آراء
الجمعة ٢٢ فبراير ٢٠١٣
سأكتب اليوم، بلغة واضحة، أن كثيراً من المشاريع الحكومية التنموية تحولت مع الفساد والتسويف إلى ما يهدف (استفزاز) المواطن لا إلى خدمته. الوصلة القصيرة بألفي متر في نهاية الطريق الدولي المزدوج تنام منذ عامين لتشويه صورة المنجز، فيما المقاول يكتفي بوضع بعض معداته المتهالكة على المشروع لاستفزاز المواطن. لماذا تحتاج وصلة قصيرة إلى العام الثالث. الكوبري الطائر على حزام المدينة يدخل العام الثاني، وهو منذ عامين، لا يحتاج سوى أربعة أعمدة لاستكمال المشروع. ماسورة الماء على جدران منازل الحي تدخل عامها الثالث وقد أكلها الصدأ بلا تبرير إلا استفزاز المواطن الذي يقف (الفساد) الواضح شاهداً على جدار منزله. الحديقة الوهمية على أطراف المدينة لا زالت على أطلال الحفر والردم منذ عامين رغم المبلغ المرصود، لتتحول هذه العشرات من الملايين إلى مجرد حراثة نائمة في قلب المشروع منذ سنة. والخلاصة أن هناك (مؤامرة) كبرى لقتل هذا الوطن في عيون مواطنيه. المؤامرة التي أتحدث عنها هي أن تجعل من أي مشروع تنموي كابوساً وعثرة طريق في عيون المواطن. وعلى مشارف الخمسين، انتظرت وطني خمسين سنة كاملة دون أن ألمس منه خراج هذه الأوهام رغم أن وطني يدفع هذه الملايين بلا حساب أو منة فمن السبب؟ انتظرت وطني خمسين سنة كي أدخل قاعة الجامعة التي وقعوا عقدها منذ ثماني سنين ولا تزال (عظماً)…
آراء
الخميس ٢١ فبراير ٢٠١٣
طبعا كنت أتمنى أن تخصص نصف مقاعد الشورى السعودي للتصويت، مع أنني أتوقع أن من سيأتي لن يكون أكثر كفاءة ممن تم تعيينه، إنما هي مسألة انطباعات وقناعات. ففي العمل السياسي نعرف أنه ليس بالضرورة الأكثر تأهيلا هو أكثر حظا في الفوز، وإلا لاستبدلت بالانتخابات امتحانات دراسية وثقافية. طبعا، لا بد أن نفرق بين الشورى والبرلمان، فالأول استشاري والثاني تمثيلي، الأول ينصح والثاني يقرر، الأول يكمل والثاني يوازن، وهكذا. وعند الحديث عن الممارسات الديمقراطية في المجتمعات لا بد من الإقرار بوجود مشاكل بنيوية في العالم النامي، وتحديدا العالم العربي. سواء هياكل الأنظمة السياسية أو المجتمعية، والثقافة المحلية. وكم بدا غريبا ترى في لندن صورة معلقة لوفد برلماني عراقي منتخب كان في زيارة لبرلمان ويستمنستر في مطلع الخمسينات. والأكثر غرابة أن البرلمان العراقي بدأ قبل كثير من دول العالم في التاريخ المعاصر، فقد أسس منذ تسعين عاما. طبعا تجربة اليوم تبرهن أن البرلمان الذي أسسه البريطانيون ومارسه العراقيون قبل قرن كان أفضل من برلمان اليوم الذي أسسه الأميركيون. وتاريخ السودان ومصر وسوريا مشابه للعراق، ففي زمنه أقام المستعمر مؤسسات برلمانية لكنها ما لبثت أن انهارت بمجرد خروجه، وحكمت البلدان أنظمة قمعية أنهت حتى الأنظمة الملكية التي تميزت بنظام سياسي جامع وإدارة معتدلة. وكلنا عشنا وشاهدنا إشكالات الانتقال السياسي في السنتين الماضيتين،…
