الأحد ١٨ يونيو ٢٠٢٣
صناع الأمل هم أولئك الذين يقبلون وجه الغيمة، ويصافحون كف الوردة، كي يغسل العالم وجهه بالعذوبة، ويعطر معطفه بالشذا. صناع الأمل هم أغنية الصباح التي تتشح بها الطفولة وتطوق أعناق الكهولة، وتملأ الحياة بهجة، وسروراً. صناع الأمل هم الشركاء في صناعة شجرة الحياة الثرية، هم من يصوغون قلائد الابتسامة، على ثغور، ونحور. قيادتنا الرشيدة، سعت منذ البدء إلى بناء جسور المودة مع هذه القناديل، وعملت على ترتيب العلاقة الحميمية بين من يقدم على الخير ومن يستحقه، ودأبت على سبك هذه العلاقة على أسس إنسانية، حيث لا حياة تدوم من دون تعاضد أهل الخير، وتضامنهم مع احتياجات من ليس لديهم من وسيلة غير هذا النهر الخبر المتدفق من علو الهامات الخيرة، إلى سفوح الرمال المكتنزة بالعوز. قيادتنا الرشيدة منذ البدء، وهي تشذب شجرة الحياة من الضغائن، والشحناء، وتهذب مشاعر الناس على أسس من القيم الرضية، والشيم السخية، ومشاعر تنبثق من الصدور كأنها الجداول. واليوم وبعد مرور أربع دورات لـ «صناع الأمل»، أصبح المشروع الإنساني التاريخي الإماراتي يحث الخطى نحو غايات ليس لها من مراتع غير ضمائر عشاق الأمل، ومحبي الحياة، هؤلاء الذين لبوا نداء الأخوة الإنسانية، وأعدوا العدة لكي يكونوا السند، والعضد لإخوتهم في الإنسانية، من دون تمييز، أو تصنيف، بل الهدف هو التسامي عن الأنانية، والنزول إلى رغبة الضمائر الحية،…
الخميس ٢٥ مايو ٢٠٢٣
في عرس الثقافة المقام حالياً على أرض المعارض في أبوظبي، تشعر أن للأحلام حبراً وأقلاماً وأنامل تنقش على الأرض صورة إنسان يقرأ الأبجدية على جبين الوجود بشغف العشاق الأقدمين الذي نظروا إلى السماء، فرأوا النجوم تصفق وترقص، فصفقوا ورقصوا ورفعوا النشيد عالياً، حتى شدت الأرض أوتار قيثارتها، وتسمرت أمام المشهد، وسكبت رحيق إعجابها بين الحقول، فانهمرت الجداول تتسرب بين ضلوع الجذور، فارتفعت الأغصان وتفرعت، ومدت أناملها إلى السماء شاكرة ومبتهلة لأن الله أعطاها خير العطاء وهو الوعي بأهميتها في الوجود. في عرس الكتاب، تمضي الركاب مسهبة في الغناء، تفيض بأحلام لها بريق أراجيز ابن ماجد، قصائد الماجدي بن ظاهر، والليل يسكب شهده في كأس النهار، والنهار يغسل أنامل الليل بضوء الشمس، العشاق مستمرون في الطواف حول أجنحة الطير ممتدة على مساحة واسعة في المعرض. تمر هنا، وتلتفت هناك، والوجوه تلمع ببريق الفرح، والجباه مغسولة بوميض الأشعة الضوئية مسلطة من لدن قلوب أحبت الكتاب، كما أحبت هذه الأرض الطيبة، تجود في كل عام بخطوات أوسع من أجل تطوير معرض الكتاب، وترسيخ جذوره، وجعله معلماً من معالم التاريخ الإماراتي الحافل بالمنجزات المبهرة، والمشاريع المدهشة. في غضون أيام من أيام المعرض، تشعر بأن الحياة تخلع قميص الصمت، ليرتفع غناء الكتاب وتعلو قامة الثقافة، ويستمر التحليق في فضاءات مضاءة بأحلام تزهو بجمال الوجوه الباسمة…
