علي أبوالريش
علي أبوالريش
روائي وشاعر وإعلامي إماراتي

سلطان.. الأمان الوظيفي

الخميس ٠٣ يونيو ٢٠٢١

يقول صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة «شكلت لجنة بإشرافي لمعالجة طلبات الوظائف»: لا شك في هذا السلوك السامي من قبل حاكم، وولي أمر يدعو إلى فتح نافذة مشرقة، تطل خيوطها الوضاءة على نفوس كل من لوّعتهم الحاجة إلى عمل شريف يستر حالهم، ويرفع عنهم الضيم والضنك، ويعيد لهم ابتسامة الفرح، ويبسط على صدورهم شراشف السعادة، وينثر في قلوبهم ورد البهجة، وترف المعيشة، وبذخ الحياة، ويجعلهم في محشر الناس كطيور نوارس ترفع النشيد عالياً، وتدعو لمن مدهم بالحياة الكريمة، بالصحة، وقوة الإرادة، وصلابة العزيمة في مواجهة ملمات الزمن، وعاتيات الأيام. هذه هي شيم النبلاء، ونخوة النجباء، وسجية الأوفياء، وجبلة الأصفياء الذين لا تقرّ لهم عين، ولا يهدأ بال وهم يرون نوق الناس تتعثر في دروب الدنيا، وتكبو جيادهم، هذه هي سمات من أحبوا الناس من دون شروط وتفانوا من أجل الأبناء، وضحوا في سبيل توفير اللقمة السخية للمواطن، وسهروا الليالي على هدهدة مشاعر كل من أسغبته صروف الحياة، وأتعبته ظروفها، ونالت منه عواقب الدنيا، وأرهقته حوافرها الصلدة. تصريحات سموه هي إشراقات، تضيء أفنية الناس وكل من في نفسه سؤال العيش، تصريحات سموه رسالة واضحة العبارة، صافية المعنى تقودنا لأن نقول وبثقة، إن الإمارات بألف خير، طالما يمسك بزمامها قادة عاهدوا الله على كلمة…

أبوظبي.. للطفولة المبكرة

الثلاثاء ٠١ يونيو ٢٠٢١

الطفولة زهرة حياة رعايتها، والعناية بها يجعل من حقل الوطن زاهياً، مترعاً بالنور، مترفاً بعلاقة وفية، سخية، ثرية، غنية بعلامات جودة، وتأتي مبادرة هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة في إطلاق علامة الجودة لبيئة داعمة للوالدين، ترسيخاً لوعي حكومي، ومجتمعي بأهمية تشابك الأيدي، وتعانق الإرادات في سبيل خلق واقع بيئي، أسري يقوم على التلاحم، والانسجام، بين أفراد المجتمع الواحد، وإشراك المؤسسات الخاصة والحكومية في بناء فناء واحد لهو الجدار الواقي، الذي يقف سداً، وصدأ لكل ما يعترض النشء من عقبات وكبوات، وعثرات، وكل ما يشرخ النسيج الاجتماعي ويتسبب في تمزيق قماشته. الرعاية الحميمية من قبل سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، رئيس هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة ترسخ مبادئ، وتكرس قيماً، وتحدد مساراً، وتنمي أخلاقاً، وتقيم ثوابت، وتضع ركائز، وتسدد أركاناً للأسرة في الإمارات مما يجعل مثل هذه المبادرة، منارة لكل من يهمه أمر الأجيال، وقيثارة تضيء الطريق لأولياء الأمور، كما هي للمؤسسات، وهو ديدن السياسة في بلادنا، وهو ناموس التقاليد التي بنيت عليها أحلام المجتمع، وهي القاموس الذي تستمد منه حياتنا أبجدية النشوء والارتقاء لأجل مستقبل زاهر، ومبهر، ومنتج، وماهر في صناعة السعادة، وبارع في صياغة الطموحات التي يتمناها كل فرد في مجتمعنا، وينتمي إليها كل من يعيش على هذه الأرض، التي نمت أعشابها،…