آراء
الخميس ٢١ فبراير ٢٠١٣
أريد فعلاً أن أقوم بعمل دراسة جادة وميدانية لسبر أغوار نفسيات المتخاطبين عبر الوسائل التقنية الحديثة، ومعرفة السر في أن كم الإيجابية على «بلاك بيري ماسنجر» عالٍ جداً، بينما كم السلبية على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي عالٍ بدوره.. إذا جمعت بعض السعادة على «بي بي ماسنجر»، فستقوم مباشرة بصرفها في دقائق عدة على «تويتر».. دراسة ملحّة ومهمة صدقوني! ولكن لإتمام هذه الدراسة أحتاج إلى نوع من التمويل ربما سبعة ملايين درهم! هل هناك من يريد أن يرفع يديه؟ اتصالات؟ أدنوك؟ مبادلة؟ كافيتريا رجب؟ لا بأس الكل يتبرع هذه الأيام باتخاذ وضعية الصرصور الميت حينما يتعلق الأمر بدعم الباحثين ودراساتهم الميدانية.. لا بأس لنتحدث عن سبعمائة ألف فقط! ها! تويوتا؟ داماس؟ نادي الجزيرة؟ لا أحد! ربما يمكنني إكمال الدراسة بـ70 ألفاً صراحة.. يمكنني توفير بعض النفقات لن نستخدم الـ(z10) وسنكتفي بـ(بوفصمة).. هل من متبرع؟ 70 ألفاً فقط! صندوق الزواج! لولو سنتر! لا أحد! على كل حال سأعطي الخطوط العريضة للدراسة كـ«خدمة علم»! أولاً جماعة «بلاك بيري» لديهم ميزة الألف حرف، لذا فيمكن إرسال القصص والفكاهات والأمور المفرحة، خصوصاً أن أغلب الدعابات العربية ذات مقدمات طويلة على غرار.. مرة ثلاثة، واحد من العين، وواحد من دبا، وواحد من الغربية حصلوا مصباح.. إلى آخر الحكاية والجني الفاضي اللي ما عنده شغل إلا يسولف…
آراء
الخميس ٢١ فبراير ٢٠١٣
أن يشعر عدد من المثقفين بالإحباط بسبب نتائج انتخابات بعض الأندية الأدبية فذلك أمر طبيعي لتجربة في بداياتها، انطلقت مع وجود بعض الثغرات في لائحة الأندية الأدبية، خاصة فيما يتعلق بالعضوية ومن يحق له أن ينتخب، لذلك لا بد من انتظار فترة حتى تنضج التجربة ويصبح المثقفون والأدباء قادرين عبر جمعياتهم العمومية على اختيار أعضاء مجالس إدارات الأندية الأدبية، بحيث يكون التصويت لمن يخدم العمل الثقافي قبل أي شيء آخر. التكتلات ووجود حالات للشللية والاعتراض على النتائج أمور واردة الحدوث، ووجودها في العملية الديموقراطية لا يعني الفشل أو أن الأجواء غير مناسبة للانتخابات. وتبقى النقطة الإشكالية في رسوم العضوية التي يدفعها أعضاء الجمعيات العمومية في الأندية الأدبية، وهي مسألة تحتاج نقاشا وتقاطع آراء لحسمها، بعد معرفة إن كان لها فائدة أم هي مجرد دفع من غير مردود ما على العضو. ولأن الأندية الأدبية تقترب في عملها بشكل أو بآخر من اتحادات الكتاب في الدول العربية يمكن المقارنة بينهما بجزئية رسوم العضوية، فأعضاء اتحاد الكتاب في الدول العربية يدفعون رسوما سنوية للاتحادات، لكنهم بالمقابل ملزمون بالمشاركة في عدد معين من الأنشطة كحد أدنى داخل الدولة، والتعويضات المالية التي يتقاضاها عضو الاتحاد مقابل مشاركاته تزيد كثيرا عن رسوم العضوية. كذلك، وهي النقطة الأهم، حين يبلغ عضو الاتحاد سن التقاعد فإنه يتقاضى راتبا…
