علاء جراد
علاء جراد
الرئيس التنفيذي لمؤسسة المستثمرين في الموارد البشرية بالإمارات ورئيس المجلس الاستشاري لجامعة سالفورد البريطانية

أفضل الطرق للتعلم السريع

الإثنين ٢٦ يوليو ٢٠٢١

نشر موقع Inc.com دراسة مفادها أن 8% فقط من البشر يحققون أهدافهم، وبالطبع فهناك أسباب عدة لعدم تمكن الإنسان من تحقيق هدفه في الحياة، خصوصاً في المسار الوظيفي أو مسار الأعمال، أحد أهم تلك الأسباب هو عدم تعلم مهارات وسلوكيات يتسلح بها الإنسان في رحلة النجاح أو الوصول للهدف. فقد يساعدنا تعلم لغة أخرى في الدخول لأسواق، وفرص كبيرة لم نكن لنصل إليها لولا تعلم تلك اللغة، وربما تعلم برمجيات معينة، أو الحصول على درجة علمية أو شهادة مهنية، وفي كل الأحوال يواجهنا العديد من التحديات في رحلة التعلم، أهمها عملية التعلم نفسها وتحصيل المعرفة، حيث قد يحتاج الموضوع إلى الكثير من الوقت وكذلك القدرات الذهنية والمهارات. وضع عالم الفيزياء، ريتشارد فاينمان، والحائز جائزة نوبل في الفيزياء، تقنية غاية في البساطة والفاعلية في آن واحد، حيث ساعدت تقنيته ملايين البشر في تسريع عملية التعلم وتوفير الكثير من الوقت، وبالتالي نجح هؤلاء في الوصول لأهدافهم من خلال التعلم. المفهوم الرئيس الذي تقوم عليه التقنية هو إن لم تستطع أن تشرح شيئاً بسهولة، فإنك لم تفهمه جيداً، أي أن شرحك للموضوع بسهولة هو دليل فهمك وتعمقك في ذلك الموضوع، وقد ثبت ذلك بالدليل العملي في الكثير من الدراسات التي قامت بها الجامعات البريطانية، وبناء عليها تم إدخال مفهوم «التعلم من الأقران» أو…

أنواع الشخصيات: المغامر والمبدع

الإثنين ٠٥ يوليو ٢٠٢١

نختتم اليوم بآخر نوعين من أنواع الشخصيات، وهما المغامر وكوده التعريفي ISFP، والمبدع وكوده التعريفي ISTP . كلتا الشخصيتين ضمن المجموعة الانطوائية، ومع ذلك تتميز شخصية المغامر بتقديرها للجمال، وبالقدرة على التغيير في وقت قصير، وقد يصعب التنبؤ بسلوك أو تصرفات شخصية المغامر، خصوصاً أنه يفضل الجلوس وحيداً، ويستغل تلك الوحدة في التفكير وإعادة تقييم الأمور، ويهتم بالانسجام، لكن قد يزعجه النقد كثيراً، لا يستطيع المغامر التخطيط جيداً للحياة والمستقبل، خصوصاً في الأمور المالية. من أهم نقاط قوته سحر الشخصية، حيث لديه كاريزما وجاذبية كبيرة، يحترم مشاعر الآخرين جداً، ولديه مخيلة عالية وحس ابتكاري لا يضاهى، يدفعه دائماً الشغف والفضول معاً، ولديه إخلاص وصدق في ما يقول ويفعل، ولديه ذوق عالٍ في الإحساس بالجمال. أما نقاط ضعف أصحاب شخصية المغامر، فتتمثل في الرغبة الشديدة في الاستقلالية والحرية، ولا يقبلون أي شيء يمس حريتهم، كما يصعب تماماً التنبؤ برد فعلهم، وكذلك ليس من السهل التعامل معهم أو فهمهم، كما أنهم شديدو الحساسية والتأثر، ما يسبب لهم ضغطاً نفسياً بصفة مستمرة، تنافسيون بدرجة كبيرة ولا يقبلون الهزيمة، كما أن تقديرهم لذاتهم غير مستقر، فأحياناً تكون معنوياتهم وثقتهم بأنفسهم عالية، وأحياناً تنخفض من دون مبرر قوي، من أشهر المغامرين الممثل الرائع كيفن كوستنر. أما النوع الأخير، فهو المبدع، الذي يستمتع بفك الأشياء وتركيبها،…

