السبت ١٠ يوليو ٢٠٢١
يدخل الأب البيت، يتلفت يمنة ويسرة، يسأل عن طفله الصغير، فيقال له إنه في غرفته يقرأ صفحات الهاتف، يذهب الأب إلى غرفته، يبحث عن الزوجة، فتجيبه الخادمة إنها ذهبت إلى السوق مع جارتها، يخرج من غرفته، ويجلس في صالة الجلوس، يقابل التلفاز، ويدير الريموت حول محطات مختلفة، فلا يجد ما يلفت النظر، سوى كوارث الحروب، يطفئ التلفاز، ويستدير ناحية هاتفه، يقلّب عينيه في المواقع، يسمع ويرى ما لا يهم، ولا يفيد، ولكنه لا يرفع رأسه لأنه يود أن يقتل الوقت كما يدعي، ويستمر في الهمهمة، والغمغمة، ويضحك أحياناً، ويسخر في أحيان أخرى، ويحك صدغه متململاً، ضجراً، والساعات تمر، وربة البيت في الخارج والطفل في غياب تام عن عيني والده، والأيام تكرر روايتها، وتعيد سيرتها، والأسرة التي اتفق مع شريكة حياته أن يجعلاها خلية نحل تدر شهد التآلف، والعطف والدفء أصبحت مثل زجاجات مهشمة، متناثرة هنا وهناك دون أن يجبر كسرها وعي، ولا اهتمام، لأن عجلات الزمن طغت، فداست، وكسرت، فتناثر الزجاج في خواء المشاعر. أصبح البيت مثل خيمة قديمة هجرها أهلها، إلى مكان آخر، ولكن المكان غير معلوم التضاريس، ولا مفهوم الأحاسيس، وعندما تأوي الزوجة إلى منزلها، تجد الزوج قد غادر مثواه إلى مكان غير معلوم، فربما ذهب إلى المقهى، ليفرج الضيق عند الأصدقاء، أو ربما ضرب برأسه في بطحاء…
الإثنين ٠٥ يوليو ٢٠٢١
دمتِ في الدنا مقلة، وبوصلة، دمتِ في الثنايا وجداً وسداً ومهداً ووداً، دمتِ في الحياة سيرة، وسيرورة، دمتِ في المحيط موجة، وبهجة، ولجة، في قوتك سند، وفي نهضتك عهد، وفي سلامك سحابات تمطر الدنيا عشباً قشيباً، ودهراً رحيباً، وغداً يرفل بسندس الفرح، وإستبرق الوعي المجلل بالسعادة. دمتِ مصر، دمتِ في الميثاق حبراً وخبراً، وسبراً، دمتِ في حنايا القلب نافلة وفرضاً، دمتِ في سجايا الناس ضميراً يرتب مشاعر الوقت، ويهذب منابر اللغة، ويشذب عناقيد الأحلام، ويسكبها شعراً ونثراً، دمتِ سيدتي، هبة النيل، وموهبة الإبداع، وأسرار اليراع، دمتِ في خصال الشعب المهيب، دمتِ في وصال العروبة نهراً يتدفق عذوبة، وصفاء، وبهاء، دمتِ مصر في ذاكرة الأهرام تاريخاً يصوغ عباراته من نهل الأوفياء، دمتِ حضارة تحيك معطف النجباء من مخمل الرسوخ، والشموخ، من وعي أمة ترعرعت على ضفاف الأحلام الواسعة، وتربعت على عرش التفوق منذ أمد يمتد مداده حتى آخر المدى، والصدى عطاء يستمد فيضه من عقل عروبي، ومن عصمة الأنبياء والرسل، ومن جزل، ومن فضل، ومن بذل، ومن عدل، ومن نسق جاد، وأجاد، ومن نسل التاريخ جدد الحلم لتبقى مصر كنانة النيل، كينونة العروبة، كائنة في الكون، مكنونة في الوجود. دمتِ مصر الحصن، والحضن، دمتِ اللجام، والحزام، والسبابة والإبهام، دمتِ مصر نبضة في القلب، ورفرفة في السماء، دمتِ أجنحة تلون مشاعرنا بنخوة…
الخميس ٠١ يوليو ٢٠٢١
