الأربعاء ١٦ أغسطس ٢٠٢٣
- لو أن الإنسان ظل ينظر للوراء لما تقدم خطوة نحو الأمام، لو أنه بقي يعالج مشكلاته الصغيرة التي يرميها الناس في طريقه، فلن يتفرغ لمشكلته الكبيرة والأساسية، وهي تحقيق الأحلام، لو أنه أنصت للمعرقلين، وحراس الفشل، وكلامهم الخاوي فلن ينجح في الحياة، لو أنه ظل ينتظر أن يطرق الحظ بابه، ولَم يصنع حظوظه، فلن تفتح له أبواب الأمل، ولا طرق السعادة. - لو أن الإنسان ركن في زاوية ضيقة يجتر ماضيه، ويغني على ليلاه، ويبكي الماء المسكوب منه في غفلة منه، فلن يبصر ربيع هذا العام، ولن ينعم بتلك الألوان التي تضيء الفضاء، فقط لو أنه ظل يحرك ذاك الحجر الذي يسد طريقه بصبر من وصايا الأولين، وعزم مستمد من ذات لا تلين، لكان اليوم خلفه طريق مبهم بالظلمة، وأمامه عشب على مدى البصر. - لو أن الإنسان استسلم لهواجس الفشل، ولتلك الطاقة السلبية التي تحوم حوله، والتي يبثها البعض من حوله، ولَم يندفع بتعقل، ولَم تستهوه غواية المغامرة، وسبر جهة خامسة، لكانت يداه خاويتين إلا من قبض الريح. - لو أن الإنسان بقي يناظر أيدي الناس وما ملكت، أحاديث الناس وما اغترفت، لو أنه بقي منساقاً يجرّون خطاه حيث يشتهون، وحيث يتسلون، ولَم يفق، ولَم تحدثه نفسه الأمّارة بالفعل والخير، فسيبقى رهن رسن، ولن تتعب إلا روحه التي…
الأحد ١٣ أغسطس ٢٠٢٣
تذكرت الفيلم العربي الجميل «اضحك تطلع الصورة حلوة» وأنا أتأمل جماعتنا المسافرين، وخاصة النساء الخفيفات اللائي تصبح تصرفاتهن من أجل صورة أجمل في السفر، ورغم أن «الفلتر» ساعدنا كثيراً وخفف من أعبائنا، وحل كل شيء يمكن أن يحمل بعضاً من البشاعة أو يضفي علينا شيئاً لا نود أن نظهر عليه، لكن البعض منا مازال يحمل أحمالاً وأوزاناً لا داعي لثقلها، لكنها تصبح ضرورية لدى عشاق الصورة الحلوة، لاستكمال بهاء الصورة التي نرغب الآخرين أن يروننا فيها، حتى أصبحت كل أمورنا وفرحتنا نؤجلها من أجل الصورة الحلوة، أحياناً لا نكون على بساطتنا خفافاً نظافاً علشان تطلع الصورة أحلى، نتوزى الكعب العالي، والمكياج الغالي، علشان تطلع الصورة أجمل، نحمل أثقالاً في حقائب سفرنا، و«نغصص على عمارنا»، من أجل أن تلتقط نساؤنا صوراً حلوة، يعني تصادف أن ترى واحدة ذاهبة إلى «سانتوريني»، وتكون هي والبحر فقط والمتعة الممتدة، لكنها تذهب لجمال تلك الزرقة برموش صناعية، وكحل، ولا تدرك معنى لفعلها ذاك، إلا حينما تلتقط لها صورة في «سانتوريني أو ميكانوس» وبحرهما الصافي، وتظهر هي بملابس لا يتحملها جو الجزر اليونانية في الصيف، ومكياج مبالغ فيه، لكي تظهر حضرتها في الصورة أحلى، نذهب للمطعم الغالي، وقد لا يعجبنا أكله، لكي نظهر فيه بصورة أجمل، ويقول الآخرون الذين شاهدوا صورنا المتجملة أننا من جماعة «VIP»،…
الثلاثاء ٠٨ أغسطس ٢٠٢٣