أنواع الشخصيات: «المدافع واللوجستي»

الإثنين ٢١ يونيو ٢٠٢١

يتناول مقال اليوم النوعين الآخرَين في المجموعة الثالثة من أنواع الشخصيات الـ16، وهما المدافع واللوجستي، المدافع (كود ISFJ)، هو حام مخلص، ولا يتوقف عن الدفاع عن ذويه وأصدقائه، وربما لا نقابل هذا النوع كثيراً، ولكن الحقيقة أنهم كثر، ويصلون إلى 13% من مجموع البشر، ويعملون في مجال الطب والمجال الأكاديمي والعمل الخيري، وقد يكون هذا النوع شرساً جداً في الدفاع عن عائلته وأصدقائه. يتقبّل المدافعون التغيير بصدر رحب، ويمكن الاعتماد عليهم في أداء المهام، لكن لديهم مشكلة التسويف، حيث يميلون لتأجيل الأمور للحظات الأخيرة، ولكن في النهاية ينجزون ما يجب إنجازه، ويسعون دائماً للتأكد من أن الآخرين يقدرون أعمالهم، لديهم قدرة كبيرة على تذكر الماضي، واسترجاع ما مروا به من مواقف، وكيف تعامل الآخرون معهم. يسعى المدافع دائماً لتبني القضايا المجتمعية، وعلى الرغم من أن تلك الشخصية تندرج ضمن الشخصيات الانطوائية، لكن في الوقت نفسه لديها قدرة كبيرة على إسعاد الآخرين، والوقوف بجانبهم، ولا تحب أن تكون في دائرة الضوء. أهم نقاط القوة لدى أصحاب هذه الشخصية الدعم المستمر للآخرين، وإمكانية الاعتماد عليهم، كما يتميزون بالصبر والتفهم، ولديهم مخيلة واسعة، وقدرات ابتكارية وإبداعية عالية، وقوة ملاحظة، ولديهم دائماً حماسة وطاقة كبيرة، بالإضافة إلى مهارات عالية في إصلاح الأشياء، ومساعدة الآخرين. أما نقاط الضعف لديهم فتتمثل في الخجل والتواضع أكثر من…

أزمة منتصف العمر

الإثنين ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٠

ربما سمعنا عن أزمة منتصف العمر، أو كما أطلق عليها خبير علم النفس والإدارة، إليوت جاك، Midlife Crisis، وهو الذي صاغ هذا المصطلح، وقدم أبحاثاً قيمة تفيد البشرية. وتبدأ تلك الأزمة في عمر الـ40، وقد تمتد لعمر الـ55، وبالنظر إلى الكثير من الحالات التي أعرفها شخصياً أو قرأت عنها، فالكثيرون يمرون بهذه الأزمة من دون أن يدركوا ما يمرون به، ويتساوى في ذلك الرجال والنساء. ويبدو أن الكثير من حالات الطلاق والفشل العائلي لها علاقة بتلك الأزمة، فما الذي يحدث خلال هذه الأزمة، وكيف يمكن عبورها بسلام والحفاظ على الكيان الأسري. بالنسبة للنساء، هناك عوامل تسهم في تعميق هذه الأزمة، خصوصاً أنها تتزامن مع سن اليأس، حين تشعر المرأة بأنها ضحت من أجل تربية الأبناء، ومن أجل الأسرة، ولم تحقق طموحها، ويتعمق هذا الشعور عندما يكون الرجل منشغلاً بذاته، ولا يراعي العوامل النفسية لزوجته، بل يزيد الطين بلة عندما يبدأ مقارنتها، مباشرة أو غير مباشرة، مع نساء أخريات، أو بين وضعها حالياً وقبل عشر سنوات. وخلال هذه الأزمة تشعر المرأة بفتور عاطفي، ويقل انجذابها نحو زوجها، وتبدأ في الاهتمام أكثر بجمالها، وبعض النساء يفكرن في الانفصال وبدء حياة جديدة، وبعض المحجبات يخلعن الحجاب، وبعضهن يبالغن في الاهتمام بالأبناء وبمستقبلهن. أما بالنسبة للرجال، فالأعراض تكون أكثر حدة، حيث يشعر الرجل بأنه…