يدخل اليوم اتحاد الكتاب مرحلة جديدة بحزمة وافرة من المسؤوليات الجسام وبحس نقابي مجلل بالوعي، وثقافة الانفتاح على الآخر، حيث الإمارات اليوم ليست هي الإمارات في ثمانينيات القرن الفائت، فالوجه مشرق بعناقيد من المشروعات واسعة الحدقات، واللسان مزدهر بفصاحة لغة انفتحت على أبجديات الفعل والفاعل بكل رجاحة، وحصافة، والعقل مضاء بتطلعات، زاهية، وطموحات مبهرة، وأمنيات مدهشة وآمال تصل حدودها القارات الخمس. كل هذه المعطيات يدركها مجلس إدارة الاتحاد ويضعها في الحسبان، ويسير على نهجها، ويؤكد على تنفيذ خطط استراتيجية، أهمها جمع شمل زملاء الحرفة، ولملمة ما تبعثر من أوراق في سنوات مضت، وأخذت معها سلبياتها وايجابياتها، ليتخذ مجلس الإدارة الجديد، خطوة نحو الشمس، والتفاتة نحو الوطن، ويعمل المجلس اليوم بقيادة الباحث، والروائي والشاعر الزميل العزيز سلطان العميمي على فض الاشتباك بين الكثير من الجمل الغامضة في مسيرة الاتحاد، والتحول فوراً نحو العمل الجاد، والعلاقة الواضحة والصريحة بين أعضاء الأسرة الواحدة، إيماناً من لدن مجلس الإدارة بأنه ما من مؤسسة تصبو إلى النجاح إلا وأخذت بعين الاعتبار المسؤولية الوطنية وما تتطلبه من تضافر كل الجهود وتضامنها من أجل الارتقاء بالعمل، والنهوض بالجهد، والسير قدماً نحو آفاق التقدم بكل ما يهم البيت الواحد، وكل ما يمت بصلة إلى مصير الاتحاد، ومستقبله، كونه جزءاً لا يتجزأ من البناء الاجتماعي لدولة نشأت، وشبت، وترعرعت،…
السبت ٢٦ يونيو ٢٠٢١
في الإمارات تبدو العلاقة بين الإنسان والإنسان كما هي العلاقة بين الجذر والأرض كما هي العلاقة بين القلب والجسد، كما هي العلاقة بين السماء والنجوم، كما هي العلاقة بين المحيط والزعانف. في الإمارات تسير الأشياء بحكمة الوفاء، وفطنة الانتماء وشيمة الارتواء، وقيمة الأصل في بناء مجتمع متكاتف، متصالح مع نفسه، منسجم في نسيجه، لا تعكره غمة، ولا تكدره نقمة، إنها الجداول التي تمضي في غضون الأشياء وتمنحها البريق، وتهديها جمال الطلعة، وروعة السمعة، ولقد سعت بلادنا دوماً في ترصيف العلاقة بين كل شرائح المجتمع من دون حواجز، أو نواجز، هي تمهد الطرق الوعرة، وتمسح الكلمات الناتئة من سبورة الحياة، وتبذل الجهد من أجل استعادة ما ضاع في الطريق، لتصبح الوجوه كما هي في أصل طبيعتها، وليصير التناغم بين النوتات الاجتماعية مسألة في غاية الأهمية، لهذا السبب نجد أصحاب الهمم يشقون دروب الحياة بيسر، ولا تصادفهم عقبات، ولا تعرقلهم كبوات، لأنهم يعيشون في وطن المياه العذبة، والعلاقات السائلة، لأنهم لا ينتظرون المساعدة، بل هم يلقون الحوافز، والأيدي المتشابكة من أجل الوصول إلى الضفة الأخرى من المحيط، والعبور إلى قارات المجد من دون سؤال أو مد يد الاستغاثة، فهؤلاء الذين نصفهم بأصحاب الهمم، إنما هم سواعدنا القوية التي تأخذنا إلى حيث يكمن الظفر، وحيث يتم تحقيق الأهداف السامية هؤلاء هم أضلاع الوطن…
الخميس ٢٤ يونيو ٢٠٢١
