أحمد عبد الملك
أحمد عبد الملك
كاتب قطري

رهانات التعليم في دول التعاون

الخميس ١٣ مارس ٢٠١٤

احتلت دول مجلس التعاون الخليجي مراكز متقدمة في مستويات التعليم العام في عام 2011. وجاء في تقرير اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا «الأسكوا» عدد 32 أن مجموع الطلاب في المرحلة الابتدائية في هذه الدول كالتالي: الإمارات 326588 نسبة الطالبات 48.6%، البحرين 93038 - نسبة الطالبات 49% السعودية 3321066 نسبة الطالبات 49.1%، عُمان 295581، نسبة الطالبات 49.9%، قطر 94985 نسبة الطالبات 48.7%، الكويت 223688 نسبة الطالبات 48.9 % أما في المرحلة الثانوية فإن مجموع عدد الطلاب كالتالي الإمارات : 336652 نسبة الطالبات 49.5، البحرين 83604. ونسبة الطالبات 49.2%، والسعودية 3036538، نسبة الطالبات 47.9%، وعُمان 301037 نسبة الطالبات48.6%. قطر 72754، ونسبة الطالبات48.8%، الكويت، 262378، ونسبة الطالبات 49.7%. هذه الأرقام تُدلل على مدى اهتمام دول التعاون بالتعليم، خصوصاً المؤشر الخاص بنسبة تعليم المرأة، إذ قاربت النسبة من نصف المجموع، وهذا يطرح العديد من الأسئلة حول مدى احتواء خطط التنمية في هذه البلدان لموضوع تمكين المرأة في سوق العمل. ففي بعض هذه الدول دللت المؤشرات على أن التعليم العام ما زال دون مستوى الطموح ، وما تم وضعه من خطط تعليمية واجه العديد من المعوقات والانتقادات، ما جعل مصير عشرات الآلاف من الطلبة في المنطقة بيد القرار الإداري الذي تتكفل به وزارات التعليم أو مجالس التعليم، وهذه المؤسسات غير معصومة من الخطأ، كما أن…

منتدى الشارقة الدولي للاتصال

الخميس ٢٧ فبراير ٢٠١٤

تابعتُ جلسات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي الذي عُقد بإمارة الشارقة الأسبوع الماضي عبر الصحافة والإنترنت، على رغم أن السادة المنظمين قد وجَّهوا دعوة لي للمشاركة، إلا أن ظروفاً حالت دون ذلك. وقد حضرت المنتدى شخصيات محلية وعالمية تداولوا شجون الإعلام والصحافة والمواثيق والحريات. وقد جاء في كلمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أن «مهنة الصحافة والإعلام لا تقل خطورة عن مهنة الطبيب، فخطورة القلم والمصورات أشد مفعولاً وأبلغ تأثيراً من المِشرط بيد الطبيب المرتعشة». مؤكداً سموه حقوق الإعلاميين التي يكفلها لهم القانون، والتي تمكنهم من حرية التعبير والنقد! وكذلك حرية الوصول إلى مصادر المعلومات، وحرية التحقيق دون التعرض لأسرار الناس الخاصة، مشيراً إلى حق الإعلامي بألا يكشف مصدر المعلومات التي حصل عليها بطريقة سرية، وله الحق في رفض الضغوط مثل التعليمات المباشرة أو غير المباشرة، في حال أن ظل ذلك في دائرة القانون. وبصراحة، فهذه هي القيم التي يبحث عنها ويتمناها كل إعلامي عاقل وصاحب ضمير حيّ، يؤمن بالمهنية وبحقوقه وحقوق الآخرين. وهي تشكل ميثاقاً للعمل الإعلامي المهني الرصين القادر على تنوير الرأي العام وتقديم الخبر والمعلومة والإفادة بالطريقة الملائمة. نعم، الإعلام أصبح يلعب دوراً أساسياً في حياة الناس، ويُنشئ أجيالاً، وقد يروّج أفكاراً، ويُحارب أفكاراً أخرى، ويبيع سلعاً ويرفض سلعاً أخرى!…

