علي أبوالريش
علي أبوالريش
روائي وشاعر وإعلامي إماراتي

من ساروق الحديد إلى عالم يبتهج

الخميس ١٢ أغسطس ٢٠٢١

من منطقة المرموم في مشغل ساروق الحديد، هنا بدأت الحكاية، وهنا ناخت ركاب الحلم كي تعقص جدائل الطموحات بكل لباقة، مستفتية مآثر السائرين على دروب النور، مستنيرين بذهب العقول التي وهبت، والتي بذلت، والتي أعطت، وبذخت، وأترفت، وسبكت قلائد الرؤية مستفيضة بملكات الفطرة الصحراوية، طافحة بعفوية الذكاء، ناهلة من تراث عريق، مسددة عمالقة تبرأ على هذه الأرض كنها أشجار الغاف، كما هي أمواج بحر الخليج العربي، كما هي الجبال على تراب الوطن. اليوم في إكسبو يخرج الشعار معطراً ببخور أيام زهت، وترعرعت، وأينعت، ويفعت، وسبرت أغوار عوالم امتدت من سند الهند، إلى دلمون البحرين، إلى بلاد الرافدين، إلى مصر الفرعونية. اليوم وبعد أيام ينطلق سباق الوثبات الوسيعة، ويطل علينا عالم جديد اسمه عالم الإمارات في دبي، يسرج خيوله، ويسرد قصة الواقفين على جبال النهوض، الساردين رواية التألق من خلال التدفق سعياً إلى مناطق العشب القشيب، ووثباً نحو غايات توسع الحدقة، وتكحل الرموش، وتملأ وعاء القلب بالعذوبة، وتلبس الروح معطف الرخاء، وتجعل القلب يرتع في مرابع الخلود، والعقل تواقاً إلى منصات التطور، وفي جلبابه يكمن القلق، وما القلق إلا وعي بالحرية، وهو ما ترنو إليه المشاعر، وما تصبو نحوه أفئدة الذين وجدوا في العمل مناطقهم المزروعة بأشجار التوت، والتين والرمان. هذه هي سجية عشاق الأحلام البهية، وهذه هي فطرة محبي الحياة،…

أبوظبي موئل لاستثمار باذخ

الثلاثاء ١٠ أغسطس ٢٠٢١

هي جزيرة للطير المتألق بالبهاء، هي واحة للزهر المتأنق بالرخاء، هي قلعة لمنجل الازدهار، هي سيمفونية على قيثارتها يعزف القادمون من منطقة الطموحات العظيمة، هي ترنيمة الوتر المترف بأناشيد الفرح، هي تغريدة على وترها يغني الأثرياء بالأمل، هي موجة ترتل أغنيات التفاؤل، هي سعفة ترزف لحن نسائم الفخر، هي نخلة عند فيّها تستظل الطيور الحالمة بمجد، وعهد، وود، وسد، ورغد. هي غافة تسدل الغصون، كي يهدل حمام السعد، عند هاماتها الشاهقة. هي أبوظبي عاصمة السعادة، ومحور السلام، والوئام، ولهذا أصبحت اليوم مهد الاستثمار الصناعي في المنطقة، أصبحت الكف المخضبة بحناء الرخاء، والعين المكحلة بإثمد الوفاء، والوجنة الرضية، والرخية، وجبين الكون المضاء بمصابيح الأحلام الزاهية، هي أبوظبي تمضي في الدنا قصيدة عصماء، ورواية فصولها من حبر الذهب، وورق النجوم المشعة. هي أبوظبي تقود قافلة التطور بأناة وتؤدة، وتسرد قصة الذين أسسوا، والذين نقشوا على رمل الصحراء من عرق، ونسق، ما جعل الصحراء صفحة عملاقة، على وريقاتها كتب العشاق معلقاتهم الرائعة، لتصبح في الوجود كوميديا دانتي، وجواهر المعري، وتنبؤات أبو الطيب المتنبي، هي أبوظبي من الألف إلى الياء، محروسة بدعاء من بنى، وشيد، مطوقة بأيدي من سار على الطريق، وأنشد مع الجميع، يعيش الوطن، حراً أبياً، في ثبات، ونبات. هي أبوظبي في الحياة نبع، وقطر، ونث وحث، وحلم لا يخدش خيال المحبين،…

