آراء

آراء

الميرابي: نافذة الزمن الجميل!

الجمعة ٠٧ سبتمبر ٢٠١٢

استفتحت نهاري يوم أمس بمقال أخي عبدالرحيم الميرابي وقلت: يا فضيحتاه! هل كان لابد من ذكر أرقام السنوات وبمن سبق مَن في الجامعة؟ فضحتنا يا “والدنا” القدير! وإن كنت ستجادل: من يكبر سناً، فسأترك للقارئ الكريم أن يتمعن في “الصورة” ويحكم بنفسه. أما إن كانت الذاكرة هي معيار العمر فسأعترف لك أنك غلبتني بدليل أنني لا أذكر تلك القصة التي أوردتها عن رسالة الجامعة. أو لعلك فعلاً –بحكم السنين– قد “لخبطت” بيني وبين أستاذنا الدكتور ساعد العرابي الحارثي، رئيس تحرير “رسالة الجامعة” وقتها، فهو من كان يحق له إقرار الزوايا في الرسالة. أو لعل “أخاك”، صاحب هذه السطور، قد حاول جهده ولم يُفلح! المهم أن العمر يركض والذاكرة تشيخ لكن وفاء أمثالك لا يشيخ. ولئن كنا قد خسرنا “طول بالك” في ذلك الزمن الجميل فها نحن نحتفي بها ونتعلم منها اليوم. وفي إصرارك على كتابة هذه الزاوية منذ عقود درسٌ جميل. فما ماتت فكرة آمن بها صاحبها. وما من “حلم” جميل إلا وتحقق بالإصرار. ومنك –يا شيخنا الفاضل– نتعلم الدروس والحكمة. لكن لو كنت مكان رئيس تحرير “الشرق” لاشترطت قبل نشر زاويتك صورة أخرى يغلب فيها “السواد” على “البياض”، ملامح الشباب فيها ناصعة، فكيف لشاب في مقتبل الأربعين أن يوهم الناس بأنه أكبر سناً؟ أم أن “الشيب” ليس إلا حالة…

آراء

أريد ان أصبح طاغية

الجمعة ٠٧ سبتمبر ٢٠١٢

يرى سارتر ان وجود الإنسان سابق على ماهيته، وأنه لمعرفة شخصية الإنسان وأفكاره وسلوكه يجب أولاً ان نعرف ماهيته، وماهية الإنسان لا تعرف إلا بعد وجوده، لذلك فالإنسان يوجد أولاً ثم يكَوِن ويشكل نفسه بعد وجوده، بمحض إراداته الحرة، وأنه لا يمكن معرفة شخصية الإنسان إلا من خلال ما ينجزه وما يقوم به من أفعال أثناء وجوده التاريخي والفعلي. واذا اخذنا هذه النظرية بوجه الإعتبار، واسقطانها على الطغاة فإننا سنتوصل الى نتيجة مفادها ان الطغاة هم من شكلوا ماهيتهم على ما هي عليه، وأقصد بالطاغية في مقامي هذا كل فاسد وظالم وديكتاتور وصل للسلطة بطريقة ما، فإذا كان الإنسان مشروع مستقبلي، يعمل على تجاوز ذاته ووضعيته وواقعه بإستمرا من خلال إختياره لأفعاله بكل إرادة وحرية ومسؤولية، كما يرى سارتر، فإنه بذلك يكون الطاغية هو من اختار بملأ إرادته ان يصبح طاغية. لم يحلم بشار الأسد يوماً ان يتخرج طبيب عيون، ولم يتمنى القذافي في طفولته ان يقود ثورة، ولا حتى حلم نيرون ببناء روما، وإنما جميعهم حلموا وسعوا ان يكونوا طغاة، ولو فشل حلمهم لسبب ما فإنهم كانوا سيتحولون الى طغاة بطريقة اخرى، ربما تحولوا الى سفاحين يذبحون ضحايهم بدم بارد ثم يرقصون على جثثهم، أو ربما تبوئوا منصباً يخول لهم ممارسة طغيانهم، وأضعف الإيمان انهم كانوا سيطغون في أقرب…

