الصيام سلاح في وجه الاكتئاب والوسواس القهري

منوعات

الاكتئاب النفسي من أكثر الأمراض النفسية شيوعا حيث بلغت نسبة الإصابة به سبعة في المائة من سكان العالم بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، وهو يسبب معاناة وآلاما لا تقل حدة وخطورة على حياة الإنسان من الأمراض العضوية بل إن تأثيره قد يمتد ليسبب عديدا من الاضطرابات التي تصيب أعضاء الجسم.

وأهم أعراضه الشعور باليأس والعزلة وتراجع الإرادة والشعور بالذنب، وقد تصل حدة المرض إلى أن يفكر المريض في الانتحار. أما القلق المرضي فهو سمة العصر حيث تصل نسبة الإصابة به بين 30 إلى 40 في المائة في بعض المجتمعات، وتظهر الأعراض وتزداد نتيجة الانشغال بهموم الحياة وتوقع الأسوأ، والخوف على المال والأبناء والصحة، فيما تشير إحصاءات المنظمة إلى أن عدداً كبيراً يعاني الإصابة بمرض «الوسواس القهري» وتصل النسبة إلى 3 في المائة من سكان العالم، أي أن هناك الملايين الذين يعانون من ذلك المرض الذي تظهر أعراضه في صورة تكرار بعض الأفعال بدافع الشك مثل وساوس النظافة.

وحول إمكانية صيام هؤلاء المرضى النفسيين، يقول لطفي الشربيني، أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة عين شمس، إنه أجريت دراسة انتهت إلى أن غالبية المرضى النفسيين تتحسن حالتهم النفسية بالصيام في رمضان، موضحا أن الصوم يمنح الصائم الأمل في ثواب الله، ويجدد رغبته في الخروج من دائرة اليأس، فمشاركة الآخرين في الصيام والعبادات طوال رمضان تنهي رغبة مريض الاكتئاب في العزلة التي يفرضها عليه المرض، ويتحول إلى شخص متفائل تبعده عن فكرة إيذاء النفس.

ويضيف «تبين أن صيام رمضان وما يصاحبه من مشاركة في العبادات تجعل مرضى القلق النفسي يشعرون بالاطمئنان، وتتراجع مخاوفهم بالتدريج حتى يتخلصوا تماما من مشاعر القلق والتوتر»، لافتا إلى أنه في حالة مرضى «الوسواس القهري» تتحسن الحالة النفسية للمريض حيث ينشغل بالعبادات وقراءة القرآن ما يجعله يستبدل اهتمامه بالأوهام والوساوس بالاندماج في طقوس رمضان، ويشعر بالثقة في نفسه والرضا داخليا لقدرته على أداء الفريضة مثل غيره.

ويذكر أن الكثير من حالات الأمراض النفسية تتعافى وتتحسن كلما كان لدى المريض وازع ديني قوي، والتزم بأداء العبادات ولذلك فإن الأشخاص الذين يتمتعون بشخصية متزنة، وملتزمون بأداء العبادات والتعامل بروح الدين في حياتهم هم الأقل عرضه للإصابة بالاضطرابات النفسية.

ويؤكد أن الصيام فرصة ذهبية لمن لديهم أي مشاكل نفسية فهو يقوي الإرادة ويزيد ثقة الإنسان في نفسه وقدراته، وسلاح فعال في مواجهة الاكتئاب والقلق والوساوس المرضية.

المصدر: الإتحاد