الثلاثاء ٠٨ يناير ٢٠١٣
رغم أنها بطولة غير رسمية، لا قيمة لها حتى على مستوى (حارة آسيا)؛ إلا أن بطولة كأس الخليج ظلت مثل اختبار (قياس القدرات): لا يدري الطلاب كيف يستعدون له، ولا يصدقون أنه لا يحدد مصيرهم! ومهما نصحتهم بأن لا يعيروه أي اهتمام فإنهم لا يزدادون إلا هماً وغماً! ومهما أُعيد لهم فإن نسبة الفشل هي الأقرب دائماً! ورغم وجود الشماعات الجاهزة الحقيقية، وأهمها رداءة التعليم العام الطام، إلا أن النسبة النادرة من الناجحين تضعهم في موقف محيِّر فعلاً: كيف اجتازه هؤلاء «الشرذمة»؟ هل تعلموا «من ورانا»؟ أم رزقوا غير الذي «رزئنا» به من الذكاء؟ أم أنها بركات الشعار الجديد الذي سيقفز بالتعليم قفزة الزميل/ … يا حبكم للغرب والتغريب: تطهبلون مع (فيليكس) وما «تَفَلْكَسَ» به، وتنسون ولدنا/ (مقيط ورشاه)! وهذا حالنا مع كأس الخليج: نستطيع دائماً تبرير إخفاقنا آسيوياً بالأمطار والحكام، وأرضية الملعب، وخطوط «النسخ والرقعة» الجوية العربية السعودية، وفنادق خمس «نجوم الظهر»، ومؤامرات «النمور الآسيوية» ضدنا! ونستطيع تبرير إخفاقنا…
الثلاثاء ٠٨ يناير ٢٠١٣
لن ينقذ الرئاسة في القاهرة من غضب الناس خطباء المساجد أو جماعات السلف والإخوان عندما تطلب البنوك المزيد من الجنيهات للدولار الواحد، كل مواطن سيدفع الثمن غاليا وليس فقط متظاهرو التحرير أو الناصريون أو الأقباط. ولن يفيد بعدها قرض الصندوق الدولي ولا معونات قطر والسعودية. الحل الوحيد أن يعيد النظام العلاقة مع المعارضين له، ويجرب أن يجري مصالحة واسعة تشمل الجميع، وينطلق بعدها معهم في مواجهة الأزمات المقبلة. وقبل هذا نعترف أن الساحة المصرية صارت أحجية كبيرة. فالرئيس محمد مرسي يكيل لمعارضيه أصنافا من الذم ثم يستضيف الـ«سي إن إن» الأميركية ليرسل رسالة للغرب بأنه يؤمن بالديمقراطية. ووزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي يطير إلى سيناء ويرتدي مع بدوها عباءة فوق بدلته الزيتية. رئيس الحكومة هشام قنديل يستقبل مسؤولا في الصندوق الدولي من أجل إقناعه بالحصول على قرض بنحو خمسة مليارات دولار، بعد أن فرض قوانين اشتراكية قديمة بمنع المصري من السفر بأكثر من عشرة آلاف دولار ومنع السائح…
الثلاثاء ٠٨ يناير ٢٠١٣
في تلك اللحظات الحاسمة تشعر بأنك (يوسين بوليت) .. ثلاثون متراً في الثانية .. تجري وأنت تسابق الريح .. تكاد تسمع دقات قلبك بوضوح .. تحس بأن معدتك تكاد تخرج .. تتجاوز الخطوط بانتظام وتقفز فوق علب الكلينيكس .. الوقت يمر .. تصل إلى ذلك الخط تعدل من وقفتك وقبل أن تدخل معهم .. تسمع بوضوح ما يُفشل ما كنت تسعى للحاق به : (سمع الله لمن حمده) !! فاتك الركوع مرة أخرى !! في أحيان كثيرة تحس بأن (المطوع) يتعمد إغاظتك .. فعلى الرغم من أنك طوال تلك المسافة الممتدة من باب المسجد إلى سطر الصلاة تحاول إحداث أصوات تشير بوضوح بأنك ترغب اللحاق بالركعة إلا أنه (يطنش) .. لدى إخواننا المصريين عبارة جميلة يقولونها في مثل هذه الحالات حيث يقول المصلي بمجرد دخوله باب المسجد ورؤيته للمصلين راكعين (إن الله مع الصابرين) فيصبر عليه الإمام .. إلا أنك هنا لن تستطيع القيام بذلك فأولاً سيرجمك بعض المصلين لأنك…
الثلاثاء ٠٨ يناير ٢٠١٣