آراء

واقع المؤسسات الاكاديمية

الخميس ٠٦ سبتمبر ٢٠١٢

واقع المؤسسات الاكاديمية :  المنافسة للتطوير من أجل البقاء التحديات التي واجهتها المؤسسات الاكاديمية خلال العقود المنصرمة رسخت الحاجة الماسة لتطوير بنيتها التنظيمية وبرامجها وكوادرها التعليمية ليس لذات التطوير بل من أجل البقاء والاستمرار، هذه التحديات بعبارة موجزة كانت ولا زالت وقودا لعصر جديد برزت ملامحه تظهر من خلال التنافس المحموم لاستقطاب الكفاءات واستثمارها لخلق بيئة اكاديمية دائمة التطوير، ومن خلال تبني البرامج التقنية المتطورة في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، وأخيرا من خلال بناء شراكات معرفية وتبادل علمي للخبرات فيما بين الجامعات ذاتها من جانب وبين برامج التمويل ومصادر الدعم المادي من قبل الشركات والحكومات الراعية للبحث العلمي من جانب آخر. ولعل أبرز هذه التحديات التي فرضت واقعا جديدا مارس ضغوطا متعددة على هذه المؤسسات ما يلي : -  الدور الفعال الذي لعبته المراكز والمؤسسات الربحية في اشعال الروح التنافسية لتقديم برامج وتخصصات ذات روح تفاعلية مع احتياجات سوق العمل ومتطلبات المرحلة المتسمة بالتغيير المستمر والسعي الحثيث للحصول أكبر قدر من الحصة السوقية - ليس الجانب المادي فحسب بل حتى البشري من خلال اختيار أفضل المدخلات لانتاج أبحاث ودراسات ذات جودة عالية-. -  النشاط الدؤوب لهيئات ومنظمات الاعتماد الاكاديمي في وضع شروط ومعايير دقيقة ومقاييس صارمة وإجراءات متكاملة لضمان جودة المؤسسات الاكاديمية ومتابعة تقويمها وصولا للاعتماد المؤسسي بشكل عام والاعتماد الاكاديمي للبرامج…

آراء

موسم «الهجرة» إلى طهران!

الخميس ٠٦ سبتمبر ٢٠١٢

فجأة توجهت البوصلة الخليجية شطر طهران. هرول الخليجيون والعرب والمستعربون سوية إلى إيران لحضور مؤتمر حركة عدم الانحياز، المنعقد في دولة لا تخجل من «الانحياز» إلى النظام المجرم في دمشق، والتشارك معه في قمع الشعب السوري. في طهران، حضرت الخطب الطويلة، وحُرّفت الكلمات، وهُوجم «الشيطان الأكبر»، ورُفعت شعارات تدعو إلى الاستقلال والعدالة من بلدان تنتهك فيها العدالة أكثر من غيرها، فيما حضر بعض المشاركين إلى طهران للتصوير، ولم يقل كلمة، وربما هدفه ترميم علاقات سياسية متأزمة مع الدولة الفارسية «المنحازة» لنظام الأسد، ومثل هؤلاء يعلمون أن ذلك يتعارض مع ميثاق حركة عدم الانحياز التي تأسست من أجل حصول الدول والشعوب على حريتها واستقلالها. وللأسف، في فلسطين وكالعادة «تهاوش» الأشقاء في «فتح» و«حماس» قُبيل المؤتمر بشأن من سيذهب إلى طهران محمود عباس أم إسماعيل هنية؟ ومن تلقى الدعوة أولاً أبو مازن أم هنية؟ ربما كانت مواقف دول المنطقة الأكثر وضوحاً تتمثل في أنقرة التي رفضت دعوة طهران في وقت باكر، كما أنها ليست عضواً في الحركة، لكن الموقف التركي يُؤكد أنها لم تعد تثق بإيران وحيلها! حجّ الغالبية إلى طهران بحجة حضور قمة عدم الانحياز الفاقدة للحياد، في وقت يُذبح فيه الشعب السوري، وتُنتهك كرامته وإنسانيته يومياً من دون أن يتكلف غالبية هؤلاء بشجب وإدانة ما يفعل النظام السوري، وكأن مهمتهم…