في إكسبو هناك جناح للمرأة، من خلاله سيكون التحليق، وستكون الرفرفة، وستكون للمرأة مساحة بفضاء قدراتها على صناعة المجد، وصياغة الفرح، والتعبير عن دورها على مر الآماد في ترسيخ قاعدة أنها من ضلع الحياة وجدت نفسها في المشهد جناحاً له ألوان النمو، والانتماء، والبناء، لها في السيرة الذاتية ما يجعل القلب يخشع والعين تدمع، والرأس يزخرف شجيراته بلون البهاء، ولأن الإمارات سبقت الجميع في تنسيق مشاعر المرأة، وترتيب خصلات وجدانها، وتهذيب أضلاع مشاعرها، ووضع طموحاتها عند مصب الإبداع، ومنبعه، والوقوف معها في السرّاء والضرّاء، والثبات عند مبادئ المساواة على قدم وساق، ومرافقتها إلى حيث تكمن الأهداف السامية، وقد أثبتت هذه المرأة، الأم، والزوجة، والأخت، والحبيبة أنها مهد الحبّ، وموئل العاطفة السخية، عطاءً، وبذلاً، وانتماءً، ووفاءً، وعندما تفتح الأرض منابعها لكي ترشف منها المرأة، فإنما هي الجبلة الأولى لعلاقة مصونة بين المرأة والأرض، ولأن الأرض هي الطريق التي تسير عليها تطلعات الرجل، أصبح من البدهي أن تكون العلاقة بين الاثنين علاقة تكامل، وفي سير الأولين وجدت المرأة نفسها عند مضارب القوم مزارعة وتاجرة، ومربية، تقف كتفاً بكتف مع أخيها الرجل، وتؤازره، وتؤاخيه، بنخوة الصحراء النبيلة، وفضيلة النخلة النجيبة. اليوم وقد اتسعت حدقة الطموحات، وأصبحت التطلعات بحجم تضاريس الكرة الأرضية، صار من المحتم أن تمد المرأة إلى الأفق، وتبحث لها عن قناة…
الثلاثاء ٢٢ يونيو ٢٠٢١
عندما يصبح الوطن شجرة عامرة بالثمار الحيّة، تصبح مؤسساته مثوى القوارير ومأوى للعيون التي في طرفها دمعة حزن، وموئلاً لحشاشة قلوب مزقها فراق، أو أرهقها انشقاق، أو أسغبها ظلم، أو أتعبها ضيم، أو نالها ضنك. هذه هي مؤسسة دبي لرعاية النساء، ترخي ظلالاً من المودة، على رؤوس ألهبتها شموس التعنت والتزمت، وأحرقت أعشابها براكين بؤس، ونحس، ورجس، وبخس. المرأة التي يخرج من بين ذراعيها البنون، والبنات، وهي التي تنبت عند ضواحيها سنابل الحاضر، وأشجار الغد، تستحق أن تكون في مهد الرعاية، والعناية، والحماية، والدراية، تستحق أن تحظى بهذا الشمل المعبّق بالحب المضمخ بعبير الدفء، تستحق أن تكون ما بين الرمش والرمش، لمعة وليس دمعة، تستحق أن تكون في معطف المشاعر، مرناً وليس حزناً، المرأة هي الساكن، والمتحركة هي الثبت، والمتحول في أشجان أي مجتمع، وعند تصطدم بعقبة الجحود يختل توازن الدنيا، وتميل كفة الميزان إلى حيث تهوي الطيور الجريحة، وحيث تتلاشى الكائنات المهمّشة، وحيث تغمض الغيمة عينها عن تضاريس الصحراء، وتنثني جذوع السامقات، وترتخي أغصان الباسقات، وتتصحر الوهاد والوديان، وتبوء محاولات التقطير بالفشل الذريع، حيث المرأة هي السكب، وهي الحدب، وهي الكسب، وهي العناقيد وهي الرطب، المرأة في التاريخ بلقيس، وفي الجغرافيا أُمٌ رؤوم، ما تجف منابعها لسبب من الأسباب، تنوء الأرض بأحمال الشقاء، وتئن النواصي من فيض غباء، وتظل…