عُمان والموقف الخليجي

السبت ١٥ فبراير ٢٠١٤

حديث السيد يوسف بن علوي عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان، لجريدة «الوطن» القطرية يوم 2 فبراير 2014، يكشف حقيقة الموقف العماني من مجلس التعاون، وهو الموقف الذي راهنَ عليه كثيرون قُبيل انعقاد قمة التعاون الأخيرة في دولة الكويت في ديسمبر الماضي. فلقد أشار إلى أن سلطنة عمان حريصة على تقوية مجلس التعاون، وأنها متمسكة بالعمل الخليجي المشترك، مضيفاً أن المجلس لم يفشل، بل لم تتوافر الرغبة لتحقيق أهدافه، وأن على المجلس أن يستجيب لحقائق الأمور، مؤكداً «إننا في سلطنة عمان أكثر الناس رغبة في تقوية مجلس التعاون، ومجمل القول إننا مستمرون في دعم وتقوية مجلسنا التعاوني بكل الوسائل»! وأكد أن «(الدول المجاورة) لن تهاجمنا طالما توجد في الخليج مصالح عالمية». وأن «إيران لا تستطيع إغلاق مضيق (هرمز)، وإن فعلت تضر نفسها»، «ولن يصل لهم ولا حتى كيس أرز»!؟ لن نستعرض ذلك اللقاء الذي تم نشره في خمس صفحات! بل ما كان يهمنا هي الجزئية الخاصة بموقف عمان من مجلس التعاون، وعلاقة دول المجلس بإيران! فلقد راجت أخبار عن «امتعاضات» في البيت الخليجي عن الدور العماني، الذي وُصفَ بأنه يتبلور دون الرجوع إلى بقية دول المجلس، أي أن السلطنة «تنفرد» بقرارات وسياسات خارجية دون مشاورة بقية الأعضاء، لكن (العلوي) بدد تلك «الامتعاضات» وبَلسمَها، حيث ذكر أن التنسيق…

عندما يَصدَحُ صَوتُ الحَق

الخميس ١٣ فبراير ٢٠١٤

ظهرت الصحف القطرية بعد يومين من التراشق الذي حصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول العلاقات بين دولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة على خلفية حديث للشيخ يوسف القرضاوي في خطبة الجمعة ، ظهرت الصحف بعنوان « أكد ثقته في حكمة سمو الأمير.. محمد بن زايد: «لا خلافات بين قطر والإمارات». وكان الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة قد تحدث عن علاقته المتميزة مع صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، مضيفاً «ولدي ثقة كبيرة بالشيخ تميم في أنه يرى مصلحة قطر من مصلحة دول مجلس التعاون». وأكد أن «الشارع العربي لديه سوء فهم وعدم رؤية لما حصل مؤخراً، ونحن نؤكد أنه ليس لدينا خلاف مع قطر». كما ظهر عنوان في الصفحة ذاتها يقول : (العطية: علاقتنا مع الإمارات أخوية، ولاخلافات مع السعودية). وكان وزير خارجية دولة قطر قد أكد خلال حديث على قناة «الجزيرة» أن «العلاقات بين قطر والإمارات علاقات أخوية، وأن شعوب دول مجلس التعاون شعب واحد، وأن مجلس التعاون لم يصادر حق الدول في سيادتها أو الاختلاف في وجهات النظر، إلاّ أن هناك مُسلمات وخطوطاً حمراء متفق عليها بين دول التعاون». وأكد سعادته على أن «علاقتنا مع الأخوة في الإمارات على أعلى مستوى»،…

«غلطان مَن رَبّى جُروَ غَيره»