لا نريد من إخواننا العرب والخليجيين بالذات ممن يعشقون الاصطياف ولا يفهمونه، ويخرجون عن قوانين وثقافات البلدان التي يعيثون فيها فساداً أثناء الصيف، لا نريد من هؤلاء أن يكونوا سفراء للعرب وبلدانهم، بل نريد منهم أن لا يسودوا وجوه العرب، ويسيئوا لبلدانهم، لأنهم في الآخر سواء، فالغرب لا يميز بين عربي خليجي أو شامي أو مغربي، بل يجمعهم كعرب، وغالباً ما ينسبهم للإسلام وثقافته، الشاهد نحن من نعطيهم مبررات الهجوم علينا والازدراء من ثقافتنا نتيجة أفعال بعضهم المشينة، وعدم وعيهم بمعنى الحرية الشخصية التي تمنحها دول أوروبا للذين يعيشون فيها أو يزورونها، أفعال مخجلة ومخزية ولا تمثل العرب ولا المسلمين ولا عاداتنا وأخلاقياتنا كعرب متحضرين. التقارير التلفزيونية التي تبثها القنوات الأوروبية عن تصرفات غير لائقة تحدث من بعض المصطافين أثناء قضاء إجازاتهم في بعض مدن دول أوروبا وتركيا ولندن وغيرها، حتى وصلت الأمور إلى شجار وبلاغات لدى الشرطة، وأحياناً اعتداءات بين السكان وبعض هؤلاء المصطافين الذين يدمغون كل العرب والمسلمين بدمغة عدم المبالاة وعدم المسؤولية والجهل وسوء التصرف بالمرافق العامة وعدم النظافة واحترام القوانين. لقد وصلت الأمور في بعض مدن دول أوروبا أن هناك مناداة بمنع دخول العرب كعائلات لمدنهم، ووصلت الأمور بتهديد عمدة هذه المدن بعدم انتخابهم إن لم يسنّوا مثل تلك القوانين، ويشددوا في إعطاء التأشيرات للعرب، وعدم…
الثلاثاء ١٨ يوليو ٢٠٢٣
من أسباب نفور الجيل الجديد من اللغة العربية المقعرة والمتخشبة وفق منهج اللغة العربية، ومنهج التربية الإسلامية الجامد منذ نحو مئة عام، أنها لم تتغير طريقة تدريسها، ولم تعصرن وسائل التعليم بها، ولم تغدُ لغة الرقمنة والحاسوب والمعلومات المخزنة في طرق البحث في الشبكات العنكبوتية، هي لغة معزولة بفعل أهلها وعشاقها، فتفر منها الأجيال الجديدة والمتعاقبة فر الحُمر المستنفرة، فرّت من قسورة، مع إغراءات اللغة الإنجليزية، وحضورها اليومي بقوة في كل مكان من برامج وأفلام الأطفال إلى الهاتف النقّال إلى البيت إلى المدرسة إلى الأسواق إلى وسائط التواصل الاجتماعي، إلى سهولة ويسر الطرق التعليمية المحببة إلى نفوسهم، وبالتالي نحن من ندفع أبناءنا لهجر لغتهم الأم بما تصنع أيدي الناس غير الخبراء، وغير المتنورين، والذين يعشقون القديم وما ألفوا، أصحاب الحفظ والبصم والنص الجامد، وما حفظوا ونقلوا. هل يعقل أن يطلب من تلاميذ الصفين الأول والثاني من المرحلة الابتدائية أن يعرفوا الساكن والمتحرك، ويشطروا الجملة، ويقطّعوا حروفها الساكنة، ومدّ الواو، وحروف السكون والشَدّ؟! يعني قصورهم يعملونهم علم العروض! هل يعقل ما يُدرس من قواعد اللغة العربية الثقيلة على الكبار في الصفوف الابتدائية الأولى؟! وما الفائدة التي ترجى من زجهم في علم القواعد والنحو أو علوم البيان في الصفوف الإعدادية، والمطلوب منهم أن يفهموها في وقتهم الجديد كما فهمها السابقون، ويعرفوها، ويمتحنوا…