آراء
الخميس ٢١ فبراير ٢٠١٣
لن أتحدث هنا عن أسباب وخلفيات، وما يجب أن يتم نتيجة الفضيحة المدوية التي انفجرت مؤخرا وعرفت باسم ضحيتها البريئة (رهام)، التي نقل لها دم ملوث بفيروس الإيدز، ولن أتحدث عن التهالك الذي أصاب جسد وزارة الصحة وخدماتها المختلفة، كما أني لن أتحدث عن الوزير باعتباره طبيبا لا يشق له غبار، شهد له القاصي والداني بأنه من أفضل أطباء العالم في فصل التوائم السياميين. إلا أنني سأتحدث هنا ـ وبحكم التخصص ـ عن الفشل الذريع في تعاطي الوزارة مع "الفضيحة" إعلاميا وجماهيريا، فمستوى التهكم الذي وصل له الشارع السعودي في تعاطيه مع ردة فعل الوزير، عندما زار الطفلة المسكينة، وأهدى لها جهاز "آيباد" لهو الدليل القاطع على أن الوزير يتعامل مع الموضوع باعتباره طبيبا عطوفا وأبا ـ كما وصف نفسه تبريرا على تقديمه للهدية ـ لا باعتباره مسؤولا حكوميا يشغل منصبا حساسا في وزارة تتصل بالناس كبيرهم وصغيرهم، وأن من أهم واجباته في مثل هذه الظروف هو تبيان الحقائق للجمهور بشفافية. لقد فشلت وزارة الصحة فشلا واضحا في إدارتها للأزمة إعلاميا، وبالتالي فشلت في السيطرة على الموقف جماهيريا، مما أدى إلى تحول المأساة الإنسانية لطفلة بريئة إلى أقرب ما يكون بكوميديا سوداء، بطلتها وزارة فضلت تصدير البيانات الصحفية دون الاكتراث كثيرا بطبيعة محتوى تلك البيانات وتأثيرها على المتلقي. وعلى النقيض…
آراء
الخميس ٢١ فبراير ٢٠١٣
ذكرت وزارة الصحة في بيان لها صدر مؤخراً حول ملابسات قضية الطفلة "رهام الحكمي"، والتي نقل لها بالخطأ دم ملوث بفيروس مرض "الإيدز" في مستشفى جازان العام، أن ما حصل كان بسبب تهاون فردي بعدم الالتزام بتطبيق المعايير المعتمدة في بنوك الدم! وعليه تم إصدار عدة قرارات تتمثل في إعفاء بعض المسؤولين في مستشفى جازان، وتطبيق عقوبة الغرامة عليهم، بالإضافة إلى قرارات تتعلق بإجراءات تصحيحية لبنوك الدم في المنطقة. وبهذا التصريح فإن الوزارة تحاول فصل المسؤولية عن الشؤون الصحية بالمنطقة أولاً، وعن الوزارة ثانياً، وذلك من خلال تحديد المسؤولية الفردية على فني المختبر والمسؤولية المعنوية على المستشفى، وهؤلاء يعتبرون الحلقة الأضعف في مراكز القوى في الإدارة الصحية. هنا لا أنفي الخطأ الجسيم الذي ارتكبه فني المختبر، ولا أنفي مسؤولية المستشفى عن ذلك، فمن المعلوم أن المهن الصحية كغيرها من المهن لها قوانين ومعايير محددة يجب اتباعها، وفي حال مخالفتها تتم محاسبة الممارس الصحي سواء كان طبيباً أو فنياً، وهناك مسؤولية جزائية ومدنية إذا ارتكب أي خطأ طبي أدى إلى إلحاق الضرر بالمريض، ولكن أين هو الدور الرقابي والإشرافي والتنظيمي للشؤون الصحية والوزارة على المستشفيات وبنوك الدم؟ فالوزارة في تصريحها السابق لم توضح تفاصيل الخطأ الذي ارتكبه فني المختبر عند نقل الدم، ولم توضح ما هي المعايير التي خالفها، وإنما اكتفت…
