الميرابي: نافذة الزمن الجميل!

آراء

استفتحت نهاري يوم أمس بمقال أخي عبدالرحيم الميرابي وقلت: يا فضيحتاه! هل كان لابد من ذكر أرقام السنوات وبمن سبق مَن في الجامعة؟ فضحتنا يا “والدنا” القدير! وإن كنت ستجادل: من يكبر سناً، فسأترك للقارئ الكريم أن يتمعن في “الصورة” ويحكم بنفسه.

أما إن كانت الذاكرة هي معيار العمر فسأعترف لك أنك غلبتني بدليل أنني لا أذكر تلك القصة التي أوردتها عن رسالة الجامعة. أو لعلك فعلاً –بحكم السنين– قد “لخبطت” بيني وبين أستاذنا الدكتور ساعد العرابي الحارثي، رئيس تحرير “رسالة الجامعة” وقتها، فهو من كان يحق له إقرار الزوايا في الرسالة.

أو لعل “أخاك”، صاحب هذه السطور، قد حاول جهده ولم يُفلح! المهم أن العمر يركض والذاكرة تشيخ لكن وفاء أمثالك لا يشيخ. ولئن كنا قد خسرنا “طول بالك” في ذلك الزمن الجميل فها نحن نحتفي بها ونتعلم منها اليوم. وفي إصرارك على كتابة هذه الزاوية منذ عقود درسٌ جميل. فما ماتت فكرة آمن بها صاحبها. وما من “حلم” جميل إلا وتحقق بالإصرار. ومنك –يا شيخنا الفاضل– نتعلم الدروس والحكمة.

لكن لو كنت مكان رئيس تحرير “الشرق” لاشترطت قبل نشر زاويتك صورة أخرى يغلب فيها “السواد” على “البياض”، ملامح الشباب فيها ناصعة، فكيف لشاب في مقتبل الأربعين أن يوهم الناس بأنه أكبر سناً؟ أم أن “الشيب” ليس إلا حالة “وراثية” تغزو الرأس منذ أيام الثانوية؟

أما وقد أثار فينا مقالك الجميل أمس روح “النكتة” فيبقى أن أشكرك من القلب أن فتحت لي نافذة جديدة على زمن جميل. لقد أعدتني إلى ربوع الجامعة وركضها الممتع بصحبة أصدقاء العمر: سعيد الزهراني وحامد الحويماني وسلطان المهنا ويحيى الفيفي ومحمد باهبري، وقائمة طويلة من الأساتذة وزملاء الحرف.

تباعدت بنا السنون. لكنهم –وأنت مثلهم– ما برحوا قلباً أحبهم في الغياب مثلما أحبهم في الحضور!

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٢٧٨) صفحة (٢٨) بتاريخ (٠٧-٠٩-٢٠١٢)