السبت ٠٨ فبراير ٢٠١٤

في أمثالنا الخليجية كثير من العِبر وسداد الحكمة! ولقد كان الآباء الأفاضل يردُّون على المواقف التي تواجههم ببيت من شعر الحكمة أو عبارة تحمل معاني الردّ المضاد أو المؤيد للموقف. ووردَ في الأمثال: «جوّع كلبك يتبعك» و«ما حك جلدك إلا ظفرك» و«نوخذايين غرقوا المركب» و«من فوق هالله هالله.. ومن تحت يعلم الله».. وغيرها. ولقد استمعت إلى هذا المثل «غلطان من ربّى جرو غيره» من صديق لم أره منذ أكثر من عشرين عاماً.. حيث إنه ورد على لسان حاكم وجهه لحاكم آخر ضمن موقف معين استوجب هذا المثل. القصد هنا في معنى المثل، وهو عدم جواز تربية «جرو» الآخرين، و«الجرو» هو الكلب الصغير، والمعنى ليس في ظاهر المثل، بل في داخله، وهو أن الأجنبي لن يفيدك، مهما عمل، وأنه ينقلب عليك، أو قد يضرك في المستقبل، بعكس اعتمادك على أبنائك. ولكم عانت شعوب عربية وغير عربية من نيّر وظلم الأجنبي، الذي جاء على هيئة تبشير أو استعمار أو انتداب، وسيطر على مقدرات الشعوب، ورهنَ مستقبلها بمصالحه وأهدافه الأيديولوجية والعسكرية، وصاغ السياسات المحلية ضمن تلك المنطلقات. فصار أن عانت الشعوب من سرقة ثرواتها، وتخلّفت -في بعض المناطق- التفاهمات الوطنية، وتم إقصاء الوطنيين من أبناء البلاد المخلصين إلى المنافي أو الزَّج بهم في السجون. وصار أن وسَمَ الاستعمارُ كل المطالبات بالحقوق وبالتحول المدني…

الخليج يجب أن يبقى آمناً

الخميس ٠٦ فبراير ٢٠١٤

بعد الحوادث الأخيرة في المنطقة العربية، وبعد ظهور موجات الغضب والكراهية والتلاسن الحميد وغير الحميد، وبعد تكرار موجات العصبية والتعصب، واللجوء إلى القوة في فضّ الحوار في العديد من البلدان العربية، كان لابد وأن تلتفت «عيون الحقد» إلى منطقة الخليج الآمنة، والتي تعيش شعوبها في رغد من العيش. وكما نقول في المثل الخليجي (كافة وعافة)، تلتفت تلك العيون لتخريب «الهارموني» الجميل الذي درج عليه أهل الخليج في تعاملهم مع قوت يومهم ومع علاقاتهم بحكامهم! ولكأن هذه المنطقة– رغم ما قدّمته للآخرين وقت المحن وما زالت تقدمه – محسودة، ولا بد من تخريبها! لقد عاش أجدادنا هنا أيام العُسر، وعانوا غضبَ الصحراء وعنفَ البحر، وكانوا يعتمدون على الله وحده في أن يحفظ عيالهم وأمنهم، وكان الحاكم الملاذَ لهم عندما يَشجُر بينهم خلاف! وكانوا يرضون بحُكمه، ولم تكن لديهم أحزاب أو جماعات «يُحكّموُنَها» في أمورهم. وكانت عندهم النية الصالحة، ويقدِّمون الكلمة الطيبة، وكانوا بسطاء في التعامل مع بعضهم البعض ومع الآخر. يختارون الكلام الطيب ويؤثرون المعاملة الحسنة، وكانوا بعيدين عن دائرة الاهتمام من الآخرين من الأشقاء حتى جاء النفط، وبدأت الحياة تتغيّر والأمور تترَّتب، فانتشر التعليم وقامت المستشفيات وتعبَّدت الطُرق الصحراوية، واستقرت الجماعات المُرتحلة في بيوت آمنة ونظيفة، وتوافرت أساليب الحياة العصرية، ودخلت الكماليات بشكل واضح في الحياة، وبدأ الخليجيون يجوبون البلاد…