آراء
الخميس ٢١ فبراير ٢٠١٣
لا داعي أن تشجعوا أبنائكم على القراءة، ففي بحث أجري في الغرب، من قبل الصندوق الوطني لمحو الأمية، وهو صندوق خيرى معني لزيادة الوعي لأهمية محو الأمية، لوحظ تصاعد مشاعر الإحراج من القراءة من قبل الأطفال والمراهقين، وتقول الدراسة أن خمس الأطفال والمراهقين، الذين أجريت لهم المقابلات، أفادوا أنهم يشعرون بالإحراج، إذا رآهم أصدقائهم وهم ممسكون بكتاب، كما أفادت الدراسة، أن 33% فقط من الشباب يعتبرون القراءة أمر عصري "كول" وتلك النسبة تنخفض إلى 14% وسط المراهقين في ما بين سن 14 و15 سنة. مما يعني أن عدد القراء في الأجيال الغربية الجديدة، آخذ في الانخفاض، وبذلك وبعد مضي عدة سنين، ستتشابه المجتمعات العربية والغربية في عدم قراءتها، وسنخرج نحن العرب من دائرة أمة لا تقرأ. غير أن الواقع يقول عكس ذلك تماماً، سواء عندنا أم عندهم، إذ أن الملاحظ حولنا وأينما وجهنا وجوهنا، هو ارتفاع نسبة قراء وسائل التواصل الاجتماعي، وأن الذين يتبادلون الأحاديث مع بعضهم البعض، سواء وجهاً لوجه، أو عبر الهاتف، هم بعض من بقايا الجيل القديم، الذين ما زالوا متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم الصوتية، أو كبار السن "الطيبين"، بينما الجيل الجديد، فأغلبه إن لم يكن جميعهم، لا يتبادلون الأحاديث مع بعضهم، وإنما يتواصلون، بالرسائل المكتوبة عبر أجهزتهم " بلاك بيري مسنجر، الواتس اب .. الخ". وهذا يعطينا…
آراء
الخميس ٢١ فبراير ٢٠١٣
لا أجد مبرراً في أن يتجاهل بعض المسؤولين العاملين في مختلف الجهات الحكومية والخاصة رسائل البريد الإلكتروني، دون أن يعتذروا لإنشغالهم أو تواجدهم بعيداً عن مهام أعمالهم أو أن يرُدوا برسالة بريدية إلكترونية ولو بعد حين، حتى وإن لم يأتوا بنبأٍ مُبين. لعلي هنا أتلمس جراح البعض من الزميلات والزملاء العاملين في بلاط صاحبة الجلالة وكذلك أصحاب الشأن الراغبين في التواصل الإلكتروني مع المسؤولين لطرح إحتياجاتهم من بُلدان ما وراء البحار والأنهار، لعلي أتلمس جراحهم حينما أناشد المسؤولين في دول مجلس التعاون الخليجي وذوي الوعي من المسؤولين والإداريين والتنفيذيين لبذل الجهود الداعية إلى توثيق الإتصال عبر البريد الإلكتروني وتأصيل اللغة الإلكترونية والإتصال (بِـ و فيـ) حكوماتهم. عندما ذكرت "تأصيل اللغة الإلكترونية"، عادت بي الذاكرة لروايات جيل الأجداد "حيث لا بريد إلكتروني حين ذاك" بينما نجد هناك مكامن للأصالة، إذ يأتيك الرّد ولو بعد حين.. لم يكن لديهم وسائل إتصال حديثة بل إمتازوا بالأصالة في التواصل بينهم البين ، فلم نسمع بنصف حكاية أو نصف رواية أو نصف تجربة مرّوا بها ولو كانت قاسية، بل سمعنا التفاصيل وتفاصيل التفاصيل فـ لكل فعل ردّة فعل و لكل رواية حكاية ثمينة ونهاية أثمن. بينما نسمع "أحياناً" برسائل البريد الإلكتروني ولا نستمع للرّد عليها أو تأصيلها. قرَّر مجلس الوزراء البحريني إنشاء هيئة عليا للإعلام…