أمسيات ومحاضرات في زمن كورونا

السبت ٢٩ مايو ٢٠٢١

عندما تحضر أمسية، أو محاضرة في ظل الجائحة العصيبة، تشعر أنك تجازف، ولكن عندما تشرئب أعناق الشعراء، ويحتد وجيب الكلمات، يتسع معطف الجملة الشعرية وترتدي القصيدة قميص يوسف، وتخرج من الجب ريانة بالمعنى، نشوانة بعطر البوح الجميل. في مساء مظلل بنخوة الشعر، استمعنا إلى شدو من نوع آخر، رفع نغماته شاعر من زمننا الجميل، أخونا، وحبيبنا عبدالله الهدية، كما وترنمت الشاعرة الرائعة شيخة المطيري، وقد حلق الشاعران، ورفرفا، وهفهفا، وندفا على خيمة الوجدان ما أشع وأبرق، وأطرق، وحدق، ونسق مشاعر كانت تخب في صحارى الوجد، محتدمة مع فحيح الجائحة. عبدالله الهدية غنى لجلفار، وخيم عند مضاربها، ثم شد لجام خيله، بعد أن أسرجها، وطاف في خيال تلك النجمة الساطعة خلف جبال عانقت الغيمة وأسهبت في الزئير عبر الأثير، كما أن شيخة المطيري ذهبت سريعاً إلى الفرات هناك حيث بابل تغسل يديها إثر تخثر دماء، وشعواء، وعشواء، ودهماء، هناك حيث التاريخ يفرك جفنيه وينظر إلى طفلة في كركوك تنبش عن أسرار الوجع في مخابئ الزمن المرابي. كلا الشاعرين ربما لم يتفقا صراحة، ولكن كان للاشعور بوح صريح، وصارم في بيان ما قد غفا في الخاطر، وما قد تسرب من بين أصابع الضمير، في لحظة مستفزة. استمع الحاضرون، وتناغموا، وانسجموا، واستدعوا الذاكرة المخبأة خلف ضجيج المرحلة وصار المكان المتواضع في جناح اتحاد…

عرس ثقافي

الخميس ٢٧ مايو ٢٠٢١

وأنت تجوب منصات معرض الكتاب الدولي في أبوظبي تشعر بمدى قوة الإمارات ونجاعة تعاطيها مع الظروف العصيبة، ونجاحها الفائق في التعامل مع الأحداث الجسام، وكيف ترتب مشاعر الناس بكل حكمة، وفطنة، وحيوية، وشفافية، وقدرة على تحقيق الأهداف السامية من دون وجل أو توتر، أو ارتباك، لأن وراء كل حدث مهم يكمن رجال أشداء تدربوا على مواجهة الظروف، وتمرسوا على تذليل كل ما يحيق وكل ما يعيق، بطاقة إيجابية، وعندما ترى الابتسامة مرسومة على وجوه الشباب من بني الوطن، فتياناً وفتيات، توقن أن وراء هذه الإشراقات ثقة بالقدرات، وثبات يشير إلى علاقة وطيدة بناها هؤلاء الناس مع الأحداث، ومع المشاريع الكبرى التي تتم على أرض الواقع، تشعر بأن الإيمان بالإمكانيات هو ما يزرع هذه الجذور الراسخة وهو ما يبني هذه النيات الرائدة في تأكيد النبوغ، وبلاغة التعاطي مع كل ظرف من الظروف. فالاحترازات المتخذة في معرض الكتاب، والسبل الراجحة التي يتم العمل بها مع زوار معرض الكتاب، وفرق العمل المنظمة لكل تفاصيل الدخول إلى باحات المعرض، كل ذلك علامة بارزة على مدى ما تؤديه الإمارات للإنسان من أجل إنجاح كل مشاريعها، على مختلف الصعد وميادين العمل في الثقافة وغيرها. معرض الكتاب ينثر أزهاره في مراكز عرض الكتب بعفوية وبداهة لا تشوبها شائبة، والحياة تمر بسلاسة، وسهولة من دون عوائق، ولا كبوات،…

