الخميس ٢١ أكتوبر ٢٠٢١
العالم في سباق مع الزمن، والعقل البشري يدق أجراس النهوض، والحضارة الإنسانية تستيقظ على رنين المطرقة والسندان، ومنذ بداية القرن التاسع عشر قرن الثورة الصناعية، والبشرية تتفتق قريحتها على إبداعات مذهلة حققت نبوءة فيلسوف الوجود مارتن هايدجر والذي قال الإنسان راعي الكون؛ لأنه القائم على أحوال مستجدات الطبيعة، وما تلهمه، وما تقدمه من مثيرات، وأسئلة، حيث وجد الإنسان نفسه في الصدارة بين جميع المخلوقات، وعلى عاتقه تقع مسؤولية ترتيب التفاصيل في طبيعته الخلابة، وتشذيب معطياتها، وتأكيد قدرته على مواصلة الرقي، والنشوء برغم ما تعترضه من عواقب، وما تصادفه من عراقيل؛ لأن الإنسان الوحيد في هذا الكون الذي أنيطت به مسؤولية الالتزام الأخلاقي تجاه الحفاظ على الحضارة وحمايتها من العبثية، ورعايتها، والعناية بمنجزاتها الفذة. اليوم نجد وزارة الاقتصاد تسير على منوال الأمم الراقية، والشعوب المتحضرة، والعقول فائقة القدرة على الإبداع ومهارة التحديث لأدوات العمل. عندما تقوم الوزارة بتقديم التسهيلات لتمويل مشاريع الصناعة التكنولوجية، المتقدمة، وتقديم ضمانات لسداد القروض للشركات الصغيرة والمتوسطة، كما وتقدم برامج لتأمين حقوق الملكية الفكرية للشركات الناشئة، كل هذه معطيات سخية، وواعية بأهمية أن تصبح الصناعة مفتاح الدخول في نادي الكبار، والوقوف في مضامير المنافسة بجدارة، واقتدار، وثقة وثبات، وجسارة، وبقلوب لا تحركها رياح، ولا توعكها تباريح. الإمارات اليوم في المجالات المختلفة تقف نداً عنيداً، وصلباً في مواجهة…
الأربعاء ١٣ أكتوبر ٢٠٢١
ونحن نسبح على ظهر نجمة التألق، سوف نقطف بريق الفوز، وسف نمر عبر المضائق الصعبة، مكللين بأشرعة الإرادة، متوجين ببياض الأمنيات. ونحن نسير في فلك الكواكب البعيدة، سوف نمزق عباءة الليل الإنساني، وندخل في محيط النور، مصطحبين معنا تاريخاً مجيداً، تركه السالفون في دفتر الذاكرة، وها نحن نقرأ السطور، ونتلو آيات المجد العظيم، بقلوب أكثر جسارة من الحبال، وعقول أكثر صرامة من حذر الغافة، نغدق العالم بالمزيد من الدهشة، ونثريه بطاقة إيجابية فريدة، ولأن بلادنا اليوم أصبحت حقل اندماج الواحد في الكل، ولأن الإيمان بأننا استطعنا بالعزيمة كسر القشرة السميكة من فوق البذرة لتبدو منفتحة على العالم، ولكي تبرز الشجرة السامقة، بكل سهولة ويسر، صرنا في التحدي درساً، وفي التصدي طرساً، العالم يرتل أفكارنا، ويتابع أفعالنا، ويلاحق مسيرتنا، ويتفكر في إبداعنا، ويتأمل في منجزاتنا، ويتملى مشاريعنا، وكل ما يريده متاحاً لأننا لا نخبئ إمكانياتنا، ولا نخفي قدراتنا، كما أننا لا نسترق السمع لمن يشيننا لأننا وصلنا إلى قمم لن تطالنا السهام، ولن تنال منها الفظاظات، نحن هكذا تعلمنا القيادة بأن العمل الجيد مثل أهداب الشمس لا تخفيها الغمامات الداكنة، وهكذا علمتنا التجربة، بأن العقل الصافي مثل النهر، لن تغثه الأيدي الملوثة. الإمارات اليوم مثل البقعة النيرة في سماء مغشية بالغبار، الإمارات تسعى لتوحيد العالم ضمن مشاعر الحب، والولاء للإنسانية وفوق…