الإثنين ٢٢ مايو ٢٠٢٣
الوطن فوق الجميع، ولا مجاملة على حساب الوطن. هذه الكلمات من بوح من نقى البوح، بشاعرية الفرسان، وفراسة الشعراء. هذه كلمات تتفرع أغصانها في وجدان الإنسان، لأنها كلمات كالأشجار الطيبة، جذورها في الأرض، وفروعها في السماء. وسماء الإمارات تمطر من ذهب المعاني، ودلالات التجربة الثرية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله. كلمات لها في قلوب العشاق أغنية وشجو، وشجن، كلمات لها في الضمير الإنساني ترنيمة الموجة، وتغريدة الطير، ونث السحابات السخية، وبث المشاعر البهية. جاء ذلك عبر «مرصد الخدمات الحكومية»، حيث جاءت وزارة الداخلية، والخارجية، في مقدمة الصفوف في الجودة، وتجويد الخدمات، وهذا تدل عليه المعطيات في عمل الوزارتين الموقرتين واللتين تقدمان المثال والنموذج في سرعة الأداء، وروعة الإنجاز، ومهارة المشاريع المبدعة التي تقدمها الوزارتان. هذا التفوق يمنح الفرصة لوزارات، ومؤسسات، ودوائر أخرى، بأن تحذو حذوهما، وأن تسير بمحاذاتهما وأن تقدم كل ما يقنع، وكل ما يفرح، وكل ما يثلج الصدور، لأن الوطن يستحق هذا البذل، والمواطن يستاهل كل هذا العطاء، وما من وطن يضعه أهله في مقل العيون إلا زها وازدهر وحلق، وحقق كل ما تتطلبه الحضارة الإنسانية من تقدم وازدهار ورقي وتطور. حفظ الله الإمارات، وأدام الصحة والعافية على رجالها الأفذاذ، وأبنائها الأبطال الذين يبذلون النفس…
السبت ١٣ مايو ٢٠٢٣
للمصرف المركزي في الإمارات، ساعد متين، يطوق اقتصاد الإمارات بقلادة الأحلام الزاهية، ويحفظ النقد المالي من الهزات والوعكات التي تحدث في العالم، كما أنه الطوق الحرير ووشاح الحشمة للبنية التحتية للمدفوعات النقدية والإلكترونية. العالم مر بهزات أطاحت باقتصادات، أما في الإمارات، فبفضل الله، وإرادة القيادة الرشيدة، ووعي فريق العمل المالي، استطاعت أن تروض مخالب تلك الأزمات، وأن تتجاوز المحن بجدارة، وحكمة، وقدرة. اليوم يقف المصرف المركزي قلعةً صارمة وحازمة وجازمة لبناء اقتصاد قوي في دولة تسعى دوماً بأن يكون الاقتصاد هو الطريق لبناء حياة رخية للوطن والمواطن، دولة لا تكف عن جعل الاقتصاد هو القوة الناعمة للتواصل مع المستقبل، وللوصول إلى طموحات لا حدود لها، ولا أفق، غير أفق التطور المستمر في جميع المرافق، وجميع مناحي الحياة. فالاقتصاد اليوم هو المفصل، والفاصلة لتقدم الأمم، وهو البعد، والسعد لوطن بنى قلعته الاقتصادية من إيمان القيادة الرشيدة بساعدة الإنسان أولاً، وهو ما جعل جميع المسؤولين في مختلف مؤسسات الدولة ينحون منحى الوطن، ويقفون في صف الوطن، ومن دون اقتصاد قوي، معافى من كل أشكال الوهن والعهن، لن تتمكن الدولة من السير قدماً نحو منازل التطور، وتحقيق الطموحات الكبرى. المصرف المركزي هو الزعامة، وهو الضمانة، وهو عظمة الظهر لأي مشروع اقتصادي، وهو الساعد المساند لأي فكرة تهدف إلى بناء علاقة سوية مع الحضارة…