فرسان التسامح

السبت ٢٢ مايو ٢٠٢١

تنطلق وزارة التسامح خلال هذه الأيام بحزمة قيم إنسانية رفيعة المستوى، قوية المعنى، جسورة المغزى، من أجل ترسيخ واقع إنساني معبّق بشذى التسامح، معطّر برائحة الحب، مضمخ بعبير الحياة من دون مركبات نقص، ولا عقد دونية تعترض طريق الوصول إلى الفرح، والتسامح مع الآخر، ومن دون أفكار مسبقة. سوف يكون المشروع مندمجاً مع إدارة المؤسسة الشرطية، وهي المؤسسة التي يقع على عاتقها تلوين اللوحة التشكيلية، بمنمنمات تزيح عن كاهل العلاقة مع الآخر، الغبار، والسعار. وزارة التسامح دأبت منذ نشوئها على العمل بجد وجهد لا تنطفئ فيهما الأنوار، ومن أجل أن يذهب الإنسان إلى منابع الحياة من دون مسوغات الكلف، أو التلف، ومن دون مبررات العناء والشقاء، هي هكذا أرادت وزارة التسامح بأن يتمحور دورها حول بناء شريعة إنسانية سمحة تنطلق من الإمارات كون الإمارات أرضاً نمت على تربتها أشجار الولاء للإنسانية جمعاء، وترعرعت، وتفرعت وأسدلت أغصاناً، وأشجاناً، وتوسعت أحداق الوجدان بحيث أصبح قلب الإمارات هو جغرافيا الود، وتاريخ الورد، وحياة السد، ونهار الجد، وليل لا يسود. هذه هي فكرة أن تتعاضد كل جهات الوطن ومؤسساته من أجل تشييد أعمدة البناء على أسس راسخة وصارمة، وصلبة، لا تحركها ريح ولا تكسرها تباريح. معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، يقود فريقاً من شباب الوطن، والمقيمين بكل نجاحة، ورجاحة ويعمل الجميع على…

متخبطون.. مفلسون يرمون الآخرين بشرر

الخميس ٢٠ مايو ٢٠٢١

هكذا دأب كل متخبط مفلس بائس، يائس، متوجس، نحس، برمي الآخرين بشرر لينفس عن عقدة دونية، ويرفع عن نفسه مركب نقص جثم على صدره كأنه الرمال المنثورة من عصف ونسف وخسف، وحرف ورجف. هكذا لمسنا من زبد وزير خارجية لبنان المستقيل عندما أطلق العنان لضواريه الشاردة، وصار مرتجفاً لا يلوي سوى على تشويه الجميل، وتسويف الأصيل، ودحض كل ماهو أرقى، من كلمات بينت بأن في لبنان الرائع هناك من يعبث بالطين، ويلعب في الوقت الضائع، ويمارس الغماية، وهو يفتش عن مهرب لفشله كسياسي ضيّع لبنان، وأباح مصير ذلك الشعب المسكين، وأوغل في العدمية إلى درجة سرقة دم اللبنانيين، ووضعه في ميزان المساومات، والسوق السوداء السياسية، وإحراق تاريخ هذا البلد العريق، وذر رماده في أنهار الأجندات الرمادية، والسعي حثيثاً في إطلاق رصاصات الغدر، والشتائم، والسباب، والألفاظ النابية، والكلمات البذيئة، وبسعرات حرارية عالية صار هؤلاء يغادرون موقع الحقيقة، ويهبطون عند محاضر اللغو، واللهو والإساءة للآخرين من دون وجه حق، حيث أصبح التهريج منطقة خصبة لهؤلاء، وتربة تنتشر فيها الأعشاب الشوكية، وتمارس الحشرات الضارة، أذاها لكل من صعد العلا، وكل من وصل إلى هامات النجوم. وزير خارجية لبنان المستقيل، وصف الخليجيين بالبدو، ويعتقد هذا المتهور بأن البداوة سبة، ويظن بأن الذين جاؤوا من صحراء الأحلام الزاهية يعانون شح البصيرة والتدبير، كما هو بلده…

