طلبتنا في مصيدة السـمنة.. و«التربيـة» تتصـدى بـ3 مبـادرات إنقـاذ

أخبار

على الرغم من المبادرات الكثيرة التي سبق أن أطلقتها وزارة التربية والتعليم لمحاصرة البدانة والسمنة بين طلبة المدارس، فإن الإحصائيات تقول إن الأمر لا يزال مستشرياً ومتجاوزاً جميع البرامج وحملات التوعية، ليفرض نفسه ظاهرةً تنذر بالخطر، وجعلت 22% من طلبة المدارس في الدولة يقعون في مصيدة وباء السمنة، ما دفع وزارة التربية إلى وضع الظاهرة في حجمها الحقيقي، والتخطيط لتنفيذ 3 مبادرات إنقاذية قريباً كفيلة، كما قال المسؤولون، باستئصال هذا الوباء من المدارس.

إلى ذلك، طالب العديد من التربويين بحل ناجع للكارثة الصحية، عبر تفعيل دور الكادر التمريضي في العيادات المدرسية، لمواجهة خطر السمنة التي تدهم الطلبة، خاصة في الحلقة الثانية، ومكافحتها والحد منها، إضافة إلى رفع سقف التوعية الصحية لدى الأهالي بضرورة الالتزام بالتغذية الصحية السليمة، بينما ناشد بعض الأهالي، ممن يعانون إدمان أبنائهم الأغذية السريعة ومواقع التواصل والإنترنت، أن يكون برنامج الحصة الرياضية أساسياً في الجدول الدراسي اليومي، وليس مجرد حصة في الأسبوع، مع اعتماد منهج دراسي تثقيفي، يوضح أهمية اتباع أنماط غذائية صحية.

3 مبادرات

وتعتزم وزارة التربية والتعليم إطلاق ثلاثة برامج ستغير واقع السمنة بين طلبة المدارس وجارٍ وضع خطة لتنفيذها، وتستهدف الطلبة المصابين بالسمنة كمرحلة تجريبية، بهدف خفض نسبة السمنة لدى مجموعة من الطلبة المصابين بها، من خلال رصد مستويات اللياقة البدنية، وأفادت بذلك عائشة الصيري، مديرة إدارة الصحة واللياقة البدنية في وزارة التربية والتعليم.

وكشفت الصيري أن الوزارة قطعت شوطاً كبيراً في الوقوف على واقع السمنة في المدارس، وإدراج مؤشرها ضمن السجل الصحي الإلكتروني للطلبة، ونتيجة لذلك قامت الوزارة بالعديد من الإجراءات الوقائية والعلاجية، للحد من انتشار السمنة والأمراض المرتبطة بها بين الطلبة في المراحل الدراسية كافة، وذلك من خلال تدريب جميع معلمي ومعلمات التربية الرياضية على كيفية إجراء الاختبارات الخاصة بمؤشرات السمنة عند الطلبة، من خلال ورش عمل تطبيقية، بهدف رصد مستويات السمنة عند الطلبة بمعدل مرتين في العام الدراسي الواحد، واستحداث قاعدة بيانات خاصة بمؤشرات النمو ومستويات السمنة عند الطلبة في المراحل الدراسية كافة، وربطها بسجل الطالب الإلكتروني، ومتابعتها من قِبل المدرسة وأولياء الأمور، بهدف وضع البرامج العلاجية لهم من خلال التنسيق مع المدرسة والمنزل.

تدريبات

وأضافت الصيري أنه تم تدريب الكادر التدريسي والإداري وأولياء الأمور من قبل اختصاصية نفسية، للتعرف إلى الطلبة الذين يعانون مشكلات نفسية ناجمة عن السمنة، كما تم تطبيق برامج سمارت، بالتعاون مع مؤسسة ماجد الفطيم لأعمال الخيرية، بهدف نشر ثقافة التوعية الصحية (الغذاء الصحي، النشاط البدني، القلب، صحة القلب وسلامته، ضغط الدم، السكري من النوع الثاني، السمنة، التدخين)، بين طلبة الحلقة الأولى والثانية والثانوي، من خلال إشراك الطلبة بشكل تفاعلي غير تقليدي، عبر ورش عمل تطبيقية رياضية وعلمية داخل أسوار المدرسة، تهدف إلى رفع مستوى الوعي الصحي، للحد من مشكلة السمنة والأمراض المرتبطة بها، وتطبيق برنامج «صحتي في رشاقتي».