ابن للإيجار

الإثنين ١٤ ديسمبر ٢٠٢٠

يبدو أن السينما المصرية كانت تستشرف المستقبل عندما أنتجت فيلم «ابن للإيجار» بطولة محمد فوزي، الذي ينتحل فيه دور الابن لينعم بثروة نجاتي باشا. لكن في عصرنا الحالي سريع التغير، والذي يحمل لنا الكثير من المفاجآت كل يوم، أصبح شيئاً عادياً أن تطالع إعلانات لتأجير ابن أو ابنة في الكثير من الدول المتقدمة، خصوصاً في اليابان، التي توسعت في تطبيق هذا المفهوم ليشمل إمكانية تأجير أي فرد من أفراد الأسرة. - من المسؤول عن تفكّك المجتمعات والبعد عن إنسانيتنا شيئاً فشيئاً، حتى أصبح البرود الأسري والعاطفي والانكفاء على الذات هو سيد الموقف؟ إن مفهوم الأسرة أساس لكل مجتمع، ولكن قد تجعل المسافة الجغرافية أو العاطفية الأسرة غير متاحة عند الحاجة، فالغربة وسوء المعاملة قد تفكك الكثير من الروابط الأسرية، كما قد يترك الموت فراغاً لدى العائلات، لذلك فقد انتشرت في اليابان، أخيراً، صناعة تأجير فرد لينضم للعائلة، حيث يسهل ذلك على العائلات الشعور بالاكتمال، فيمكنك تعيين فرد بديل من العائلة لملء فراغ الشخص الغائب. فمثلاً الآباء الذين ترك أبناؤهم العش يمكنهم تأجير ابن أو ابنة تأجيراً قصير الأجل قد يمتد لبضع ساعات، إلى تأجير طويل الأجل قد يمتد لسنوات، ويراوح سعر الإيجار ما بين 50 دولاراً للساعة و900 دولار في الأسبوع، وبالطبع يتم الاتفاق بسعر مختلف للفترات الطويلة. وقد أُنشئ…

نظام تعليم المستقبل

الإثنين ٠٧ ديسمبر ٢٠٢٠

تشرفت بدعوتي إلى الانضمام لنخبة فكرية Think Tank، تنظمها وزارة التعليم والتوظيف في جمهورية مالطا، تلك الدولة الصغيرة الجميلة التي كانت ومازالت تلعب دوراً استراتيجياً في البحر الأبيض المتوسط، وتتميز بتعدد ثقافاتها وارتباطها بالتراث والتاريخ العربي حتى في اللغة، وكما يتضح من اسم الوزارة فهي تجمع التعليم والتوظيف سوياً، حيث لابد أن يرتبط نظام التعليم ومخرجاته بسوق العمل، وفرص التوظيف على مستوى الدولة. تمتد الفعالية على مدار ثلاثة أسابيع مسبوقة ومتبوعة أيضاً بالكثير من الفعاليات الأخرى، من أجل استمزاج كل المعنيين، وأيضاً الاستفادة بآراء خبراء من دول مختلفة ومن شتى التخصصات. ما لفت انتباهي، وأتمنى أن ننتبه له في أنظمتنا التعليمية التي تحتاج لإصلاحات حقيقية بطريقة مدروسة ومنهجية، هو التركيز على تنويع فرص التعلم باختلاف مهارات الطلاب، وباختلاف اهتماماتهم، والتخلص تماماً من نظام «مقاس واحد يناسب الجميع» الذي تتبعه معظم الأنظمة التعليمية حالياً. مازالت نظم التعليم في العديد من المدارس حول العالم يتم فيها تعليم الأطفال الطاعة وإكمال المهام في الوقت المحدد، وتقديم الإجابات «النموذجية» للأسئلة من دون إطلاق العنان لأفكارهم، ومنحهم الفرصة لاستكشاف مواهبهم، بل يجب عليهم العمل حسب التعليمات، والقيام بما يُطلب منهم. تخلق المدرسة النموذجية وفقاً لهذا المفهوم التبعية والضعف، ومن خلال إهمال الفردية الإنسانية والديمقراطية والحرية والروحانية والإبداع، والكثير من القيم المهمة، ولا يتم التركيز على…