«منتدى الإعلام الإماراتي»

الأحد ٠٩ مايو ٢٠٢١

دور مميز وجهد مقدر لنادي دبي للصحافة بتنظيمه، الأربعاء الماضي، الدورة السادسة من منتدى الإعلام الإماراتي الذي حظي منذ دورته الأولى في ديسمبر 2013 برعاية ودعم نصير الإعلام والإعلاميين وفارس المبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. ولئن حالت جائحة كورونا دون انعقاده العام الماضي، فإن تنظيمه حضورياً هذه المرة يجسد الإصرار والعزيمة التي تميز التعامل الإماراتي معها على طريق التعافي الكامل قريباً، وعبر عن مستوى تفاعل الإعلام الإماراتي بمختلف قطاعاته مع الجائحة تحديداً والأزمات والمستجدات إجمالاً. وهو امتداد لأداء الإعلام الوطني الذي كان ولا يزال شريكاً للمسيرة المباركة التي خطت حروفها مع إرهاصات قيام الدولة. الجلسات الثلاث للمنتدى -الذي عقد لأول مرة في المقر الجديد للنادي في «سنترال ون-مركز دبي التجاري العالمي»- تميزت بالصراحة والشفافية، وعبرت كذلك عن طموحات وتطلعات القطاع بما يواكب عام الخمسين والتحديات المقبلة. نقاشات تجاوزت عشق البعض لجلد الذات والتقليل من إنجازات إعلامنا الوطني، فهناك أدوار نهض بها في إطار الثوابت الوطنية التي يحرص على الالتزام بها وترسيخها، وهناك تطور لافت ونظرة تكاملية في التعامل مع الإعلام الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي. وأقرب مثال أمامنا تعاملنا مع جائحة كورونا دون تهوين أو تهويل بما يدعم الاستراتيجية الوطنية للتصدي للجائحة، فمختلف قطاعاته كانت جنباً إلى…

يوم توحيد قواتنا المسلحة

الخميس ٠٦ مايو ٢٠٢١

يوم توحيد قواتنا المسلحة، يوم تضافر الأنامل كي تمسك بألباب الوطن، وتضع أرضه وسماءه بين الوريد والشريان. اليوم ونحن نتأمل اللوحة مرسوماً عليها تضاريس الوطن وبين كل حقل وجبل، تكمن قبضة الجندي المهيب، وبين كل هضبة ونجد، هناك عين تحرس وقلب ينبس بالحب، لأرض أعطت وما توانت، وأغدقت وما بخلت، وأجزلت وما شحت، ومنحت وما ضنت، وأهدت وما تقهقرت، وهذه الفسيفساء من نهل وبذل، كان لا بد لها من جدار يسند ظهرها، وسياج يحمي منجزها، وسور يحافظ على مكتسبها، كان لا بد من قوة تصون، العرض والأرض، جاءت فكرة التوحيد مكللة بالحب، مجللة بالود، متوجة بالصدق، محاطة بالثقة، منوطة بوضع الوطن بين الرمش والعين، وبين الوجنة والجبين اللجين. قواتنا المسلحة، في البر جواد، وفي البحر زناد، وفي الجو جناح يظلل، ويجلجل ويزلزل، في باطنه نسر آمن بأن الوطن عظم الربقة، وأن الدفاع عن حياضه، عقيدة وجهاد، وما الأرواح إلا موجات تزيح عن كاهله قشات العدا، وتمنع عنه كل غضاضة أو رضاضة، وتدفع عنه كل ما يحيق، وكل ما يحدق. قواتنا المسلحة، وجدت لتكون هي من وحي ذلك النبيل، طيب الله ثراه، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان يحض الإنسان على هذه الأرض بالدفاع عن حق الوطن في العمل الجاد والتضحية في سبيل بناء وطن قوي، معافى، مشافى،…

