عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

بين الطائر والعنب!

آراء

أريد فعلاً أن أقوم بعمل دراسة جادة وميدانية لسبر أغوار نفسيات المتخاطبين عبر الوسائل التقنية الحديثة، ومعرفة السر في أن كم الإيجابية على «بلاك بيري ماسنجر» عالٍ جداً، بينما كم السلبية على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي عالٍ بدوره.. إذا جمعت بعض السعادة على «بي بي ماسنجر»، فستقوم مباشرة بصرفها في دقائق عدة على «تويتر».. دراسة ملحّة ومهمة صدقوني!

ولكن لإتمام هذه الدراسة أحتاج إلى نوع من التمويل ربما سبعة ملايين درهم! هل هناك من يريد أن يرفع يديه؟ اتصالات؟ أدنوك؟ مبادلة؟ كافيتريا رجب؟ لا بأس الكل يتبرع هذه الأيام باتخاذ وضعية الصرصور الميت حينما يتعلق الأمر بدعم الباحثين ودراساتهم الميدانية.. لا بأس لنتحدث عن سبعمائة ألف فقط! ها! تويوتا؟ داماس؟ نادي الجزيرة؟ لا أحد! ربما يمكنني إكمال الدراسة بـ‬70 ألفاً صراحة.. يمكنني توفير بعض النفقات لن نستخدم الـ(z10) وسنكتفي بـ(بوفصمة).. هل من متبرع؟ ‬70 ألفاً فقط! صندوق الزواج! لولو سنتر! لا أحد! على كل حال سأعطي الخطوط العريضة للدراسة كـ«خدمة علم»!

أولاً جماعة «بلاك بيري» لديهم ميزة الألف حرف، لذا فيمكن إرسال القصص والفكاهات والأمور المفرحة، خصوصاً أن أغلب الدعابات العربية ذات مقدمات طويلة على غرار.. مرة ثلاثة، واحد من العين، وواحد من دبا، وواحد من الغربية حصلوا مصباح.. إلى آخر الحكاية والجني الفاضي اللي ما عنده شغل إلا يسولف معاهم.. أريد أن أرى وجه من سيبقى إذا رأى جنياً ذات يوم.. ولكنه قانون النكات.. بينما «تويتر» سخيف ولا يسمح بهذا الترف، لذا فهو يصلح للمسبات فقط، خصوصاً أن أشهر مسبة، في هذه الأيام لديها عدد حروف أقل من أصابع رجل الدجاجة.

ثانياً في «بلاك بيري» هناك تلك الرموز المفرحة للرجل الذي يركب خيله، وهو يرجوكم لكي لا تحذفونه، وذلك الوجه الخجول.. والسكير الشهير صاحب عبارة «صب»! بينما يكفي «تويتر» وضع وجوه عدة لكي «يلبق» عداد الأحرف إلى اللون الأحمر.

المزاج العام في «تويتر» سلبي وعصبي ويميل إلى الاحتكاك والضرايب، بينما هو على «بي بي» لطيف ومفعم بالحيوية والاصطباحات الجميلة.. ربما لأن الجميع يعرف من المقابل.. بينما أدب استخدام «الشخصيات المجهولة» هو علم لم يكتب بعد، فشعوبنا مقتنعة بأن ما لا يقوم به المرء باسمه ووجهه الصريحين لا يُحاسب عليه، لأن الله يحب الستر!

هل تذكرون قصيدة شوقي: «فقال هذا حصرم رأيته في حلب.. قال له القطف انطلق يا ثعلب ابن ثعلب.. طول لسان في الهوا وقصر في الذنب»، لو أنه عاش إلى اليوم لاستبدل الثعلب بعصفور أزرق غبي!

المصدر: الإمارات اليوم