آراء

السخرية البابلية.. وجموح الحرية

الخميس ٠٦ سبتمبر ٢٠١٢

لم تنبع الكتابات الساخرة خلال "الربيع العربي" من فراغ، ففكرة الحرية تراود الإنسان منذ القديم، والمبدعون صبوا هواجسهم لتحريك الناس نحو مجتمعات مثالية تُحترم فيها الحقوق. ولو نبشنا التاريخ الحضاري لوجدنا مبدعا بابليا مجهولا يعد رائدا عبر نص رائع يعود إلى الألف الثانية قبل الميلاد، جاء على شكل حوار بين سيد وخادمه، يؤكد الرقي الأدبي لإنسان "الرافدين". فإسقاطاته الصالحة لكل زمان ومكان تجعلنا نشعر بأنه كُتب اليوم، وهي تنطبق على مسببات "الربيع العربي" وتضع الطغاة في مأزق بفضح تناقضاتهم، وكأني بالكاتب تحايل على القمع في زمنه، فلجأ للّعب على ثنائيات السلوك البشري عبر تأييد الأقوال المتضاربة لصاحب السلطة. فهو حين تحدث عن الفساد والأخلاق لدى طبقة السادة، كتب: ( أيها الخادم أصغ إليّ. ـ نعم سيدي، نعم. سأمارس أعمالاً غير مستقيمة. ـ افعل ذلك، افعل. فإنك إذا لم تأت أعمالاً غير مستقيمة، من أين لك بلباسك؟ كلا أيها الخادم، لن أمارس أعمالاً غير مستقيمة. ـ لا تمارس عملاً غير مستقيم، سيدي، لا تفعل ذلك. من يفعل ذلك إما أن يُقتل أو يُسلخ جلده. إما أن تُقتلع عيناه أو يُرمى في السجن.) وفي مقطع آخر، يتحدث عن المساواة والعدالة: ( أيها الخادم، أصغ إلي ـ نعم سيدي، نعم سأقوم بعمل صالح يخدم بلادي ـ افعل ذلك سيدي، افعل، لأن من يقدم…

آراء

اليمن: قبل فوات الأوان

الخميس ٠٦ سبتمبر ٢٠١٢

أفهم جيداً أسباب الإحباط في رؤية دول الخليج لليمن خاصة في جانب الدعم الاقتصادي. ثمة تردد خليجي في الإنفاق على مشروعات التنمية في اليمن، لأن الجانب اليمني –في السابق– لم يلتزم بشروط التعاون. بل إن بعضهم في اليمن وخارجه تمنى أن تتوقف دول الخليج عن ضخ الأموال في اليمن لأن أكثرها ينتهي في حسابات تخص مسؤولين يمنيين في بنوك عالمية. وكثير من الاستثمارات الخليجية في اليمن تعرضت لمشكلات بسبب غياب الأمن في كثير من مناطق اليمن. كل هذا وغيره مفهوم. لكن هذا لا يفترض أن يعمينا عن الخطر الأكبر في اليمن: إيران. فمثلما زرعت إيران فتنة في شمال اليمن فإنها اليوم تزرع فتنة جديدة في جنوبه. القيادة في إيران تدرك اليوم أن أيامها في سوريا معدودة. ووجودها القديم في لبنان سيتحول وبالاً عليها بمجرد سقوط بشار الأسد القريب. لهذا وجدت في اليمن ضالتها. فاليمن اليوم في أضعف حالاته. طبيعي جداً أن تستغل إيران الفرصة بزرع فتن جديدة على حدود السعودية. قلنا كثيراً إن اليمن عمق أمني واستراتيجي مهم لدول مجلس التعاون الخليجي. ومازالت الفرصة مواتية للاستثمار في اليمن سياسياً وتنموياً. بل إن من المصلحة القومية لدول الخليج أن ينضم اليمن اليوم وليس غداً لمنظومة دول مجلس التعاون الخليجي. وإذا كانت لإيران فرصة واحدة في اليمن فإن لدول مجلس التعاون ألف…