متغيرات الحياة العصرية

من جهته، أكد الدكتور أسامة اللالا، اختصاصي الجهد البدني في وزارة التربية، أن متغيرات الحياة العصرية والتغيرات الجذرية التي حصلت في الحياة ودخول التكنولوجيا في متطلبات الحياة كافة، أدت إلى ظهور العديد من المشكلات المرتبطة بالصحة، وظهور ما يسمى بأمراض قلة الحركة الناجمة عن الخمول البدني، وما رافقها من مشكلات عديدة في الحياة، كالبدانة وأمراض القلب وتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم والسكري والضغوط النفسية وهشاشة العظام، إضافة إلى الضغوط النفسية، مما أدى إلى زيادة اهتمام دولة الإمارات بتوفير فرص ممارسة الأنشطة البدنية للمتعلمين في المراحل الدراسية كافة، وتعزيز أسلوب الحياة الصحي داخل أسوار المدرسة، لوقاية المتعلمين من تلك الأمراض، فلقد حرصت وزارة التربية والتعليم على توفير البيئة الصحية السليمة داخل أسوار المدرسة التي تسهم إيجابياً في إعداد الطلبة إعداد شاملاً متوازناً من الجوانب كافة (البدنية والنفسية والفكرية وروحية)، لخلق جيل قادر على مواجهة أعباء الحياة بكل كفاءة واقتدار، فكان التركيز على إعداد مناهج علمية متطورة، تهدف إلى تعزيز صحة المتعلمين ووقايتهم من الأمراض المزمنة، من خلال الأنشطة والبرامج المنهجية واللامنهجية.

منهج تثقيفي

إلى ذلك، طالب تربويون بتفعيل دور الكادر التمريضي في العيادات المدرسية، لمواجهة خطر السمنة التي تدهم الطلبة خاصة في الحلقة الثانية، ومكافحتها والحد منها، إضافة إلى رفع سقف التوعية الصحية لدى الأهالي بضرورة الالتزام بالتغذية الصحية السليمة.

وطالب بعض الأهالي، ممن يعانون إدمان أبنائهم الأغدية السريعة ومواقع التواصل والإنترنت، اعتماد منهج دراسي تثقيفي، يوضح أهمية اتباع أنماط غذائية صحية، وجدول لممارسة الرياضة، على أن يكون أساسياً في الجدول الدراسي اليومي، وليس مجرد حصة في الأسبوع.

خطر

وقال عصام الرفاعي، معلم رياضيات في مدرسة الشعلة الخاصة، إن تعزيز الممارسات الصحية السليمة يجنّب الطفل خطر الإصابة بالأمراض، والسمنة تحديداً بوابة للإصابة بالسكري والضغط، مشيراً إلى أن اعتماد منهج دراسي يؤتي ثماره بلا شك، وداعياً إلى تضافر جهود جميع القطاعات من تربية وصحة وإعلام لمكافحة الأنماط والسلوكيات الغذائية غير الصحية على مستوى المجتمع ككل.

وقالت هبة عبد العظيم، معلمة تربية فنية، إن رفع الوعي الصحي للطلبة يقلل من احتمالية إصابتهم بالسمنة، وبالتالي السكري وأمراض القلب، خاصة إذا تعاونت الأسرة مع المدرسة للوصول إلى الهدف.

وعزت ابتسام بوشليبي، مديرة مدرسة النوف بالشارقة، انتشار السمنة إلى التغير الذي طرأ على النمط المعيشي، من حيث انتشار الأغذية غير الصحبة وتفضيل الطلبة لها وخمول الأبناء وما ترتب عليها من قلة النشاط البدني وعدم ممارسة الرياضة، كل ذلك أدى إلى ازدياد أعداد المصابين بالسمنة، موضحةً أن الوقت قد حان لوضع منهج تثقيفي علمي لمكافحة السمنة التي تزايدت معدلاتها بصورة ملحوظة، وضرورة التكاتف من أجل بناء مجتمع صحي خالٍ من الأمراض. وقال عمر الشامي: «لكوني ولي أمر لطالبين، أحدهما عانى مشكلة السمنة، أرى أننا نرتكب جريمة بحق أبنائنا عندما نسمح لهم بقضاء أوقات طويلة على أجهزة الهواتف وتوابعها من الأجهزة الإلكترونية، وكأنها أصبحت الطريقة الأسهل للتخلص من إزعاج الأبناء، وبالتالي نقضي على عقول أطفالنا، وخاصة عند تركهم من دون مراقبة أو متابعة.

