دخل إضافي ونمو مستمر

آراء

من قبل أن يمر العالم بأزمة «كورونا»، كان ولايزال هناك تغير هائل في سوق العمل على مستوى العالم، بسبب سرعة إحلال التكنولوجيا، متمثلة في الروبوتات والذكاء الاصطناعي والمركبات ذاتية القيادة، حيث أدى ذلك إلى فقدان الملايين من البشر وظائفهم، ثم زاد الأمر سوءاً مع آثار وباء «كوفيد-19»، حتى في الدول التي وفّرت خطط إنقاذ للموظفين، ودفعت لهم جزءاً كبيراً من رواتبهم، أو منحتهم خططاً جيدة للتقاعد المبكر، ظلت هناك مشكلة قائمة، وهي ذات شقين، الشق الأول نقصان الدخل المادي، والشق الثاني وجود وقت فراغ كبير لدى فئة كبيرة من البشر، لم يتعودوا عليه، ولا يعرفون كيفية التعامل أو التعايش معه، وقد أدى ذلك إلى مشكلات اجتماعية متعددة.

لكن كما يقال دائماً، فإن في كل محنة توجد منحة، فالبعض انتهز تلك الظروف، واعتبر ما حدث له فرصة لإعادة صياغة الحاضر والمستقبل، والتعايش مع الوضع الجديد.

الكثيرون اتجهوا إلى العمل الحر، سواء بصورة تقليدية من حيث فتح مشروع أو شركة ناشئة، أو بصورة غير تقليدية، كالعمل من خلال منصات العمل الحر، مثل «فايفر» و«فريلانسر»، حيث استغل موهبته في أداء مهام يجيد القيام فيها، مثل الترجمة أو تصميم الغرافيك، أو تدريس المواد التي يجيدها، كتدريس اللغة على موقع مثل «بريبلاي»، وقد جرّبت شخصياً الكثير من تلك الخدمات، مثل إعداد فيديو احترافي عن موضوع أدّرسه لطلابي، وأيضاً بعض البوسترات، وكذلك ترجمة الفيديو، كما يوجد موقع اسمه «أيتسي»، يبيع المنتجات اليدوية التي ينتجها الأفراد، مثل المشغولات الفنية واللوحات وقطع الزينة والديكور، ولو كانت قطعة واحدة، ومهما صغر حجمها، وأعرف عائلة تقوم بتصنيع الشموع والصابون، وبيعها على مثل تلك المواقع، وقد حققوا أرباحاً كبيرة، وتغيرت أحوالهم المادية.

الكثير أيضاً اتجه إلى الإنتاج الفكري، مثل تأليف الكتب أو أدلة العمل، ويتيح الآن موقع «أمازون» خدمة النشر الذاتي في خلال 24 ساعة، أي بمجرد انتهائك من الكتاب أو الدليل، ومراجعته وتنسيقه، طبقاً لمواصفات «أمازون»، يمكنك رفعه مباشرة على الموقع، ويصبح متاحاً للشراء.

قطاع كبير أيضاً اتجه إلى إعداد دورات تدريبية تخصصية في موضوعات متنوعة، فمثلاً هناك دورات لتعليم رعاية حديقة المنزل، أو تربية الحيوانات الأليفة، أو مهارات المذاكرة، وقد أعجبتني دورة «أونلاين» لا تتعدى تسع ساعات في كيفية استخدام طبقات الصوت للمدربين والمدرسين والمتحدثين، هذه الدورة في خلال أربعة أشهر اشترك فيها أكثر من 15 ألف شخص حول العالم. توجد الكثير من الفرص لكسب دخل إضافي من المنزل، لكن المهم أن نبدأ.

المصدر: الإمارات اليوم