الأحد ١٣ يونيو ٢٠٢١
الإمارات تدخل بيت العضوية في مجلس الأمن بمعطف الأفضلية، وتلج محيط العالم الأشمل، والأكمل من باب القوة الفاعلة في بناء مجتمع إنساني، يؤمه السلام، ويضمه الوئام، ويلف لفيفه التضامن، ضد كل ما هو غث، ورث، وكل ما يحيق، ويعيق، وكل ما هو يعرقل، ويكبل، وكل ما هو يضمر العداوة ضد الحقيقة، وكل ما هو يكن للإنسانية البغض ونكران الجميل. الإمارات نالت الظفر بالانتماء إلى كون مجلس الأمن، بإمكانياتها الهائلة، وقدراتها المذهلة، وملكات سياستها المدهشة، فاستحقت هذا التتويج، وهي اليوم نجمة ساطعة في سماء العلاقات بين الدول، وراعية لكون يهنأ بالأمن والطمأنينة وهي ساقية لظمأ الوجود، وهي القوة الناعمة التي تحيك قماشة الكون وتمنحه البريق وتهديه الصرامة، وتوطد علاقته بالحياة، وترسخ جذوره في التطور، والرقي، والازدهار. الإمارات عبرت محيط مجلس الأمن بسفينة الحب، فنالت الاعتراف المستحق، وحظيت بالرضا، والقبول من لدن دول وجدت في حضور الإمارات دولياً، مصباحاً منيراً يضيء درب الدول، ويفتح نافذة جديدة للعالم، كي يستمر في تلاحمه، وانسجامه، وتكاتفه، ضد أمراض العصر، السياسية، والبيولوجية، والنفسية. الإمارات، توسطت العالمين عدلاً وبذلاً، وفضلاً، وجدلاً، واستطاعت بفضل قيادتها الرشيدة أن تنجز مشاريعها الإنسانية بجزالة حكمة، وفيض فطنة، وتمكنت من صد الرياح العاتية، وتضميد الجراح العنيدة، بفضيلة عقل سياسي، محنك، وفطن، وضع للميزان رمانة الشفافية، والتي وازنت، وقاست بمعايير العقل الرزين، والنفس…
السبت ٠٥ يونيو ٢٠٢١
تسير الإمارات باتجاه النجوم، وتحيك قماشة سعيها من خيوط الوعي، وتلون معطف الحياة من ضوء الشمس، وتعطر أفنيتها من عبق الإرادة الصلبة، والعزيمة القوية، وتمضي في الحياة نسمة ربيعية، ترسم صورة الفرح على كل محيا، وفي كل بيت. تأتي المسابقة الوطنية لمهارات الإمارات برعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، دعماً سخياً للمواهب، وتعزيزاً لمشروع الدولة العملاق في ترسيخ قواعد النهوض في المجتمع، وتكريس مبادئ الاهتمام بكل من لديه إشراقة موهبة، وكل من ينبض عقله بملكة إبداع، لها باع وذراع في بناء أي مفصل من مفاصل الوطن. المسابقة تفتح نافذة باتجاه الأفق، وتشرع باباً نحو المستقبل، وتشق جدولاً لأجل إرواء حاجة الوطن إلى مواهب بنيه، وقدراتهم، وإمكاناتهم، وهذا هو ما عهدناه من سموها، وهذا ما اعتاده الوطن من قادة بلده، ومن أولياء أموره، أنهم دائماً السباقون في ابتكار قنوات العمل التي تنير طريقهم، وتضيء عقولهم، وتفتح المجال لهم بأن يكونوا شركاء في خدمة الوطن، يتقاسمون رغيف الرقي، وورود النجاح، وفرح الفوز بالتطور، والحفاظ على المصير المشترك. المسابقة واحدة من مشاريع الوطن التي تقدمها سموها لأبناء البلد، وتعمل جاهدة على تطوير مهاراتهم، وتقوية إمكاناتهم في العمل على بث روح الأمل، ونثر ورود التفاؤل في كل موقع…