10 أخطاء في تقييم الأداء

الثلاثاء ١٧ نوفمبر ٢٠٢٠

يعتبر تقييم الأداء من المهارات الأساسية التي يجب أن يمتلكها كل مدير، مشرف، معلم، وربما كل شخص منوط به تقييم أداء الآخرين، وهو موضوع في غاية الأهمية، حيث إن تقييم الأداء الذي يفتقر إلى الفعالية والموضوعية والشفافية قد يظلم من يتم تقييم أدائهم، وقد يحوّل بيئة العمل إلى بيئة طاردة وتخسر المؤسسة خيرة موظفيها، وعزوف من يبقون عن الأداء والبحث عن طرق أخرى للحصول على تقييم مرتفع. لقد أجرت مؤسسة «ديلويت» دراسة مهمة شملت عدداً كبيراً من الرؤساء التنفيذيين لشركات عالمية، اتضح أن 58% من المديرين غير راضين عن نظام الأداء المتّبع، وأفادوا بأنه لا يساعد على إشراك الموظفين ولا تحسين أدائهم. يستعرض المقال أهم 10 أخطاء يقع فيها المديرون عند تقييم أداء مرؤوسيهم، منها خمسة أخطاء عن غير عمد، وقد لا يدرك المدير أنه يقع فيها، وخمسة أخرى متعمدة يتم فيها إساءة استخدام تقييم الأداء كوسيلة لتحقيق غايات أخرى. المجموعة الأولى من الأخطاء تشمل أولاً التساهل والليونة الزائدة، حين يكون المدير رقيق القلب ولا يريد أن يغضب أحداً، وبالتالي يعطي تقدير ممتاز لكل الموظفين أو لمجموعة منهم، ولا يتعامل بموضوعية. ثانياً: الصرامة الشديدة والتعنت في التقييم، حيث إن بعض المديرين من الصعب جداً إرضاؤهم، وهم أيضاً يفتقدون الموضوعية. ثالثاً: خطأ الهالة أو ما يسمى تأثير الهالة Halo Effect، حيث…

الدخل الأساسي الشامل

الأربعاء ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٠

تحدّث الفلاسفة اليونانيون عن المدينة الفاضلة، ثم جاء كتاب السير توماس مور عام 1516 ليصف تلك الجزيرة السعيدة، التي سماها «يوتوبيا» Utopia، وفيها كل أسباب الراحة والسعادة لمواطنيها، وفي عالمنا العربي جاءت الشاعرة العراقية نازك الملائكة على ذكر المدينة الفاضلة كثيراً، مرت تلك الخواطر في ذهني أثناء حضوري ندوة لرئيس الجمعية الملكية للفنون في أسكتلندا «جيمي كووك»، الذي تحدث عن نظام «الدخل الأساسي الشامل» أو Universal Basic Income، ويتلخص المفهوم في أن تمنح الدولة مواطنيها دخلاً أساسياً ثابتاً وموحداً، يكفي الاحتياجات الأساسية للمواطنين، سواء كانوا يعملون أم لا. الفكرة ليست بالجديدة، فهي موجودة منذ أن عرف الإنسان نظام الدول والحكم، وفي الحضارات القديمة، لكن الجديد في الموضوع أن بعض الدول بدأت بالفعل في اتخاذ خطوات فعلية نحو إحياء هذا المفهوم، مثل البرازيل والأرجنتين، وهناك مبادرات في فنلندا وسويسرا، وفي أسكتلندا أيضاً. هل سيقضي الدخل الأساسي الشامل على مشكلة الفقر؟ من الممكن، ولكن الأهم أن هذا الدخل، وإن لم يكن كبيراً، ولكنه سيضمن إشباع الحاجات الأساسية للمواطن، وبالتالي لن يسرق أحد من أجل إطعام أولاده، ولن يقتل البشر بعضهم بعضاً من أجل مبلغ ضئيل لسد رمقهم، فعندما ينحصر تفكير الإنسان في قوت يومه واحتياجاته الأساسية، يظهر الجانب الأناني فيه، ويصبح الشعار السائد «نفسي نفسي»، ولو سرق أو ارتكب جرماً، وهناك عدد…

