آراء

«الربيع العربي»… الصناعة الثانية للفوضى

الأحد ٠٧ أبريل ٢٠٢٤

بعض الصور تختزل السياسة؛ قبل أيامٍ نقلت الفضائيات خطاب رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، إسماعيل هنية، في حضورٍ حاشدٍ من طهران، وعلى شاشة قناة «العربية» قسمت الشاشة لأربعة أقسامٍ؛ هنية من طهران، والمستمعون له في حضورٍ حاشدٍ من العراق ولبنان واليمن، فمحور المقاومة يعبّر عن حضوره في المشهد، وأنه لم ينتهِ بعد، ويخطط للمستقبل. قبل أشهرٍ، بدأت أحداث غزة بعملية عسكرية لحركة «حماس» خارج العقل والمنطق في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وفي 8 من الشهر نفسه، نشر كاتب هذه السطور في هذه الصحيفة وهذه المساحة تعليقه على الحدث الساخن، بالقول: «فتِّش عن المستفيد تكتشف أبعاداً أكبر للقضية الساخنة، فمنذ سنواتٍ ومحور السلام ينتصر عربياً، ومحور المقاومة الإيراني يخسر، ولا حديث يعلو فوق حديث السلام والمستقبل والبناء والتنمية، وكان صمت محور المقاومة غريباً، وها هو يتحرك بنفس الطرق السابقة وفي نفس المكان وبذات الأيدي، والضحية الأكبر هو المواطن الفلسطيني المسكين في غزة المسكينة»، هكذا كان قبل أشهرٍ وبعد يومٍ واحد فقط…

ناصر الظاهري
ناصر الظاهري
كاتب إماراتي

مقابسات رمضان

الأحد ٠٧ أبريل ٢٠٢٤

قبل البدء كانت الفكرة: - ليس هناك من سعادة دون فعل الخير، ولا شهقة فرح دون الإحسان، ولا سكون للنفس دون القناعة، ولا راحة للبال دون كف الأذى، ومنع الظلم، ولا طمأنينة دون رضا، ولا ضحكة دون حب! ونحن في الإمارات مثل الإمارات، يد بيضاء ممدودة لا مَنّ، ولا أذى، بل ود وكرم، وحفظ ماء وجوه الناس الطيبين المتعبين. خبروا الزمان فقالوا: - التعاليم الدينية لا تجعلنا صالحين، بل تمنعنا من أن نصبح شريرين للغاية. - من يقرر أن يبدأ العمل في التجارة، لا بد وأن يباشر بإشعال شمعة للشيطان. - ألم ترَ أن الدهر يهدم ما بنى ويسلب ما أعطى ويفسد ما أسدى فمن سرّه أن لا يرى ما يسوءه فلا يتخذ شيئاً يخاف له فقدا عجائب وغرائب: - المناشفة «منشنستفود»، والبلاشفة «بلشنستفود»، كانوا أعضاء حزب العمل الديمقراطي الاشتراكي الروسي، عام 1903م انشق الحزب للاختلاف على عضوية منتسبي الحزب، فقاد «لينين» جناح الأغلبية أو البلاشفة الذين يرون أن يحصروا…

تكريم من كرّمونا بالكلمة (2)

الأحد ٠٧ أبريل ٢٠٢٤

بعد جيل ضحى وأحرق شموع عمره لكي يقدم الكلمة الصادقة ويسرد قصة النشوء والارتقاء بإخلاص وجدية وثقة، وقدّم كل ما لديه، يبقى اليوم الدور الجديد لدماء جديدة تقع على عاتقها مسؤولية حمل الرسالة، وواجب تلبية نداء الوطن في الذود عن منجزاته والدفاع عن مشاريعه، وحماية مكتسباته بالكلمة الحرارية التي تذيب كل ما هو غث، وكل ما هو رث، كلمة كأنها الشجرة، الإنسان هو الذي يعلق الثمرات على أغصانها، والإنسان هو الذي يلون أزهارها، وهو الذي يحفظ الود مع اخضرارها. ولأن الزمن تغير بدرجة منفرجة فإن المطالب تتسع حدقاتها، والجهود تتزايد قوة صلابتها، والبذل يحتاج إلى عرق أكثر ملوحة، لحماية الأهداف من العطب. اليوم وبوجود الوسائل الحديثة في مجال البث والإرسال والاستقبال، فإن وسائل الإبداع يجب أن تتنوع وتتعدد، وتتميز وتختلف كلياً عما كان في الماضي. اليوم الصحافة الورقية تواجه منافساً شرساً، هو السوشيال ميديا، هذه الموجة العالية تحتاج للمزيد من الوعي، وإدراك ما يستتبع العمل الإعلامي من تجديد في المهارات،…