الثلاثاء ٢٧ يونيو ٢٠٢٣
- ثمة هيبة للمكان تحتويك، والأصوات الملبية تطّهر الجسد لتجعله بخفة الروح، في حين تظلل الرؤوس الحاسرة سحابة الرحمن من حر أو برد هذا اليوم، فالحج عرفة، كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وعرفة أو عرفات، هو الملتقى، منذ تعارف أبونا آدم مع أمنا حواء. - عرفات مكان يحجم أفئدة الملايين، سواء من شد منهم الرحال لتأدية الفريضة أم الذين يحتفلون بهذه المناسبة، في أرجاء المعمورة صياماً وقياماً. - نتأمل ملايين الوجوه الخاشعة، نقرأ في محياهم، آيات التضرع، والابتهال، والتلبية، نعاين في تلك الوجوه، العزم والإيمان، والتقرب إلى الله عز وجل بالفرائض والنوافل، نلمس، كم هي قريبة تلك المسافات البعيدة، وكم هي زاهية ألوان البشر وآمال البشرية، وكم هي عميقة تلك القلوب بإيمانها ومحبتها، وكم هي ساكنة مطمئنة تلك النفوس في يوم عرفة المشهود. - رحابة المكان، من رحابة الإيمان في الصدور، وعظمة الملتقى، من عظمة الخالق المدبر، وقوة الإرادة من قوة الطاعة في السعي والازدلاف، والطواف، والاستعداد للتضحية والنحر واستكمال المناسك. - في يوم عرفات، ما زال ثمة فسحة للتأمل في الوجوه الواقفة، هذا العربي المسلم القادم من المحيط، وشقيقه القادم من بلاد الشام والخليج، وجوه من الصين وروسيا وأفريقيا وآسيا وأميركا وأوروبا، يحمل كل منهم همه الخاص، وهموم القبيلة، والشعب، والأمة، ويحيط هذه الهموم بإسوار الإيمان…
الأحد ١٤ مايو ٢٠٢٣
- بعض من الأفراد يوازون حجماً، حجم المؤسسات التي يديرونها، لا تضيف تلك المؤسسات على حجم الأفراد شيئاً من سطوتها ولا مزيداً من هيبتها، بل هم من يضيفون على حجم المؤسسات شيئاً من التقدير والرفعة، وتلك المهابة التي لا يتمتع بها إلا القليل من البشر، مثل هؤلاء يأتون ثقالاً بما يحملون من أحلام وأمنيات نجاح، ويذهبون خفافاً بعد أن ينجزوا الوعد ويوفوا بالعهد. - مسألة المستخدم الهندي أو الفلبيني أو العربي البسيط الذي يغش سائحاً أوروبياً بعشرة دراهم، ويقوم الأوروبي ويكتب مقالاً أو ينشر ذاك الخبر صوتاً وصورة في شبكة التواصل الاجتماعي، أو يتقدم بشكوى لشركة السياحة الأوروبية المنظمة للرحلة، ترى المستخدم البسيط يضيع بفعله ذلك، وبمربحه غير المقنن للعشرة دراهم، ملايين الدراهم نصرفها على السياحة الوطنية، وصنع صورة جميلة للخدمات، وذلك الفندق ذي الخمس نجوم.. هناك أشياء صغيرة تخرب أشياء كبيرة، دون أن ندري، علينا أن نحكم الأمور، ولا نتهاون.. لو وزارة السياحة الألمانية سمعت أن تركياً غش سائحاً أو باع خارج التسعيرة المفروضة أو حاول أن يستغل فوجاً سياحياً أميركياً أو باع شيئاً مغشوشاً لسياح أوروبيين، هل ستسمح أو تتسامح معه البلديات الألمانية أو وزارة السياحة أو هيئة التسويق أو أي جهة رقابية؟ فقط نريد أن نلون المناطق الرمادية، لتكون واضحة! - دائماً ما يرد على الذهن تساؤل…