إعلاميون يواجهون الموت

السبت ٠١ فبراير ٢٠١٤

تشير التقارير إلى أن الحرب في سوريا استهدفت أكبر عدد من الإعلاميين الذين يقومون بمهمتهم الإعلامية، إما قتلاً وإما خطفاً وتعذيباً خلال السنوات الثلاث الماضية منذ اندلاع الثورة في سوريا، لتكون الأولى خلال العام المنصرم وبعدها الصومال التي شهدت أكثر الهجمات عنفاً ضد الإعلاميين. وفي تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية نشر يوم 25 يناير 2014 فإن الجماعات الإسلامية في سوريا، ومنهم مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) قد بدأوا بخطف صحافيين أجانب وسوريين وقاموا بقتل عديد منهم. وترى تقارير دولية أن سوريا احتلت المركز الأول في قائمة الاعتداءات على حياة الصحافيين، حيث تم قتل أكثر من 60 صحافياً منذ مارس 2011 . كما اعتُبر 30 صحافيا – نصفهم من الأجانب – في عداد المفقودين . وتقع وسائل الإعلام بين فكي كماشة في ذلك البلد ، حيث إنها لا تستطيع نشر حوادث الخطف حتى لا يؤثر ذلك على سير المفاوضات مع الخاطفين تمهيداً لإطلاق سراح المختطفين. ونقلت تقارير صحافية أن هنالك تهديدات بالقتل تصل إلى الصحافيين العاملين في سوريا، ما يمكن اعتباره «تواطؤا» من قبل بعض الجماعات الإسلامية مع النظام ولقد تم التحقق من وجود علاقة بين (داعش) والنظام السوري بعد حادثة البراميل المتفجرة على حلب، حيث ذهبت مجموعة من الصحافيين لالتقاط الصور واعتُقل أحدهم من قبل عناصر (داعش). ولقد سُجلت…

أزمات الصحافة في 2013

الخميس ٣٠ يناير ٢٠١٤

ترى العديد من التقارير أن عام 2013 شهد تراجعاً في العديد من المجالات، وسالت فيه دماء كثيرة، وتوسعت مساحات الشقاق وعدم التفاهم بين العديد من المناطق بل وداخل البلد الواحد، ولكن في المجال الصحفي كانت هنالك علامات واضحة فيما يتعلق بتراجع عادة قراءة الصحف، الأمر الذي أدى بطبيعة الحال إلى تراجع إقبال المعلنين في هذه الصحف! ولقد تم تسجيل نسبة تراجع قُدرت بنحو 6.4% عام 2013 في مجال الوظائف المتاحة في الصحافة في الولايات المتحدة، كما أن خسارة الصحف وصلت إلى مليار دولار أميركي خلال العام، وهو ما يثير العديد من التساؤلات حول حجم التراجعات في الأعوام التالية، ولربما تأثير ذلك على استمرار الصحافة الورقية !. ولقد سُجلت بعض الحقائق في هذا الاتجاه، مثل إغلاق 8 صحف محلية في مؤسسة (سيفيتاس ميديا) وإغلاق صحيفتين في مؤسسة (لي انتربرايز إنك)، وأدى ذلك إلى تسريح عشرات العاملين في تلك الصحف. كما اضطرت صحيفة (نيويورك تايمز) إلى بيع (بوسطن جلوب) بعد أن وصلت نسبة خسائرها إلى 94%؟ واقتطعت شركة (صن ميديا) 360 وظيفة بهدف توفير 55 مليون دولار من خسائرها وأغلقت 11 صحيفة تمتلكها. (الحياة). ولقد تم تسجيل الانخفاضات التالية في سوق الصحافة العالمية، 13% في أميركا،28.18 في أوروبا الغربية، 27.4 في المئة بأوروبا الشرقية. (القبس 11/1/2014) بالطبع لا يمكن قياس حجم توزيع…

