رنا زكار
رنا زكار
باحثة سورية

طلاء أظافر “إسلامي”

الثلاثاء ١٠ أغسطس ٢٠٢١

خاص لـ هات بوست:  لا يكاد يمر يوم إلا وتتأكد الإنسانية من عظمة هذا الكون، وضآلة ما سبرت من أغواره حتى الآن، وبالنسبة لنا نحن المؤمنين بالله، فإن هذا ما هو إلا دليل على عظمة الخالق جل جلاله، وحافز يدعم إيماننا. وإن كنا مؤمنين برسالة محمد (ص) نجد الإسلام في التنزيل الحكيم دين يليق بتلك العظمة، فهو دين الناس جميعاً، لا يقبل الله تعالى غيره، وكل من آمن بالله وعمل صالحاً مسلم سواء علم ذلك أم لم يعلم، منذ بداية وعي الإنسان لخالقه وحتى قيام الساعة، لخصها قوله تعالى {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (فصلت 33) والعمل الصالح لا يخفى على أحد ولا يحتاج ما يدل عليه، وكل أهل الأرض تعرفه بفطرتها، وبالفطرة ذاتها تعرف الطالح، والصراط المستقيم الذي أمرنا الله اتباعه هو قيم عليا مشتركة لكل المجتمعات بلا استثناء، فلا يوجد مجتمع يقبل قتل النفس ولا شهادة الزور، ولا الفواحش ولا نقض العهد، ومحرمات الرسالة المحمدية تزداد عنه بنوداً بعدد أصابع اليد الواحدة، منها مثلاً نكاح المحارم ومحرمات الطعام والتقول على الله. وبهذا المعنى يمكننا أن نفهم الحاجة إلى جنة عرضها السموات والأرض، خاصة إذا علمنا أن رحمة الله وسعت كل شيء، أما أن تختصر الجنة على أتباع ملة معينة أو…

لكل مناسبة أحاديثها

الإثنين ٢٦ يوليو ٢٠٢١

خاص لـ هات بوست:  تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي في البلدان التي تمر بأزمة اقتصادية طرفة على شكل حديث "من أعطى أخاه المؤمن غالون بنزين في الدنيا أعطاه الله محطة في الآخرة"، ولا يحتاج المرء لمن يشرح له أنها لا تعدو كونها مزاحاً لا أكثر، إذ تنافي المنطق بمحتواها. لكن المقياس في الرفض والقبول لم يكن دائماً منطقياً، ولو أن "البنزين" كان لازماً قبل ألف سنة، ولو وُجدت محطاته حينها، ربما لقرأنا اليوم حديثاً مسنداً لفلان عن فلان، يفيد المعنى ذاته، ولأصبح رفضه أو التشكيك به مدعاة للتشكيك بمدى إيمانك وحتى إسلامك، والأمثلة لا تعد ولا تحصى، كحديث سجود الشمس عند العرش، أو زواج الرسول (ص) من السيدة عائشة وهي في سن التاسعة، بينما تثبت أحداث التاريخ أن عمرها آنذاك ثمانية عشر. ويبدو أن الحاجة دائماً أم الاختراع، حتى في تلك الصنعة، فواضعو الأحاديث لم يجلبوا أفكارهم من خارج المحيط، وإنما مما تطلبته مجتمعاتهم وظروفها، في جميع النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وحتى العلمية، لكن الطامة تكمن في نسب الأقاويل إلى الرسول (ص) أولاً، ثم الطامة الكبرى في تكريسها لتصبح مصدر تشريع، وتنسخ ما جاء في كتاب الله في مواضع كثيرة، ولنا في الوصية مثال شديد الوضوح، ففي حين أكد الله تعالى على أهميتها قبل توزيع أي إرث، وخصص لها آية (البقرة…

المرأة بين الواقع والنص المقدس

الخميس ٠٨ يوليو ٢٠٢١

ما كادت أن تمضي أيام على انشغالنا، معشر النساء، بقضية ضرب المرأة وأسبابه وتوابعه، ما بين مستهجن وشامت، ومن يدافع عنها ومن يحملها وزر ما تتعرض له، إلا وأتحفنا بقصة أخرى، وهي مقتل طفلة في الحسكة السورية على يد أحد عشر رجل من أقربائها، بما فيهم أخيها وأبيها، بذريعة "الشرف"، حيث لم ترض الفتاة الصغيرة الزواج من ابن عمها، فتم قتلها غسلاً للعار. ليصبح الضرب ترفاً أمام القتل. وفيما ينشغل العالم بالوباء ودوائه ولقاحه وعلاجه، وبالمشاكل الاقتصادية التي خلفها، نجد أنفسنا أمام مجتمعات تتقهقر إلى الخلف، تحتاج إلى إعادة تأهيل على أصعدة مختلفة، وكأن العجز الذي تعاني منه يتجلى اضطهاداً للحلقة الأضعف، وهي النساء. ورغم أن العنف ضد المرأة يشكل ظاهرة عالمية، إلا أن مجتمعاتنا تحتل النسب الأعلى في هذا المجال، ونحن نملك من العوامل ما يؤهلنا لكسب السباق، إذ لا زالت المرأة تنظر لنفسها باعتبارها ضلع قاصر، وهي ملك لذكور العائلة سواء أب أم أخ أم زوج، كأي متاع من مقتنياتهم، وبالتالي ليست مؤهلة للتحكم بزمام أمورها، ولا المطالبة بحقوقها، وإن حدث وتمردت على هذه القاعدة فسيجري تأديبها، وتستحق حينها ما تناله، وقد تشعر النساء الأخريات بالتعاطف معها، لكن لن يمتلكن الجرأة للتصريح بذلك، فالمجتمع لهن بالمرصاد. ورب قائل أن هذا الكلام يحمل الكثير من المبالغة، فالمرأة في مجتمعاتنا…