لأول مرة منذ استقالته.. الحريري في بيروت ولبنان يترقب خطوته المقبلة

أخبار

يترقب اللبنانيون، اليوم الأربعاء، الخطوات المقبلة التي سيتخذها رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري غداة عودته إلى بيروت، لمعرفة إن كان سيصر على استقالته أو سيتراجع عنها.

ووصل الحريري ليل الثلاثاء إلى مطار بيروت بعد توقف في القاهرة ولارنكا، وتوجه مباشرة إلى ضريح والده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري الذي اغتيل في وسط بيروت في 14 فبراير 2005.

ورفض الحريري بعد وصوله الإدلاء بأي تصريحات للصحافيين مكتفياً بتوجيه كلمة “شكراً” للبنانيين، في وقت نظم مناصروه مواكب سيارة في شوارع عدة في بيروت وأقاموا تجمعات احتفالية مرددين شعارات داعمة له.

وقال أحد مناصريه عبر قناة محلية “ليعرف الجميع، لا يمكن أن يأتي رئيس حكومة إلا سعد الحريري”.

وأضاف آخر “سعد الحريري ليس رئيس حكومة لبنان فحسب، إنه زعيم”.

ودعا تيار المستقبل الذي يرأسه الحريري، مناصريه إلى التجمع أمام منزله الذي يُعرف بـ”بيت الوسط” عند الساعة الواحدة (11,00 ت غ) من بعد ظهر الأربعاء ترحيباً بعودته.

ويحضر الحريري، صباح اليوم الأربعاء، احتفالات عيد الاستقلال في وسط بيروت، على أن يشارك ظهراً في استقبال رسمي للمناسبة ذاتها في القصر الرئاسي.

ومن باريس التي وصلها السبت قادما من العاصمة السعودية الرياض، انتقل الحريري أمس الثلاثاء إلى القاهرة، حيث التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قبل أن ينتقل إلى لارنكا في طريقه إلى بيروت.

وكرر الحريري، أمس الثلاثاء، أنه سيطلق من بيروت مواقفه السياسية بعد لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون.

وقدم الحريري في الرابع من نوفمبر الجاري، في خطاب متلفز، استقالته من منصبه بشكل مفاجئ، موجهاً انتقادات لاذعة إلى كل من إيران وميليشيا حزب الله، المشارك في حكومته.

وتتوجه الأنظار في الساعات المقبلة إلى المواقف التي سيعلنها الحريري لناحية استمراره في الاستقالة أو تراجعه عنها.

في حال أصر على استقالته، لن يجد رئيس الجمهورية خياراً سوى القبول بها، لتنتقل الحكومة إلى مرحلة تصريف الأعمال، حيث تتابع تسيير الأمور الملحة والضرورية فقط.

ويبدأ عون، إثر ذلك، استشارات نيابية مع كافة الكتل النيابية، يختار بناء على نتائجها الشخصية التي سيكلفها تشكيل الحكومة.

في حال اختارت الغالبية الحريري مجدداً، يعيد رئيس الجمهورية تكليفه مرة أخرى تشكيل حكومة جديدة.

وقد يتيح هذا الخيار للأفرقاء السياسيين الفرصة للتوصل إلى تسوية جديدة، من شأنها أن تبعد لبنان عن التوتر الإقليمي المتصاعد، على غرار التسوية التي أوصلت الحريري قبل عام إلى رئاسة الحكومة وأتت بعون رئيساً للبلاد.

وحمل الحريري خلال استقالته على إيران وحزب الله متهماً الأخير بفرض “الأمر الواقع” وعدم الالتزام بمبدأ “النأي بالنفس” عن النزاعات في المنطقة.

وربط الحريري تراجعه عن الاستقالة، خلال مقابلة تلفزيونية في 12 نوفمبر الجاري، “باحترام النأي بالنفس والابتعاد عن التدخلات التي تحدث في المنطقة”.

المصدر: الاتحاد