونتحرك في آخر لحظة لإنقاذ ما تأخرنا في إنقاذه، وندع الأشياء على تداعياتها، وحين يقرب الوقت لحاجتها نسرع ونهرع حارقي المراحل من أجل استقامتها وتعديل وضعها؛ يعني المدارس على الأبواب، وتعرفون الأسبوع الأول مع العودة للمدارس كيف يكون ثقيلاً على نفوس الأهل والطلبة وسائقي الحافلات والأمهات الموصلات لفلذات الأكباد، وتلك الزحمة الخانقة في الشهر الخانق «آب أغسطس»، وفوق كل هذا يقوم مقاول ويخلع «باسكو» الأرصفة والمؤدية للمدرسة، ويعجن تلك المدرسة باشغال في الوقت الضائع، طيب كان لدى إدارة المدرسة أو الجهة المسؤولة والمقاول شهران كاملان، وليس الآن! هذا تماماً يشبه واحداً يريد أن يسوي خيراً وإحساناً، ويتبرع بترميم وصيانة مسجد، فلا يحلو له التبرع لمسجد الحارة القريب، ونقد المقاول إلا مع بداية شهر رمضان الكريم، شهر التعبد وملازمة المسجد، وطقوس رمضان. - في العين هناك شارع رئيس تقع عن يمينه وشماله معظم المدارس والكليات وبعض الجامعات، فإذا بدأت بأعمال تعبيد الطريق وصيانة…
الأربعاء ١٧ أغسطس ٢٠٢٢
كثيراً ما نسأل أنفسنا سؤالاً قد يحتار في إجابته الكثيرون؛ شباباً كانوا أم شواباً، كيف سيكون شكل الحياة بعد التقاعد؟ هل فعلاً سيأتي اليوم الذي أستقيل فيه من عملي؟ أو تنتهي رحلتي الوظيفية وأصبح من المتقاعدين؟! أم أنا من ذلك النوع الذي يريد أن يعمل حتى الرمق الأخير؟! في الحقيقة، وللأسف، نحن في مجتمعاتنا نفتقر إلى ثقافة التقاعد، فالأغلبية العظمى إما يفشلون في التخطيط لها، أو لم يضعوها في حسبانهم أو حساباتهم أساساً، ودائماً ما نتغنى بذلك النموذج الغربي الذي يصور لنا التقاعد على أنه بداية الحياة؛ حياة الراحة، أو تلك الصورة النمطية التي تخبرنا بأنه سيكون لدينا الوقت الكافي لكي نلف العالم، وبوجهة نظري أن هاتين الصورتين فيهما من المغالطة الشيء الكثير، صحيح أن هناك من يريد أن يصل لهذه المرحلة، وينعم براحتها وهناءة بالها - إن صح التعبير - وهناك من لا يريدها، فهو مستعدٌ ومستمتعٌ، وتجده في أسعد لحظات حياته وقت أن يعمل ويحصد ثمار عمله. ودعونا…
الأربعاء ١٧ أغسطس ٢٠٢٢
نظرة عميقة للمستقبل، تعكسها توجيهات سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان لجميع المؤسسات التعليمية بالدولة، بما فيها الحكومية والخاصة، وفي المراحل كافة، بتكثيف الجهود لتعزيز الهوية الوطنية واللغة العربية لدى أبنائنا الطلبة. تنطلق هذه النظرة العميقة من إيمان إماراتي راسخ بأن المستقبل يبدأ من المدرسة، بينما «العربية» أداة لتعزيز هويتنا الوطنية لدى الأجيال، لكونها لغة حياة وعلم وقيم، وهمزة وصل بين تراثنا وحاضرنا، ورافعة لحضارتنا وثقافتنا وآدابنا وفنوننا. كما لا يخفى على أحد أن الإحاطة بأسرار اللغة العربية تعني ببساطة شديدة المعرفة الصحيحة بديننا وتعاليمه ومبادئه التي تحمل للعالم بأسره رسائل سلام وأمان، الأمر الذي يمثل جوهر رؤية الإمارات للمنطقة والعالم. قد يقول قائل: ومتى غابت اللغة العربية عن مدارسنا؟، وله نقول: بالطبع لم تغب.. لكننا مطالبون بتعزيز تطوير أساليب تدريسها، ومحاولة تغيير الصورة النمطية عنها، وترسيخ حبّها في نفوس أبنائنا كقيمة أصيلة، وإثبات أنها عالمية وحيوية. مطالبون بصياغة مسارات نوعية لتعزيز مكانتها في المدارس، وتمكين الطلبة من مهاراتها،…
الأربعاء ١٧ أغسطس ٢٠٢٢