السبت ٠٢ أكتوبر ٢٠٢١
لحظة انطلاق النور من بين أكناف النجوم المتلألئة على بساط من تراب الوطن، كان المتأمل يقف عند جادة الفكر ويستدعي ماضياً قد توارى خلف شرشف من الدهشة التي استولت على قلبه، واحتلت مكاناً واسعاً في ذاكرته، حيث لم يزل يحتفظ بحزمة من الصور، والوجوه، والأحداث في سنواته المديدة التي قضت نحبها ولم يبق له سوى ذلك الوجه بأخاديده الأشبه بوديان حافة، وعينيه اللتين اكتسحهما بياض المراحل الغابرة، ويدين معروقتين تبدوان مثل حبل المراسي، لسفن السفر البعيد. المشهد من دبي، على أرض الإمارات، هناك شع النور، وبسط الجمال أجنحته، ووشاح من المدهشات أسدل بهجته على القلوب، وهذا المشاهد المذهول، يجلس على أريكة الانبهار محتدماً بأفكار، وخلجات، وحكايات تنقذف تواً على الذاكرة، قادمة من زمن ما، من حالة ما، من مواقف، يستشعرها وكأنها الصورة المقابلة في مرآته، حيث في إكسبو هناك التاريخ يقلب صفحاته، ويبري أقلامه، ويشحذ هممه، ويسرج خيوله، ويضع الزعفران على أخطام نوقه، ويقول للملأ هذه السانحة، انبلجت من رؤية الحكماء، هذه الدفقة، انبثقت من فطنة القيادة، وهي تسعى لريادة العالم عبر ميسم الحب، وإكسير الإرادة الصارمة، والتي تخيط قميص الأحلام، من أهداب الحرير، وتضع النقوش، غيمات مسترسلة في النث وكلما لمع بارق من ثنية، أو تابعة، كلما خفق قلب المتأمل، جراء بروز معلم، أو منجز، أو قلعة من قلاع…
الأربعاء ٢٩ سبتمبر ٢٠٢١
أيام وتزهر شجرة التفاح، وتدلي بعناقيد الفرح على تربة الناس الطيبين. أيام وتسفر السحابة عن شالها الفضي، وتسهب في النث، والحث، وتقبل وجنات، وخدودا، وتمنح المرايا سحنة البهاء، وتهدي البرايا حلم الوصول إلى الجنات على أديم الأرض. أيام ودبي تغرد في سماء العالم، بسيمفونية مطلعها أن الشاعر عندما يكتب قصيدته، إنما يرتلها بياضاً على صفحات التراب، لتصبح القصيدة، عشباً قشيباً، تلامسه نسائم البوح، فيصير أنامل تكتب تاريخ وطن، وتسجل ملحمة في الزمن اسمها دبي.. دبي التي روضت الخيل، كما أناخت صهوة الصعاب، وأرخت خيوطا من عناقيد الدهشة على كل منجز، وكل معجزة، هي تلك الفلذة النافذة في ثنيات الوجود، هي المهجة العابرة حدود الذات، متناولة الأطراف والمتون، ذاهبة في الشؤون، والشجون، منصرفة في كل الوقت، واللحظات والثواني في أرجاء المعرفة، مندمجة في تلابيب الحياة، حباً في الحياة، واليوم وقد شارف معرض إكسبو عند باب ونافذة، يطل على العالم بقناديل شوق، ومناديل توق، إكسبو الذي له في ضمير دبي أكثر من حلم، وأكثر من حبر وقلم يغذي السير باتجاه دبي، والحدقة واسعة، والطموحات عند شغاف النجوم، والأمنيات تتحدى أرقاماً لانهائية، ومفردات اقتصاد تبدو في الحياة، من أبجديات الشاعر ومن قاموس لغته الفاتنة، وعندما تلتقي القصيدة، ممسكة بلجام الخيل، تصير دبي الحادي يحدب في فيحاء أرضه، باحثاً عن جملته الحارة، ليكمل آخر…
