محاولة حمد بن جاسم غسل سمعة قطر فشلت

أخبار

يبدو النظام القطري متخبطًا أكثر من أي وقت مضى، خاصة في ظل تفاقم الأزمة الداخلية التي يعاني منها في الوقت الراهن ومع تصاعد وتيرة الغضب في صفوف القطريين الرافضين لممارسات «الحمدين» والتدخلات الخارجية القطرية ودور الدوحة في دعم وتمويل الإرهاب وكذا علاقاتها المشبوهة.

وزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، خلال تصريحاته الأخيرة، حاول أن يبرئ قطر من تلك الأمور، في حوار «تزييف الحقائق» إعمالًا بالنهج القطري في الكذب والتضليل.

حاول بن جاسم غسل سمعة قطر التي تدعم وتمول الإرهاب حول العالم.

وذلك ضمن محاولات «الحمدين» لمراوغة العرب والتنصل من المطالب، وفي إطار «المواجهة الدبلوماسية» القائمة بين الدوحة والدول الداعية لمكافحة الإرهاب. وتوقف مراقبون عند قول حمد عن قادة قطر إن «عقولهم صغيرة» عندما قال «لا تلومونا وخذونا على قد عقولنا»، في حين يمتدح عقول الإسرائيليين حين أشاد بما أسماه «فكر الإسرائيليين وقدرتهم على التطوير وجذب الاستثمارات».

ورأى أمين لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري النائب البرلماني طارق الخولي، أن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، يخاطب الغرب من خلال تلك التصريحات وليس الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، فهو يحاول تبرئة ساحة الدوحة رغم أن دلائل دعمها وتمويلها للإرهاب وشواهد ذلك خلال عقدين من الزمن بمثابة حقائق ومسلمات الجميع يدركها وليست مطروحة للنقاش لإثباتها من عدمه، لأنها صارت أمرًا مكشوفًا للجميع.

وشدد البرلماني المصري على أن تصريحات «بن جاسم» يمكن وصفها بكونها ضمن المراوغات التي تقوم بها السلطات القطرية في ظل الحرب أو المواجهة الدبلوماسية القائمة الآن مع الرباعي العربي، في إطار سعي قطر إلى إجهاض تحركات الرباعي العربي أمام المجتمع الدولي.

رأس الأفعى

وبدوره، قال رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة د.سعد الزنط، إن حمد بن جاسم هو رأس الأفعى في الأسرة الحاكمة في النظام السابق والنظام الحالي في قطر، وهو الذي كان يتولى بنفسه إدارة عمليات تمويل الإرهاب سواء بدعمه لحركة حماس الفلسطينية أو جماعة الإخوان، أو لبعض قادة الرأي ومنظمات المجتمع المدني العاملة ضد دول الخليج ومصر.

وعن توقيت تصريحات حمد بن جاسم وإطلاقه لتلك التصريحات التي حاول من خلالها نفي كل ما تقوم به قطر من دعم وتمويل للإرهاب، شدّد الزنط على أن حمد «يحاول غسل يديه من الاتهام المباشر الذي وجهته إليه الدول العربية وبعض الدول الغربية»، مشددًا على أن هناك توجهًا دوليًا شبه جاد لمحاكمة النظام القطري.

وشدد الحقوقي المصري عضو الفريق القانوني الدولي لملاحقة رؤوس النظام القطري في المحاكم الدولية أحمد عبد الحفيظ، على أن تصريحات حمد بن جاسم تجافي الحقيقة، أما بشأن دور قطر في مصر وعن العلاقات بين قطر والإخوان فهو «كلام فارغ» إذ أنه لولا احتضان قطر للإخوان بعد 30 يونيو وسقوط مرسي آنذاك لما سمع لهم أحد صوتًا.

وأفاد بأن حمد بن جاسم أراد من خلال تصريحاته أن «يلمّع» نفسه في الأوساط القطرية الداعمة للنظام الحاكم. كما حاول أن يتفادى المعارضة في قطر.

دور مشبوه في ليبيا

وانتقد سياسيان ليبيان تصريحات حمد بن جاسم والتي حاول خلالها نفي علاقة الدوحة بما حدث في ليبيا والتغطية على التدخلات القطرية في الشأن الليبي، والتي تحدّث فيها كذلك عن علاقة النظام القطري بنظام معمر القذافي.

واعتبرا أن حمد حاول من خلال تلك التصريحات المتعلقة بليبيا تبرير الدور القطري المشبوه في ليبيا وهو دور واضح لعبته الدوحة لزعزعة أمن واستقرار البلد، وهنالك العديد من الشواهد والأدلة التي تمتلكها السلطات الليبية في ذلك الصدد.

ووصف السياسي الليبي أسعد زهيو تصريحات حمد بأنها «محاولة بائسة للدفاع عن قطر في اتجاهات عدة.. أولاً: محاولة لتحسين العلاقة مع المملكة العربية السعودية على حساب ليبيا وعلى حساب رجل لم يعد باستطاعته الدفاع عن نفسه فهو بين يدي الخالق (القذافي).. وثانيًا: محاولة لتبرير الدور المشبوه الذي لعبته قطر لزعزعة الاستقرار في ليبيا من خلال الحديث عن إخلال العقيد القذافي بتعهداته تجاه قطر وبالتالي عملت قطر لتصفية حساباتها مع ليبيا».

