نجران فوق الصفر!

الخميس ٠٩ فبراير ٢٠١٢

الأخبار القادمة من نجران تتناقل ابتهاج أهلها بإطلاق سراح هادي آل مطيف بعد سجنه الطويل. هذا الحدث، على أهميته إنسانياً، فيه أبعاد أخرى، لعل المرحلة تفرض أن نقرأها بوعي وعقلانية. ما من مصلحتنا -كمجتمع- أن نعمق «الاحتقان» -أياً كان شكله- لأسباب كان من البساطة تلافيها أو تجاوزها. هادي دفع ثمن موقف غاضب، أو كلمة قالها في لحظة انفعال، وهو اليوم مع أسرته وقبيلته الكريمة، يحتفل بنهاية أزمته. لكن قصة سجنه درس علينا أن نقرأه جيداً. فلو أننا أدخلنا السجن كل «مراهق» تلفظ بكلمات جاهلة في لحظة انفعال أو تهور لأوجدنا في كل مدينة وعند كل قبيلة أزمة. ولو أننا أخذنا بكل فتوى أو نصيحة لربما خسرنا الآلاف من شبابنا؛ بسبب «رأي» لا يرى في الدين العظيم غير ما يراه من يعتقدون أنهم ملائكة وغيرهم شياطين. الحق أن صاحب القرار الأعلى في البلاد أكثر حكمة وأعمق رؤية، وإلا لو تركت المسألة لآخرين لكان أكثرنا في قائمة هادي آل مطيف، وربما أسوأ. هنا دعوة مخلصة أن تكون الحكمة والمصلحة الوطنية هما مرتكز نظرتنا وتعاملنا مع شبابنا، خاصة حينما يعبرون عن اختلافهم أو انفعالاتهم بلغة قاصرة أو متطرفة. ومن يعتقد أن كلمة جاهلة ضد الدين تشكل تهديداً للدين ذاته، فإنما يقزم ديننا العظيم كما لو أنه -حاشاه- مجرد فكرة عابرة قد تتهاوى أمام…

متى ينتهي الاحتلال الإيراني؟

الأربعاء ٠٨ فبراير ٢٠١٢

ينادي بعض الناشطين في الإمارات والخليج بحملة منظمة ومستمرة للمطالبة باستعادة الجزر الإماراتية المحتلة من قبل إيران. في ظني أن الحملة يجب ألا تتوقف. توقيتها مهم خصوصاً ونحن نتوجس من “لعبة” دولية في المنطقة. من المهم ألا يعتقد أحد أن دول الخليج ستسمح أن تكون الجزر الثلاث كبش الفداء في أي تسوية قادمة. السكوت عن الجزر المحتلة ليس من شأنه فقط زيادة التمادي الإيراني في نظرته الفوقية لدول وأهل الخليج ولكنه أيضا -مع الوقت- قد يقلل من أهمية القضية عند الناشئة في الخليج. إيران تتعمد كثيراً تصعيد التوتر في المنطقة مستغلة الطائفية كورقة للمساومة أو الابتزاز. لم يعد المنطق مجديا في نظرتنا لمواقف إيران من دول الخليج خصوصاً وقد نجحت في استغلال الفراغ السياسي في العراق لصالحها. هي اليوم تشعر بقلق كبير إزاء قرب نهاية حليفها السوري. ومع زيادة الضغوط الاقتصادية والسياسية ستفتعل أكثر من مشكلة في المنطقة من أجل الخروج من مآزقها الداخلية والخارجية. أما الحكمة والصبر اللذان تعاملت بهما السياسة الإماراتية مع عنجهية الإيرانيين في قضية الجزر فلم يعدا صالحين مع نظام يشعل فتيل الفتنة في كل أرض عربية يجد فيها موطأ فتنة. أنت تتعامل بالعقل والمنطق حينما يكون خصمك ممن يؤمن بالعقل والمنطق في خصومته. لكن الراصد لسلوك إيران في السنوات الأخيرة سيلحظ أن الضغط الدولي يربك…

كن قدوتي!