آراء
الأربعاء ٢٠ فبراير ٢٠١٣
يمكن القول ان إيران كانت اكثر الدول اهتماما بالثورة التونسية وسرعة سقوط الرئيس التونسي في 14 يناير 2011م وذلك لعده أسباب موضوعية وذاتية أهمها ان الثورة التونسية فتحت عدة ابواب امام ايران بدلا من الباب الواحد السابق والذي كان يتمثل في الباب الرسمي. كما ان احد اسباب الابتهاج الايراني هو ان السياسة الإيرانية ومنذ 1979م جعلت مبدأ تصدير الثورة هدفا حيويا ومصيريا سواء على البعد العقائدي أو البعد المتعلق بمصلحة النظام ووضع له إستراتيجية خاصة لها ، وسياسات تستند إلى امكانات وطاقات لتنفيذها ،وبالتالي أصبح تصدير الثورة وسيلة وغاية لكسب المناصرين لإيران ومواجهة التحديات الخارجية وإضفاء الشرعية عليها ، فطالما آمنت إيران بأن حدود الدولة الإسلامية تتجاوز حدودها السياسية كدولة قومية. كان اول موقف رسمي تجاه الاحداث في تونس تصريح الناطق الرسمي باسم الخارجية الإيرانية بقوله «ما يهمّنا جميعا هو تحقّق إرادة الشعب التونسي في أحسن الظروف على اعتبار أنّ تونس يمكنها أن تؤدّي دورا هاما في العالم الإسلامي مستقبلا» تلاه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بتعليقه « اسقط الشعب التونسي الديكتاتورية بشعارات إسلامية مطالبة بالعدالة « ، وفي 4 من فبراير 2011، قال مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية في خطبة الجمعة «إن المحرك الأساس للثورة التونسية هو إحساس الناس الشديد بالظلم وبالإهانة وليس ما يروّجه البعض انها تعود لأسباب اقتصاديه…
آراء
الأربعاء ٢٠ فبراير ٢٠١٣
حين قام الوزير الأول آنذاك زين العابدين بن علي بانقلاب أبيض على بورقيبة، فيما عرف بحركة السابع من نوفمبر 1987 في تونس، كان طبيعيا أن تنتقل الصلاحيات الرئاسية إلى الرئيس الجديد (بن علي) تحديا لأحكام المادة 57 من الدستور التونسي التي تنص على انتقال السلطة «عند شغور منصب رئيس الجمهورية لوفاة أو لاستقالة أو عجز تام يتولى فورا رئيس مجلس النواب مهام رئاسة الدولة بصفة مؤقتة..». ولكن على الرغم من هذا التحدي للدستور، كان المناخ إيجابيا لا سيما بعد البيان التاريخي الذي وعد بانفتاح ديمقراطي، وعفو سياسي عن المعارضين في السجون والمنافي. حركة «الاتجاه الإسلامي» - أو النهضة كما باتت تعرف - كانت من أبرز المستفيدين حيث خرج الكثير من كوادرها من المعتقلات، أو عادوا من الخارج. بدت آثار العهد الجديد واضحة، فقد بدأ التلفزيون والإذاعة الرسميان بنقل الأذان للصلاة في أوقاتها، وبث تسجيل لخطبة الجمعة. بيد أن التغيير الأهم تمثل في الإعلان عن صدور قرار لفتح المجال السياسي أمام الأحزاب والتجمعات السياسية - لا سيما الإسلامي منها - لمزاولة نشاطها المحظور أو التأسيس لأخرى جديدة. في حينها أجرت مجلة «المجلة» حوارا مع القيادي الشاب في حركة الاتجاه، المهندس حمادي الجبالي، والذي كان عاد للتو من المنفى - أو توارى في أطراف البلد كما يروي البعض - بعد صدور حكم…