معرض الكتاب.. تحد من نوع جديد

الأحد ١٨ أبريل ٢٠٢١

هذا العام، مختلف عن كل الأعوام، وأجمل اختلافاته، أنه أبرز قدرة الإمارات الفائقة على تجاوز المحن، وكسر الصخور الصلبة، واكتساح العوائق بإرادة لها عظمة الغيمة ومهارة الموجة، وعبقرية القمر، وبلاغة النجوم، ونبوغ إنسان منذ أن بلغ سن التطلع إلى قمم الجبال، صارت له حرفة اسمها اختراق المستحيل، والولوج في قماشته بتحد، وصرامة وحزم، وجزم، ولا يمكن أن تتقوقع الإمارات، أو تتراجع، أو تمتنع عن المضي قدماً في كل المجالات، لأن القناعة راسخة بأن أبناء الإمارات قادرون على ترويض الصعاب، وتحييد الجوائح، وإزاحة الأشواك بعيداً عن الأقدام، وتوسيع الخطوات كلما انتصبت عائقة، وكلما ارتفع صوت عرقلة، هذه هي القيم، التي تشربها الإنسان هنا، وهذه هي المبادئ السامية التي تعلمها هذا الإنسان وسار على نهجها، واكتسى لونها وذائقتها. معرض الكتاب الذي هو الرئة التي تتنفس من خلالها ثقافة الإمارات، وهي الاحتفال المميز الذي تشتعل شموعه كل عام، والحشد المظفر من عشاق الكلمة، هذا المعرض في دورته الثلاثين، يتوج ثلاثة عقود من الزمن تألقت فيها أبوظبي، وتأنقت، ونقشت على صفحات التاريخ إرثاً ثقافياً، له في وجدان المثقفين في الوطن والعالم، شامة، وعلامة، له بصمة الشرف التي تحلت بها العاصمة الجميلة، وتجلت من خلالها جوهرة تشع ببريق الإبداع، وموجة ترتب وجدان الناس بالشعر الأصيل، والحكاية المروية عبر سطور لا تخفي مدى ما للرواية من…

محمد بن زايد ابتسامة أشفُّ من ماء الجداول

الأحد ٢١ مارس ٢٠٢١

مثل نسمة تهطل من سماء صافية تلون أحلام الناس بالطمأنينة، مثل نثة تزيل عن الكواهل تعب الجفاف، والجفاء، مثل بثة تفتح مواسم البوح بانشراحة، وحبور، مثل تغريدة تجعل الكون نشيداً إنسانياً خالداً، مثل بحر يرتل آيات الانسجام ما بين الموجة والسواحل... هكذا هو صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في صلب الأزمات يكون الميسم، والبلسم، والاسم الذي يشهر نصل المودة ما بين الإنسان والإنسان، هكذا هو سموه في المحن، جدول العطاء الذي يتسرب وعياً، بين الضلوع، ويمنح القلوب أكسير الإرادة، والعزيمة الفائقة. في غضون الجائحة التي ضربت هوادج العالم، كان لسموه الموقف البطولي في التصدي، ودرء الخطر ليس عن الإمارات، بل وعن كل دول العالم التي وصلتها قوافل الخير، والإغاثة قادمة من بلد التعاضد، والتعاون، حاملة شعاراً واحداً، من المشرق حتى المغرب، الأمر الذي يوضح بأن محمد بن زايد، بوعيه، وثقته بما يقدمه للإنسانية جمعاء، قائد إنساني يطوي في جلباب قلبه الكبير، حساً لا يضاهى، ولا يوازى، بل هو النبع الفريد في بذخ المشاعر الطيبة، ورفاهية الروح الشفيفة، وهذا ما جعل العالم من كل نواصيه يرفع القبعة لزعيم تفرد في الكاريزمية، وتناهى في الاستثنائية، منطلقاً من جذور عائلية لها في سمات التفرد علامة، ولها في صفات التجرد شامة، وهو بذلك،…