الخميس ٠٣ يونيو ٢٠٢١
يقول صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة «شكلت لجنة بإشرافي لمعالجة طلبات الوظائف»: لا شك في هذا السلوك السامي من قبل حاكم، وولي أمر يدعو إلى فتح نافذة مشرقة، تطل خيوطها الوضاءة على نفوس كل من لوّعتهم الحاجة إلى عمل شريف يستر حالهم، ويرفع عنهم الضيم والضنك، ويعيد لهم ابتسامة الفرح، ويبسط على صدورهم شراشف السعادة، وينثر في قلوبهم ورد البهجة، وترف المعيشة، وبذخ الحياة، ويجعلهم في محشر الناس كطيور نوارس ترفع النشيد عالياً، وتدعو لمن مدهم بالحياة الكريمة، بالصحة، وقوة الإرادة، وصلابة العزيمة في مواجهة ملمات الزمن، وعاتيات الأيام. هذه هي شيم النبلاء، ونخوة النجباء، وسجية الأوفياء، وجبلة الأصفياء الذين لا تقرّ لهم عين، ولا يهدأ بال وهم يرون نوق الناس تتعثر في دروب الدنيا، وتكبو جيادهم، هذه هي سمات من أحبوا الناس من دون شروط وتفانوا من أجل الأبناء، وضحوا في سبيل توفير اللقمة السخية للمواطن، وسهروا الليالي على هدهدة مشاعر كل من أسغبته صروف الحياة، وأتعبته ظروفها، ونالت منه عواقب الدنيا، وأرهقته حوافرها الصلدة. تصريحات سموه هي إشراقات، تضيء أفنية الناس وكل من في نفسه سؤال العيش، تصريحات سموه رسالة واضحة العبارة، صافية المعنى تقودنا لأن نقول وبثقة، إن الإمارات بألف خير، طالما يمسك بزمامها قادة عاهدوا الله على كلمة…
الثلاثاء ٠١ يونيو ٢٠٢١
الطفولة زهرة حياة رعايتها، والعناية بها يجعل من حقل الوطن زاهياً، مترعاً بالنور، مترفاً بعلاقة وفية، سخية، ثرية، غنية بعلامات جودة، وتأتي مبادرة هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة في إطلاق علامة الجودة لبيئة داعمة للوالدين، ترسيخاً لوعي حكومي، ومجتمعي بأهمية تشابك الأيدي، وتعانق الإرادات في سبيل خلق واقع بيئي، أسري يقوم على التلاحم، والانسجام، بين أفراد المجتمع الواحد، وإشراك المؤسسات الخاصة والحكومية في بناء فناء واحد لهو الجدار الواقي، الذي يقف سداً، وصدأ لكل ما يعترض النشء من عقبات وكبوات، وعثرات، وكل ما يشرخ النسيج الاجتماعي ويتسبب في تمزيق قماشته. الرعاية الحميمية من قبل سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، رئيس هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة ترسخ مبادئ، وتكرس قيماً، وتحدد مساراً، وتنمي أخلاقاً، وتقيم ثوابت، وتضع ركائز، وتسدد أركاناً للأسرة في الإمارات مما يجعل مثل هذه المبادرة، منارة لكل من يهمه أمر الأجيال، وقيثارة تضيء الطريق لأولياء الأمور، كما هي للمؤسسات، وهو ديدن السياسة في بلادنا، وهو ناموس التقاليد التي بنيت عليها أحلام المجتمع، وهي القاموس الذي تستمد منه حياتنا أبجدية النشوء والارتقاء لأجل مستقبل زاهر، ومبهر، ومنتج، وماهر في صناعة السعادة، وبارع في صياغة الطموحات التي يتمناها كل فرد في مجتمعنا، وينتمي إليها كل من يعيش على هذه الأرض، التي نمت أعشابها،…