الثلاثاء ٠٧ فبراير ٢٠١٢

حينما كنا صغاراً في قرية قصية في الجنوب، كنا نسمع عن شخص من قرية مجاورة كان يدرس في فرنسا. كان مثل أسطورة يضيف الرواة فصلاً جديداً من فصولها كل مرة يحكونها. كان أحمد أبو دهمان يواصل دراسته العليا في باريس. وكانت أقصى مسافة في عالمنا لا تتجاوز أبها. فضول الطفولة يقود إلى اعتقاد أن عالما آخر، عالما جديدا، يختفي خلف الجبال التي تلف بناظري من كل اتجاه. ظننت يوماً أن فرنسا التي يدرس فيها أبو دهمان تقع خلف جبل من تلك التي تحاصر قريتي. كانت رحلة أبو دهمان الدراسية حافزاً للبحث عن ذلك العالم الغريب خلف جبال قريتي. بل كانت وقود هواجس الاغتراب من أجل البحث الذي لاينتهي عما يختفي خلف الجبال. جبل يقود لجبل. رحلة اكتشاف تقود لأخرى. كان أحمد يمثل لي “قدوة” في الذهاب للبعيد. في اكتشاف عالم يختفي خلف تلك الجبال. وكانت الخطوة الأولى في رحلة الاغتراب رحلة الدراسة الجامعية في الرياض. وبعد السنة الأولى في الجامعة ذهبت لزيارة أخي محمد في أمريكا وكان وقتها طالباً في ولاية منسوتا. يا له من عالم جديد وغريب وبعيد. هناك تأكدت أن هاجس الاغتراب قد تمكن مني. لكل تجربة ثمنها. لكننا دوماً نحتاج لتجارب من بيئتنا تحفزنا على قفز خطوة جديدة في مسيرتنا. وحينما تتذكر أن تجربة ما، لقريب أو…

ثقافة «الشبوك»!

الإثنين ٠٦ فبراير ٢٠١٢

إلى قريب، كنت وحيداً في صفحة «قضايا» كافياً «خيري شري»! لم يكن حولي جيران من كتاب الشرق المبدعين بل كنت مطمئناً أن قارئ «قضايا» ما أن يمل من قضاياه حتى يلتفت يساراً فيقرأ ما تيسر له من مغامرتي. ولهذا فإني أحذر العزيز عبدالرحمن الشهيب، وقد احتلت زاويته مساحتي في قضايا، ألا يعتقد أن مكانه الجديد صار ملكاً خالصاً إذ قد أعود قريباً وأظهرله صكوكاً تثبت أن المساحة إياها ملك ٌخاص ٌ وبأختام رسمية. أما وقد زج بي مع أصدقاء من نجوم الشرق في «الأخيرة»، فلعل شيطان الطمع يشعل فتيل الرغبة في التوسع شمالاً ولو قليلاً. سأحرص على الالتزام بأصول «الجيرة» لعلي لا أعتدي على زاوية إبراهيم القحطاني في ليلة ظلماء فيصبح وقد أخرجت له صك ملكية أصدره كاتب عدل ليس فيه مس من الجن، فلا يملك بعدها إلا «سنين الضياع» في المحاكم. وإن نازعتنا رغبة التمدد – يا أبا خليل – فشهودنا جاهزون وسيقسمون بأغلظ الأيمان أن مساحتك حق لي، أباً عن جد، حتى من قبل ولادة «الشرق». أما أخي منصور الضبعان فإني أحذره ألا يشمت أو يسخر من حرب الحدود بيني وبين ابن العم إبراهيم فقد أظهر له من الدلائل ما يثبت أن مساحته هي امتداد لمساحتنا وعندي من الشهود ما يملأ محكمة. وبما أن في ثقافتنا ما يوصي…

شكراً «فلاي دبي»!