نصبح عاديين.. حين نقتل في أنفسنا قدرتها على الاختلاف. العادي جداً أن تكون مثلهم، تذهب أينما يذهبون وتتحدث فيما يتحدثون، العادي جداً أن تكون في ركبهم، تتبع خطاهم وتنبهر بأفعالهم فقط لأنهم هم من فعلوها. وإن حدث وخالفت ذلك لأنك وجدت لك طريقاً خاصاً يشبه أفكارك وأكثر ملاءمة لك ولاحتياجاتك، التي لا تشبه احتياجاتهم، ستعتبر في نظرهم شخصاً غريباً -هذا في أفضل الأحوال- لأن خيار إقصائك بعيداً عن المحيط، هو الإجراء العادي لمخالفة دربهم. لم نخلق متشابهين، نختلف كثيراً في اهتماماتنا وطرق تفاعلنا مع الأشياء، في طرق استمتاعنا، وأسباب استهجاننا. وعلى الرغم من تأكيد الجميع على تلك الحقيقة، إلا أن المختلف يلقى استنكاراً واستهجاناً لسلوكه، ويواجه بمحاولات إعادته -بكل الطرق والوسائل- إلى الصواب! ولكن من المعني أساساً بالقيام بهذا الدور؟ وما هي مرجعيته التي تجعله يحدد معنى وشكل هذا الصواب؟ هل ما يناسبها ويتواءم مع معتقداتنا هو الصواب؟ أم ما يريحنا ويمتعنا ويسعدنا هو الصواب! أم أن الصواب فيما يحقق…
الإثنين ١٥ أغسطس ٢٠٢٢
من أكثر الكلمات التي ترد على ألسنتنا كلمة «مستحيل». تقال «مستحيل» عندما لا يستطيع الشخص تصديق ما حدث؛ لأن الحدث يتنافى مع قوانين فهمه لمسألة معينة أو يتنافى مع معتقد له. فإن قيل لشخص إن سيارته نشرت جناحين وطارت فسيقول «مستحيل»، وإن قيل لك إن أقرب الناس إليك سرقك فستقول «مستحيل»، لأنك تثق به ثقة عمياء. لكن المستحيل يحدث أمام أعيننا كل يوم ومازلنا نردد الكلمة. «مستحيل» لغوياً من استحالة، وهو ما لا يمكن وقوعه، أو المسألة غير الممكنة. وهناك تعبير «من رابع المستحيلات» أو «من عاشر المستحيلات»، وهي مبالغة في الصيغة اللغوية لوصف شيء لا يمكن حدوثه قطعاً. ولكن عندما ننظر إلى المسألة من منظور بسيط نجد أن كل مستحيل يقع أو وقع، ويقول المتفائلون لا يوجد مستحيل، وقالت النجمة الراحلة أودري هيبرن إنها لا تؤمن بالمستحيل عندما يتعلق الأمر بالإرادة البشرية، وقالت عندما ننظر إلى كلمة مستحيل بالإنجليزية impossible فالكلمة نفسها تقول لنا «أنا ممكن»، (تقصد أن الكلمة…
الإثنين ١٥ أغسطس ٢٠٢٢
المتاحف في العالم هي خزائن الأشياء، وذاكرة الناس والأوطان، تجد فيها كل أنواع الفنون، اللوحات والسجاد والتماثيل، وكل الأشياء التي مرت على الإنسان وأبدع فيها، وتطورت مع مسيرته، ومنها أدوات الفتك والقتل التي كانت تجبرني على التوقف عندها، وأتأملها، والتبصر في قوة هذا الإنسان من طيبته إلى جبروته، لكن أثناء زيارتي مرة لمتحف نيودلهي أدهشتني تلك الآلات الشاهدة على سيرة الدم، وتذكرت ساعتها كل تلك المتاحف التي زرتها، وخاصة ذلك الركن الزجاجي الذي يحمي أدوات الفتك، والأسلحة من خناجر وسيوف ورماح ومعدات قاطعة، وأخرى باقرة، وغيرها قاتلة بفجور أو طاحنة أو ماشطة، وطرأت عليّ أسئلة كثيرة، ومتراكمة، بشأن فكرة تطوير أدوات القتل عند الإنسان منذ أن خلق، بدءاً من صد الحيوان الافتراضي المهاجم أو العدو المحتمل إلى فكرة الصيد، وجلب ما يقويه على الحياة، إلى تطور فكرة التملك عنده، وحب السيطرة وبسط القوة وإظهارها والتعدي على ما عند الغير، بما فيها روحه وجسده وأرضه. لقد طور الإنسان أدوات القتل والفتك…
السبت ١٣ أغسطس ٢٠٢٢
الشباب في الوطن هم الشجرة التي تصحو في الصباح الباكر، لتدلي بتصريح الحياة إلى من أرواها ومن أسقى جذورها، ومن شذب أوراقها، ومن لامس غصونها ومن حنى على الأعشاش بين أعوادها الخضراء. الشباب هم السحابة التي تمر على المهج، فتمنح قطراتها، ثم تقبل التراب ولا تمضي بل تفشي سر الحب ما بين السماء والأرض، وشغف التداوي بالعذوبة، ولهف التوازي في العطاء. الشباب في القاموس الإنساني هم الخطوة الثانية بعد الأولى، لرحلة لا تتوقف فيها الركاب مهما امتدت، ومهما ارتفعت هضابها، وتعجرفت جبالها، وتصهدت رمالها، وغزرت بحارها. الشباب في الحياة جياد المراهنة على مستقبل باهر، زاهر، مثمر، فائض بسجايا التفوق، والامتياز، وتحقيق الطموحات، والتطلعات، وكل ما يجعل الوطن شابا، يافعا، يانعا، مترعرعا بإرادة الجمال، وعزيمة الجلال، وسيرة التاريخ الذي ينجب الفلذات كي تمنح الوطن بهاءه، ورونقه، وحلمه الأروع من لون الزهرات البرية في ربيع سماؤه أجفان عشاق، وغيمته وشائج أشواق. في هذا الوطن تبدو الرؤية في مهارتها، وتميزها، تسير بالقارب نحو…