الدخل الأساسي الشامل

الإثنين ٢٦ أكتوبر ٢٠٢٠

تحدّث الفلاسفة اليونانيون عن المدينة الفاضلة، ثم جاء كتاب السير توماس مور عام 1516 ليصف تلك الجزيرة السعيدة، التي سماها «يوتوبيا» Utopia، وفيها كل أسباب الراحة والسعادة لمواطنيها، وفي عالمنا العربي جاءت الشاعرة العراقية نازك الملائكة على ذكر المدينة الفاضلة كثيراً، مرت تلك الخواطر في ذهني أثناء حضوري ندوة لرئيس الجمعية الملكية للفنون في أسكتلندا «جيمي كووك»، الذي تحدث عن نظام «الدخل الأساسي الشامل» أو Universal Basic Income، ويتلخص المفهوم في أن تمنح الدولة مواطنيها دخلاً أساسياً ثابتاً وموحداً، يكفي الاحتياجات الأساسية للمواطنين، سواء كانوا يعملون أم لا. الفكرة ليست بالجديدة، فهي موجودة منذ أن عرف الإنسان نظام الدول والحكم، وفي الحضارات القديمة، لكن الجديد في الموضوع أن بعض الدول بدأت بالفعل في اتخاذ خطوات فعلية نحو إحياء هذا المفهوم، مثل البرازيل والأرجنتين، وهناك مبادرات في فنلندا وسويسرا، وفي أسكتلندا أيضاً. هل سيقضي الدخل الأساسي الشامل على مشكلة الفقر؟ من الممكن، ولكن الأهم أن هذا الدخل، وإن لم يكن كبيراً، ولكنه سيضمن إشباع الحاجات الأساسية للمواطن، وبالتالي لن يسرق أحد من أجل إطعام أولاده، ولن يقتل البشر بعضهم بعضاً من أجل مبلغ ضئيل لسد رمقهم، فعندما ينحصر تفكير الإنسان في قوت يومه واحتياجاته الأساسية، يظهر الجانب الأناني فيه، ويصبح الشعار السائد «نفسي نفسي»، ولو سرق أو ارتكب جرماً، وهناك عدد…

أراك على القمة

الإثنين ١٩ أكتوبر ٢٠٢٠

يقول رائد التنمية الذاتية، زيج زيجلر، إن الإنسان خلق للنجاح والإنجاز، وقد وهبه الله بذور العظمة، كما أنه يستطيع الحصول على كل شيء يريده في الحياة، إذا قام بمساعدة عدد كافٍ من الآخرين في الحصول على ما يريدونه، يتناول زيجلر في كتابه «أراك على القمة» العديد من القيم المهمة، والطرق المجربة في إسعاد من حولنا، مبتدئاً بحب الله، والأسرة، والأصدقاء، والمجتمع. ويعد زيجر من الكتاب القلائل الذين يربطون النجاح والسعادة برضا الله، على اختلاف الديانات وأساليب العبادة، فالله واحد أحد في النهاية، ونحن لا نعرف ما سيأتي به الغد، ولكن نعرف جيداً من سيأتي لنا بالغد، لذلك علينا الثقة في الخالق والعمل بإيمان وحب في كل ما نقوم به، فالله، عز وجل، قد خلق لنا الحياة لخير وصلاح البشر، وسيكافئنا بقدر ما قدمناه للآخرين، وبقدر إسهامنا في قضاء حوائجهم، والوقوف بجانبهم للإسهام في بناء مستقبلهم ومنحهم فرص أفضل في الحياة. عندما أقرأ كلمات الشكر والثناء التي يوجهها زيجلر لمن ساعدوه في الحياة، بداية بوالده ووالدته بالتبني، وكذلك الشركة التي قدمته للجمهور وشجعته ونشرت برنامجه، والناشرين الذين أوصلوا كتبه وفلسفته للعالم وبلغات عديدة، وطاقم العمل معه الذين أخلصوا له وساعدوه بكل السبل، أشعر بالحسرة الشديدة لحالة الشيزوفرينيا التي نعيشها في عالمنا العربي، فالحديث جميل عن القيم والمبادئ ومساعدة الغير، لكن الحقيقة…

