مع سلمان بن عبدالعزيز

آراء

لم تمر أسابيع قليلة على مكالمة طويلة فاجأني بها الأمير سلمان بن عبدالعزيز، في حديث أبوي كريم، حول بعض الأحداث الراهنة. ومن منا في الوسط الإعلامي لا يحمل ذكرى خاصة، من مقابلة أو مكالمة، مع الأمير سلمان؟ 

قال لي الأمير، من ضمن ما جاء في مكالمته الكريمة، إنه يختلف معي أحياناً لكنه يحترمني. وهذه، وربي، غاية المبتغى عندي، فالاختلاف في الرأي عند الكبار لا يعني مصادرة للرأي الآخر أو اختلاق عداوة مع صاحب الرأي المختلف، كم مرة تمنيت أن أقول لبعض صغار المسؤولين عندنا: أرجوكم: لا تصنعوا مني عدواً لأنني لست كذلك ولا أود أن أكون كذلك، نحن نقول أو نكتب أحياناً ما يزعج أو يستفز البعض. لكن القصد غالباً المصلحة الأكبر، وتلك هي طبيعة الكتابة الناقدة. 

والكاتب ليس من «الملائكة» أو منزها عن الخطأ والتقصير. ولهذا يزداد التقدير لرجل دولة كبير مثل سلمان بن عبدالعزيز. وإلا ما الذي يضطره، وهو المزحوم بأعباء مسؤولياته الجسام، أن يهاتف كاتباً ويحاور صاحب رأي لولا أنه يحترم أهل الفكر ويقدر مسؤولية الإعلام وأهميته؟ 

اليوم وقد تولى الأمير مسؤولية ولاية العهد، وهو الجدير بالمهام الكبرى، فمن المتوقع أن تستمر السياسة الخارجية السعودية في حيويتها خصوصاً في زمن التحديات والمخاطر الكبرى على مستوى المنطقة كلها. ما من مراقب لما يجري في العالم العربي اليوم إلا ويطرح الأسئلة عن الدور السعودي كعامل حسم في مجريات الأحداث الراهنة. ودول مجلس التعاون أكثر المعنيين بهذا الدور في ظل تنامي المخاطر حولها التي من أبرزها تهديدات إيران واستفزازاتها التي لا تتوقف. 

أما على الصعيد الداخلي فإن تحديات التنمية كثيرة ومستمرة. وفي كلتا الجبهتين، الداخلية والخارجية، لابد للإعلام أن يلعب دوره النقدي. والنقد يمكنه أن يكون فعلاً من أدوات البناء، ومع رجل بحكمة سلمان وتجربته وسعة صدره لابد لإعلامنا أن يرتقي بأدائه ويمارس مسؤولياته ويعيش ربيعه! 

 

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق السعودية بتاريخ (٢٥-٠٦-٢٠١٢)