آراء

الساحر محمد بن راشد

الأربعاء ٠٥ سبتمبر ٢٠١٢

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي ليس شيخاً ولا أميراً ولا فارساً ولا شاعراً ولا اقتصادياً بارعاً، هو مزيج من كل هذا السحر. حينما قدمت دبي فندق «الجميرة بيتش» تلك الأيقونة المعمارية الباهرة توقعنا أن دبي ستقف عند هذا الفندق على الأقل خمسة عشر عاماً تبعاً لمقاييس النمو العمراني في المنطقة ولكن في غمرة الاحتفالات بهذا الصرح المعماري فاجأتنا دبي بوضع أساسات برج العرب تلك المعجزة المعمارية الأخرى ثم تلاها برج خليفة الإنجاز غير المسبوق الذي حطم أبراج شيكاغو وأبراج ماليزيا، ولا ننسى نافورة دبي التي أرسلت نافورة لاس فيجاس إلى متحف الآثار الفنية. حينما تُقدم دبي منتجع «أطلنطيس» الساحر عنا (حذفة عصا) فهي تريحنا وأطفالنا من عذابات قطع آلاف الأميال ومرور عديد من المطارات بإجراءات العبور المعقدة هذه الأيام، وحينما تُقدم كل هذه الإبداعات كل يوم فهي تقدم لنا درساً، مفاده أن كل شيء ممكن تحقيقه إذا صدقت النوايا وتضافرت الهمم. قدم محمد بن راشد كل عصارة خبرته الحضارية في كتابه العظيم «رؤيتي» الذي تطاول عليه الشامتون للأسف من بعض الخليجيين عندما تضررت دبي من الأزمة الاقتصادية في عام 2008م التي تضرر منها العالم كله وأجزاء كبيرة منه لم تنهض حتى الآن وأجزاء عظمى لن تنهض أبداً، حينها قال لهم محمد بن راشد هي كبوة وسينهض النمر…

آراء

ماذا سنفعل بتسعة تريليونات دولار؟

الأربعاء ٠٥ سبتمبر ٢٠١٢

من المتوقَع أن تصل الإيرادات النفَّطية لدول مجلس التعاون الخليجي خلال الاثنتي عشرة سنة القادمة، بأسعار البترول الحالية، أن تصل إلى حوالي تسعة تريليونات ( أي تسعة آلاف بليون) من الدولارات. نحن إذن أمام ثروة مستقبليًة متدفٍّقة هائلة تستلزم طرح أسئلة تحتاج إلى الإجابة عليها في الحاضر، وليس في المستقبل. ذلك أنه كما قال أحدهم في الماضي فانً خلف كل ثروة هائلة تكمن الكثير من الجرائم. والمطلوب هو منع وقوع تلك الجرائم والتي يتفنَّنُ البعض في ارتكابها حالياَ. السؤال الأول يتعلًّق بالوجهة التي ستتجه إليها فوائض تلك الثروة النفطية. إذا كان الجواب هو مايحدث في الواقع الحاضر فانَّ ذلك سيعني أن حوالي خمسين في المائة من تلك الفوائض، في شكل تدفَّقات مالية استثمارية خارجيَّة لدول المجلس، ستذهب إلى أسواق الولايات المتحدَّة الأمريكيَّة لتغطٍّي دفع ديونها ولتشغٍّل ماكنة صناعاتها ومؤسَّساتها المالية والخدمية ولتَنقص نسبة البطالة بين مواطنيها. أمَّا الإلتزامات القومية تجاه وطن وأمَّة العرب، وهما اللَّذان يستجديان القروض والاستثمارات الأجنبية ويتعرَضان لكل أنواع الإبتزاز الامبريالي، فلا مكان لها أو أن العطاء العربي الشحيح هو الآخر يقدّم بثمن إبتزازي يعرفه الجميع. السؤال الثاني المحوري يتعلَّق بنصيب مصالح الحياة العامة من تلك الثروة في مجتمعات دول مجلس التعاون. تحت هذا السؤال هناك عشرات التَّساؤلات الفرعية التي يطرحها المواطنون يومياً، ونحن مضطرُون أن ننتقي…

آراء

هل المرأة مواطن «ة»؟!