وفنّد رئيس المرصد الليبي لحقوق الإنسان ناصر الهواري، الدور المشبوه الذي لعبته الدوحة في بلاده، مشددًا على أن لقطر دوراً كبيراً وواضحاً في ليبيا خاصة مع بدء الصراع المسلح في البلد، إذ دعّمت الدوحة كل التنظيمات المتطرفة، ولا زالت تدعمهم.

وأكد على أنه في بداية الصراع المسلح في ليبيا ظهر الدور القطري مباشرة في ليبيا، خاصة عبر الآلة الإعلامية الممثلة في قناة الجزيرة، والتي نقلت آنذاك أخبارًا غير حقيقية لإشعال الغضب وإخافة الليبيين، ونقلت أنباء عن سقوط عشرات الآلاف من القتلى وحملات اغتصاب للنساء وغيرها من الأخبار التي حرصت الجزيرة على نشرها في تلك الفترة وكانت لها مردودات سلبية على الليبيين.

التآمر على السعودية

وقال المحلل السياسي الفلسطيني د.ناصر اليافاوي، إن معظم الحوادث الإرهابية التي شهدتها السعودية تقف خلفها قطر، وبلغ الأمر أن تكالبت قطر على السعودية في مجال التآمر على المنتخب السعودي الوطني. وأوضح أن قطر تعتبر يد إيران في محاولة زعزعة البناء الداخلي السعودية، بإثارة البلبلة والفتنة في البحرين والسعودية، كما أحبطت قطر أي اتفاق إقليمي قامت به السعودية، خاصة في اتفاق المصالحة الفلسطينية الموقع في مكة برعاية سعودية، فهذا خير دليل.

وقال المحلل السياسي د.مازن صافي، إن المقابلة المصورة لحمد بن جاسم، يمكن إدراجها في مساق اجترار الماضي وربطه بالحاضر، مع إعادة صياغة أحداث من التاريخ لغرض إيصال رسالته، وهي الزعم بأن قطر تتعرض منذ 20 عاماً إلى الطعن من الجيران ومحاولة الالتفاف على قرارها الداخلي، وهي نفس أسطوانة المظلومية المشروخة التي يستخدمها تنظيم الحمدين للهروب من استحقاقات حل الأزمة.

أما الاستشهاد بزعماء يغيبون الآن عن المشهد بسبب الوفاة، فاعتبر أن هذا الأمر لا يمكنه إلا أن يزيد الغوص في تفاصيل وردود أفعال لن تستفيد منها قطر للخروج من أزمتها الحالية، وقد وصفت السعودية ملف قطر بالصغير جداً جداً جداً، مما يعني أن قطر يجب عليها أن تعيد قراءة الواقع والمؤثرات الخارجية والتطورات في المنطقة.

ويرى المحلل السياسي أكرم عطالله، أن التصريحات القطرية في تآمرها على السعودية تحمل احتمالين، الأول انه اعتراف ودعوة لقطر لتقديم التنازلات من اجل إعادة العلاقات مع السعودية، والثاني تحريض وقطع آخر شئ بالعلاقة ما بين السعودية وقطر. ولفت إلى أن الاعتراف الصريح هو إدانة لقطر حتى لا تقدم للسعودية أي تنازل، ولكن ليس غريباً أن يكون العكس، وهو جزء من جملة من التآمر القطري على تونس ومصر وسوريا وليبيا بشكل واضح.

شهادات جديدة

وأكد المحلل السياسي الأردني د. نبيل العتوم أن هذا الاعتراف ليس بالجديد وإنما هو تأكيد إضافي على تورط قطر في قضايا عديدة تمس الأمن القومي العربي. فالاعتراف صريح وواضح ويبرهن كيف أن قطر من خلال أدوات عديدة من بينها قناة «الجزيرة» ساهمت في دعم الفوضى في المنطقة وعملت على استنزاف الموارد والقدرات العربية من خلال أجندة مشبوهة وغير إيجابية.

وقال إنه ينبغي على قطر أن تضع حداً لتجاوزاتها وأن تنظر بكل مسؤولية إلى قائمة المطالب الـ 13، وعدم السماح لإيران باستغلال هذا الخلاف من اجل المزيد من التوغل والوصول إلى أهدافها.

وقال الكاتب الأردني جهاد أبو بيدر إن من تابع المقابلة التلفزيونية يدرك مدى التخبط والتناقض الذي تعيشه قطر، فتصريحات المسؤولين لديهم متناقضة وهذا يرمز إلى حالة من الارتباك الداخلي وعدم الانسجام. العالم كله بات يدرك أن قطر متوغلة في دعم الإرهاب في دول عديدة، والاعترافات التي جاء بها رئيس الوزراء القطري السابق إنما هي شهادات تأتي أهميتها في كونها مقدمة من طرف قطري له وزن سياسي مهم.

المصدر: البيان