أنشطة رياضية

وأكدت آسيا عزيز أنها تراقب بشدة ما تقدمه لأبنائها، وخاصة ابنها البالغ من العمر 6 سنوات، بعد أن أهملت في البداية في تقديم الوجبات الصحية له حتى أصيب بالسمنة، ونبهها الطبيب إلى أن وزنه لا يتناسب مع عمره، وحذّرها من مخاطر السمنة.

وتقول إنها عانت كثيراً مع ابنها لتغير من أساليبه الغذائية السيئة التي كان قد تعوّد عليها وألفها، خاصة أنه في سن صغيرة، ويرغب في تناول كل شيء، وخاصة الأطعمة التي تغري شهية الأطفال، فضلاً عن إدمانه المشروبات الغازية، إلا أنها في النهاية نجحت في إنقاص وزنه بالقدر المناسب، مشيرةً إلى أن ذلك لم يكن بالأمر السهل عليها كأم، أن تمنع ابنها من تناول ما يحبه من أطعمة ومشروبات، غير أن عزاءها في ذلك المحافظة على صحته، وإحداث تغيير إيجابي في سلوكياته الغذائية.

أما شيبة حسنين فأشارت إلى أنها تقدم لأطفالها وجبة صحية للفطور في المنزل قبل أن يذهبوا إلى مدارسهم، ولكنها تعطيهم مصروفاً لشراء وجبات خفيفة خلال اليوم من مقصف المدرسة الذي يشكّل الوجهة المفضلة لديهم، إلا أن بعض المطاعم المورّدة لهذه المقاصف لا تعير اهتماماً لأضرار بعض المواد الغذائية التي تبيعها للطلاب، مطالبةً بمزيد من المراقبة وإرشاد الموردين نحو توريد الوجبات الصحية للمدارس، ولا سيما تلاميذ المرحلة الابتدائية، حيث يؤثر سوء التغذية في البناء العقلي للأطفال في هذه المرحلة، وتلازمهم المشكلات الصحية حتى المراهقة.

أجيال بلا سمنة

مجلس الشارقة للتعليم تنبه لظاهرة السمنة بين طلبة المدارس، فأطلق مبادرة «أجيال بلا سمنة»، سعياً منه إلى تحقيق بيئة آمنة صحياً وغذائياً للطالب، من خلال التحفيز، ونشر البرامج الصحية والغذائية السليمة.

وأوضحت رجاء بشير، مسؤولة الرعاية الصحية في مجلس التعليم، أن المبادرة التي تم تنفيذها في المدارس بعد تعيين الكوادر التمريضية حظيت بقبول لدى الطلبة، مشيرةً إلى أنه يجري عمل فحوص للطلبة، لمعرفة معدلات السمنة بصورة علمية دقيقة، ثم وضع برنامج غدائي رياضي يتابعه ممرض المدرسة والمدرسة.

غياب الطبخ المنزلي إهمال خطر

قال الدكتور أسامة اللالا، اختصاصي الجهد البدني في وزارة التربية، إن مصيبة الوزن الزائد بين طلبة المدارس حتى في الحلقات الأولى بدأت تتفاقم وتزداد يوماً بعد يوم، مع تغير نمط الحياة ودخول تقنيات التكنولوجية الحديثة إلى كل بيت، كالكمبيوتر والإنترنت والآي باد والآي فون، حتى إنها أصبحت في متناول كل الفئات العمرية دون استثناء، مما نجم عنه انخفاض ملحوظ في مستويات النشاط البدني، وتدني مستويات اللياقة المرتبطة بالصحة، وذلك من جرّاء زيادة ساعات الخمول والكسل، وكذلك أفول نجم الطبخ المنزلي، وصعود نجم الوجبات السريعة العديمة الفائدة.

خطة

الأجندة الوطنية: 12 % نسبة الأطفال البدناء في 2021

تستهدف الأجندة الوطنية في 2021، خفض نسبة الأطفال الذين يعانون من السمنة لتصبح 12 %، ويأتي هذا المؤشر ضمن محور نظام صحي بمعايير عالمية، وهذا المؤشر يقيس عدد المصابين بالسمنة من الأطفال بالنسبة لإجمالي عدد الأطفال من السكان في الفئات العمرية 5 ـ 17 سنة، وبحسب هذا المؤشر فإن وزارة الصحة ووقاية المجتمع هي المنسق الرئيسي لتحقيق هذا المستهدف.

