الأردنيون يشيعون شهداء الكرك وبدء التحقيق في الهجوم الإرهابي

أخبار

توافدت حشود غفيرة أمس الاثنين، إلى تشييع جثامين شهداء قوات الدرك والأمن العام الأردنية الذين لقوا حتفهم في المواجهات ضد المجموعة الإرهابية في الكرك. فيما بدأت السلطات الرسمية التحقيق في الهجوم الذي أوقع عشرة قتلى بينهم سبعة رجال أمن وضبطت متفجرات وأحزمة ناسفة خلال عمليات دهم، ما يشير بحسب وزير الداخلية إلى مخطط استهداف أوسع نطاقاً للمملكة.

وشاركت قيادات رسمية عليا وشخصيات سياسية رفيعة المستوى إلى جانب وزراء ونوّاب وحضور كبير في تشييع الجثامين في محافظات مختلفة، فيما أكد أفراد عائلات الشهداء فخرهم واعتزازهم واصطفافهم إلى جانب الوطن.

وتردد الأمير حمزة بن الحسين برفقة كبار المسؤولين على بيوت العزاء وقدموا واجب المواساة. ووقف قضاة وطلبة جامعات رسمية وخاصة وموظفون «دقيقة صمت واعتزاز» تعبيراً عن الثناء على دور الأمن والدرك.

وقال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال ترؤسه أمس الاثنين، اجتماع مجلس السياسات الوطنية «إن الأردن سيبقى عصياً منيعاً وقوياً وقادراً على القضاء على الإرهاب وعصاباته ومحاولات الغدر والإجرام ونحن مستمرون في محاربة الظلاميين».

وأضاف بحضور كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين والمدنيين «سنتصدى بكل حزم لكل من يحاول الاعتداء أو المساس بأمن الأردن وسلامة المواطنين». وأكد أن شجاعة شهداء الأمن والدرك في عملية الكرك الإرهابية مصدر فخر واعتزاز.

وقال «إن إنقاذ الرهائن الأبرياء الأردنيين وغيرهم من جنسيات أخرى محل تقدير وهذا عمل بطولي». وشدد على الوحدة الوطنية بوصفها «السلاح الأقوى في مواجهة المخططات الإرهابية الظلامية».

وأضاف «لن تثنينا الأعمال الغادرة عن محاربة قوى الشر والظلام وأصحاب الفكر المتطرف والهدام». وعاد الملك عبدالله المصابين في المستشفى مشيداً بجهود رجال الدرك والأمن.

وكانت قوات الأمن الأردنية أخلت ليل الأحد جثث 4 إرهابيين من قلعة الكرك وأعلنت القضاء على المجموعة المسلحة والعثور على متفجرات وأحزمة ناسفة كانت بحوزتها.

وأكد بيان مُوحّد صادر عن مديرية الأمن العام وقوات الدرك عند منتصف الليل إنهاء القوة الأمنية المشتركة أعمالها واستمرار تمشيط وتطهير المنطقة ومحيطها للتأكد من عدم وجود آخرين.

وجاء في البيان أن «التحقيقات بوشرت للوقوف على كافة تفاصيل الحادثة وتحديد هوية المسلحين وانتماءاتهم».

وأضاف أنه جرى ضبط «كميات كبيرة من المتفجرات وأسلحة وأحزمة ناسفة» أثناء مداهمة منزل المهاجمين في منطقة القطرانة بمحافظة الكرك، على بعد 118 كلم جنوب عمان.

وأوضح انه «جرى ضبط كميات من الأسلحة الأتوماتيكية والذخيرة بحوزة الإرهابيين القتلى الأربعة».

وأكد وزير الداخلية سلامة حماد خلال مؤتمر صحفي أنه «على ضوء ما وجدناه من كميات من المتفجرات وأسلحة وخمسة إلى ستة أحزمة ناسفة (في منزل المسلحين الأربعة) فإنه ليس استهدافا للكرك، وإنما قد يكون موضوعا أكبر لكن الله تعالى مكننا من اكتشاف المجموعة ».

وقال الوزير الأردني إن الأسلحة كانت مع الإرهابيين خلال مطاردتهم وهروبهم ولم تكن في القلعة مسبقاً .

وأثار الهجوم موجة تنديد واسعة في المملكة .

وكتبت الملكة رانيا على صفحتها على موقع فيس بوك «رحم الله شهداءنا وتغمدهم بواسع رحمته وحمى الأردن وأدامه حصناً منيعاً».

ودانت السفارة الأمريكية في عمان الهجوم قائلة في بيان «تبقى الولايات المتحدة ثابتة في التزاماتها تجاه الأردن كواحد من أقرب حلفائنا وشركائنا».

ودانت الجامعة العربية، الهجوم الإرهابي وأكد أمينها العام أحمد أبوالغيط، مساندة الجامعة للأردن في مواجهة هذه الهجمات النكراء.

وأكد البرلمان العربي وقوفه مع الأردن في حربها على الإرهاب، وأكد رئيس البرلمان مشعل بن فهم السلمي أن هذا العمل الإرهابي الجبان لن يثني الأردن عن حربه على الإرهاب حفاظاً على أمنه الوطني والأمن القومي العربي.

واستنكر مجلس وزراء الداخلية العرب الهجوم الإرهابي والذي يكشف النوايا الحقيقية للإرهاب في سعيه لتقويض مكتسبات الشعوب ومقدراتها التنموية.

المصدر: الخليج