«بيئة أبوظبي»: «الدليكة» يضم مستشفى ومركزاً للحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض

أخبار

تتجه هيئة البيئة في أبوظبي إلى أن تجعل من مشروع الدليكة الذي تم إنشاؤه عام 2010، مركزاً متميزاً في جهود الإكثار، يضم مستشفى بيطرياً ومركزاً تعليمياً لنشر الوعي حول أهمية الأنواع البرية المهددة بالانقراض.

وأوضحت دكتورة شيخة الظاهري، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة في أبوظبي، أن مشروع الدليكة يعد موطناً لـ 5 آلاف حيوان، وما يفعله فريق الهيئة في هذا المشروع الذي هو عبارة عن مسيجات، تطبيق خطط إدارة وتكاثر بطريقة علمية ومنهجية سليمة، وذلك بهدف تشكيل قطيع وطني ليتم إدراجها ضمن برامج الإطلاق المحلية في المحميات وخارجها والبرامج الدولية الأخرى على مستوى المنطقة للإسهام في إعادتها إلى موائلها الطبيعية لتعيش حياتها الطبيعية بعد التأكد من توفر جميع مقومات الحماية اللازمة.

يشار إلى أن هيئة البيئة أنشأت مشروع الدليكة عام 2010 لإكثار الحيوانات والمحافظة عليها، حيث تقع في منطقة الخزنة في الجزء الجنوبي من إمارة أبوظبي والتي تبعد حوالي 100 كم عن مدينة العين، وتمتد على مساحة تقدر بـ3.5 مليون متر مربع (343 هكتار).

وبينت الدكتورة الظاهري في تصريح لـ «الاتحاد» أن هيئة البيئة في أبوظبي من خلال هذه المسيجات تعمل على رعاية وإدارة فصائل محددة معرضة للانقراض مثل المها العربي وغزال الريم والغزال الجبلي عن طريق تحسين التنوع الجيني لضمان استدامتها، وكونها جزءاً مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بثقافتنا وتاريخنا، يستحق المحافظة عليه للأجيال القادمة.

وأكدت أن هذه الجهود التي تبذل لحماية الأنواع البرية من الانقراض ليست بالشيء الجديد في الإمارات، بل توارثناها عن والدنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فقد كان من الأوائل الذين تحركوا لحماية هذه الأنواع والحد من تناقص أعدادها مثل المها العربي، حيث أمر المغفور له بتشكيل أول نواة للإكثار في حديقة العين وتم توطين أنواع أخرى عديده في جزيرة صير بني ياس.

وأفادت الظاهري أنه خلال السنوات القليلة الماضية، قامت الهيئة بعدد من برامج الإطلاق للمها العربي في الإمارة، حيث أطلقت 98 رأساً من المها العربي في محمية أم الزمول العام 2007، وفي عام 2010 أطلقت الهيئة 87 رأسا إلى محمية أم الزمول، وفي عام 2010 وحتى 2012 أدارت الهيئة عدداً من برامج إطلاق المها العربي في وادي رم بالأردن من خلال الشراكة مع سلطة منطقة العقبة الاقتصادية.

وكانت الهيئة قد استقبلت مؤخراً 40 رأساً من المها العربي تم إرسالها من الولايات المتحدة الأميركية لتكون جزءاً من برنامج إكثار المها العربي الذي يأتي ضمن برنامج إمارة أبوظبي الطموح لإعادة توطين المها العربي. ولقد تم نقل قطيع المها العربي الذي وصل مؤخراً إلى أبوظبي إلى مشروع الدليكة.

وسيتم إكثار قطيع المها العربي القادم من الولايات المتحدة والذي يضم 15 من الذكور و25 من الإناث مع قطيع المها الموجود في أبوظبي ضمن مشروع الدليكة. ويهدف نقل هذه المجموعة إلى أبوظبي ضمن برنامج الإكثار، إلى تعزيز التنوع الجيني للمها العربي في إمارة أبوظبي لإنتاج أعداد أكثر تنوعاً وصحة من هذا النوع.

وكنتاج لجهود المحافظة التي تبذلها هيئة البيئة أبوظبي، تعتبر أبوظبي اليوم موئلا لـ 3000 رأس من المها العربي، ما يعني أن عددها الإجمالي في دولة الإمارات يصل إلى 4000 رأس.

ومع نهاية العام الماضي تم اعتبار 13.2% من مساحة أبوظبي محميات بحرية أو برية، والتي تختلف فيها طرق الحماية. كما أن تلك المحميات لا تمثل جميع الموائل الهامة في أبوظبي، وحالياً لا تغطي المناطق المحمية غابات الغاف ولا الموائل الساحلية ولا السبخات الداخلية.

ويوجد في أبوظبي أربع مناطق معلنة كمناطق محمية وهي محمية الوثبة للأراضي الرطبة التي أسست بناءً على توجيهات الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله في عام 1998؛ وتعتزم هيئة البيئة ضمها ضمن اتفاقية حماية الأراضي الرطبة رامسار، وثانيا محمية المها العربي، ثالثا محمية الحبارى ورابعا محمية بو السياييف البحرية. وسجلت أعداد المها العربي في مشروع الدلكية العام الماضي زيادة ملحوظة، حيث يوجد في المشروع 120 رأس من المها العربي وبلغ عدد المواليد الجدد 12 رأساً خلال العام الماضي.

المصدر: هالة الخياط – الاتحاد