الأحد ٠٥ فبراير ٢٠١٢

أكتب هذا المقال على متن طائرة “فلاي دبي” المتجهة من دبي إلى أبها. شكراً فلاي دبي أن جعلتِ زيارة والدي وبعض أقاربي في أبها رحلة سهلة وسريعة وغير مكلفة. وشكراً أن أنقذت أمثالي من المرور بمطارات المدن الكبرى في بلادي حيث يكون السفر عبرها معاناة وهدر للوقت. في تلك المطارات، لا تستبعد بعد أن أكدت حجزك وودعت مودعيك أن تكتشف – من دون سابق إنذار – أن مقعدك قد نهب – عيني عينك – أو أن رحلتك قد ألغيت أو أجلت لأجل غير معلوم. تخطط أحياناً أن تسافر ليومين فتضطر أن تغيب عن أعمالك لأيام لأن مطارات المدن الكبرى ما زالت “مغرزة” في فوضى الزمن الذي مضى. أو أنها قد ازدادت تراجعاً. يا لسوء أحوالنا، كيف صرنا نفرح أننا لم نعد نمر بمدننا الكبيرة حيث ذكريات الصبى و موطن الأصدقاء الذين نشتاق فعلاً لرؤيتهم؟ سامح الله من “كرّهنا” في مطاراتنا ومن جعلنا نضع أيدينا على قلوبنا ونحن نسافر بين مدننا. أم أنهم أرادوا لنا أن نؤمن فعلاً أن من شروط المواطنة الحقة أن يمتحن صبرك وسعة صدرك على معاناة السفر في بلادك. كثيراً ما أقترح على بعض المسؤولين في بلادي ممن يتهمني بالمبالغة في وصف سوء مطاراتنا أن يجرب السفر كما يجربه أغلب الناس ممن لا يركبون طائرة خاصة ولا…

نجوم المرحلة

السبت ٠٤ فبراير ٢٠١٢

في المملكة العربية السعودية، كما في غيرها، نجوم اليوتيوب هم اليوم من نجوم المرحلة المؤثرين. ثمة ثقافة إعلامية جديدة تتشكل مع وعي شبابي جديد ليس له علاقة بالخطابات التقليدية في محيطه. جيل ليس بالضرورة متورطاً في لعبة «الأدلجة»، بين تيار وآخر، على حساب همومه واهتماماته اليومية. وحينما تقارن وعي وأداء نجوم اليوتيوب بمن سبقهم في الإعلام التقليدي والرسمي ربما تساءلت: من أين جاء هؤلاء الشباب؟ أو: هل هم فعلاً من كوكبنا؟ إنهم عملياً أبناء زمنهم لا زمن من سبقهم. مشكلة الإعلام التقليدي العربي أنه «مغرز» في مرحلة قديمة تجاوزها نجوم الجيل الجديد، بل ليس لهم علاقة بها. في جولة سريعة على أعمال بعض نجوم المرحلة الجديدة تدرك الفارق بين الإعلامي الذي ينتمي ليومه وآخر متورط في أمسه. وهنا قائمة قصيرة بنجوم المرحلة، نجوم اليوتيوب السعوديين، مع اعتذاري للقائمة الطويلة التي لا تسعها هذه المساحة: بدر صالح، فهد البتيري، فراس بقنه، ماجد أيوب، عبدالرحمن البلوي، محمد الغامدي (كلاش)، عبدالرحمن العمار، بدر الإبراهيم (و فريق مونوبولي) وعلاء المكتوم. بعض أعمال هذه القائمة يفوق عدد مشاهديها على اليوتيوب في أسبوع ما لا يتحقق لكثير من الأعمال التقليدية في سنة كاملة. السبب أن هذه الأعمال تخاطب جيلاً مختلفاً يريد أن يتحدث لغة عصره وأن يتعاطى مباشرة مع مشكلاته وهمومه. إنه جيل يعيش ظروف يومه…

انتصار الشراح: كان نجماً فهوى!

