علماء ألمان يتعرفون على أسباب السرعة المدهشة للشواهين

منوعات

يعتبر طائر الشاهين أو الباز أو الصقر الجوال Peregrine Falcon الأسرع طيرانا في عالم الحيوان، ويشتهر بانقضاضه السريع لاصطياد فريسته. وعلى الرغم من إعجاب الجميع به، فإن مقدرته على تحقيق سرعات تصل إلى 200 ميل (322 كيلومترا) في الساعة، لدى انقضاضه بدقة، بقيت لغزا من الألغاز. وقد سجلت أكبر سرعة له، بحدود 242 ميلا (389 كيلومترا) في الساعة، استنادا إلى «ناشيونال جيوغرافيك».

وقد قام فريق من العلماء الألمان أخيرا بدراسة هذا الطائر، مستخدما سلسلة من الكاميرات لتحري الديناميكية الهوائية ليكتشف الباحثون أن ريشه ينتصب لتخفيض مقاومة الهواء. وينتشر الطائر في كل مكان على هذه الأرض، باستثناء المناطق القطبية البعيدة النائية، والجبال العالية، والغابات المطرية الاستوائية، مما يجعله من أكثر الجوارح انتشارا في العالم.

وتأكل هذه الصقور، الطيور المتوسطة الحجم التي تقوم بالتقاطها أثناء طيرانها. ويبلغ قياسها عادة بين 35 و58 سنتيمترا في الطول، وتكون الإناث منها أطول من الذكور بمقدار الثلث.

* أسرار الانقضاض هذا الانقضاض السريع للطائر يزيد من صعوبة فهم العلماء لمعرفة ما يجري. ولحل هذه الإشكالية قام الباحثون من جامعة فريبيرغ للتعدين والتقنية، ومن جامعتي بون وغيسن في ألمانيا، بتدريب عدد من طيور الشاهين لكي تنقض من أعالي سد إلى أسفله لتلقي مكافأة. وقد قاموا بذلك ليتمكنوا من متابعة تحليق هذه الطيور عبر مسلك، أو ممر يمكن معرفته، مما يسهل وضع خريطة تفصيلة للعملية هذه، استنادا إلى دراسة نشرت في مجلة «بلاس وان».

وقد ركزت كاميرات عالية السرعة على أجزاء مختلفة من جدار السد، الذي بلغ طوله 60 مترا لتصور الطيور من زوايا مختلفة، ليقوم العلماء بعدها باستخدامها لمعرفة خط العملية الانقضاضية ومسارها. وهذا أمر غير ممكن تقريبا في البرية نظرا لعدم وجود إشارات، أو نقاط مرجعية لدى تصوير الطيور. وقد نظر الباحثون إلى تدفق الهواء وانسيابه فوق سطح الطائر المستخدم نموذجا، عن طريق وضع طبقة رقيقة من طلاء الزيت عليه، وتفحص نمط الخطوط التي تخلفت من جراء ذلك، مما أعطاهم فكرة عن أسلوب تدفق الهواء.

كذلك تعقبوا حركة الأجزاء الصغيرة التي جرت إضاءتها عن طريق الليزر في نفق للرياح، لمعرفة كيفية تنقلها عبر سطح جسم الطائر.

وعن طريق تحليل البيانات وصور الفيديو الملتقطة للطيور أثناء تحليقها، اكتشف العلماء أن القليل من الريش الصغير ينتصب بين الجناحين عند الظهر بغية تعزيز الديناميكية الهوائية لدى بلوغ السرعة القصوى خلال عملية الانقضاض لإبقاء الهواء متدفقا بنعومة وسلاسة فوق الجسم. ويخفض هذا الريش المنتصب من مقاومة الهواء، ويمكن ربطه بالرفاريف الموجودة عادة على أجنحة الطائرات، أو حتى بالسطوح الانسيابية التي تركب عادة على السيارات الرياضية.

وأظهرت الصور العالية التحديد للشواهين المنقضة أن ريشها ينتصب في المناطق المتساوية، حيث يحصل انفصال بانسياب الهواء. كما لاحظوا أن الشكل النموذجي لأجسام هذه الطيور وأجنحتها في السرعات الانقضاضية القصوى يتحول إلى شكل «V» اللاتيني.

واستنادا إلى الدراسة، فإن الجناح ليس مستقيما، لكنه ذو تركيب متماوج متعرج عند الفجوات الموجودة بين العنق وكلا الكتفين. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الطيور كانت في طريقها إلى الانقراض في أميركا، لكنها سرعان ما عادت وانتعشت مجددا بعد تحريم استخدام مادة «دي دي تي» وغيرها من مبيدات الحشرات في السبعينات من القرن الماضي.

المصدر: الشرق الأوسط