السبت ٠٦ مايو ٢٠٢٣
تحية عسكرية لقواتنا المسلحة في عيد توحيدها، تحية زهو وفخر، تحية كلها ضبط وانضباط للرجال البواسل الذين خاضوا التجربة والتأسيس وأسهموا بالعمل حين كانت الأمور مثل ثقل الصخر، وقساوة أرض الملح، ثم تقاعدوا، تحية ملؤها الفرح للأجيال الجديدة التي تواصل المسيرة، وتخطط بفكر جديد. سنوات طويلة هي تاريخ جميل ومعطر بخدمات جليلة، وإنسانية في المحيط المحلي والخليجي والعربي والدولي، ونياشين من تعب وعرق وعمل الخير، والمحافظة على استتباب السلام في ربوع من العالم مختلفة ومتوترة، وأوسمة من شرف لرد الجميل لهذا الوطن وأهله، كل عيد والقوات المسلحة ورجالاتها يسعون قُدماً، يحملون أملاً، ويحققون حلماً أن يكبروا بالوطن وللوطن. عيد توحيد القوات المسلحة.. عيد للوطن، به يشرق صباحه، ويتزين يومه، ويزيد بهاؤه وضياؤه، عيد القوات المسلحة هو عيد للجيل السابق من المحاربين الأولين، ورفاق السلاح القدامى، أولئك الذين ما نضب عطاؤهم، ولا خاب رجاؤهم، هم اليوم في أماكنهم الكثيرة والبعيدة، لكن حنينهم أبداً لأول منزل، حيث كبروا وعملوا وتفانوا وبنوا اللبنات الأولى في صرح هذا الجيش، مفخرة الوطن، وفخر القائد، بعضهم قد تكون الأيام غيبته، لكن زرعه من الأولاد، وفسائله من الأبناء قد احتلوا موقعه، وزادوا على بنائه، وكبّروا من حلمه، متبعين وصيته، أن كونوا درعاً للوطن، وكونوا حماته وأباته، وكونوا للشرف، حين يكون الشرف كلمة رجل، وصدق رجل، ونبل المواقف.…
الأربعاء ٢٦ أبريل ٢٠٢٣
- يا أخي.. في أحد من الناس تقول: «قد سمعته يسعل، وإلا يشتكي من بلغم، وإلا شفته يعاني من وجع، وإلا طرأ لك أن عظامه متبريده» في ناس صحتهم تعتمد على نفسيتهم التي يرون بها الحياة، اللهم لا حسد، ولكنها تلك الغبطة الطيبة التي نتمنى من الجميع أن يحذوا حذوهم، «مب بعضهم تلقاه ناش الصبح، وتقول خارج من ماراثون، وإلا بايت يهيس»، هنيئاً للحياة بمثل أولئك البشر المتعافين، وعافاها من أولئك النفر المتمارضين! - سبحان الله يا أخي الصيني ما يتغير في كل مكان، «من يدخل بلاد» تلقاه فتح له دكاناً صغيراً، ولافتة كبيرة حمراء عليها كتابات صينية بالذهبي، وسمى محله «بيجين»، ويتم يرعى المحلات اللي حذاه، يشتري هذا، ويستأجر ذاك، واللافتات الحمراء أم خط ذهبي سميك تتكاثر، هذا اسمه «دراغون» وذاك اسمه «كريت وول»، وهو سائر، حتى يعشعش، ويبني «تشينا تاون»، هذه خريطة الطريق لأي صيني في أي مكان في العالم، لذا هم اليوم في كل شارع ومكان في كل الدنيا، و«ميدن إن شاينا» ما عادت شيئاً معيباً أو مضروباً في السوق، هي سيدة السوق في كل مكان! هنيئاً لكل المواظبين الذين لا يعرفهم ثقل الكسل، ويحبون أن يبكروا باتجاه العافية والأعمال المبتكرة. - «لصوص» إعلانات الهواتف كثروا، والكل يبيع بضاعته الوهمية، ولا زال هناك الكثير من الناس يصدقونهم،…
الخميس ٠٦ أبريل ٢٠٢٣