الجمعة ٠٣ فبراير ٢٠١٢

في عيد الأضحى الماضي، حضرت مسرحية كويتية أقيمت في دبي. صفق الحضور القليل لإطلالة انتصار الشراح وعبدالرحمن العقل وحسن البلام. المسرحية “التهريجية” حملت عنوان الكابوس. لا تسألني عن النص لأنه كما كان واضحاً من تلك التي ترتب في أمسية واحدة ثم ترتجل سريعاً. ذهبت للمسرحية وذكرياتي القديمة مع المسلسلات والمسرحيات الكويتية تسابقني. الله يا الزمن: كم أمتعتنا انتصار الشراح وعبدالرحمن العقل وقبلهما صف طويل من مبدعين في الموسيقى والمسرح والغناء. أعرف أني كنت ذاهباً لمسرحية “هزلية” كان يفترض فيها أن تكون كوميدية. كانت الكوميديا فيها عبارة عن صراخ الممثلين وتعليقاتهم على بعضهم البعض كأن ينادي ممثل زميله: يا حيوان ويردد أحياناً كلاماً بذيئاً أمام عوائل محافظة وأطفال، كم تمنينا أن نزرع فيهم حب المسرح واحترامه. من قال إن السخرية من أشكال الناس وألوانها ولهجاتها كوميديا؟ شاهد بعض الأفلام الكوميدية العربية وراقب كيف تستخدم الصفعة على الوجه كموقف كوميدي. أمر مخجل. ولهذا لا نستغرب هذا الموت البطيء للمسرح في العالم العربي. الناس القليلة التي تحضر بعض المسرحيات تذهب فقط لرؤية ممثل قديم كان قد ملأ الدنيا ضجيجاً في الأيام الخوالي. في ظني أن ما يضحك الأجيال الماضية لا يضحك الأجيال الجديدة، تلك التي تشاهد أفلاماً ومسرحيات عالمية في غاية الإمتاع. هنا أنعي فكرة طالما حلمت بها وهي وجود مسرح خليجي يرتقي…

علم النوايا

الخميس ٠٢ فبراير ٢٠١٢

اقترحت قبل ثلاث سنوات، في مقال عن سلمان العودة، أن نؤسس لعلم عربي جديد في دراسة وبحث النوايا. واليوم زادت قناعتي أن جامعة متخصصة في علم النوايا لن تستوعب الأعداد الكبيرة من الدارسين والمتخصصين في نوايا الناس، من سياسيين أو دعاة أو كتاب أو رجال أعمال. لا يكاد يمر يوم من دون أن أسمع أو أقرأ تعليقا أو تلميحا أو تصريحا عن نوايا الآخرين. “لكنك لا تعرف نواياه”، جملة تطل في كثير من جدالاتنا وحوارتنا. فأنت عند هؤلاء -المتخصصين في الشك في نوايا الآخرين- تضمر عكس ما تقول. وحينما تقول إنك تحاكم النص وليس النوايا تُتهم مباشرة بالجهل أو -إن كنت محظوظاً- بحسن النية متبوعة بــ”يا حليلك”! لست أعرف إن كانت مجتمعاتنا اليوم بسبب حالة “الغضب” الذي تعيشه منذ عقود قد فقدت قدرتها على رؤية ما حولها بوضوح أم إن ثقافة “ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا” قد ترسخت في تكويننا حتى صار فينا من يمارس “الاستهبال” يومياً باسم الثقافة والحوار؟ تخيل أن تقول في مجلس عام إن بشار الأسد قاتل ومجرم فيسألك أحد الحضور غاضباً: كيف تدافع عن بشار هذا المجرم القاتل؟ مصيبتك أكبر إن ردد الحضور: فعلاً: ما لك حق.. كيف تدافع عن هذا المجرم القاتل؟ هذا يندرج في علم النوايا لأن فينا من سبق…