وطن بجناح النسر يتوسع حباًً

الأحد ٠١ أغسطس ٢٠٢١

الإمارات في وجدان العالم، جناح وظل، وسبر وخل، تمضي في الدنا وعياً كونياً تحدق في الوجوه وابتسامة الشهم تجلل الكون برهافة الغيمة، وشفافية النجمة وسلام الأفئدة يطوق الأعناق، ويكحل الأحداق، وفي الأعماق أشواق، ترفرف بأجنحة التوق إلى عالم يتحرر من الغبن والشجن، وشعوب ترفل بثوب الفرح، يزملها شرشف التفاؤل وهي في الطريق إلى المستقبل، والرسالة هي أن نعيش معاً على ظهر كوكبنا، مفعمين بحب وحدة الوجود، ولا غير الحب يجمعنا، نرتل من خلاله أنشودة الوئام، والتصالح مع النفس، ذاهبين إلى الحياة بقلوب ملأى بعذوبة الأنهار الصافية والمبادئ الإنسانية التي جبل عليها الطير والشجر. هكذا شاهدنا، وتابعنا استقبال سيباستيان كورتس مستشار جمهورية النمسا الاتحادية في فيينا، لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، هكذا لمسنا عظم الإمارات في ضمير العالم، هكذا عودتنا القيادة الرشيدة كيف تكبر الأوطان عندما يلفها الحب، ويطوقها الوعي بأهمية أن نكون كباراً في التحامنا بالعالم بحبل المودة، وتحيطنا الثقة بالنفس، ويؤازرنا الثبات في المواقف الكبرى، وتضمنا المكانة العالية في عقل العالم. هكذا نجد أنفسنا عند هامات النجوم ونحن نكحل عيوننا بإثمد هذه اللقاءات الحميمية، وهذا التواصل المنمنم بنقوش الدفء والحنان، بين بلدنا والآخر الذي يفخر، ويعتز بعلاقتنا به، ويرفع الراية البيضاء لقيادة مدت أشرعة السفر من أجل توسيع…

في يوم العيد انكسر قلبي

السبت ٢٤ يوليو ٢٠٢١

في صباح مدملج بهوى الزمن الجميل، قطفت من لوزة القلب ثمرة العيد، ورحت بين الأزقة أتهجى أبجدية العمر، وأقرأ السطور بعضها جفّ حبره، وبعضها لم تزل تنزف عرقاً، تبلل خطواتي بالتعب، هناك في زقاق قديم عاينت الأثر الطيب، حين كان الرجل النبيل يرونق وجهه بابتسامة زهرية، تهفهفت عند وجنتين غزاهما شيب، وبعض خيبات الزمن، هناك توقفت وتأملت، وتزملت بذاكرة رخية، هناك زحف الزمن بجيوش جرارة سحقت مهجتي، وأطاحت بصور، ورسوم، ووجوه، ومشاهد وأحداث، وضحكات مجلجلة هيضت الخاطر، وانبجست كأنها الغيمات في أحشاء السماء، تناهت إلى القلب أصوات جاءت من بعيد كأنها الركاب تخب عند ربوة الزمن، كأنها الصخب في ضمير الكائنات كأنها الحلم يتزحلق عند منخفض في التاريخ، وها أنا أنبش في ريعان المكان ما كان وهو الآن يتهاوى، ويذهب إلى اللاشيء، ويصبح كعصف مأكول، تذروه رياح النسيان في ذاكرة جيل ربما لم يعش التفاصيل، ولم يحالفه الحظ في تبيان ما قد حدث، وما جادت به قريحة زمن كان في عطائه السخي بذخ، وترف مشاعر لم تشبها شائبة اللهاث اليومي، اليوم وفي صباح عيد فيه الكثير من جزيئات الحياة قد ولت، واندثرت وريقاتها، وأصبح العيد مكمماً، وفي خافق الناس يختبئ خوف ما، وحش ما قيل إنه وباء، والأمر كذلك رأيت ما رأيت من هول المنظر، حيث بيت ذلك الرجل النجيب،…

