في إكسبو.. صانعات المجد

آراء

في إكسبو هناك جناح للمرأة، من خلاله سيكون التحليق، وستكون الرفرفة، وستكون للمرأة مساحة بفضاء قدراتها على صناعة المجد، وصياغة الفرح، والتعبير عن دورها على مر الآماد في ترسيخ قاعدة أنها من ضلع الحياة وجدت نفسها في المشهد جناحاً له ألوان النمو، والانتماء، والبناء، لها في السيرة الذاتية ما يجعل القلب يخشع والعين تدمع، والرأس يزخرف شجيراته بلون البهاء، ولأن الإمارات سبقت الجميع في تنسيق مشاعر المرأة، وترتيب خصلات وجدانها، وتهذيب أضلاع مشاعرها، ووضع طموحاتها عند مصب الإبداع، ومنبعه، والوقوف معها في السرّاء والضرّاء، والثبات عند مبادئ المساواة على قدم وساق، ومرافقتها إلى حيث تكمن الأهداف السامية، وقد أثبتت هذه المرأة، الأم، والزوجة، والأخت، والحبيبة أنها مهد الحبّ، وموئل العاطفة السخية، عطاءً، وبذلاً، وانتماءً، ووفاءً، وعندما تفتح الأرض منابعها لكي ترشف منها المرأة، فإنما هي الجبلة الأولى لعلاقة مصونة بين المرأة والأرض، ولأن الأرض هي الطريق التي تسير عليها تطلعات الرجل، أصبح من البدهي أن تكون العلاقة بين الاثنين علاقة تكامل، وفي سير الأولين وجدت المرأة نفسها عند مضارب القوم مزارعة وتاجرة، ومربية، تقف كتفاً بكتف مع أخيها الرجل، وتؤازره، وتؤاخيه، بنخوة الصحراء النبيلة، وفضيلة النخلة النجيبة.

اليوم وقد اتسعت حدقة الطموحات، وأصبحت التطلعات بحجم تضاريس الكرة الأرضية، صار من المحتم أن تمد المرأة إلى الأفق، وتبحث لها عن قناة بحرية توصلها إلى حيث تسمق شاهقات البراعة والمهارة، فتنصب خيامها هناك وتجمع كل إمكانياتها لتشارع في الحفل، وتكون هي القاسم المشترك بين الطموحات الوطنية والنجاح المأمول في كل خطوة يخطوها الوطن.

وفي إكسبو لأن الحفل، بهيج ولأن الجمع غفير، ولأن المحتفلين هم أرباب العقول النيّرة، والمهارات المدهشة، والابتكارات المذهلة، ولأن إكسبو في دبي بالأخص، فإنه يتطلب أن تكون المرأة حاضرة لأنها هي القيثارة التي سوف تدوزن أوتار النجاح في هذا الميدان شاسع العطاء.

المرأة ستكون حاضرة بقوة ملكاتها الإبداعية، وجزالة فكرتها، وبدهية قريحتها، ومتانة صلتها بالصبر وتحمل أعباء المشاركات التاريخية.

المصدر: الاتحاد