الأربعاء ٠٥ سبتمبر ٢٠١٢

أعلن بعض القضاة رفضهم قرار مجلس الشورى، الذي يقتضي أن تلتزم المرأة -خلال 15 سنة قادمة- باستصدار بطاقة مدنية تشير إلى هويتها القانونية في تعاملها مع مؤسسات الدولة التي تقتضيها المصلحة. وبحجة عدم جواز النظر في وجه المرأة أو وضع صورتها على البطاقة، يحرمون المرأة من حقها باحتسابها «مواطناً مستقلاًّ» يشمله التعداد، وتمتعها بهوية قانونية تحفظ بها حقوقها وتمنع سرقة أموالها وتزوير هويتها. كنت أظن أن قضاتنا سيساهمون بعلمهم الشرعي في التقليل من حدة الصراع بين المجتمع وبين مشروع تحديث الدولة وتنمية المجتمع، بشرط عدم تعارض هذه المشروعات مع الدين، مما يفتح أمام الناس مسارات واسعة للحفاظ على مصالحهم بدلاً من وقوفهم مع البسطاء من الناس والمتعنتين الذين يقلقهم أن يتركوا ما ألفوه، ويزيدون توجسهم من كل خطوة تغيير مهما كان هدفها. فهؤلاء القضاة يعرفون أكثر مني الموقف الفقهي الذي ورد في النووي عن القاضي عياض قوله: «إن المعاملة بالبيع والشراء مما يُستثنى في غض البصر عن وجه المرأة»، وقال ابن قدامة في المغني «قال أحمد: لا يشهد على امرأة، إلا أن يكون قد عرفها بعينها، وإنْ عامل امرأةً في بيع أو إجارة، فله النّظر إلى وجهها، ليَعلمها بعينها، فيرجع عليها بالدّرْك»، فإن كان هذا الموقف جائزاً بين متعاملين في تجارة بين امرأة ورجل، فهو أولى أمام قضاة يحكمون بين…

آراء

عايز فراولة يأخذ فراولة

الأربعاء ٠٥ سبتمبر ٢٠١٢

وأنا في ملكوت الله لفت اهتمامي صورة نشرتها وكالات الأخبار لخمسة رجال ملتحين متشابهين يرتدون حمالات وقمصاناً بيضاء وهم خارجون من محكمة أمريكية هذا الأسبوع، القضية التي تناقلتها الصحف أن امراة تُحاكم رئيس طائفتها الدينية التي تدعى الأميش على إجبارها على ممارسة الجنس، وأن رجل الدين هذا أخبرها أنها ستكون بذلك زوجة صالحة لزوجها كما فعل مع الآخريات. الأميش طائفة مسيحية أصولية تعدادها الآن ربع مليون نسمة هربت من أوروبا في القرن 16 إلى أمريكا، الطائفة متشددة وتدعو إلى البساطة في الحياة لذلك هي تحرم الكهرباء وقيادة النساء للسيارة والهواتف والنقود الورقية والتصوير والسينما والكحول والتأمين ويرفضون مدارس الحكومة والضمان الاجتماعي، رجالهم لا يحلقون لحاهم أبداً، والنساء يلتزمن بحجاب أبيض، وللجميع ملابس تقليدية محتشمة جداً حتى للأطفال، ومن يخرج عن تعاليم الطائفة ومجلس الفتوى تتم مقاطعته، الآن نخرج من المحكمة التي تقع في مدينة كليفلاند بولاية أوهايو نركب عربة الزمن لمدة لا تتجاوز عشرين دقيقة إلى مركز كليفلاند الطبي، هذا المركز من أفضل ثلاثة مستشفيات في أمريكا ويستقبل كل عام ما يقارب 3.5 مليون مريض من مائة دولة حول العالم. هذه عقلية صحن السَلَطة، أو كما يقول عادل إمام في مشهد الدعاء للزعيم “عايز منجا ياخد منجا، عايز فراولة ياخد فراولة”، تريد أن تعيش في خيمة لك كل الحق، تريد…