اتخذ قرارك ليصبح المجتمع آمناً

الخميس ٠٤ مارس ٢٠٢١

صافح الحياة بقلب أصفى من عين الطير، وعانق مدهشاتها بأنفاس أنقى من النهر، فالوطن يمد لك يد العون، ويساهم بكل جزالة، وثراء في منحك الصحة، فلا تتردد وأنت بين الأيدي الأمينة، ولا تخشَ من ضيم، أو ضنك، لأنك في الأحضان الدفيئة، ولأنك تحت الجفون رمش، ولأنك في القلب نبض، وحض، فخذ قرارك لأنه لك، ولأجل مصلحتك، لأنه يسير بك إلى حيث تكمن العافية، لأنه يأخذك إلى حيث تصفو الحياة وتنمو أشجار اليفوع، وتترعرع زهيرات الفرح، خذ قرارك، لأنه ملك يديك، ولأنه يمنحك القدرة على السير نحو السعادة من دون كلل، أو جلل، إنه قرارك الذي تطالبك به الجهات الصحية، لأجل أن تهنأ أنت، ولأجل أن تمارس حياتك من دون خوف، من مرض، أو جزع من علة، وأنت في الإمارات، أنت في بلد وضع صحة الإنسان ومأكله من أولويات طموحاته، ومن بديهيات أمنياته، فلا تجفل، ولا تغفل، بل اسأل وسوف يأتيك الجواب من ذوي الخبرة، والعلم، إنهم يهدونك إلى أقرب مكان لتلقي اللقاح، وينصحونك بألا تؤجل، ولا تتعجل في إصدار الأحكام الباهتة، إنها لا تفيد، ولا تزيد، بل هي مجرد وهم زرعته أنت في رأسك، فأصبح مثل الأعشاب الشوكية، يعزلك عن الحقيقة، والحقيقة هي أن الإمارات تضع مواطنيها موضع القلب من الجسد، وتسعى دوماً لتسخير كافة الإمكانيات لإسعادهم، وتوفير إمكانيات الرفاهية…

الإمارات الأسرع تعافياًً

السبت ٠٦ فبراير ٢٠٢١

في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية التي أنهكت، وفتتت صخرة الحلم الكوني، تبدو الإمارات كزهرة اللوتس التي خرجت من أحشاء الطين، لتفرد وريقات التألق، ولينتشي العالم بعطر هذه الزهرة، ولونها الخلاب، لأن من زرع هذه الزهرة، كان على وعي تام بأن الحياة جسر للوصول، وليس مكاناً للتوقف، والإنسان كما قال نيتشه: «حبل ممدود بين لا نهايتين»، وهي هكذا الإمارات تمتد في المدى، مداً أزلياً، تطور طاقتها ذاتياً، وبإرادة الأوفياء الذين تكاتفوا، ووقفوا جنباً بجنب، وفي مختلف المؤسسات والوزارات، والدوائر الحكومية، كما وتضافرت الجهود الرسمية الشعبية في عقد فريد واحد، ما أكد أن هذه الأرض هي أرض عناقيد النخل، تسند بعضها بعضاً، لتهب الحياة، أبدية البقاء. هكذا هي الإمارات، وهي في خضم الجائحة الصحية العالمية، تمضي قدماً في تسديد الخطوات، وتثبيت الأقدام على قاعدة راسخة، مضمونها أن نستمر في الحلم، ليبقى الطموح شجرة وارفة الظلال، ويبقى الإنسان هو ذلك الساقي الذي يروي الضمير بعذب المناهل، ولم يجد الإنسان المقيم على هذه الأرض، ما يعسر الحياة، أو يكدر الخاطر، أثناء ما كانت الجائحة في ذروة عنفوانها، لأن الإيمان بأن الإرادة، والتصميم هما طوق النجاة من هذا الوباء العظيم، الأمر الذي جعل التفاؤل طريق الوصول إلى مرافئ العافية، وأن وقفة العشاق بصفاء السريرة، ونقاء القريحة، هو ذلك الأكسير الذي ارتفع بالهامات عالياً، وهو الذي…