وبالأمس وما قبله كتبت شواهد اختراق حركة الإخوان المسلمين لبنية التعليم العام والجامعي، على التوالي. ولأن الحقائق تتطلب البرهان فسأكتب اليوم قصة الأنموذج (الشاهد). في البواكير الأولى لمطلع الثمانينات من القرن الماضي تم إلزام الجامعات السعودية كافة بتدريس طلابها كافة أربعة مقررات في مادة الثقافة الإسلامية كمتطلبات جامعية أساسية لبرنامج الدراسة. ومنذ ربع قرن مازال عشرات الآلاف من الطلاب يدرسون كتاب (النظام السياسي في الإسلام) للرمز الإخواني الشهير، محمد سليم العوا، وهو ذات الكتاب الذي درسته في الجامعة ومازال ولدي يدرسه الآن بأسماء مختلفة ولكن بذات التفاصيل المدهشة. كتاب (الطبيب) محمد العوا، ليس إلا اختصاراً مكثفاً لأفكار سيد قطب عن الحاكمية في الإسلام وموقف المجتمع من الحاكم، في اختراق بالغ الذكاء لنسف تربية المجتمع المستقبل عن مواقف السلفية التقليدية عن الحاكم وأصول الحكم. المقرر التالي كان أيضاً للقطب الإخواني الراحل، محمد أحمد العسال تحت العنوان الصريح (الإسلام وبناء المجتمع). والمقرر برمته تكثيف هائل لرسالة مؤسس الحركة، حسن البنا، عن المجتمع…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
الثلاثاء ٠٨ يناير ٢٠١٣
شهدت بداية القرن الماضي الثورة الصناعية الثانية، وأساسها الإنتاج المتكرر، وأنا هنا أحاول أن أترجم مصطلح Mass Production الذي يعني إنتاج نفس القطعة آلاف المرات، وبنفس المواصفات في مصنع واحد، هذا النوع من الإنتاج فتح علوم التسويق والبيع والتمويل والتوزيع، وخلق وظائف وشركات، لقد غيّر طبيعة التجارة والتاريخ الإنساني للأبد. وبالتالي كان كبار الموظفين، وتحديداً الرؤساء التنفيذيين هم القادمون من إدارة الإنتاج، ومن خلفية صناعية أو هندسية ممن ساهم في تطوير المنتج، في تلك الفترة كانت المنافسة قليلة، وبالتالي كان هدف الرئيس هو التخطيط لزيادة الإنتاج، طالما أن هناك مستهلكين ينتظرون في الطابور شراء المنتج، هذه الحالة باتت نادرة في زماننا، ولم تتكرر إلا في حالات قليلة، أذكر منها هواتف «الأي فون»، حينما كان العملاء يبيتون أمام المتجر، انتظاراً لوصولها، أذكر أيضا أجهزة اللعب «وي» الشهيرة، التي أنتجتها شركة الألعاب اليابانية نينتندو، وقد كان الزبائن يدفعون قيمتها مسبقاً، وينتظرون دورهم لاستلام جهازهم. بعد الحرب الثانية، وفي أمريكا تحديداً، شهدت الشركات…
الإثنين ٠٧ يناير ٢٠١٣
في تونس تعاطف الشعب مع الجامعي الفقير بائع الخضراوات محمد البوعزيزي، فخرج الناس الى الشوارع ينددون بالظلم الذي تعرض له على يد ضابطة شرطة مجهولة في شارع صغير في مدينة مغمورة في وسط تونس. لكن هذا التعاطف لم يلبث أن تحول إلى غضبة شعبية في عموم تونس، ومن ثمّ ثورة وطنية تقف على قاعدة نصرة البوعزيزي، لكنها تستند بشكل أساسي إلى حاجة الناس إلى التعبير عن رفضهم للفقر والبطالة والإقصاء والتهميش. وفي القاهرة، استخدم المصريون حالة خالد سعيد، الشاب ضحية الأمن المركزي، لتشغيل محركات المحاكاة مع الثورة التونسية للتعبير عن أوضاعهم الاقتصادية السيئة التي لم تعد تحتمل. وفي سورية، ثار أهالي درعا على ممثل الرئيس بشار الأسد في المدينة، لأنه سجن عدداً من أطفالهم بسبب كتابتهم شعارات ثورية على جدران حيهم، لكن الشعب المقهور والمهمّش والفقير والمقموع في عموم سورية وجدها فرصة سانحة للتعبير عن سخطه على طريقة إدارة الحكم التي أوصلته إلى هذه المآلات. وفي ليبيا، استحضر بعض البنغازيين…