الأحد ٠٧ مايو ٢٠٢٣
السادس من مايو، يوم التأسيس، يوم حلقت فيه النسور بأجنحة الفخر، يوم جاءت فيه الطلقة الأولى لانطلاق الإمارات نحو المجد، والسعد والوعد والعهد والسؤدد. يوم السادس من مايو 1976م، يوم تفتحت فيه أزاهير الجمال الإماراتي، يوم فيه انبعثت رسالة السلام مدعومة بالقوة، بقوة السواعد السمر، وشيم الرجال المخلصين، وقيم الأفذاذ الذين على سواعدهم تقع مسؤولية النهوض والاعتناء بالمنجز، ورعاية المكتسبات، وحماية السور العظيم بقوة الإرادة، وصلابة العزيمة، والإيمان بأن الإمارات هي المقلة، هي القبلة، هي سنبلة التطلعات، وقصيدة الطموحات الملحمية. في هذا اليوم أشرقت الشمس على الأرض، فمدت لها خيوط الشعاع، مشيرة إلى ذاك الأفق البعيد، أفق الانطلاقة المباركة، ووثبة الجياد نحو العلا، نحو غايات أسس لها بناة المستقبل، وها هم الخلف يسيرون على الدرب مطمئنين، واثقين ثابتين راسخين، متوجين بأمنيات، مدججين بآمال، حاملين معهم حزمة من كتب الغد، يقرؤون فيها المآثر فيحتذون، يتلون الأواصر فيقعدون، القافلة تمضي، مكللة بعطاء لا ينضب، مجللة بسخاء لا يجدب، مبجلة بسيرة المؤسسين الذين وضعوا اللبنة الأولى، وهي اللبنات التي تزخر بما تجود به قريحة الأوفياء، ها هي الإمارات تزهر بورود السعي والرعاية بكل جد وجديد، حتى أصبحنا في العالمين الصورة الزاهية، والسيرة الباهية، والصوت العالي، والصيت المتربع على عرش الفرادة بين الأمم. قواتنا المسلحة هي الدرع، وهي الحصن الحصين، وهي المكانة والأمانة والرزانة…
الخميس ٢٠ أبريل ٢٠٢٣
خلال الأيام القليلة الماضية، أصدرت إحدى محاكم دبي حكماً يُعد الأكبر ضد شركة عالمية كبرى عاملة في مجال التدقيق، وكانت له أصداؤه محلياً وعالمياً، باعتباره يرسخ المكانة العالمية للإمارات وجهة مفضلة للاستثمارات والأعمال، بما تتمتع به من سمعة عالمية معززة وما تتمتع به من تنافسية وتشريعات متطورة وشفافية وبيئة مثالية تستند لبنية تحتية من طراز رفيع. يُعد حكم «محاكم دبي» على شركة «كيه بي إم جي لوار غلف» دفع 231 مليون دولار (848 مليون درهم) لصالح مجموعة من المستثمرين خسروا أموالهم، كما جاء في دعواهم بسبب ضعف «تدقيق الجودة» الذي أجرته الشركة على صندوق استثمروا فيه. جاء في الحكم الذي تناولته وسائل إعلام وصحف عالمية أن «شركة التدقيق التي تعد إحدى أكبر 4 شركات تدقيق في العالم - انتهكت معايير التدقيق الدولية بالموافقة على البيانات المالية لصندوق البنية التحتية الذي تديره شركة الأسهم الخاصة المنهارة «مجموعة أبراج». ويُعد الحكم الأكبر على الإطلاق ضد شركة محاسبة ذات عائدات تتجاوز 210 ملايين دولار (770 مليون درهم) في آخر سنة مالية لها بحسب تقرير نشرته صحيفة «فايننشال تايمز». وجاء في حكم المحكمة «أنها استنتجت من أوراق ووثائق وتقرير لجنة الخبراء المعيّنة أنها واثقة من أن شركة التدقيق قد ارتكبت العديد من المخالفات عند تدقيقها للقوائم المالية لصندوق الاستثمار. الحكم جاء في وقت شهد…