والتعريف المعتمد للسمنة عند الأطفال هو: الأطفال الذين يظهرون انحرافاً معيارياً أعلى من العلاقة الارتباطية بين متوسط الوزن والطول بمقدار +2 درجة فأعلى وفق الرسوم البيانية للنمو الخاصة بمنظمة الصحة العالمية لعمر الطفل مقابل كتلة الجسم.

وتتطلع الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021 إلى تطبيق نظام صحي يستند إلى أعلى المعايير العالمية، حيث ستعمل الدولة وبالتعاون مع جميع الهيئات الصحية بالدولة على اعتماد كافة المستشفيات الحكومية والخاصة وفق معايير وطنية وعالمية واضحة من ناحية تقديم الخدمات وجودة وكفاية الكادر الطبي.كما تتطلع الأجندة الوطنية إلى ترسيخ الجانب الوقائي وتخفيض معدل الأمراض المتعلقة بنمط الحياة كالسكري والقلب وأمراض السرطان.

تم تطبيق برنامج مكافحة السمنة «عشها صح»، الذي أطلق تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، حفظها الله، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم والخدمات العلاجية الخارجية واليونيسيف، بدءاً من العام الدراسي 2011 وحتى 2014، وكان له أثر إيجابي في تحسين وتغير نمط حياة طلبة المدارس، وذلك من خلال اختيار 8 مدارس في كل سنة دراسية من مدارس الحلقة الثانية «ذكور وإناث»، بهدف تثقيف كل الطلبة بالمدرسة من خلال سلسلة من الإجراءات التوعوية التثقيفية وتشمل إجراء القياسات المتعلقة بالسمنة كونها مرحلة أولية وبعدية (الطول، الوزن، مؤشر كتلة الجسم، محيط الوسط،نسبة الشحوم بالجسم )، والتثقيف الصحي، من خلال توزيع استبانات القبلة والبعدية لقياس مستوى الوعي الصحي والثقافي حول نمط الحياة بين الطلبة من خلال 16 موضوعاً متعلقاً بنمط الحياة الصحي ووسائل تطبيقها، كما تم تطبيق 20 جلسة نشاط بدني متخصصه للطلبة، الذين يعانون من السمنة داخل المدرسة، بمعدل 45 دقيقة للجلسة الواحدة من خلال مدربين متخصصين.دبي – البيان

30 %

تعد السمنة عاملاً خطراً رئيساً للإصابة بالداء السكري من النوع الثاني، الذي أصبح ينتشر بين الأطفال بنسبة تصل إلى أكثر من30%، ما يؤدي إلى الإصابة بالعمى وعجز الكلى والبتر والإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وأمرض القلب وارتباطها بالعديد من الأمراض العضوية والنفسية كالعزلة الاجتماعية، والكآبة وتدهور التحصيل الدراسي.دبي- البيان

مبادرة

«عشها صح» تجربة ناجحة تستحق الاعتماد

تم تطبيق برنامج مكافحة السمنة «عشها صح»، الذي أطلق تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، حفظها الله، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم والخدمات العلاجية الخارجية واليونيسيف، بدءاً من العام الدراسي 2011 وحتى 2014، وكان له أثر إيجابي في تحسين وتغير نمط حياة طلبة المدارس، وذلك من خلال اختيار 8 مدارس في كل سنة دراسية من مدارس الحلقة الثانية «ذكور وإناث»، بهدف تثقيف كل الطلبة بالمدرسة من خلال سلسلة من الإجراءات التوعوية التثقيفية وتشمل إجراء القياسات المتعلقة بالسمنة كونها مرحلة أولية وبعدية (الطول، الوزن، مؤشر كتلة الجسم، محيط الوسط،نسبة الشحوم بالجسم )، والتثقيف الصحي، من خلال توزيع استبانات القبلة والبعدية لقياس مستوى الوعي الصحي والثقافي حول نمط الحياة بين الطلبة من خلال 16 موضوعاً متعلقاً بنمط الحياة الصحي ووسائل تطبيقها، كما تم تطبيق 20 جلسة نشاط بدني متخصصه للطلبة، الذين يعانون من السمنة داخل المدرسة، بمعدل 45 دقيقة للجلسة الواحدة من خلال مدربين متخصصين.

المصدر: البيان