“سكتش فاكتور” تطبيق عن السلامة يثير جدلا عن العنصرية

منوعات

140811091149_sketch_factor_512x288_sketchfactor

لا تدفع بي بي سي لموظفيها علاوة مقابل المصاعب التي قد تواجههم للعيش في مدينة نيويورك، لكنه ربما ينبغي عليها ذلك.

هذا على الأقل ما يشير إليه تطبيق جديد يحمل اسم “سكتش فاكتور” أطلق يوم الجمعة.

ويستخدم هذا التطبيق بيانات تستقى من جمهور المستخدمين لتحديد المناطق “المريبة” وكذلك تحديد الاتجاهات الآمنة للسير.

ويشير التطبيق إلى أنه أسفل مكتب بي بي سي هنا، يتجول شخص “متأنق، غريب، طويل القامة وثقيل الوزن” ويحتضن الآخرين بشدة بلا داع.

وبالفعل تظهر هنا علامة “الأعلام الحمراء” التحذيرية على التطبيق حينما ينظر أحد المستخدمين إلى المنطقة المحيطة بالمكتب.

لكن من خلال قراءة التعليقات، تجد أن بعض التقارير لم تكن مقلقة لهذه الدرجة.

وتقول واحدة من هذه القراءات “يوجد ملجأ للمشردين أو ما شابه ذلك يؤوي الفقراء هنا، ويخرج المقيمون فيه إلى الخارج للاستراحة ولا يزعجون أحدا”.

ورطة

وضعت مثل هذه التعليقات مؤسسي التطبيق اليسون ماكغوير ودانيل هيرنغتون في ورطة.

وجاء في أحد التعليقات الرئيسية “الأشخاص البيض يبتكرون تطبيقا مريعا لتفادي المناطق المريبة”.

وقال تعليق رئيسي آخر “هل تريد تفادي المناطق الخاصة بالسود؟ هناك تطبيق لذلك”.

ولم يرد مؤسسا التطبيق على طلب للتعليق، لكنهما سعيا إلى تفنيد هذه المزاعم على موقعهما الإلكتروني.

وقال المؤسسان إن “سكتش فاكتور هو أداة لأي شخص، في أي مكان وفي أي وقت”.

وأضافا “لدينا آلية للإبلاغ عن التصنيف العنصري، وعن المضايقات والمناطق المهجورة القليلة الضوء، والأشياء الغريبة، أيا كانت”.

وأضافا بأنهما جربا التطبيق مع 100 شخص في فئات مختلفة من المجتمع في نيويورك.

وبعد أن حصلت على آراء مشجعة في هذا الشأن، تركت ماكغوير وهيرنغتون، الذي اشترك معها في تأسيس التطبيق، وظيفتيهما وانتقلا للعيش في مدينة نيويورك.

ونجح التطبيق في الوصول إلى المراحل النهائية في مسابقة “بيغ آبس” التي ترعاها المدينة، وحصد استثمارات بعدة آلاف من الدولارات.

وبالإضافة إلى بيانات المستخدمين، يتضمن التطبيق بيانات الجريمة العامة ومصادر موثوق بها.

تحمست ماكغوير لفكرة التطبيق بعد أن عاشت في واشنطن العاصمة بينما كانت تعمل موظفة في جهة أخرى.

السلامة من بيانات الجمهور

سكتش فاكتور هو واحد من المنتجات العديدة التي تهدف إلى الحصول على البيانات من الجمهور حول السلامة العامة في المناطق التي يعيش فيها المستخدمون ويسيرون فيها، وهو ليس الأول الذي يوصف بأن له علاقة بالتوجهات العنصرية.

ففي الخريف الماضي، تعرض موقع “غيتو تراكر دوت كوم” الذي لم يصمد طويلا أمام انتقادات حادة بسبب اسمه، الذي قد يراه كثيرون مسيئا، وبسبب تسميته للمنطقة بـ”غيتو” وتعني (حارة اليهود).

يأخذ هذا الموقع في الاعتبار تعليقات المستخدمين، وليس البيانات الرسمية، مثل معدلات الجريمة. (وقد تغير اسم الموقع لاحقا إلى غود بارت اوف تاون قبل أن يختفي تماما).

وحققت بعض التطبيقات نجاحا من خلال التركيز بصورة أكبر على مجتمعات محلية بعينها، ومثال ذلك شبكة “نكست دور” الاجتماعية الخاصة التي يمكن لمستخدميها في مناطق محددة التواصل مع بعضهم البعض بشأن قضايا محلية من بينها الإبلاغ عن الجرائم والعمل مع الشرطة لحل المشاكل.

ويقول الخبراء إن العنصر الرئيسي في هذا الأمر هو المستخدمين.

وقالت سيتا بينا غانغادهاران الباحثة البارزة في معهد “اوبن تكنولوجي” التابع لمؤسسة نيو أمريكا فاونديشن إن “الأدوات مثل سكتش فاكتور قد تكون فعالة للغاية لأحد المجتمعات المحلية في تحقيق السلامة من خلال السماح للأشخاص بمشاركة قصصهم، لكن ذلك يعتمد بالفعل على السياق”.

وأضافت “يمكنك أن تنظر إلى مجتمع محلي قد يكون لديه نزعات لكراهية الأجانب أو نزعات استقصائية للآخرين ويستخدم تطبيق مثل هذا على أنه امتداد لتحيزات موجودة بالفعل”.

المصدر: BBC Arabic