الثلاثاء ٢٨ سبتمبر ٢٠٢١
في بقعة طفت على الأرض كأنها الموجة، كأنها اليقظة في عيني طائر صباحي، يجوب الفضاء بحثاً عن نجمة هطلت من السماء، واستقرت على أرض دبي، هنا في هذا الفيض، في هذا الروض، في هذا الجدل الثقافي، تبدو دبي قيثارة تحرك وجدان العالم نحو شاعرية، مرهفة، نحو بناء قصيدة ملحمية، نحو سرد قصة لتاريخ تعملقت حذافيره، وسمقت جذوره، وبسقت أغصانه، وهو يبوح من دبي، كيف يبدو العالم عندما يتزخرف بألوان الرؤى الضافية عند شغاف الغيمة، وعندما يصبح العقل منطقة مزدهرة بمبادرات إبداعية، منطقها إعادة صياغة شكل ومضمون العالم، ليصبح الوجود عرشاً مضاءً بأحداق الذين لا تقنعهم المحطات النمطية، ولا تكفيهم المسافات ما قبل المدى، هؤلاء صناع الكلمة في باطن القصيدة، كما أنهم سابكو اللجام عند خطوم الخيل المسومة، هؤلاء قارئوا الواقع، كما أنهم ناقشوا الفسيفساء في قاع الحقيقة، هؤلاء هم الكلمة الأولى بين شفتي الوجود، هم الجملة المفيدة في بوح الرواية، وما تفشيه من سر الأسرار، فهنا تكون دبي، وهنا تمضي ركاب الحلم ناهلة، من شوق، وتوق، ومن أحلام فرسان، لهم في الأطلال طلل، ولهم في الحوادث أحاديث، وسرد، وبطولات في وغى الأيام، وفي نواصيها. اليوم، والمشهد في دبي تتناثر نجومه بلورات على التراب الأبي، والشذا عرف، طافت منازله، عند أطراف ومتون، هذه دبي الوصل، فاصلة متصلة وجملة عرفانها موصول، ومجدول،…
الأربعاء ٢٢ سبتمبر ٢٠٢١
في دورته الثانية عشرة، يفتح معرض الكتاب في العين صفحاته مُوشّاة بزي الثقافة، مطرّزة بذهب المعاني الرفيعة، في عرس بهيج، تؤمه فلذات متشوقة لديوان شعري مسبوك بقصائد مدهشة، وقصة قصيرة تكثف حلم الأجيال، ورواية مذهلة تسرد حكاية الإنسان، وهو يمشي على الأديم بخطوات كأنها الوثب، في هذا المعرض يحضر الوطن بقوة الوعي وصرامة السعي إلى ثقافة تحمل هموم الوطن، وفكرة تتحلى في الأتون كأنها الأجنحة في فضاءات الفرح. في هذا المعرض تبدو جدائل الصفحات، جداول ري تروي عناقيد الأحلام، وتسقي جذور الطموحات، والساقي دائرة الثقافة - أبوظبي، هي ذلك النبع، هي ذلك الجذع، هي السحابة تهطل وعياً، وسعياً في رحاب المعرفة لكي تعزز من الأوتاد، وتركز من العماد، وتذهب بصوت الإمارات نحو آفاق، وأشواق، نحو مد بلا حد، ونحو أشرعة تفرد قماشتها على مدى الريح، وترسم صورة الإنسان في كل مكان، في تجلٍّ وعلا، وبقامة لها في الدنا ترانيم الغيمة وهي تعانق سقف السماء، وتدوزن الدندنة، في احتفاء له سمات الصحراء، عندما تكون رمالها حبات برَد، وتكون غافتها قبعة عملاقة، مرصعة بخرز الأفراح البهيجة. معرض العين للكتاب، هو ذلك النهار الطالع من أحشاء القرص الشمسي، هو ذلك السحر في مقلة النجوم المتلألئة، هو تلك الأيقونة الواقفة عند قرمة في زاوية القلب، هو ذلك الإنشاد الكوني في ضمير العشاق، وكل من…
الثلاثاء ٢١ سبتمبر ٢٠٢١