المُثقَّف والسُلطَة

الخميس ١٦ يناير ٢٠١٤

دوماً تبدو العلاقة بين المثقف والسلطة ملتبسة ومرتبكة وتشوبها حالات «التوجس» والحذر، وفي بعض الحالات، العداء! ولقد عانى المثقفون والمبدعون من حالات عَسف داخل مجتمعاتهم، حتى في أوروبا وأميركا، وتم اتهامهم بتقويض دعائم الدين والأخلاق في تلك البلدان ومحاربتهم للكنيسة. في العالم العربي- المسكون دوماً بالشكوك والظنون والماورائيات والأحلام وعربة التاريخ ذات العَجلة الواحدة- لم يحصل توافق بين المثقف والسلطة، فكانت تهمة التحريض والإثارة والمبالغة والانتقاد والتكبُّر والبرج العاجي من التُهم الجاهزة التي يُنعت أو يُتهم بها المثقف دون وجه حق ! ولذلك أسبابٌ لا تُخفى على أحد! فمن التعريفات التي شاعت عن المثقف أنه «المفكر المرتبط بقضايا عامة تتجاوز اختصاصه»، أو واحد من صفوة أو نخبة متعلمة ذات فعالية على المستوى الاجتماعي العام، صاحب رؤية نقدية لمجتمعه. ومن التعريفات المهمة، للدكتور هشام شرابي، أن المثقف هو الشخص الذي يمتلك وعياً اجتماعياً، يُمكنه من رؤية المجتمع وقضاياه من زوايا متكاملة، وتحليل تلك القضايا على مستوى نظري متماسك، يعكس قدرة المثقف المهنية وكفاءته الفكرية. أما التعليم النظامي، أو الكسب المعرفي المتراكم عبر الخبرة، فلا يمنحان الشخص صفة المثقف، لأن المعرفة في حد ذاتها لا تشكل ثقافة، وإنما الثقافة تتشكل وفق أنماط الوعي الاجتماعي والقدرة على الإسهام في حل القضايا المجتمعية. وبرأينا أن هنالك خلطاً واضحاً بين المثقف والمتعلم، فالمثقف سبق تعريفه…

2013… العام الحزين

الخميس ٠٢ يناير ٢٠١٤

لا شك أن عام 2013 كان عام حزنٍ بالنسبة للمنطقة العربية، حيث زادت مساحات الدم والاجتراءات على حقوق الإنسان. كما زادت ضراوة شذوذ العقل العربي والإسلامي في التفنن في وسائل القتل لدرجة أن مواطناً خليجياً دخل استوديو إحدى المحطات وبيده مسدس قاصداً قتل مذيعة، لأنها لم ترد على تغريداته؟ انظروا إلى أي مدى يتجسد حب الدم ليصل إلى هذا الحد؟ والأنكى من ذلك، وقبل نهاية العام الحزين بثلاثة أيام تقصف آلة الموت في اليمن مجلس عزاء، ليسقط 19 يمنياً مضرجين بدمائهم وبلا رحمة. ولعل أبرز مناطق سفك الدماء كان المسرح السوري. حيث وصل عدد القتلى منذ انطلاقة الثورة في سوريا إلى أكثر من 165 ألف قتيل، لم تقتلهم إسرائيل أو الكائنات الغريبة (Aliens)، بل قتلتهم اليد العربية والإسلامية متضامنة مع آلة النظام العسكرية، حيث ظهرت «فرق الموت» التي سمت نفسها «إسلامية» لتبدأ أولى عهودها بقتل الآمنين من أبناء الشعب السوري. وكم كنا نتمنى أن توجه آلة القتل تلك، والفرق المحتشدة في سوريا، إلى عدو الأمة الأوحد، لصفقنا كثيراً لهذا الإنجاز . ولأن المرض المعدي ينتشر بسرعة، كما هو الخبر السيئ، فإن عدوى القتل الأعمى قد تجاوزت الحدود العراقية، والتي لم تعرف هي الأخرى الاستقرار منذ نهاية حكم الديكتاتور صدام حسين في 30/12/2006، وبذلك وجدت ثقافة «التشظي» و«التشفي» أرضاً خصبة في…