نبراس في التربية وميسم في التعليم

الخميس ١٥ يوليو ٢٠٢١

أن تحوز الإمارات على الدرجات الكاملة في التربية والتعليم، وأن تتبوأ مكان النجوم، وأن تصافح الغيمة في نثها، وبثها، وحثها، فتلك الشامة، والعلامة على البصمة التي وضعتها وزارة التربية والتعليم على جبين الوجود، تلك الوسامة الوضاءة على وجنة المسيرة التعليمية، وهي تقود مرحلة من أصعب المراحل التي يمر بها العالم، وقد أثبتت وزارة التربية والتعليم في ظل الجائحة أن هناك جنوداً أوفياء في الميدان يخوضون معارك الشرف من أجل وطن يستحق التضحية، ومن أجل شعب له تاريخ في الالتزام الأخلاقي تجاه المعطى التربوي. وجود الإمارات تربوياً ضمن العشرين الكبار، يؤكد مدى ما لهذا البلد من قيمة إبداعية، ومهارات فنية، وقدرات فائقة تضعه في الصفوف الأولى، وعند هامات الكواكب والنجوم، بلد سيطر على زمام الطبيعة، ودفع بالجياد كي ترفع الصهيل عالياً، وتمضي في الدنا تواقة للظفر، مشتاقة لتحقيق أعلى معايير الجودة التعليمية وهي ترفع من سعرات الحرارة في جسم العملية التعليمية، وتضخ في الجسد التربوي حزمة من نظم أخلاقية، وقيمية، إيماناً من قيادة هذه المؤسسة الشابة، بأن العلم والتربية صنوان لا يفترقان، وضلعان في جسد واحد، وهما الوتدان اللذان يقيمان سقف خيمة الوعي، وهما اللذان يمنعان ترهل سياج الخيمة. صورة وافية، وكافية، تضعها وزارة التربية والتعليم أمام الطالب والمعلم ليسيرا معاً صوب المستقبل، متسلحين بالحب قبل كل شيء، يجمعهما الوعي بأن…

علاقات أُسرية مثل زجاج مهشّم

السبت ١٠ يوليو ٢٠٢١

يدخل الأب البيت، يتلفت يمنة ويسرة، يسأل عن طفله الصغير، فيقال له إنه في غرفته يقرأ صفحات الهاتف، يذهب الأب إلى غرفته، يبحث عن الزوجة، فتجيبه الخادمة إنها ذهبت إلى السوق مع جارتها، يخرج من غرفته، ويجلس في صالة الجلوس، يقابل التلفاز، ويدير الريموت حول محطات مختلفة، فلا يجد ما يلفت النظر، سوى كوارث الحروب، يطفئ التلفاز، ويستدير ناحية هاتفه، يقلّب عينيه في المواقع، يسمع ويرى ما لا يهم، ولا يفيد، ولكنه لا يرفع رأسه لأنه يود أن يقتل الوقت كما يدعي، ويستمر في الهمهمة، والغمغمة، ويضحك أحياناً، ويسخر في أحيان أخرى، ويحك صدغه متململاً، ضجراً، والساعات تمر، وربة البيت في الخارج والطفل في غياب تام عن عيني والده، والأيام تكرر روايتها، وتعيد سيرتها، والأسرة التي اتفق مع شريكة حياته أن يجعلاها خلية نحل تدر شهد التآلف، والعطف والدفء أصبحت مثل زجاجات مهشمة، متناثرة هنا وهناك دون أن يجبر كسرها وعي، ولا اهتمام، لأن عجلات الزمن طغت، فداست، وكسرت، فتناثر الزجاج في خواء المشاعر. أصبح البيت مثل خيمة قديمة هجرها أهلها، إلى مكان آخر، ولكن المكان غير معلوم التضاريس، ولا مفهوم الأحاسيس، وعندما تأوي الزوجة إلى منزلها، تجد الزوج قد غادر مثواه إلى مكان غير معلوم، فربما ذهب إلى المقهى، ليفرج الضيق عند الأصدقاء، أو ربما ضرب برأسه في بطحاء…