آراء

العودة إلى القرية

الأربعاء ٠٥ سبتمبر ٢٠١٢

ها قد حان موسم: العودة إلى المدرسة... العودة إلى المكتب... العودة إلى الكتابة (باستثناء بعض التحرشات الكتابية في مواقع أخرى)... كدت أن أقول: (العودة إلى القراءة!) إذ لا تكاد اللقاءات الاجتماعية الصيفية تُبقي وقتاً للقراءة. مع انقضاء شهر أغسطس ومجيء سبتمبر من كل عام تخرج الكائنات البشرية من البيات الصيفي باتجاه حقول العمل والتعلم، بعد أن مكثتْ شهراً كاملاً، يزيد أو ينقص، في ارتخاء عضلي وذهني. هذه الحال لا تنطبق على الجميع، فهناك فئة من الناس تستلزم طبيعة عملهم أن يكونوا دوماً في حالة شد ذهني وعضلي. فئة أخرى أيضاً لها وضعها الخاص فهي تعيش حالة ارتخاء عضلي وذهني طوال العام!! في كل عام أخصص مقالتي الأولى بعد استئناف الكتابة للحديث عن معاناة الإجازة الصيفية، خصوصاً للذين يعملون في الخارج ويقضون صيفهم في الوطن، وقد عنونتها في أحد الأعوام الماضية بـ(موسم الهجرة إلى «الجنوب»). هذا العام سأريحكم، لن أحدثكم عن المعاناة، بل عن متعة العودة إلى القرية. عندما نسمي بلدتنا القديمة بالمدينة فإنها تكبر في عيوننا... ولكن عندما نسميها القرية فإنها تكبر في قلوبنا. أتيحت لي هذا العام فرصة المشاركة مع احتفالات العيد في بلدة آبائي وأجدادي «حَرْمَة» بإقليم سدير. وقد تشرفتُ بإلقاء كلمة الأهالي في الاحتفال الشعبي، وكانت المقاطع التالية مما قلته في الكلمة: «1» سألني صديقي: أرسلناك إلى…

آراء

شباب القصيم

الأربعاء ٠٥ سبتمبر ٢٠١٢

قرأت أمس الأول خبراً في (الشرق) فرحت به. كتبت الزميلة شعاع الفريح عن شابين من القصيم أصرا على أن تقص والدتهما “أم حمد” شريط الافتتاح لمكتبة أسساها حديثاً. وتمنيت لو أن الخبر تضمن اسم عائلة الشابين محمد وعبدالله فبأمثالهما نفتخر. نُشرت صورة الأم الكريمة إلى جانب ولديها البارين وهي تقص شريط الافتتاح. وتلك مبادرة نبيلة من صاحبيْ المشروع. كم نحن بحاجة لنماذج -”قدوة”- تحفز شبابنا على التفكير خارج الصندوق وتحث على البر بالوالدين والفخر بالأم وتقدير دورها العظيم. وحُق لأم حمد التهنئة على نجاحها في تربية أبنائها الكرام على البر بالأم والافتخار علناً بها. هذا الوفاء بالأم -حتى بصورته الرمزية- يستحق الإشادة عسى أن يصبح عادة مألوفة في المجتمع. لا نريد أن تغلب أخبار القطيعة والعقوق على أخبار الوفاء والبر بالوالدين. فمجتمعنا اليوم يمر بمراحل انتقالية مختلفة من المهم ألا تتأثر معها قيمه الأساسية والبر بالوالدين على رأسها. ولو استمعنا لبعض قصص الأولين في مجتمعنا لربما ذُهل بعضنا ببعض قصص النبل والوفاء والبر في قصص حقيقية لعلاقات إنسانية عظيمة بين الأبناء والآباء على الرغم من شدة الفقر وقلة الحيلة أيامها. ولهذا نتمنى لو تدون تلك الحكايات والقصص الحقيقية وتتاح لأجيالنا المقبلة كيلا -لا قدر الله– تصبح قصص البر بالوالدين المبهرة مجرد “حكايات” من أزمنة غابرة. من هنا يأتي الاحتفال بمبادرة…