‏‭ ‬توطين‮ ‬الإعلام‮ ‬الخليجي

الإثنين ٣٠ ديسمبر ٢٠١٣

تحدث زميلنا الكاتب محمد خلفان الصوافي في «الاتحاد» يوم 25/12/2013 عن توطين الإعلام الإماراتي، على خلفية منتدى الإعلام الإماراتي الأول الذي عقد برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الأسبوع الماضي. وقد أشار الكاتب إلى «أن أغلب التوطين منصب على الجانب الإداري وليس في الجانب التحريري والكتابي، وهو الأهم» مشيراً إلى أن «الطموحات في بداية الثمانينيات من القرن العشرين الماضي كانت تشير إلى أن نسبة التوطين في عام 2001 ستكون 100%». وقد لا يختلف الحال في إعلام دولة الإمارات العربية المتحدة عن الحال في شقيقاتها في دول مجلس التعاون، إذ على رغم الطموحات الكبيرة والخطط المتعددة التي هدفت إلى توطين الإعلام في هذه الدول، إلا أن واقع الحال يشير إلى «نكوص» جلي في بعض هذه الدول فيما يتعلق بتراجع مؤشرات التوطين، إلى درجة طالت حتى الأمور الإدارية وهي (أضعف الإيمان) ولعلنا نلاحظ هذه المؤشرات في الآتي: - عدم ظهور جيل جديد من الإعلاميين المتمكنين والمؤهلين والمدربين تدريباً عالياً، كما حصل في السبعينيات، مع عدم وضع خطط تدريب جادة. - سرعة استعجال جيل الشباب لتسنم المناصب الإدارية، ما أبعدهم عن الوظائف التحريرية والفنية، وعدم استعداد بعض الشباب لكبح جماح الشهرة، كي يتعلموا أصول المهنة في الإعداد والتقديم الإذاعي والتليفزيوني أو التحرير…

قمة الكويت «غير»

الجمعة ١٣ ديسمبر ٢٠١٣

اختلفت قمة الكويت، التي عقدت هذا الأسبوع عن سابقاتها خلال 33 عاماً من القمم لقادة دول مجلس التعاون. وكما يقول أهل جدة: جدة غير، فإن قمة الكويت أيضاً «غير»؛ ذلك لأنها احتضنت -ولأول مرة- رأي المواطن الخليجي، عندما صدح صوت رئيس مجلس الأمة الكويتي الشاب «مرزوق الغانم» برأي شعوب الخليج بصفته رئيس اجتماع البرلمانات الخليجية. وجاءت كلمته البليغة لغةً ومعنى لتجسّد أهمية دخول مجلس التعاون مرحلة جديدة تختلف عما جرى العرفُ عليه طوال 33 عاماً من عمر المجلس، ما حدا بكثيرين أن يقولوا: إن هذا المجلس هو مجلس حكام ولا يمثل الشعوب. وطالب رئيس مجلس الأمة الكويتي بأن يكون حضور مَنْ يمثل الشعب -سواء كان رئيس مجلس الأمة أو الشورى- سنةً جديدة وفاتحة تقليد جديد ينقل لأصحاب القرار الخليجي آمال وتطلعات وهموم شعوب الخليج، التي ظلت مُغيبة طوال الفترة الماضية. كما جاءت قرارات القمة على قدر مسؤولية الظرف، رغم ما سبقها من إرهاصات و»قنابل» سياسية كادت أن «تُطيح» برأس مجلس التعاون لولا لطف الله ومسؤولية قادة دول المجلس وإصرارهم على تكاتفهم وتلاحمهم. فكان قرار الاهتمام بالشباب، وإنشاء صندوق لدعم ريادة الأعمال لمشاريع الشباب الصغيرة والمتوسطة، وتأسيس برنامج دائم للشباب لتنمية قدراتهم وتفعيل مساهمتهم في العمل الإنمائي، من القرارات التي جاءت بدقة مع وضوح الهدف، والآن ليس على الأمانة العامة لمجلس…