الإثنين ٠٧ يناير ٢٠١٣
تبرز في أميركا اللاتينية نماذج لشخصيات «كاريزمية» تستحق تأمل سيرها، بعد تحقيقها نجاحات شعبية واسعة عبر الانحياز للمواطن، وتبني القيم الديموقراطية، وتعزيز المشاركة الشعبية، ومحاربة الفساد والمحسوبيات، والاندماج مع الحركات الوطنية الأخرى. قبل أيام قليلة قرأت مقالة رائعة، للكاتب العراقي كاظم فنجان الحمامي بعنوان: «رئيس الفقراء يحكم الأورغواي»، عدّد فيها خصال هذا الرئيس وتواضعه وزهده وبساطته وتقشفه وقربه من الناس. فيها: وُلد خوسيه موخيكا (77 عاماً)، فقيراً معدماً، ونشأ وترعرع في القرى البائسة، حتى صار أميراً للصعاليك والمشردين، وظل يقف مع الفقراء والمعوزين ويناضل ويقدم التضحيات من أجلهم. عارضَ ظلمَ السلطات الأرستقراطية «المستبدة» في بلاده، وبقي في السجن في زنزانة انفرادية أكثر من عشرة أعوام. وفي عام 2010 أصبح موخيكا رئيساً دستورياً لحكومة الأورغواي، واعتُبر أول رئيس يقف في شرفات الرئاسة ليؤدي القسم الدستوري بملابسه الحَقْلية المتواضعة. رفض خوسيه مغادرة منزله المتواضع، والتخلي عن سيارته القديمة جداً، واكتفى من الراتب الرئاسي بمبلغ 1250 دولاراً، وتنازل عن 90 في المئة منه،…
الإثنين ٠٧ يناير ٢٠١٣
زاد في الآونة الأخيرة تعصبنا الكروي وتجاوز الحد، بل وصار يوقع الكراهية بين الأصدقاء والإخوان وأفراد العائلة، بل صار يوشك أن يقسم المجتمع فئوياً حتى صار هناك تحاب في الهلال والنصر والاتحاد والأهلي، وعلى النقيض كراهية مقابلة، فإن لم تكن معي فأنت ضدي. والأكيد أن العرب شعوب عاطفية وتغلب عليها الحماسة، وهي تحول ترفيهها إلى معركة فيها فائز ومهزوم، فهم لم يتربوا على تقبل الهزيمة وأنها من شروط الحياة، فإن لم تعمل لم تخطئ، كما أنك لن تكسب إلى الأبد، ولن تخسر طبعاً إلى الأبد، وكان لا بد من تدريبهم وتعليمهم أن الخسارة حق مكتسب مثلها مثل الفوز الذي يأتي ويذهب. وهذا الكلام نعرفه في دواخلنا لكننا لا نرضاه ولا نقبله. نريد فوزاً دائماً لنا وهزيمة دائمة لخصمنا، وهذا لا ينسجم مع الطبيعة ولا مع الأقدار، ولا مع الحظ.. القضية منعكسة على مستوى تقدم المجتمع. انظر للعالم الغربي كيف يذهب المشجع مع رفيقه أو رفيقته والوالد مع ولده، وكل منهما…
الإثنين ٠٧ يناير ٢٠١٣
الميزانية الجديدة التي أعلنت عنها وزارة المالية في مطلع العام الميلادي الجديد 2013م لا جديد فيها يميزها جوهرياً واستراتيجياً عن سابقاتها إلا أنها أكبر في إيراداتها ونفقاتها عن العام الذي سبقها. وكانت الميزانية التي سبقتها هي الأخرى أكبر من سابقتها وهكذا دواليك فأين الجديد في الأمر؟ وأين هذه الخيرات التي انشقت عنها السماء وهبطت على كل بيت وقرية؟ زيادة الإنفاق لا تعني بالضرورة خيراً فقد يكون في بعض الإنفاق خسارة ووبال على الاقتصاد، كما أن الزيادة في الإنفاق قد تذهب إلى جيوب امتلأت سابقاً من فيض ميزانيات سابقة. وقد تبقي جيوب خارج مواقع هطول أمطار الإنفاق وهي في أمس الحاجة إليها أو أنها الأفضل في تعظيم العائد الاقتصادي من الإنفاق الحكومي. زبدة الموضوع أن الزيادة في الإنفاق، وهو رأس كليب الذي أتت به الميزانية، ليست هي الأهم بل الأهم في نظري يتمثل فيما يلي: 1- من أين جاءت هذه الأموال (إيرادات الميزانية) التي ستمول هذا الإنفاق العظيم في حجمه؟ 2-…
الإثنين ٠٧ يناير ٢٠١٣