الإثنين ٠٨ أغسطس ٢٠٢٢
هل تعلم أن معظمنا يقرأ كتاب الله دونما تدبر أو تفكر؟ وأن الإسلام في كتاب الله مختلف تماماً عما وجدنا عليه آباءنا وما تعلمناه في المدارس وحياتنا اليومية؟ وأن الإسلام هو الإيمان بالله الواحد واليوم الآخر والعمل الصالح {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} ؟ وأنه الدين الذي جاء به كل الرسل ابتداءً من نوح حتى محمد عليهم السلام؟ وأن رسالة محمد (ص) أكملت الرسالات وختمتها وتوجهت للناس جميعاً في كل مكان حتى قيام الساعة؟ هل تعلم أن الصراط المستقيم هو بنود من الوصايا الأخلاقية التي لا يختلف عليها أي تشريع أو قانون؟ وأن المحرمات هي الوصايا إضافة لبضعة بنود أخرى لا يتجاوز عددها عدد أصابع اليد الواحدة؟ هل تعلم أن الله تعالى صاحب الحق في التحريم وكل إضافة هي تقول على الله؟ وأن الكم الهائل من "الحرام" الذي تم تكبيلنا به عبر العصور ما هو إلا افتراء عليه سبحانه، إما اقتبس من…
الإثنين ٠٨ أغسطس ٢٠٢٢
لا أعتقد بأن مصائب الانسان زادت في الآونة الأخيرة، فأجدادنا عانوا كثيراً عندما كانوا يبحثون عن لقمة العيش في الصحراء، أو الجبال أو عند سواحل الدولة. سمعنا منهم عن مفاجع خسران المقربين لهم، وعن المآسي التي مروا بها على الصعيدين الشخصي والعملي. قد يكون البعض منهم عانى من/ ثم تخطّى نوبات الاكتئاب التي مر بها باستخدام عاملين مهمين: الدين وقوة روابطهم الاجتماعية. ينقل الأجداد خبرتهم هذه لأبنائهم، لنا نحن، لذلك اليوم عندما يمر أي شخص بأي حالة نفسية يُفسّر الموضوع بأنه ضعف إيمان، أو لأن الشخص معزول عن مجتمعه. لا شك بأن الأمر فيه نوع من الصحة، فقد أقرّت العديد من الدراسات العلمية بأن زيادة الوازع الديني (أو الروحانية) قد تساهم في علاج أو تخفيف أعراض الاكتئاب على المدى البعيد123. بالإضافة إلى ذلك، أكدت بعض الدراسات العلمية بأن معدل الاكتئاب مرتفع بالمجتمعات القائمة على العمل الفردي (كالمجتمع الأمريكي) مقارنة بالمجتمعات القائمة على العمل الجماعي (كالمجتمعات الآسيوية) حيث يقل اعتماد الفرد…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
السبت ٠٦ أغسطس ٢٠٢٢
تسأل الزوجة زوجها: قل لي بصراحة: ما الذي جعلك تهجرني؟ صف لي الفتاة التي ارتبطت بها؟ كيف هي؟ هل تعمل؟ كم عمرها … الخ. ثم تعود تسأله وكأنها تحمل نفسها مسؤولية فعلته: هل أخطأت في أنني حاولت أن أتغير لأشبه النساء الذين يحومون حولك؟ هل تغيرت أكثر مما ينبغي؟ ثم تعود متنبهة إلى حقيقة أن زوجها قد هجرها ليس لأنها لم تعد تلبي تطلعاته الخاصة، ولكن لأنه شخص فضل متعته ومصلحته وحريته الخاصة! يقول لي أحد القراء إن سيدة غاية في الجمال حكت له أن زوجها هجرها ليرتبط بامرأة أخرى، وحينما اكتشفت ذلك واجهته، لم ينكر لكنه قال لها ببساطة إنه مل منها ومن الحياة معها، هذه المرأة لم تطلب الطلاق ولم تهجر المنزل، تقول بأنها ليست في وضع يسمح لها بطلب الطلاق، لذلك بقيت وتمكنت من استعادة زوجها، وكما يقول القارئ فقد عبر الزوجان الأزمة وحافظا على زواجهما! فهل عبرا الأزمة فعلا؟ إنها خيانة وليست أمراً عادياً يمكن العبور…