قبل البدء كانت الفكرة: لا أدري لِمَ لا نرى في رمضان مسلسلات من شمال أفريقيا أو المغرب العربي؟ خاصة وأن لدى تونس والجزائر والمغرب أعمالاً درامية وإمكانات فنية مذهلة، لكننا لا نلتفت لها، واللغة أو اللهجة ليست بمعضلة أبداً في هذا الخصوص، وليست مانعاً يجعلنا متباعدين عن مغربنا الجميل، المشكلة من يمشي في ذاك الطريق الخطوة الأولى والمبادرة الشجاعة، من طرفنا أو من طرفهم، أعرف أن هناك بيروقراطية كبيرة في ذاك الشمال الأفريقي، تحتاج لحرق مراحل لنستطيع الالتقاء في نقطة مشتركة من حيث التبادل الفني والإداري والمالي، لكن ليس هناك الآن شيء مستحيل في وقت كل الأمور مسخرّة لخدمة الجميع. خبروا الزمان فقالوا: - لا تعلم اليتيم البكاء. - ما كل ناظم مجيد، ولا كل منظوم يناط بالجِيد. - من سعادة المرء أن يكون خصمه عجولاً. - على الديك الصياح، وعلى الله الصباح. أمثال وأقوال: العنكبوت، من بين الحشرات التي ذكرت في القرآن «كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت»، ولها سورة، وبيت العنكبوت مصنوع من أقوى الخيوط ولكنه من أضعف البيوت، اجتماعياً، فالأنثى تدعو الذكر للسفاد، بعده تفتك به وتقتله، والأولاد فيما بعد وقد كبروا قتلوا أمهم، وقصة بناء العنكبوت بيتها على مدخل غار حراء ليلة الهجرة الشريفة موجودة في كتب الأثر، والعنكب ذكر العنكبوت، جميع أصناف…
الأحد ١٢ مارس ٢٠٢٣
تدركون كم كانت معاناة الناس قديماً في الحصول على المعلومة السريعة والجاهزة ومسبقة الصنع، لا كما هو الحال الآن مع العم «غوغل» أو صديقتنا «الإنترنت»، كان الناس قديماً يرسلون أسئلتهم إلى بعض البرامج التلفزيونية المتخصصة، فالذي يرغب بسماع أغنية أو يرغب في إهدائها لحبيبته، يرسل رسالة للإذاعة أو التلفزيون لبرنامج «ما يطلبه المستمعون» أو «ما يطلبه المشاهدون»، ويظل ينتظر أسبوعاً وشهراً لكي يلبى طلبه، ويسمع تلك الأغنية ويفرّح حبيبته التي في خياله، والتي ربما ليست حقيقية أو هي بنت الجيران التي ولا على بالها، ولا تسأل عنه أو تعرف معاناة الحبيب، والناس الذين تهمهم الفتاوى في دنياهم ولأجل آخرتهم يكاتبون أحد الدعاة الذي حظي ببرنامج ديني أسبوعي في الإذاعة أو التلفزيون، ويظل يفتي لهم حتى في حكم إعراب حتى، بالمقابل كانت هناك برامج ثقافية ومسابقات في المعرفة والمعلومات العامة، مثل برنامج «سين جيم» لشريف العلمي، والذي كان يقدمه تلفزيون الكويت، وبعدها قدمه تلفزيون أبوظبي بالمقدم نفسه، لكنه كان نسخة من الأصل، وبرنامج «سئلوا فأجابوا»، وبرنامج «من هو القائل» وبرنامج ليلى رستم «بين الحقيقة والخيال»، وغيرها من التمثيليات والمسلسلات التي تعالج القضايا الثقافية والمعرفية والفنية، مثل الفوازير ومسابقات رمضان، وفي الصحف كان بريد القراء أو لكل سؤال جواب، وغيرها من الأبواب التي كانت تفيد، ولكن بمعلومات متباطئة، كان الإعلام التقليدي بوسائله…