آراء
الأربعاء ٢٠ فبراير ٢٠١٣
إذا كانت الأمم المتحدة تعلن أنه « لا يمكن لدولة صدّ الارهاب وحدها»، كما بدا في رأس الصفحة الأولى لهذه الصحيفة أول من أمس الإثنين، فإني سأعلن بالمثل: ولا يمكن لجماعة صنع الارهاب وحدها! الارهاب هو وباء هذا العصر، لاشك. لكن مثلما أنه لا يتم تحميل مسؤولية الأوبئة التي تفتك بصحة الانسان على فيروس أو بكتيريا فقط بمعزل عن البيئة والظروف التي هيأت لهذا الميكروب النمو والانتشار، يجب أيضاً النظر إلى وباء الارهاب بالمنظار التشخيصي نفسه. والاستمرار في إشاعة الفكرة المبنية على أن الارهاب يقف خلفه وتصنعه جماعات وحركات متطرفة، هو غفلة أو تغافل عن رؤية الصورة الكاملة للحدث. فالجماعات المتطرفة كانت موجودة طوال التاريخ... من كل الديانات وكافة الشعوب. لكن الارهاب بشكله الاحترافي الذي نراه الآن لم يكن مرافقاً لتلك الجماعات، ليس هذا بسبب نشوء التسهيلات التقنية كما قد نظن، بل بسبب نشوء ما يمكن تسميته صناعة الارهاب. الإرهاب ليس حكراً على تكوين اجتماعي واحد، فهناك إرهاب دول وإرهاب جماعات وإرهاب أفراد. والمستفيدون من الإرهاب ليسوا فقط زعماء الجماعات المتطرفة وهواة العنف، بل هناك قائمة طويلة من المنتفعين من تجار الأسلحة وشركات التأمين ومقاولي التجهيزات الاحترازية (كأجهزة الكشف والحواجز الخرسانية وغيرها). هذه القائمة النفعية/الانتهازية هل ستسعدها الجهود الانسانية النبيلة لوقف الارهاب؟! وهل أخذت الأمم المتحدة في حسبانها، عند جهود…
آراء
الثلاثاء ١٩ فبراير ٢٠١٣
دفعت قبل قليل 1300 ريال، هي قيمة ثلاث مخالفات سُجِّلت عليَّ من قبل نظام ساهر المروري، ضياع المال في غير عائد يولّد شعوراً بالمرارة، خاصة تجاه 500 ريال ذهبت نظير مخالفة قطع إشارة مرور، وأنا متأكد أنني لا أقطع إشارة مرور، وقد حاولت معرفة متى وأين حصل ذلك من خلال موقع وزارة الداخلية، فأفادني أنه لا توجد مخالفة بهذا الرقم، رغم أنني سدّدتها بنفس الرقم، بإمكاني أن أتظلم فثمة آلية لذلك، ولكن أنَّى لي أن أغادر البحرين، حيث أعيش، وأذهب إلى إدارة مرور لا أعرف أين هي في الرياض؟ ثم إنني متأكد أنها قضية خاسرة، ذلك أنني قد دفعت سلفاً على طريقة «ادفع ثم اشتكي». توجد لديّ مخالفتا تجاوز سرعة أُقر بهما، وقد وجدتهما تحديداً وتفصيلاً في موقع الوزارة على الشبكة، على عكس مخالفة قطع الإشارة، فلقد تعبت وأنا أقول للسائق لا تسرع خلال رحلة الأسبوع الماضي من الرياض إلى الدمام، فيرد علي «بابا.. لا تخاف، أنا أعرف ساهر فين» حتى صدمنا فلاش جاء من على يسار السيارة، فقال السائق بغضب: «هذا جديد.. ساهر دوماً سيارات على يمين الطريق بينما هذا ماكينة»، قالها كأنما خدعته كاميرات ساهر وخرجت على قواعد متفق عليها، وصلت الدمام معتقداً أن ساهر أصابنا في مقتل مرة واحدة بينما نجح سائقي في «ختل» بقية وحداته المنتشرة…