لفتة كريم

الأحد ٠٧ أبريل ٢٠٢٤

توجيهات قائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بتغطية المستحقات المالية المترتبة على الطلبة المقيمين في الدولة المسجلين في جميع المدارس الحكومية عن سنواتهم الدراسية الماضية بمبلغ 155 مليون درهم، أدخلت الفرحة والبهجة على قلوب المستحقين، وعائلاتهم من ذوي الدخل المحدود، وتزامنت مع أيام مباركة ونحن نشهد العشر الأواخر من شهر رمضان الفضيل، ونستعد لاستقبال عيد الفطر المبارك، ليكون العيد عيدين، وتغمر الفرحة الجميع بهذه اللفتة السامية، وهي تسعدهم وتخفف عن كواهلهم أعباء تلك الالتزامات والمستحقات المالية. لفتة من كريم لمستحقين من أبنائه المقيمين وذويهم والذين يحرص سموه في العديد من المناسبات على الإعراب والتقدير لإسهامات هذه الفئات ممن اختاروا الإمارات وطناً لهم، تحت مظلة القبيلة الكبيرة التي تجمعنا.. الإمارات. لفتة كريمة تنطلق من رؤية سامية تتصل ببناء الإنسان، وإدراك قيمة ودور العلم في بنائه ليسهم بإيجابية في مسيرة البناء والتنمية المستدامة. وتوفير كل الظروف التي تتيح لأبنائه المستفيدين الاستقرار وما يحمل…

العالم يتصحر

الإثنين ٠١ أبريل ٢٠٢٤

يرتجف العالم منذ بداية القرن الواحد والعشرين، جراء الشعور بالتلوث الذي أصاب البيت البشري، حيث يتسع ثقب الأوزون وتسيل دموع القطب المتجمد والغيمة تخلع قميصها المبلل، وفي ظل هذه الفوضى البيئية وانعكاسها على مشاعر الناس، تناسى العالم بأن هناك تصحراً أخطر وأكثر بلاءً على الإنسانية، ألا وهو التصحر الوجداني، فاليوم أينما تولي وجهك تسمع عن القتل والتدمير والخراب النفسي، لأن العاطفة البشرية أصيبت بجفاف تيبست على إثره نياط القلب ولم تعد تنبض بالحب، بل إن القلوب البشرية أصبحت مجرد نتف جلدية معلقة على ضلوع الصدر، وكل ما يحدث في العالم من سيول دموية لا تهز شعرة في الضمير الإنساني؛ لأن التصحر الوجداني قبض على اخضرار القلوب وحولها إلى مضغ جافة، لا إحساس فيها ولا سمع ولا بصر. اليوم، مشارق الأرض ومغاربها تكوى بنيران الأحقاد والأفكار السوداوية والمشاعر التي تحولت إلى نشارة خشب، والأحياء أموات تأخر دفنهم. لو جفت مياه الأنهار والمحيطات، يستطيع الإنسان أن يستخدم عقله ويجلب الماء بوسائل إبداعية…

مبادرة إرث زايد الإنساني

الإثنين ٠١ أبريل ٢٠٢٤

تتواصل الأصداء الطيبة للمبادرة الكريمة لقائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بإطلاق «مبادرة إرث زايد الإنساني» بقيمة 20 مليار درهم تخصص للأعمال الإنسانية في المجتمعات الأكثر حاجة حول العالم. مبادرة تاريخيّة نوعية غير مسبوقة جاءت تزامناً مع «يوم زايد للعمل الإنساني» والذي تخلد به الإمارات وتحيي ذكرى رحيل المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وقد أكد صاحب السمو رئيس الدولة بالمناسبة أن المبادرة -التي جاءت في الذكرى العشرين لرحيل الوالد المؤسس- تأتي «سيراً على نهج زايد واستلهاماً لقيمه في دعم كل ما ينفع الناس ويخفف معاناتهم ويغير حياتهم إلى الأفضل». مبادرة ترتكز على إرث خالد في التضامن بين البشر أرساه المؤسس، طيب الله ثراه، وحملت رسالة واضحة بأن الإمارات تواصل التزامها بدعم العمل الإنساني في جميع أنحاء العالم. مبادرة سامية إماراتية الجذور عالمية الاتجاهات، تمثل التزاماً يتجدد ومحطة جديدة من محطات العطاء الإماراتي وجهود «بلد زايد الخير»…