السبت ٠٨ أبريل ٢٠٢٣
بلد ينعم بالأمان، يقصده النوابغ، بلد له في الحب مآثر، لا بد وأن يكون بين الرموش أثمد، وفي المقل بريق. هكذا هي الإمارات شجرة تحط على أغصانها أجنحة الرفرفة، وعلى قمتها يزهر النوابغ من ثمرات وعبارات ومهارات وبراعة المعطى ورونق الإبداع في كل مجالات الحياة، لأن في الفضاء الرحب، تغني النسائم باسم الحياة، وتفتح الورود أكمامها، والشذا حلم كل من تطلع إلى المجد، وكل من طمح إلى غد يشرق ببلاغة العطاء، ونبوغ الفرادة والاستثنائية. اليوم الإمارات تقود العالم إلى آفاق التقدم والرقي، وتفتح للتاريخ صفحات، حبرها من عرق وكد، ومن شوق وجد. اليوم الإمارات، تعيد للحضارة الإنسانية سطورها التي لا تمحى، وعمرها المديد، ومجدها السديد، وحلمها القديم الجديد. اليوم، وفي ظل قيادة رشيدة، لا تدخر وسعاً في تقديم كل ما يلزم، وكل ما هو ضروري لكل من يحمل في جعبته ما يفيد العالم، ويضيف للحضارة رقماً جديداً في الإبداع. اليوم ونحن في أحضان القرن الحادي والعشرين، نعبر أفظع جائحة، هشمت وهدمت ودمرت ورملت ويتمت وثكلت، نخرج من فوهتها منتصرين، وفي قلوبنا ضوء أخضر، مفاده أن نمر ولا نتوقف، كما خليل جبران «تقدم ولا تتوقف، في التقدم يحدث الكمال»، وها هي الإمارات، تمضي في الركب نحو سهول الإبداع، مؤزرة بإرادة النبلاء، مكللة بعزيمة النجباء، متوجة بمكتسبات أدهشت وأذهلت، صفق العالم لها…
الثلاثاء ٠٤ أبريل ٢٠٢٣
بيت القصيد كنص وتمثيل وإخراج مسلسل يستحق المشاهدة، لأنه يحمل في ثناياه إسقاطات اجتماعية ترقى إلى ذائقة المشاهد، وتحترم الذوق العام، ومن دون بذاءات وسفاسف تستفز المشاهد. في هذا المسلسل، يكمن الفن الحقيقي، ويتضمن قصة لها ثيمة، وحبكة، وحوار، وشخوص يؤدون العمل بشكل يجعلك تتابع من دون منغصات ولا تهريج كما نجده في بعض المسلسلات، والتي فيها يقوم الممثل بدور المهرج، والذي تبحث عن الموضوع، فلا تجده إلا في رقصات الممثل، وحركاته العشوائية التي لا تحمل في داخلها أي شيء من أهداف الفن الرفيع. من خلال بيت القصيد، يتأكد لك بأن في الإمارات كتاب نصوص يمتلكون الوعي بأهمية أن يكون للفن رسالة، يحترمها المشاهد كما يوجد ممثلون يمتلكون ملكات فنية، وفيما لو تم الاهتمام بهم، فسوف يكونون منافسين أشداء في الساحة الفنية. في هذا المسلسل، تجاوز العاملون من الفنانين حدود الصفقات التجارية، لأنهم عرفوا جيداً أن الفن ليس شركة إعلانات لبضاعة استهلاكية، وإنما دورهم يتحدد في رسم الصورة الزاهية، للإنسان الباحث عن نفسه، في خضم الواقع والمعبر عن طموحات، لا يمكن تجسيدها إلا في نص تمت كتابته بعناية فائقة، وتمثيله على أحسن صورة. فمن الممكن أن يكون أي إنسان ممثلاً وهذا شيء عادي، ومتاح، ولكن أن تفرز فناناً فهو الأمر الصعب، لأن في الفن إبداع، وفي الفن عمل خلاق، يحرض…