برؤية الشادي في فضاء الكلمة، يستدرج مركز اللغة العربية - أبوظبي المعنى في رموش الكلمات، ويستدعي وعينا بوشائج الندف في ضمير الجملة الزاهية، موردة المبتدأ والخبر مجدولة الفعل، مسدلة الفاعل، ناهضاً بأحلام أمة لها في المحسنات فصول وأصول، ولها في جداول الشدو أناقة الخطاب، ولباقة الجواب، عندما يكون اللسان لابن منظور يستقطب كل شاردة في الأتون، وكل واردة في فتنة المعاني، وسحنة المغزى. مركز اللغة العربية - أبوظبي، جاء لكي يضع النقطة على حرف الجيم، لتصبح الجيم أول حرف لكلمة جواب، والجواب على أسئلة الواقع، والذي كان يزحف تحت ركام من تراكيب لغوية أشبه بخردة المكائن المستعملة، واليوم ونحن بحضور هذا الكائن المستنبت من شجيرات في حقول بلد اعتادت أن تخرج للعالم بمطالع غيث يهطل، فيبطل يباباً، ويفتح باباً لسنابل عشب قشيب، ينسجم مع متطلبات الوطن، ورؤى القيادة، وطموحات شعب، أصبح في العالمين بارق الغيمات المشبعات بعذب اللقاء ما بين الأرض والسماء. القائمون على هذا المركز لهم الباع، واليراع، ولهم الصوت والصيت في بناء صرح كهذا له جذره وسبره في عقد التواصل ما بين الكلمة والنجمة، وما بين نعيم الفصاحة، وفضيلة الحصافة، هو كذلك يجعلنا نفتح أعيننا على زهرة اللوتس، وهي تبرز من بين الطين الثقافي، لتزهر، وتسفر عن جمال في الطلعة، وكمال في البديع الكوني، هو هكذا يخرج مركز…
الخميس ١٦ سبتمبر ٢٠٢١
ضلع من ضلعي الفتح الاقتصادي، يدخل حلبة النمو، والنهوض، وتطوير البناء الاقتصادي هو ذلك النسر الذي سيحلق، ويتألق، ويتدفق، ويرمق إلى مسافات أطول من الأفق، وأوسع المحيط، هو تلك القوة الضاربة إذا ما أراد أن يتقاسم رغيف التنمية، وإذا ما أراد أن يكون العضد، وإذا ما أراد أن يصبح في الزمان خليلاً، وجليلاً، ودليلاً على الوحدة العضوية في جسد الاقتصاد الإماراتي. فالدولة أعطت هذا القطاع ما جعله في الحياة سطراً عملاقاً في الجملة الفعلية، والدولة قدمت لهذا القطاع ما يسنده، ويقوي عضده ويرسخ جذوره، ويمكنه من النمو والارتقاء. اليوم جاء موعد التلاقي، والتلاقح، بين الاقتصادين، الحكومي، والخاص، اليوم تبدأ ملحمة الصعود إلى شغاف النجوم، اليوم جاء النداء من علو شاهق، ليقول لهذا القطاع، أنا وأنت في سماء الوطن، نظلل الأرض برفاهية الإنسان، وترفه، وبريقه، وأناقة مشاعره، أنا وأنت نستطيع أن نجعل من المواطن شجرة وارفة، ثرية بثماء العطاء، غنية، ببلورات الجمال. اليوم وضعت القيادة الرشيدة يدها على الجرح بضمادة الشفاء من كل علة ووهن، واستطاعت أن تشير بالبنان إلى منطقة بالغة الأهمية وهي القطاع الخاص، هذا العملاق الهادر، هذا العريق في تجاذبه، وتواصله مع النجاح، والفوز بجنان اقتصاد صارم بالغ القوة. هكذا سيبدو المستقبل، مبهراً، مزهراً، ، مثمراً، مقمراً، متطوراً، ساهراً على طمأنينة الوطن، واستقراره وازدهاره، وأمانه، وحلمه البهي. هكذا…
الثلاثاء ١٤ سبتمبر ٢٠٢١