الأربعاء ١٥ فبراير ٢٠٢٣
خلال اليومين المنصرمين كانت الإمارات تحتفي بأهم اللقاءات السياسية والاقتصادية وعلوم المستقبل والعلوم البيئية، ومستقبل علوم الإدارة واستغلال الوقت وتقانة الذكاء الاصطناعي، وغيرها من الأمور التي من شأنها الارتقاء بالإنسان والإسهام في تطوره الحضاري، من خلال القمة العالمية للحكومات التي استضافتها دبي، ودبي حين تتصدى لأي فعالية عالمية، لابد وأن تضفي عليها من روحها، ومن رؤى ورؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وتبلغ بها أعلى مراتب التنظيم ورفيع الخدمات. الإمارات تحلم، وتعمل، وتصبر حتى تصبح الرؤى رؤية، وحتى يبلغ الحلم مدى الأفق، ويتجسد واقعاً تبصره العين، حيناً تعمل بخطى متراكمة، حيناً بصمت وبخطط مدروسة، لا نجاهر إلا إذا اكتملت المعادلة، وبلغ النجاح غايته، مثلما هي عادتنا الجميلة دائماً أن لا نجهر بعمل خير عملناه أو قدمناه، ميزة الإمارات ومسؤوليها أنهم يفعلون ولا يمنون، وشعار الإمارات أن لا تلتفت للوراء، ولا تسمع نباح من يتبع القافلة، ولا يضرها ضيق عقول البعض، ولا جهل من حقد واعتمى عن رؤية الشمس في ضحاها، لذا كل صباح في الإمارات يكون يوماً من عمل مختلف ومتميز، ويبقى راسخاً في ذاكرة الوطن، لأن الانتصارات في الحياة كثيرة، وتحديات الوقت عديدة، ونحن اليوم في الإمارات نعمل كمنظومة متكاملة، متناغمة لتحقيق هدف غال وسام، وهو بلوغ الإمارات مصاف ومحاذاة الدول التي تريد أن تبني نفسها، وتعد إنسانها،…
الإثنين ٣٠ يناير ٢٠٢٣
- حين تتعطل الأسئلة في المدرسة، وتغيب عن الطالب، ويتجاهلها المعلم، ويتهرب منها الأهل، تتعطل النفوس المتعطشة للعلم والمعرفة ومحاولة الفهم، وتشغيل العقل، فيتخرّج لدينا جيل بعد جيل من الحفظة والنقّال، ومتّبعي العنعنة. - من الأمور التي لا تشجع على فعل الخير أن يلتقيك شخص، وفجأة يتحول من السلام الحار، والشد على اليد إلى مد اليد، ويسأل حسنة قليلة تدفع بلاوي كثيرة، لأنه منقطع به السبيل هنا، ومحفظته سرقت، ولم يذق الطعام منذ يومين، فتنظر له فإذا هو «أمتن عنك» ويصعب أن تصدق أنه يتيم سمين، فتعطيه ما كتب الله له، لكنه لا يرضى بذلك النصيب، ويتحول تدريجياً إلى النصب، وأول ضحاياه والداه - الله يسترهما- واللذان لا تعرف عنهما شيئاً، لكنه يضحي بأحدهما، ويقعده على كرسي متحرك، ويمرّض الآخر بحيث يشعرك أنه لن يقدر على القوم والنهوض من جديد، فتكافئه بخجلك، وارتباكك نتيجة كذبه المعلوم عليك، فتزيد أوراقه التي تتساقط من محفظتك إلى جيبه، لكنه لا يشبع، فتبدو عيناه وهما تبرّقان في ثنايا محفظتك، وتكادان تعدان ما فيها، وتقولان زدني، وتلاحظ أصابع يديه وهو يفركها، ويكاد أن ينوي الشر ويسرق منك الخير وفعله! - من كان يصدق أن السندويتش يصبح عندنا بأربعين درهماً وفوق، طبعاً مش لحم «واغيو أو كوبي»، كله دجاج خيبر «شيش طاووق» يعني، هذا الأول الواحد…