السبت ٠١ أبريل ٢٠٢٣
نبارك لأنفسنا، في تعيينات جديدة، في دولة متجددة، تحضر في المشهد الإنساني وكأنها القمر، أيام العالم، بأحلام زاهية، رضية، وتحت قيادة زعيم له في المهمات بارق، وبيرق له في الحياة صوت، وصيت، وصدى، له في القيادة الصارم، الحاسم، الجازم، له في السمات ما يذهل، ويدهش، له في السجايا سمت النجوم، وأمطار الغيوم. شكراً صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظكم الله، وأدامكم ذخراً وفخراً لوطن العزة والشرف، شكراً لاختياركم نخباً، من هذا الوطن، يكونون العون والصون، والحماية والرعاية، والعناية لشعب آماله عريضة، وأمنياته كبيرة، بأن يسدد الله خطى الوطن، بوجود كوكبة عيال زايد، يقفون كتفاً بكتف مع سموكم، من أجل نهضة الإمارات، وتطورها، وعزتها وكرامتها، وشموخها، ورسوخها، في مسيرة الخير والعطاء، والبذل، وخير الإنسانية. شكراً لكم سيدي، وأنتم تذهبون بالوطن نحو غايات، العلا، ورايات الآفاق البعيدة. الشعب من أقصى الإمارات، إلى أقصاها تلقى أخبار المسرة، بقلوب ملؤها الحب، والفخر، بما تهدونه له من أنباء تجعل الحياة سحابة ممطرة، وتجعل الوطن في أعراس لا تطفئ مصابيحها، ولا تكف عن التصفيق، لبراعة تثلج الصدور، ومهارة تملأ الوجدان بهجة وسروراً. اليوم، وغداً وبعد عمر طويل، الإمارات منارة للأمان، والاطمئنان، وانشراحة الصدور، لأنها تنعم بحكمة قيادة لها في نعيم الوعي السياسي ما يجعل الأفعال أنشودة مطر، وما يجعل القرارات قصيدة…
الأربعاء ٢٩ مارس ٢٠٢٣
تبهرني هذه الصفحات البيضاء من غير سوء، تدهشني هذه الأيادي التي تعمل بكفوف مخضبة بالقيم العالية الشيمة. تشعر وأنت تقرأ المشاريع الإنسانية العظيمة في بلادنا، وكأنك تجلس أمام المرآة، وتستدعي تاريخ أمة زخرت بمعطيات استثنائية لا شبيه لها في العالم. صور خلابة من البذل والعطاء، لأجل إنسانية معافاة مشافاة من أدران وأحزان، وأشجان. هذه الصورة اليوم تتربع على عرش الإمارات المجيد، وتمضي حقباً نحو بناء حزام أخضر يلف خصر العالم، ويطوق عنقه بقلائد من فرح، مثل هذه المشاريع تبدو في تاريخ الإمارات، بارق أمل، وطارق بلا وجل، وحلم أمة استطاعت أن تدخل الوجود، بمفاتيح الوعي بأهمية أن نتواصل، وضرورة أن يكون تواصلنا معطراً ببخور الحب، نعم الحب وحده إكسير حياة، وعندما يحضر الحب تنقشع غيوم الكراهية، عندما يحضر الحب، تزول الكآبة عن الوجوه، وتنفرج الشفاه عن ابتسامة يشرق لها الوجود، ويغني الطير، والشجر يصفق حبوراً، لأن في العالم هناك بلد في أطراف الخليج الحبيب، يعمل على إضاءة العالم بمصابيح العطاء، لإزالة نشارة الخشب التي خلفها نجارون غير مهرة، قطعوا أشجار غابة الفرح لمجرد تصاعد حدة الجشع في نفوسهم، ولمجرد اعتقادهم بأن العيش من أجل البقاء هو جوهر الحياة، وهو ما جعلهم يفترسون الجمال في هذه الحياة، ويبيدون سنابلها الخضراء، بينما الأصل في الحياة أن تعيش من أجل تلوين وجه الحياة…
