معايير العمل في ظل «كورونا» (2)

آراء

ناقش مقال، الأسبوع الماضي، بعض أقسام مواصفة أو دليل العمل الآمن في ظل «كوفيد-19»، وهو الدليل الذي أصدرته هيئة المواصفات البريطانية، والذي تضمّن الكثير من الدروس المستفادة من مؤسسات ودول مختلفة، ونستكمل اليوم بقية أقسام الدليل، حيث تم تخصيص قسم لتوفير الموارد اللازمة، مثل الموارد المالية ومستلزمات الحماية الشخصية ووسائل الاتصال، وكذلك أدوات التخلص الآمن من النفايات.

الجدير بالذكر أن الكثير من المؤسسات في بريطانيا، حالياً، تمنح موظفيها مبلغاً إضافياً شهرياً بدل استهلاك للكهرباء والإنترنت، حيث يعمل الموظفون من المنزل، وبالتالي فجزء من الكلفة تتحمله جهة العمل.

وقد ركزت المواصفة على أهمية التواصل المستمر والاطمئنان على الموظفين العاملين من المنزل أو من خارج المؤسسة، كما تم تخصيص قسم كامل من المواصفة للنظافة الشخصية، واستخدام وسائل الحماية من العدوى.

وفي قسم مطوّل تم شرح خطوات وضوابط الجانب العملي أو التشغيلي، مثل الدخول والخروج من وإلى مقر العمل، واستخدام دورات المياه، وكيفية التحرك، وكذلك المسافات الآمنة بين العاملين وبعضهم بعضاً، وضوابط عقد الاجتماعات واستقبال العملاء أو الزائرين لمقر العمل، واستلام الطلبيات والمراسلات والسفر.

وكالعادة في كل المواصفات تم تخصيص قسم للتحسين المستمر، وتم فيه تشجيع المعنيين بالمواصفة بتوثيق أي حوادث أو أمور تحدث يمكن التعلم والاستفادة منها، خصوصاً في حال ارتباط تلك الحوادث مباشرة بمعايير الأمان والسلامة، كما حثت على المتابعة المستمرة للتحديثات الواردة من الجهات الخارجية ودراستها.

وعلى الرغم من أن المواصفة ليست عصا سحرية تحل كل مشكلات العمل الآمن في ظل تلك الظروف، ولكن على الأقل أعطت خارطة طريق يمكن تبنّيها والتعلم منها، خصوصاً أنها أخذت في الاعتبار مدخلات من منظمة العمل الدولية والكثير من المؤسسات الدولية.

ولا ينكر أحد أن معظم دول العالم بغض النظر عن مستوى تقدمها وإمكاناتها قد وقفت مكتوفة الأيدي في مرحلة من المراحل لا تدري في أي اتجاه تتحرك، وحتى يومنا هذا مازالت الرؤية غير واضحة، حتى في بريطانيا، تحديداً، تم تخفيف قيود الحظر منذ منتصف شهر يوليو، ولكنّ هناك تخوّفاً كبيراً ممّا قد يحدث.

واليوم قررت بريطانيا، وبتوصية من بعض الباحثين، التوقف عن نشر الإحصاءات اليومية على اعتبار أنها غير دقيقة، ويظل الأمل في سرعة اكتشاف لقاح لهذا الفيروس، وفي الوقت نفسه المساهمة الجادة من البشر في التعايش بذكاء مع تلك الظروف، وعدم الاندماج، مع مراعاة إجراءات السلامة، مثل التي وردت في ذلك الدليل، والاهتمام بالنظافة بصفة عامة، وفي النهاية فلا ملجأ إلّا المولى عز وجل.

المصدر: الإمارات اليوم