عرس ثقافي

آراء

وأنت تجوب منصات معرض الكتاب الدولي في أبوظبي تشعر بمدى قوة الإمارات ونجاعة تعاطيها مع الظروف العصيبة، ونجاحها الفائق في التعامل مع الأحداث الجسام، وكيف ترتب مشاعر الناس بكل حكمة، وفطنة، وحيوية، وشفافية، وقدرة على تحقيق الأهداف السامية من دون وجل أو توتر، أو ارتباك، لأن وراء كل حدث مهم يكمن رجال أشداء تدربوا على مواجهة الظروف، وتمرسوا على تذليل كل ما يحيق وكل ما يعيق، بطاقة إيجابية، وعندما ترى الابتسامة مرسومة على وجوه الشباب من بني الوطن، فتياناً وفتيات، توقن أن وراء هذه الإشراقات ثقة بالقدرات، وثبات يشير إلى علاقة وطيدة بناها هؤلاء الناس مع الأحداث، ومع المشاريع الكبرى التي تتم على أرض الواقع، تشعر بأن الإيمان بالإمكانيات هو ما يزرع هذه الجذور الراسخة وهو ما يبني هذه النيات الرائدة في تأكيد النبوغ، وبلاغة التعاطي مع كل ظرف من الظروف.

فالاحترازات المتخذة في معرض الكتاب، والسبل الراجحة التي يتم العمل بها مع زوار معرض الكتاب، وفرق العمل المنظمة لكل تفاصيل الدخول إلى باحات المعرض، كل ذلك علامة بارزة على مدى ما تؤديه الإمارات للإنسان من أجل إنجاح كل مشاريعها، على مختلف الصعد وميادين العمل في الثقافة وغيرها.

معرض الكتاب ينثر أزهاره في مراكز عرض الكتب بعفوية وبداهة لا تشوبها شائبة، والحياة تمر بسلاسة، وسهولة من دون عوائق، ولا كبوات، لأن الوعي لدى فرق العمل الأمني والصحي يسبق كل شيء، ومعه يحضر الإصرار، على تأدية الواجب، والتصميم على تحقيق راحة الناس، مع وجود الرقابة الصارمة لدحض أي مخالفة قد تسيء إلى صحة الجميع، لأن في الإمارات عافية الناس وأمنهم فوق كل اعتبار، وهذا بدوره يشيع جواً من الراحة النفسية لكل من تهبط قدماه أرض المعرض، المفروشة بنمارق السعادة، وإستبرق الطمأنينة، والاستقرار النفسي.

فراشات السكينة منثورة في المكان، بعبق الابتسامات الرخية، وكذلك رجال الحماية، والرعاية، والعناية، يقفون صناديد، يقدمون خدماتهم الجليلة من أجل الآخرين، بصدور رحبة، وقلوب منشرحة، وعقول راضية، ونفوس مرضية.

رغم كل الظروف فالمعرض يحقق نجاحه بوجوده وتثبيت قواعده، وتأكيد ثوابته السنوية.

المصدر: الاتحاد