دخل إضافي ونمو مستمر

الخميس ٣٠ يوليو ٢٠٢٠

من قبل أن يمر العالم بأزمة «كورونا»، كان ولايزال هناك تغير هائل في سوق العمل على مستوى العالم، بسبب سرعة إحلال التكنولوجيا، متمثلة في الروبوتات والذكاء الاصطناعي والمركبات ذاتية القيادة، حيث أدى ذلك إلى فقدان الملايين من البشر وظائفهم، ثم زاد الأمر سوءاً مع آثار وباء «كوفيد-19»، حتى في الدول التي وفّرت خطط إنقاذ للموظفين، ودفعت لهم جزءاً كبيراً من رواتبهم، أو منحتهم خططاً جيدة للتقاعد المبكر، ظلت هناك مشكلة قائمة، وهي ذات شقين، الشق الأول نقصان الدخل المادي، والشق الثاني وجود وقت فراغ كبير لدى فئة كبيرة من البشر، لم يتعودوا عليه، ولا يعرفون كيفية التعامل أو التعايش معه، وقد أدى ذلك إلى مشكلات اجتماعية متعددة. لكن كما يقال دائماً، فإن في كل محنة توجد منحة، فالبعض انتهز تلك الظروف، واعتبر ما حدث له فرصة لإعادة صياغة الحاضر والمستقبل، والتعايش مع الوضع الجديد. الكثيرون اتجهوا إلى العمل الحر، سواء بصورة تقليدية من حيث فتح مشروع أو شركة ناشئة، أو بصورة غير تقليدية، كالعمل من خلال منصات العمل الحر، مثل «فايفر» و«فريلانسر»، حيث استغل موهبته في أداء مهام يجيد القيام فيها، مثل الترجمة أو تصميم الغرافيك، أو تدريس المواد التي يجيدها، كتدريس اللغة على موقع مثل «بريبلاي»، وقد جرّبت شخصياً الكثير من تلك الخدمات، مثل إعداد فيديو احترافي عن موضوع…

معايير العمل في ظل «كورونا» (2)

الإثنين ٢٠ يوليو ٢٠٢٠

ناقش مقال، الأسبوع الماضي، بعض أقسام مواصفة أو دليل العمل الآمن في ظل «كوفيد-19»، وهو الدليل الذي أصدرته هيئة المواصفات البريطانية، والذي تضمّن الكثير من الدروس المستفادة من مؤسسات ودول مختلفة، ونستكمل اليوم بقية أقسام الدليل، حيث تم تخصيص قسم لتوفير الموارد اللازمة، مثل الموارد المالية ومستلزمات الحماية الشخصية ووسائل الاتصال، وكذلك أدوات التخلص الآمن من النفايات. الجدير بالذكر أن الكثير من المؤسسات في بريطانيا، حالياً، تمنح موظفيها مبلغاً إضافياً شهرياً بدل استهلاك للكهرباء والإنترنت، حيث يعمل الموظفون من المنزل، وبالتالي فجزء من الكلفة تتحمله جهة العمل. وقد ركزت المواصفة على أهمية التواصل المستمر والاطمئنان على الموظفين العاملين من المنزل أو من خارج المؤسسة، كما تم تخصيص قسم كامل من المواصفة للنظافة الشخصية، واستخدام وسائل الحماية من العدوى. وفي قسم مطوّل تم شرح خطوات وضوابط الجانب العملي أو التشغيلي، مثل الدخول والخروج من وإلى مقر العمل، واستخدام دورات المياه، وكيفية التحرك، وكذلك المسافات الآمنة بين العاملين وبعضهم بعضاً، وضوابط عقد الاجتماعات واستقبال العملاء أو الزائرين لمقر العمل، واستلام الطلبيات والمراسلات والسفر. وكالعادة في كل المواصفات تم تخصيص قسم للتحسين المستمر، وتم فيه تشجيع المعنيين بالمواصفة بتوثيق أي حوادث أو أمور تحدث يمكن التعلم والاستفادة منها، خصوصاً في حال ارتباط تلك الحوادث مباشرة بمعايير الأمان والسلامة، كما حثت على المتابعة المستمرة…