تبدأ النقطة الجوهرية الفاصلة للاختراق الحركي للإخوان المسلمين في البنية الفكرية في السعودية بالتحديد مع مخرجات الطفرة الأولى نهاية السبعينات. شهدت تلك المرحلة توسعاً نوعياً وكمياً في بنية التعليم الجامعي، وهو ما خلق فرصة هائلة لأن تتنفس الحركة في فضاء جديد مفتوح تخرج به من عنق الزجاجة في بلدانها الأصل وخصوصاً مصر وسورية. ذروة الخروج إلى الفضاء الجديد جاءت بعد مجزرة حماة الوحشية البشعة، وبعيد حملات التضييق الواسعة فيما عرف باسم تطهير (مراكز القوى) في زمن السادات. جاءت هذه الحركة بكثافة إلى مجتمع بريء لم يكن في حساباته الظن بأن في (الدين) عشرات الفصائل المختلفة التي تشرذمه إلى غطاءاتها وأجنداتها السياسية. احتاجت الطفرة في جسد التعليم الجامعي إلى آلاف الخبراء والأساتذة، وبالطبع، كان الوقود التلقائي لابد أن يأتي من ذات المنجم، وخذ هذين المثالين: التوسع المحلي الهائل في كليات التعليم الديني لم يكن إلا مزيجاً لتدريس كتب وأدبيات رموز حركة الإخوان المسلمين. هنا حدثت أول حالة (انفصام) فكرية لآلاف الطلاب…
الأحد ٠٦ يناير ٢٠١٣
على صفحة كاملة، ومن أجرأ ما قرأت خلال العام الأخير، فتح قينان الغامدي بالأمس كل الأسئلة المشرعة في وجه التقية السياسية لمشروع حركة الإخوان المسلمين في الخليج، وفي السعودية تحديداً؛ بوصفها الكعكة الأغلى الأعلى في تاريخ هذه الحركة. سأبدأ مباشرة من حيث ترك قينان الغامدي نهاية أسئلته المشرعة. من المعقل ومن البذرة التي نمت تحت (التوقيع) وتحت السمع والبصر. في مدخل سبعينات القرن الماضي كان نجم (النجم) الإخواني، كمال الهلباوي، يصعد مخترقاً فضاءات رموز الحركة الكبار، ومثيراً بوهجه وأدواته الفكرية على مأمون الهضيبي وعمر التلمساني، وكان بلا جدال، أبرز الأسماء التي تحتاجها تلك المرحلة للكرسي الأعلى في منصب مرشد الحركة. وفجأة، وخارج السائد المألوف تكتشف انتقال كمال الهلباوي إلى الرياض مغروساً في قلب نظام التربية والتعليم مستشاراً أساسياً لبناء المناهج المدرسية، وعضواً باللجنة الصغيرة الخاصة بانتداب واختيار كوادر التعليم الإدارية في مفاصل الوزارة ومناطق اختصاصها الجغرافية المختلفة. لجنة كمال الهلباوي هي نفسها من وضعت في نهاية ذات السبعينات خرائط النشاط…
الأحد ٠٦ يناير ٢٠١٣
عندما سئل نوري المالكي، رئيس الوزراء، عندما خرجت مظاهرة احتجاجية ضده في بغداد العام الماضي، أجاب: «نحن في العراق من بدأنا الربيع العربي». ويذكرنا ذلك بما قاله بشار الأسد لصحيفة «وول ستريت» قبل أسابيع من بداية الثورة السورية: «نحن لا نخشى من ربيع في سوريا لأننا جبهة الممانعة ضد العدو الإسرائيلي». لا العراق بدأ ربيعا، ولا بشار ممانعة، ولا يهم حتى لو كان الرأيان صحيحين.. السؤال: ما الذي يظنه الناس هناك؟ المالكي همه الوحيد البقاء في الحكم، لكنه يواجه جملة أزمات؛ أولاها أن هذه رئاسته الثانية والأخيرة، وقد سعى لتعديل الدستور للسماح لنفسه برئاسة ثالثة ولم يفلح بعد، وقد لا يكمل رئاسته الحالية، لهذا يسعى الآن لمخرج مختلف مثل حل البرلمان قبل أن يصوت ضده، ويجري انتخابات قبل موعدها. اليوم الأحد قد يكون بداية المعركة الأولى، فالمالكي الذي فشل في جمع أصوات كافية في الانتخابات تم تنصيبه ضمن ائتلاف فأعطته الأحزاب الشيعية أصواتها والأكراد السُنة أيضا. هذه الخريطة تغيرت تحالفاتها،…