السبت ٢٩ مايو ٢٠٢١
عندما تحضر أمسية، أو محاضرة في ظل الجائحة العصيبة، تشعر أنك تجازف، ولكن عندما تشرئب أعناق الشعراء، ويحتد وجيب الكلمات، يتسع معطف الجملة الشعرية وترتدي القصيدة قميص يوسف، وتخرج من الجب ريانة بالمعنى، نشوانة بعطر البوح الجميل. في مساء مظلل بنخوة الشعر، استمعنا إلى شدو من نوع آخر، رفع نغماته شاعر من زمننا الجميل، أخونا، وحبيبنا عبدالله الهدية، كما وترنمت الشاعرة الرائعة شيخة المطيري، وقد حلق الشاعران، ورفرفا، وهفهفا، وندفا على خيمة الوجدان ما أشع وأبرق، وأطرق، وحدق، ونسق مشاعر كانت تخب في صحارى الوجد، محتدمة مع فحيح الجائحة. عبدالله الهدية غنى لجلفار، وخيم عند مضاربها، ثم شد لجام خيله، بعد أن أسرجها، وطاف في خيال تلك النجمة الساطعة خلف جبال عانقت الغيمة وأسهبت في الزئير عبر الأثير، كما أن شيخة المطيري ذهبت سريعاً إلى الفرات هناك حيث بابل تغسل يديها إثر تخثر دماء، وشعواء، وعشواء، ودهماء، هناك حيث التاريخ يفرك جفنيه وينظر إلى طفلة في كركوك تنبش عن أسرار الوجع في مخابئ الزمن المرابي. كلا الشاعرين ربما لم يتفقا صراحة، ولكن كان للاشعور بوح صريح، وصارم في بيان ما قد غفا في الخاطر، وما قد تسرب من بين أصابع الضمير، في لحظة مستفزة. استمع الحاضرون، وتناغموا، وانسجموا، واستدعوا الذاكرة المخبأة خلف ضجيج المرحلة وصار المكان المتواضع في جناح اتحاد…
الخميس ٢٧ مايو ٢٠٢١
وأنت تجوب منصات معرض الكتاب الدولي في أبوظبي تشعر بمدى قوة الإمارات ونجاعة تعاطيها مع الظروف العصيبة، ونجاحها الفائق في التعامل مع الأحداث الجسام، وكيف ترتب مشاعر الناس بكل حكمة، وفطنة، وحيوية، وشفافية، وقدرة على تحقيق الأهداف السامية من دون وجل أو توتر، أو ارتباك، لأن وراء كل حدث مهم يكمن رجال أشداء تدربوا على مواجهة الظروف، وتمرسوا على تذليل كل ما يحيق وكل ما يعيق، بطاقة إيجابية، وعندما ترى الابتسامة مرسومة على وجوه الشباب من بني الوطن، فتياناً وفتيات، توقن أن وراء هذه الإشراقات ثقة بالقدرات، وثبات يشير إلى علاقة وطيدة بناها هؤلاء الناس مع الأحداث، ومع المشاريع الكبرى التي تتم على أرض الواقع، تشعر بأن الإيمان بالإمكانيات هو ما يزرع هذه الجذور الراسخة وهو ما يبني هذه النيات الرائدة في تأكيد النبوغ، وبلاغة التعاطي مع كل ظرف من الظروف. فالاحترازات المتخذة في معرض الكتاب، والسبل الراجحة التي يتم العمل بها مع زوار معرض الكتاب، وفرق العمل المنظمة لكل تفاصيل الدخول إلى باحات المعرض، كل ذلك علامة بارزة على مدى ما تؤديه الإمارات للإنسان من أجل إنجاح كل مشاريعها، على مختلف الصعد وميادين العمل في الثقافة وغيرها. معرض الكتاب ينثر أزهاره في مراكز عرض الكتب بعفوية وبداهة لا تشوبها شائبة، والحياة تمر بسلاسة، وسهولة من دون عوائق، ولا كبوات،…