مصر.. المقلة والبوصلة

الإثنين ٠٥ يوليو ٢٠٢١

دمتِ في الدنا مقلة، وبوصلة، دمتِ في الثنايا وجداً وسداً ومهداً ووداً، دمتِ في الحياة سيرة، وسيرورة، دمتِ في المحيط موجة، وبهجة، ولجة، في قوتك سند، وفي نهضتك عهد، وفي سلامك سحابات تمطر الدنيا عشباً قشيباً، ودهراً رحيباً، وغداً يرفل بسندس الفرح، وإستبرق الوعي المجلل بالسعادة. دمتِ مصر، دمتِ في الميثاق حبراً وخبراً، وسبراً، دمتِ في حنايا القلب نافلة وفرضاً، دمتِ في سجايا الناس ضميراً يرتب مشاعر الوقت، ويهذب منابر اللغة، ويشذب عناقيد الأحلام، ويسكبها شعراً ونثراً، دمتِ سيدتي، هبة النيل، وموهبة الإبداع، وأسرار اليراع، دمتِ في خصال الشعب المهيب، دمتِ في وصال العروبة نهراً يتدفق عذوبة، وصفاء، وبهاء، دمتِ مصر في ذاكرة الأهرام تاريخاً يصوغ عباراته من نهل الأوفياء، دمتِ حضارة تحيك معطف النجباء من مخمل الرسوخ، والشموخ، من وعي أمة ترعرعت على ضفاف الأحلام الواسعة، وتربعت على عرش التفوق منذ أمد يمتد مداده حتى آخر المدى، والصدى عطاء يستمد فيضه من عقل عروبي، ومن عصمة الأنبياء والرسل، ومن جزل، ومن فضل، ومن بذل، ومن عدل، ومن نسق جاد، وأجاد، ومن نسل التاريخ جدد الحلم لتبقى مصر كنانة النيل، كينونة العروبة، كائنة في الكون، مكنونة في الوجود. دمتِ مصر الحصن، والحضن، دمتِ اللجام، والحزام، والسبابة والإبهام، دمتِ مصر نبضة في القلب، ورفرفة في السماء، دمتِ أجنحة تلون مشاعرنا بنخوة…

اتحاد الكتاب الوعي بالمسؤولية

الخميس ٠١ يوليو ٢٠٢١

يدخل اليوم اتحاد الكتاب مرحلة جديدة بحزمة وافرة من المسؤوليات الجسام وبحس نقابي مجلل بالوعي، وثقافة الانفتاح على الآخر، حيث الإمارات اليوم ليست هي الإمارات في ثمانينيات القرن الفائت، فالوجه مشرق بعناقيد من المشروعات واسعة الحدقات، واللسان مزدهر بفصاحة لغة انفتحت على أبجديات الفعل والفاعل بكل رجاحة، وحصافة، والعقل مضاء بتطلعات، زاهية، وطموحات مبهرة، وأمنيات مدهشة وآمال تصل حدودها القارات الخمس. كل هذه المعطيات يدركها مجلس إدارة الاتحاد ويضعها في الحسبان، ويسير على نهجها، ويؤكد على تنفيذ خطط استراتيجية، أهمها جمع شمل زملاء الحرفة، ولملمة ما تبعثر من أوراق في سنوات مضت، وأخذت معها سلبياتها وايجابياتها، ليتخذ مجلس الإدارة الجديد، خطوة نحو الشمس، والتفاتة نحو الوطن، ويعمل المجلس اليوم بقيادة الباحث، والروائي والشاعر الزميل العزيز سلطان العميمي على فض الاشتباك بين الكثير من الجمل الغامضة في مسيرة الاتحاد، والتحول فوراً نحو العمل الجاد، والعلاقة الواضحة والصريحة بين أعضاء الأسرة الواحدة، إيماناً من لدن مجلس الإدارة بأنه ما من مؤسسة تصبو إلى النجاح إلا وأخذت بعين الاعتبار المسؤولية الوطنية وما تتطلبه من تضافر كل الجهود وتضامنها من أجل الارتقاء بالعمل، والنهوض بالجهد، والسير قدماً نحو آفاق التقدم بكل ما يهم البيت الواحد، وكل ما يمت بصلة إلى مصير الاتحاد، ومستقبله، كونه جزءاً لا يتجزأ من البناء الاجتماعي لدولة نشأت، وشبت، وترعرعت،…