آن أن تتجرأوا

الخميس ٢٨ مارس ٢٠٢٤

خاص لـ هات بوست: عدا عن مسلسلات رمضان، وجد "المسلمون" ما يشغلهم ويثير حفيظتهم، لم تعنيهم الأهوال التي يعيشها أهل غزة بقدر ما عنته لهم تصريحات علي جمعة مفتي مصر السابق، حتى أن طلاب الجامعة طردوه وأهالوا عليه الشتائم، وكأنه مرتد أعلن خروجه عن الإسلام. كل ما قاله هذا الرجل هو أن الجنة تتسع للجميع، المسلم وغير المسلم، ويجوز تهنئة المسيحي بعيد الميلاد. لا عجب، فهذا ما كرّس في العقل الجمعي وما درسته الكتب، ولم يشفع للرجل تاريخه ولا علمه بل ربما على العكس سيكون الهجوم عليه أكثر حدة من غيره. والموضوع يعكس جوانب عدة، برأيي كلها مهمة. فأن يكون الشباب على هذه الدرجة من الاستفزاز لمجرد سماع رأي مخالف لما اعتادوا عليه، فهذا أمر جدير بالملاحظة، حيث يفترض أن يكون الجيل الجديد على قدر من الوعي يؤهلهم لآراء أكثر رحابة، ناهيك عما يتكرر دائماً بهكذا مواقف، حيث يدافع عن الدين بشتائم لا تليق، إن وجدها الشاتم لائقة بالمشتوم فهي…

صحوة متأخرة

الأربعاء ٢٧ مارس ٢٠٢٤

سقط الفيتو، لم تستطع مندوبة الولايات المتحدة أن ترفعه، وانتصرت الإنسانية في مجلس الأمن الدولي. لا نقول ذلك فرحاً، فالقرار لا قيمة له ما دامت حكومة التطرف هي الموجودة في الجهة الأخرى، حيث القوة المفرطة، والاستعلاء على العالم كله، والأمم المتحدة لم تفرض قراراتها على إسرائيل منذ 1948 وحتى اليوم، وأدراجها مكتنزة بالأوراق الحاملة للأرقام، منذ قرار التقسيم إلى قرار وقف إطلاق النار، مروراً بقرارات 67 و73 و78 و82، كلها نقعت في الماء ولم تجد من يشربها! ومع ذلك، كان قرار الاثنين نقلة نوعية، تحمل في طياتها «دفعة معنوية»، افتقدناها منذ عقود، وبالتحديد منذ عهد رونالد ريغان الذي سلم من لا يستحق حق الإملاء وفرض الأمر الواقع، وبايدن ليس مختلفاً عن الذين سبقوه، ولكنه خضع لمتطلبات العصر الذي يعيش فيه، وهو عصر أصبحت «كواليسه» مكشوفة، وألاعيبه مفضوحة، ما اضطره إلى تغيير سلوك التبعية، رغم أنه الكبير، الآمر الناهي في كل العالم، والضعيف الذي يفتقد الإرادة مع إسرائيل، وفعل كل شيء…

محمد النغيمش
محمد النغيمش
كاتب متخصص في الإدارة

علم النفس الإداري.. كيف كشف ذكاءنا؟

الأربعاء ٢٧ مارس ٢٠٢٤

ساد حتى عهد قريب اعتقاد شائع بأن المرء بحاجة إلى ذكاء بشري «IQ» ليتفوق في عمله. سرعان ما تبدد ذلك الرأي مع بزوغ نجم ما أطلق عليه بالذكاء العاطفي «EI». اكتشف العلماء أنك حتى تتعامل بمهارة وسلاسة وحكمة مع من حولك ومع مشاعرك، فلا بد أن يكون لديك شيء آخر غير الذكاء العقلي، وهو الذكاء العاطفي الذي يقصد به قدرة الإنسان على إدراك مشاعره، واستيعاب ما يختلج في خواطر من حوله، والأهم أن يحسن إدارتها بغية تحقيق هدف بعينه. وانبرى ثلة من الباحثين لقياس ذلك، فتمكنوا عبر مقاييس علمية من قياس قدرة القيادي على التفوق في عمله إذا ما كان يتحلى بدرجة مرتفعة من الذكاء العاطفي. والمفارقة أنه عندما قاس العلماء الذكاء العقلي «IQ»، عند الرؤساء الأمريكيين وجدوه في حدود المعدل الطبيعي وهو معدل غير مرتفع. وهذا دليل على أن أموراً أخرى ينبغي الالتفات إليها، فتبين أن في طليعتها الذكاء العاطفي. وتنبع أهميته من أنه يمكن صاحبه من تحديد نوعية…