الجمر والرماد

الأربعاء ٠١ فبراير ٢٠١٢

قُبلت للدراسة في جامعة جورجتاون في منتصف تسعينيات القرن الماضي. اضطررت لتأجيل دراستي سنة كاملة بحثاً عن منحة دراسية تساعدني على دفع رسوم الدراسة الباهظة. في سنة الانتظار، بدأت أتعرف على الراحل هشام شرابي الأستاذ العربي الشهير وقتها في جورجتاون. ما خرجت مرة من مكتبه إلا وقد أصابني الذهول من غزارة علمه وأنا الطالب الذي يتلمس خطاه نحو المعرفة. أخرج من عنده ركضاً إلى المكتبة ومن شدة الحماس وكثرة المتاح من أدوات المعرفة لا أعرف كيف أبدأ. ومن أين أبدأ. كنت من وقت لآخر أمر سريعاً للسلام على شرابي. تمر الأيام وأنهي دراستي في واشنطن التي أغادرها إلى بوسطن. يغادر شرابي إلى بيروت، عشقه القديم، حيث يختم حياته في المدينة التي كانت أحب المدن إلى قلبه. “الجمر والرماد.. ذكريات مثقف عربي” كتاب يروي الكثير عن سيرة هشام شرابي. فيه حكايات مهمة عن تجربة الطلاب العرب من جيل شرابي في الجامعات الأمريكية. “كان أكثر الشباب العرب الذين عرفتهم في شيكاغو على جانب كبير من الفطنة والذكاء، لكن ذكاءهم كان فطرياً، غير خاضع لنظام عقلي أو إرادة واعية. كانت لديهم مقدرة كبيرة في الأمور العملية والتعامل مع الناس على الصعيد الشخصي. إلا أن معظمهم كانوا فاشلين فيما كانت تطلبه دراستهم من نظام عقلي. كانوا يهتمون بالأشخاص لا بالقضايا. يضجرون بسرعة من الأمور…

بشار الأسد ونهاية القذافي! بشار الأسد ونهاية القذافي!

الثلاثاء ٣١ يناير ٢٠١٢

حينما تدورالدوائر، قريباً، على بشارالأسد فلن تكون نهايته أحسن حالاً من أمثاله وآخرهم معمرالقذافي. لم يستوعب بشار، وهو طبيب العيون الذي يبدوأنه بحاجة لأطباء عيون لعله يبصرالحقيقة، أن الزمن الجديد كفيل بكشف جرائمه كاملة وجرائم والده وعمه من قبله. يخبرني رجل ثقة من أهل درعا أن بشار ما زال يطلق “خنازيره” المتوحشة تعيث فساداً لا مثيل له في قرى وأرياف سوريا. أقسم لي أنهم يغتصبون البنات الصغيرات والنساء وحتى الأولاد أمام أهاليهم. وحينما قبضوا على رجل اشتبهوا في اسمه أعادوه بعد ساعات وقد قلعوا أظافره وكل أسنانه قبل أن يكتشفوا أنه لم يكن المقصود. ماذا لو كان هو فعلاً من كانوا يبحثون عنه؟ قناة “اليوتيوب” مليئة بأحدث مشاهد الرعب والقهر على أيدي شبيحة الأسد وجهازه الأمني المجرم. ومع ذلك ما زالت جامعة الدول العربية البائسة تبحث عن حل سياسي كذلك الذي أنجز في اليمن. ومهما قيل في علي عبدالله صالح وأجهزته الأمنية فالحق أنه لم يسجل ضده حالة انتهاك شرف واحدة. أما هذا المجرم – في بدلة الشاب الأنيق – فسجل أسرته الدموي يثبت أن نظام آل الأسد ما قام إلا على الدسائس والخيانات والجرائم. تلك هي جمهورية الرعب التي تريد أن تفرض قوانينها البائتة على شعب شهم وحر يرى الشعوب من حوله وقد بدأت تحرر نفسها من ظلمات الأمس…

