أيام الفرح الوطني

آراء

7-6-5-4 أكتوبر في تاريخ الوطن، أيام بارقة تشرق على الربوع بمنجز جماله في تضامن أهل الوطن من أجل ترسيخ الروح الزكية، وغرس أشجار المحبة على صدور العشاق.

في هذه المناسبة لن يخسر أحد، بل النجاح هو في هذه الباقة الزاهية من وجوه تتوجه ببراءة الفراشات إلى صناديق الاقتراع، وعبر خطوط (الأونلاين) لاختيار الأنسب، وكل صوت، كل بحة، كل همسة، كل ابتسامة هي ترشيح للوطن بأن يكون الأهم من كل ذات، وكل (أنا).

خلال هذه الأيام، سنكون في تظاهرة الفرح، سنكون في محراب الوطن نصلي لتبقى رايته خفاقة واسمُه ناراً على علم وتاريخه أغنية يرددها الطير، ويعزف لحنها الشجر، والقيثارة هي هذه الجموع العاشقة، هي هذه القلوب المحبة، هي هذه الأرواح المرفرفة، وكأنها الأعلام الملونة بالجمال، وحسن الخصال.

لا نتمنى أن يغضن أحد المرشحين جبينه، لأن نجاح البعض هو فلاح للوطن، ومنه انتصار للحقيقة، وإليها تصبو وتهتف الضمائر حياكم في دار زايد، وأهلاً بكم على أرض لقيادتها الرشيدة إكسير التفوق دوماً، والانتصار على الذات.

في هذه المناسبة، تسقط الأنا، وتتهاوى الأنانية، ويعلو صوت الوطن فوق كل صوت، لأنه الحضن، والحصن، والبوح الأمين، والحصن الحصين، والجذر المكين، هو بيتنا، وسقفنا، هو كلنا، وبعضنا، هو أصلنا، وجذرنا، وغصننا، هو أمنياتنا التي تسير على الأرض جداول لعروقنا، وأنهاراً لأحلام محبتنا، وتوقنا، وشغفنا، وعطر تاريخ أجدادنا.

في هذه المناسبة، تشرق الشمس على الجبال الشم، فتضيء هاماتها، وتمد خيوطها الذهبية فتنشرح الشعاب والهضاب، والتاريخ يفتح صفحاته على طموحات تتمشى على رموش أهل الوطن، وتطلعات تنتظر الانطلاقة المباركة لغد يحمل في طياته أجندات المزيد من التقدم والتطور في مختلف الميادين والأصعدة.

هكذا هي رؤية القيادة، وهذا ما تصبو إليه، وترنو إلى وطن أبناؤه حبات المسبحة، يشد بعضها بعضاً، والوطن يسبح بالحمد والشكر لرب أعطى فأجزل، وأكرم وأنعم، وها نحن اليوم نعيش فن السعادة، ونتقاسم معاً رغيف الفرح، الإنجازات العظيمة التي أبهرت وأذهلت وأدهشت، وجعلت العالم يختم بوحه بأن الإمارات هي المركز في الدائرة العالمية، وهي القطر، وهي الوتر، هي السبر والسر في روعة البوح، وأنشودة المطر.

في هذه المناسبة، يتجلى نهار الإمارات برونق الطلعة البهية لعالم يتجدد بفعل قدرة ورؤية جعلت من الوطن قصيدة، ومن الأرض خيلاً، وما الشاعر والفارس إلا هذا الإنسان الذي خرج من بطون الجبال، ومن فيحاء الرمال، ليهدي للعالم أيقونة الزمان، ورمانة المكان في العالم.

في هذه المناسبة، نحن على موعد مع صوت نهام، يخرج من اللجة العميقة، ليهدي الإنسان كل إنسان درة الحاضر ونفيس المستقبل، في هذه المناسبة، نحن بين طيات الكلمة، سوف نعيش عرساً وطنياً يستحق منا جميعاً أن نكون صوتاً واحداً، يلبي مطلب الوطن.. وكلنا فائزون ولا خاسر إلا أعداء الحب، وأعداء الحقيقة.

المصدر: الاتحاد