أصحاب الهمم بين الرمش والرمش

السبت ٢٦ يونيو ٢٠٢١

في الإمارات تبدو العلاقة بين الإنسان والإنسان كما هي العلاقة بين الجذر والأرض كما هي العلاقة بين القلب والجسد، كما هي العلاقة بين السماء والنجوم، كما هي العلاقة بين المحيط والزعانف. في الإمارات تسير الأشياء بحكمة الوفاء، وفطنة الانتماء وشيمة الارتواء، وقيمة الأصل في بناء مجتمع متكاتف، متصالح مع نفسه، منسجم في نسيجه، لا تعكره غمة، ولا تكدره نقمة، إنها الجداول التي تمضي في غضون الأشياء وتمنحها البريق، وتهديها جمال الطلعة، وروعة السمعة، ولقد سعت بلادنا دوماً في ترصيف العلاقة بين كل شرائح المجتمع من دون حواجز، أو نواجز، هي تمهد الطرق الوعرة، وتمسح الكلمات الناتئة من سبورة الحياة، وتبذل الجهد من أجل استعادة ما ضاع في الطريق، لتصبح الوجوه كما هي في أصل طبيعتها، وليصير التناغم بين النوتات الاجتماعية مسألة في غاية الأهمية، لهذا السبب نجد أصحاب الهمم يشقون دروب الحياة بيسر، ولا تصادفهم عقبات، ولا تعرقلهم كبوات، لأنهم يعيشون في وطن المياه العذبة، والعلاقات السائلة، لأنهم لا ينتظرون المساعدة، بل هم يلقون الحوافز، والأيدي المتشابكة من أجل الوصول إلى الضفة الأخرى من المحيط، والعبور إلى قارات المجد من دون سؤال أو مد يد الاستغاثة، فهؤلاء الذين نصفهم بأصحاب الهمم، إنما هم سواعدنا القوية التي تأخذنا إلى حيث يكمن الظفر، وحيث يتم تحقيق الأهداف السامية هؤلاء هم أضلاع الوطن…

في إكسبو.. صانعات المجد

الخميس ٢٤ يونيو ٢٠٢١

في إكسبو هناك جناح للمرأة، من خلاله سيكون التحليق، وستكون الرفرفة، وستكون للمرأة مساحة بفضاء قدراتها على صناعة المجد، وصياغة الفرح، والتعبير عن دورها على مر الآماد في ترسيخ قاعدة أنها من ضلع الحياة وجدت نفسها في المشهد جناحاً له ألوان النمو، والانتماء، والبناء، لها في السيرة الذاتية ما يجعل القلب يخشع والعين تدمع، والرأس يزخرف شجيراته بلون البهاء، ولأن الإمارات سبقت الجميع في تنسيق مشاعر المرأة، وترتيب خصلات وجدانها، وتهذيب أضلاع مشاعرها، ووضع طموحاتها عند مصب الإبداع، ومنبعه، والوقوف معها في السرّاء والضرّاء، والثبات عند مبادئ المساواة على قدم وساق، ومرافقتها إلى حيث تكمن الأهداف السامية، وقد أثبتت هذه المرأة، الأم، والزوجة، والأخت، والحبيبة أنها مهد الحبّ، وموئل العاطفة السخية، عطاءً، وبذلاً، وانتماءً، ووفاءً، وعندما تفتح الأرض منابعها لكي ترشف منها المرأة، فإنما هي الجبلة الأولى لعلاقة مصونة بين المرأة والأرض، ولأن الأرض هي الطريق التي تسير عليها تطلعات الرجل، أصبح من البدهي أن تكون العلاقة بين الاثنين علاقة تكامل، وفي سير الأولين وجدت المرأة نفسها عند مضارب القوم مزارعة وتاجرة، ومربية، تقف كتفاً بكتف مع أخيها الرجل، وتؤازره، وتؤاخيه، بنخوة الصحراء النبيلة، وفضيلة النخلة النجيبة. اليوم وقد اتسعت حدقة الطموحات، وأصبحت التطلعات بحجم تضاريس الكرة الأرضية، صار من المحتم أن تمد المرأة إلى الأفق، وتبحث لها عن قناة…

