أراك على القمة

آراء

يقول رائد التنمية الذاتية، زيج زيجلر، إن الإنسان خلق للنجاح والإنجاز، وقد وهبه الله بذور العظمة، كما أنه يستطيع الحصول على كل شيء يريده في الحياة، إذا قام بمساعدة عدد كافٍ من الآخرين في الحصول على ما يريدونه، يتناول زيجلر في كتابه «أراك على القمة» العديد من القيم المهمة، والطرق المجربة في إسعاد من حولنا، مبتدئاً بحب الله، والأسرة، والأصدقاء، والمجتمع.

ويعد زيجر من الكتاب القلائل الذين يربطون النجاح والسعادة برضا الله، على اختلاف الديانات وأساليب العبادة، فالله واحد أحد في النهاية، ونحن لا نعرف ما سيأتي به الغد، ولكن نعرف جيداً من سيأتي لنا بالغد، لذلك علينا الثقة في الخالق والعمل بإيمان وحب في كل ما نقوم به، فالله، عز وجل، قد خلق لنا الحياة لخير وصلاح البشر، وسيكافئنا بقدر ما قدمناه للآخرين، وبقدر إسهامنا في قضاء حوائجهم، والوقوف بجانبهم للإسهام في بناء مستقبلهم ومنحهم فرص أفضل في الحياة.

عندما أقرأ كلمات الشكر والثناء التي يوجهها زيجلر لمن ساعدوه في الحياة، بداية بوالده ووالدته بالتبني، وكذلك الشركة التي قدمته للجمهور وشجعته ونشرت برنامجه، والناشرين الذين أوصلوا كتبه وفلسفته للعالم وبلغات عديدة، وطاقم العمل معه الذين أخلصوا له وساعدوه بكل السبل، أشعر بالحسرة الشديدة لحالة الشيزوفرينيا التي نعيشها في عالمنا العربي، فالحديث جميل عن القيم والمبادئ ومساعدة الغير، لكن الحقيقة على أرض الواقع صفر، ولا أقصد المساعدات الخيرية للمحتاجين، لكن أقصد مساعدات من ذلك النوع الذي يشكّل كيان إنسان، ويمنحه الفرصة لإخراج طاقاته وتطبيق فسلفته.

لا يوجد دعم حقيقي للمبدعين في بعض البلدان العربية إلا إذا كانوا من ذوي العائلات، أو لديهم كل ما يحتاجون إليه من موارد مالية وفنية، وبالتالي نمد طوق النجاة لمن لا يحتاج إليه، ونحرم من هم في أمسّ الحاجة إليه، حتى في مجال ريادة الأعمال، نسبة 70% من الشركات الصغيرة والناشئة تغلق أبوابها خلال خمس سنوات بسبب غياب الدعم والمساعدة المجتمعية، بجانب الضغوط التي تقع عليها من كل اتجاه، وذلك بحسب بوابة «ريسيرش جيت».

قليلون من يمدون يد العون لمساعدة شاب مبتدئ، أو إنسان لديه فكرة، أو حتى شركة ناشئة، هذا إن لم تتم سرقة الفكرة، وفي مجال إرساء العقود والمناقصات هناك الكثير من التدخلات والاتصالات، وفي الغالب يصعب أن يفوز أصحاب الجدارات بعقود كبيرة اعتماداً على جداراتهم فقط، للأسف طالما أن المصلحة الشخصية بمنظورها الضيق هي المسيطرة، فلن نجد في عالمنا العربي شخصاً مثل زيج زيجلر أو شركة مثل «غوغل».. أنصح بقراءة هذا الكتاب.

المصدر: الإمارات اليوم