أيها الأصيل، أيها الجميل، أيها الجزيل في معانيك، الفضيل في مغزاك، جاءتك البشرى على يدي من لدن حكمة، وشيمة، وقيمة، وقامة، وقوامة. لقد وصلت الرسالة، مشفوعة بمفردات الوفاء، والسخاء، وصلت الكلمة الحق وهي تطفو على صهوة إرادة بالغة الصرامة، والقوة، فالمواطن اليوم يشعر بأن الأرض التي شق أفلاجها، وحفر تربتها، وسقى زرعها، وصادق إبلها، وعشق خيلها، قد بلغت مبلغ النجوم، ووصلت إلى حيث تسقط الغيمة قطراتها مدرارة، على سقف أمنياته، وتجعله في العالمين كائناً استثنائياً، مميزاً في تعاطيه مع الحياة، تجعله أخدوداً في تلابيب الصحراء ينضح عذوبة، ترتاده نياق الخير، وتتذلل له جياد الأصالة. المواطن أولاً لأنه في البداية كان النفرة، وفي البداية كان الظفر، وفي البداية كان الكلمة في السطر الأول لنهوض الوطن، المواطن أولاً، لأنه العناية الأولى بالزرع، والضرع، وهو الرعاية لأعشاب الأرض، ومنابتها، وقوتها، وشربها. المواطن أولاً؛ لأنه الدرع، والصد، والمد في دياجير الليالي المدلهمة، والسعي إلى سف جريد الوطن بحبل الأنامل، وميسم اليعين المجردة. المواطن أولاً؛ لأنه ذلك البحار الذي أفرد الشراع لأجل سفر في الأعماق، على أثره يحمل بين الكفين لؤلؤة النجاح، والفوز بحياة مطمئنة آمنة. اليوم جاء الموعد المعقود، المؤزر بإرادة قيادة أوفت بالعهد، ومنحت الطيور أجنحة جديدة، لكي تستمر في الذهاب إلى الأفق، ولكي تتداول مع الحياة لقمة العيش الهانئ والحياة الآمنة. اليوم…
السبت ١١ سبتمبر ٢٠٢١
في الإمارات، أينما تولي وجهك فثمة إنجاز مبهر، يثلج الصدر، ويبهج النفس، ويسعد الوطن وأهله. عبدالله العرياني، ومحمد القايد الحمادي، كانا هناك، كانا في اليابان، حملا راية الوطن، منقوشة بحروف من ذهب، مسبوكة بقلائد من عزيمة قوية لا تلين، ولا تنثني، ولا تقبل غير الرقم المدهش، والميدالية الأثمن، الأحسن، لأن الإمارات بنت قناعات أبنائها على الرنو دوماً إلى المراكز الأولى، وإلى الصعود لمنصات التتويج، وتكليل الرؤوس بقبعات المجد المجيد. الإمارات الوحيدة في العالم التي لا يوجد على ترابها أصحاب همم، وإنما أصحاب هبات، لها عصف الرياح، وعزف الموجة عند سواحل الأمل. في الإمارات تصحو العيون، وتفتح جفونها، فترمش إلى ذاك الذي يقف خلف الأفق فتناديه الإرادة، قائلة: هيا ننخل صحن الحياة، ونشذب حبات قمحها، ونصنع قوت غدنا من حثنا، وبثنا، وخطواتنا الواسعة الممدودة عبر قيعان المحيطات، حتى آخر تلة في صحرائنا النبيلة. هؤلاء هم شبابنا، عيال زايد، نهلوا من غيثه، وإرثه، وساروا على أثره منتمين إلى وطن الإرادات الصلبة، والعزائم الفريدة، ذاهبين إلى الحياة بابتسامة النجاح، وفرحة الوصول، هؤلاء هم شبابنا، يسعون في رحاب الكون، وهم مأزرون برؤية القيادة، ودعمها، وتعزيزها لقدراتهم، كي يستمروا، وكي يواصلوا، وكي يغذوا السير قدماً محققين طموحات بلادهم، منجزين كل ما يرضي أهلهم، والذين ربوا، وعلموا، وتعبوا، وشقوا، وسهروا، لكي تبرز هذه السنابل، وتترعرع في…
الأربعاء ٢٥ أغسطس ٢٠٢١