مؤسسة دبي لرعاية النساء.. مثوى الأمان

الثلاثاء ٢٢ يونيو ٢٠٢١

عندما يصبح الوطن شجرة عامرة بالثمار الحيّة، تصبح مؤسساته مثوى القوارير ومأوى للعيون التي في طرفها دمعة حزن، وموئلاً لحشاشة قلوب مزقها فراق، أو أرهقها انشقاق، أو أسغبها ظلم، أو أتعبها ضيم، أو نالها ضنك. هذه هي مؤسسة دبي لرعاية النساء، ترخي ظلالاً من المودة، على رؤوس ألهبتها شموس التعنت والتزمت، وأحرقت أعشابها براكين بؤس، ونحس، ورجس، وبخس. المرأة التي يخرج من بين ذراعيها البنون، والبنات، وهي التي تنبت عند ضواحيها سنابل الحاضر، وأشجار الغد، تستحق أن تكون في مهد الرعاية، والعناية، والحماية، والدراية، تستحق أن تحظى بهذا الشمل المعبّق بالحب المضمخ بعبير الدفء، تستحق أن تكون ما بين الرمش والرمش، لمعة وليس دمعة، تستحق أن تكون في معطف المشاعر، مرناً وليس حزناً، المرأة هي الساكن، والمتحركة هي الثبت، والمتحول في أشجان أي مجتمع، وعند تصطدم بعقبة الجحود يختل توازن الدنيا، وتميل كفة الميزان إلى حيث تهوي الطيور الجريحة، وحيث تتلاشى الكائنات المهمّشة، وحيث تغمض الغيمة عينها عن تضاريس الصحراء، وتنثني جذوع السامقات، وترتخي أغصان الباسقات، وتتصحر الوهاد والوديان، وتبوء محاولات التقطير بالفشل الذريع، حيث المرأة هي السكب، وهي الحدب، وهي الكسب، وهي العناقيد وهي الرطب، المرأة في التاريخ بلقيس، وفي الجغرافيا أُمٌ رؤوم، ما تجف منابعها لسبب من الأسباب، تنوء الأرض بأحمال الشقاء، وتئن النواصي من فيض غباء، وتظل…

العالم يختار الأفضل والنجاح للأصلح

الأحد ١٣ يونيو ٢٠٢١

الإمارات تدخل بيت العضوية في مجلس الأمن بمعطف الأفضلية، وتلج محيط العالم الأشمل، والأكمل من باب القوة الفاعلة في بناء مجتمع إنساني، يؤمه السلام، ويضمه الوئام، ويلف لفيفه التضامن، ضد كل ما هو غث، ورث، وكل ما يحيق، ويعيق، وكل ما هو يعرقل، ويكبل، وكل ما هو يضمر العداوة ضد الحقيقة، وكل ما هو يكن للإنسانية البغض ونكران الجميل. الإمارات نالت الظفر بالانتماء إلى كون مجلس الأمن، بإمكانياتها الهائلة، وقدراتها المذهلة، وملكات سياستها المدهشة، فاستحقت هذا التتويج، وهي اليوم نجمة ساطعة في سماء العلاقات بين الدول، وراعية لكون يهنأ بالأمن والطمأنينة وهي ساقية لظمأ الوجود، وهي القوة الناعمة التي تحيك قماشة الكون وتمنحه البريق وتهديه الصرامة، وتوطد علاقته بالحياة، وترسخ جذوره في التطور، والرقي، والازدهار. الإمارات عبرت محيط مجلس الأمن بسفينة الحب، فنالت الاعتراف المستحق، وحظيت بالرضا، والقبول من لدن دول وجدت في حضور الإمارات دولياً، مصباحاً منيراً يضيء درب الدول، ويفتح نافذة جديدة للعالم، كي يستمر في تلاحمه، وانسجامه، وتكاتفه، ضد أمراض العصر، السياسية، والبيولوجية، والنفسية. الإمارات، توسطت العالمين عدلاً وبذلاً، وفضلاً، وجدلاً، واستطاعت بفضل قيادتها الرشيدة أن تنجز مشاريعها الإنسانية بجزالة حكمة، وفيض فطنة، وتمكنت من صد الرياح العاتية، وتضميد الجراح العنيدة، بفضيلة عقل سياسي، محنك، وفطن، وضع للميزان رمانة الشفافية، والتي وازنت، وقاست بمعايير العقل الرزين، والنفس…