كيف تتعامل مع زميلك الثرثار

الأربعاء ٢٧ مارس ٢٠٢٤

نواجه جميعنا الكثير من الأنماط السلوكية في العمل، منها سلوك حميد، ومنها مزعج، مثل عدم احترام الوقت، أو عدم احترام الخصوصية، أو التسويف وعدم إكمال المهام في الوقت المحدد، ولكن أكثر آفة مزعجة – بالنسبة لي على الأقل – هي كثرة الكلام. فبعض الأشخاص لديهم قدرة ماراثونية على الاستمرار في الكلام لساعات دون انقطاع، ودون إعطاء الآخرين فرصة للحديث، وبمجرد أن تقول لهم صباح الخير، ينفتح حديث لا نهاية له! فكيف يمكن التعامل مع الزملاء كثيري الكلام بطريقة مهذبة ودون جرح مشاعرهم؟ يبدو أن موضوع كثرة الكلام أو «الرغي» هو آفة منتشرة في كل الثقافات، حيث تعاملت في بيئات ودول مختلفة، ودائماً ما يوجد شخص لديه هذه المشكلة، وبالطبع هو أو هي لا يدرك أن هناك أي مشكلة، وعادة فإن الشخص الثرثار ليس لديه جهاز استقبال، فهو يرسل فقط، حتى عندما يسألك سؤالاً، لا ينتظر سماع الإجابة، فبمجرد أن تبدأ في الإجابة يباغتك بسؤال آخر، وحينما تسأله عن شيء، يتكلم…

عائشة الجناحي
عائشة الجناحي
كاتبة إماراتية

تأسر القلوب

الأربعاء ٢٧ مارس ٢٠٢٤

ما زلت أتذكر كلمات إحدى السيدات الإيجابية المرصعة بالرقي والتي ستبقى دوماً مغروسة في ذاكرتي، وهي «كوني يا عزيزتي كما أنتِ بكلماتكِ العطرة وأسلوبكِ الجميل، وتذكري دائماً هذه الكلمات لسانك حصانك إن صنته صانك»»، هذه السيدة كانت تشغل منصب السكرتارية في إحدى المؤسسات الخاصة التي عملتُ بها بعد التخرج في المدرسة بغرض التدريب والاحتكاك بسوق العمل للانشغال بتطوير المهارات الاجتماعية، واستغلال الوقت بشكل إيجابي قبل الولوج إلى الحرم الجامعي. في الواقع ظلت كلمات هذه السيدة تتردد في ذهني إلى اليوم؛ لأنني استوعبت في ذلك الوقت كيف لكلماتك الإيجابية والصادقة أجمل الأثر في نفوس الآخرين التي بلا شك تقرّب المسافات وتزيد من قبول واحترام الآخرين لك بالرغم من سطحية بعض العلاقات. بلا أدنى شك، أسلوبك مع الآخرين إما أن يأسر القلوب ويقربها منك أو يتسبب في النفور والابتعاد عنك، الأسلوب الجميل واستخدام الكلمات الموزونة والحانية حتماً لها أثر السحر الإيجابي ودور كبير في نجاح أغلب علاقاتك الاجتماعية، كما أنها تساعدك على…

أحلام رمضان نهارية

الأربعاء ٢٧ مارس ٢٠٢٤

منذ أن يستيقظ الصائمون حتى غروب الشمس، فهم يعيشون أحلاماً نهارية مضاءة بمشاعر بهية زاهية بالصور الخيالية المبهرة. وتفوق أحلام الصغار سواهم؛ لأن هذه الفئة تمتلك مساحة واسعة من أفنية المخيلة، والتي تسبح فيها طيور الأحلام في خيلاء وبهجة وسرور ونشاط، وقد يرجع الناس هذه الحالة إلى الصيام كون الصائم يفقد وجبة نهارية رئيسية وهي وجبة الغداء؛ مما يجعله يتأهب للوجبة التالية (الفطور) التي يستعيض بها عن تلك الوجبة النهارية، وهذه قد تكون جزءاً من الحالة الشعورية التي تنتاب الصائمين، ولكن الجزء الأهم كما أعتقد هو أن للصوم طقساً خاصاً تشتعل فيه الأحلام بأريحية، وتكون الساعات النهارية مشبعة بمنمنمات من المشاعر الإيمانية، والتي تأخذ الصائم إلى فضاءات روحانية تفترش سجادتها عند عتبة الروح، ثم تبدأ في فتح نافذة الخيال، الذي بدوره يحمل على أجنحته حزمة من الأحلام، والتي تصور الحياة على غير ما هي في العادة في الأيام قبل وبعد شهر رمضان، ونلمح رغوة صابون المشاعر الرمضانية على الوجوه، فليست…