لأنها النفس المطمئنة، لأنها الروح المستقرة، لأنها القلب المحتفي بالحياة، لأنها العقل الذاهب إلى مراحل الوعي القصوى، أصبحت أبوظبي اليوم المدينة الأكثر أماناً في العالم. تسير في شوارع المدينة في الأوقات جميعها، وتصحب من لديك يحب السكينة والهدوء، فترى الشوارع سجادات مفروشة بحرير الأمان، ترى الناس ينعمون برفاهية الأحلام الزكية، وينصبون خيام مشاعرهم في الأمكنة الرخية، والأزقة الرضية، وتمر بين النواصي، وجادات الطرق، والزوايا، وكل رقعة تنتمي إلى هذه المدينة، ترى البيوت مشرعة الأبواب منذ صياح الديك، وحتى آخر النهار، ترى الحياة مبهجة، مبتهجة، تغط في أبجدية السعادة، وتسترخي على وسادات الفرح، تمر، وتسير خطواتك بين دفات الطرق، ولا شيء يعرقلك، ولا شيء يعترض فسحاتك اليومية، لأن المدينة الموقرة، نسجت خيوط الحرير في أماكنها، وسبكت أقراص الجوهر الفذ عند كل باحة، واستراحة، وصارت التضاريس مثل شرشف مخملي، تضم طياتها طموحات الإنسان نحو غايات النقاهة، وأهداف البذخ المعيشي، تنظر إلى الشاشات الدامية، ولا ترى غير بلاد مدينة اسمها أبوظبي، ترشف من رحيق السكينة، وهي تنمي عرفها، وقيمها الأخلاقية من سمات الطيبين، والذين أورثوا الناس جميعاً عطر الورود، وجمال الفراشات. لذلك لا يسع الآخرين، إلا أن تفوه ألسنتهم بكلام يثلج الصدر، وبوح يعبق الذاكرة، وشهادات ترسم صورة المستقبل المشرق لمدينة عشقت الجمال، فغزلته فستان فرح، وأحبت النقاء، ففصلته قميص ابتهاج، وسارت في…
الأربعاء ١٨ أغسطس ٢٠٢١
بالطاقة النظيفة، تبدو دبي كحسناء تمد ذراعين تحت أشعة الشمس، وتحدق في شجيرات الحياة، متعانقة مع تلك الأغصان، متضامنة مع تغاريد الطير، منسجمة مع طموحات المتفائلين جداً، متناغمة مع الإرادات الإيجابية، ماضية في تسلق عنان السماء، مستمرة في تخصيب الغيمة، مندمجة مع بوح الصباحات، وهي تحمل شذا الجلابيب البيضاء وقمصان الأناقة المخملية، وألواناً من وجوه مشرقة، متألقة، متأنقة، تتسرب في الوجود كأنها الفراشات تبحث عن عبق الرائحة، وعن رشفة مستريحة. دبي قررت أن تكون نقية من دخان وعوادم، سخية في ترتيب مشاعر أجوائها، رخية في تلطيف فضائها، فالشاهقات بقوام المذهلات، تحتاط، وتطوق نفسها بسليل الهواء الندي، والممتدات على صفحات التراب، سخيات في رخائها، متجليات في بهجتها، تطل على العالم بسجاتها الحرير، وتفترش ابتسامة أشف من عيون الماء، أرق من أنامل رضية باسمة، نجلاء. يقول أحد عشاق تلك الفتية: عندما تزور دبي تشعر أنك بين غيمة وغيمة، شهاب طالع من بين أضلع أحلام بهية، تسير، وتسير، وفي قلبك نخوة الزمن، وصبوة مكان أصبح اليوم مكاناً لمنمنمات، من وجوه تزين الحياة، وكأنها قلائد جست نبضات قلب مرهف، هياف، مدنف بالحب حتى نخاع العظم، حتى نياط الفؤاد. هذه هي دبي اليوم وسوف تستقبل بعد أيام أعظم تجمع إنساني، وسوف تحفه، ببشاشة الطلعة، ووسامة النظرة سوف تكون دبي في العالمين قبلة العشاق، ونثة المطر…