الثلاثاء ٢٨ مارس ٢٠٢٣
نراهم بعيون الفخر، وهم يغلفون حياتنا بالرحمة، وهم يملؤون وطننا بالبهجة، وهم يجعلون الدنيا شجرة فارعة، ونهراً سخياً، وغيمة وثيرة، وخيمة دافئة، ونجمة ببريق الفرح، ومنطقة التقاء الجداول عند مصبات السعادة. المتطوعون في الإمارات، يعبرون عن هبة الماضي، وفزعة الحاضر، وتضامن السلف في رفع السقف، ومنع الشظف، وردع الكلف، وتوسيع الحدقات نحو غايات السلام العالمي، وسؤدد العالم. المتطوعون في بلادنا، أثبتوا أن وصايا زايد الخير لم تذهب أدراج الرياح، وأن قيم السلف ما زالت حية نابضة في قلوب الخلف. جيل الإمارات يؤكد يوماً بعد يوم، بأن الإمارات واحة العالم، واستراحة الشعوب، التي تكابد ويلات الحروب، وتعاني من الكوارث والحروب. في كل صباح، وعند كل شروق شمس، نقرأ ما تجود به الأيادي وما تزخر به الإمارات من مساعي الخير، وجود الناس الخيرين، الذين يعيشون الإيثار قولاً وفعلاً، ويعملون على ترسيخ الثوابت، وترسيخ المثل العليا، التي وضعتها القيادة الرشيدة، كاستدامة للحياة، وعلامة على أن الإمارات في السر والعلن تكافح من أجل أن يعيش العالم برحابة، ومن دون كآبة، ولا ضنك، ولا ضجر. هذه هي سياسة الإمارات، صناعة جيل يعرف بأن الحياة من أجل الحياة، وليست من أجل البقاء، وهذه هي سمة العشاق، والذين زرعوا الحب في قلوب الأبناء، كما تفعل الأمطار، وهي ترتب شؤون العشب عند الفيافي، والنجود. اليوم ونحن نتلو آيات…
الأحد ٢٦ مارس ٢٠٢٣
أشياء صغيرة في رمضان تكبر. أولها العمر، فيبدو المرء في هذا الشهر، مثل طفل لم يزل يبحث عن اسمه في الأبجدية. وتبدو شفتاه تصطدمان ببعضهما، كي يخرج الحرف الأول لاسم الأم، ثم الأب. يبدو الطفل الأذكى ضمن مراحل العمر التي يمر بها الإنسان، لأنه يختار الأم أولاً كما جاء في العقيدة الدينية الحنيفية أن الجنة تحت أقدامها. وتتطور الأشياء الصغيرة، وتتدحرج خلال سنوات العمر، وتصبح بحجم تطلعات الإنسان، وطموحاته، ولكن.. في رمضان بعض هذه الأشياء، يظل محافظاً على سنواته الأولى، وهي سنوات البريق، والبراءة، والعفوية، والأحلام الزاهية، والابتسامات الشفافة الرقيقة، واللغة الغريبة لتراكب وتراكم الكلمات على بعضها لتبدو مثل اللغة الهيروغليفية. أشياء صغيرة في رمضان تبقى كما هي، ومن أهمها المشاعر، تلك السيول المائية القابعة في القاع، في منطقة اللاوعي، وما بعد الواقع. هذه المشاعر التي لم تتلون بعد، ولم يلحقها الصدأ التاريخي، ولم تخدشها أظافر الزمن، ولم تصطدم بعد بقطار المراحل السريعة. أحياناً، وبالذات في وقت المساء، تطفر دمعة من عينيك، لمجرد تذكر موقف معين أو وجه ما أو مكان. تظل تفكر ما الذي جاء بهذه الصورة الآن وفي هذا الشهر؟ لن تستطيع التفسير، حتى ولو اطّلعت على مراجع في التحليل النفسي أو راجعت ذاكرتك لاستدعاء ما تحفظه من مسلّمات علم النفس، في هذه اللحظة لن تتمكن من استدعاء…