هل سرقت «تويوتا» فكرة «المرسيدس»؟

الإثنين ٣٠ يناير ٢٠١٢

الله عليكم يا (السعوديين)! لا هم عندكم هذه الأيام إلا الملكية الفكرية وحقوق المؤلف وتأديب كل من يسطوعلى أي فكرة بتقليدها حتى وإن كُتبت قبل ألف سنة. ولهذا فإنني أقترح على المنافحين عن حقوق المبتكرين عندنا أن يرفعوا قضية سطو ضد مؤسس شركة تويوتا وعدد آخر من الشركات المصنعة للسيارات لأنهم “سرقوا” الفكرة من شركة مرسيدس الألمانية ومهندسها الشهير بنز. بل وأقترح رفع قضايا ضد من يسمي مولوده باسم سبقه إليه أحد. فمن يسمي (محمد) فقد سطا على الإسم. وسيعود الفضل للسعوديين في القضاء نهائياً على مفهوم “توارد خواطر” أو “اقتباس” ومن يكرر فكرة سبقه إليها آخر – خاصة إن كان هذا الآخر سعودي الأصل والمنشأ – فهو بلا جدال سارق أفكارغيره وعن سابق قصد. ومن اليوم لا يجوزأن نكتب عن أضرارالتدخين وخطرالمخدرات ولا عن أهمية الحوارأوحتمية سقوط بشارلأننا إن فعلنا فقد سطونا على أفكار غيرنا. وعليك أن تضع “عطستك” بين قوسين لكيلا تتهم بسرقة فكرة من سبقك. يعجبني “جماعتنا” حينما يصطفون، بالحق أو الباطل، وراء فكرة ثم يستخدمونها لتصفية حساباتهم القديمة والجديدة حتى لو تطلب الأمرعسف أعناق الحقيقة واستخراج أدلة واهية فقط لتسجيل نقطة ضد خصم أو منافس. هل أحلف بأغلظ الأيمان أنني لا أعني هنا قضية القرني والعضيدان؟ لا أحتاج أن أقسم لكم أنني من أنصار حقوق الملكية…

متأمرتون؟

الأحد ٢٩ يناير ٢٠١٢

كتب الصديق العزيز صالح الشيحي قبل سنتين (9 ديسمبر 2009) مقالاً وصف فيه المعجبين بالتجربة الإماراتية – من أمثالي – بالمتآمرتين. أعجبت جداً بهذا الوصف لأنني – عملياً – “مُتأمرت” بل أحياناً متطرف في “الأمرتة”! لم أعد مضطراً لشرح أسباب إعجابي بالتجربة الإماراتية إذ يكفي أن الإمارات اليوم تستقبل مئات الآلاف من السعوديين سنوياً للسياحة والتجارة والدراسة والإقامة شبه الدائمة. لكنني أعود لمصطلح “الأمرتة” كي أحتفي به. يا رجل: لقد أنقذتنا “الأمرتة” – ولوقليلاً – من وصمنا الدائم بــ”الأمركة” وما يصاحبها من أوصاف بعضها يكاد يخرجنا من الملة! التغيير والتجديد مطلوبان: يوم أمركة وآخر أمرتة! أليس فينا من يختزلك في وصفة واحدة؟ وأيهما أكثر قبولاً: أن توصف بالبعيد – متأمرك – أم بالقريب – متأمرت-؟ لكنني جدياً أسأل: أليس الأولى أن نحتفي بتجربة عربية خليجية مختلفة صرنا نضرب بها مثلاً عند الطموح ببنية تحتية جيدة ونمط حياة يحترم اختيارات الفرد وخدمات متقدمة وأمن مستتب ومطارات خالية من طوابير الانتظار؟ أنا شخصياً أفرح كثيراً بتجارب النجاح في منطقتي سواء كانت في الدوحة أو أبو ظبي، في الجبيل أم في دبي. فكما نضرب المثل بشركتي أرامكو و سابك في تميزهما عالمياً أفرح بنجاحات أخرى في الخليج بل و أعتبر كل مشروع ناجح في المنطقة من محفزات النجاح التي نحتاجها كثيراً في مواجهتنا…