الأحد ٠٥ مارس ٢٠٢٣
خاص لـ هات بوست: تعددت التحليلات والنبؤات، وتساءل المعنيون وغير المعنيين عن أسباب حدوث الزلزال المدمر، ووجد البعض أن تهاون المسلمين أمام حرق المصحف أثار غضب الله تعالى فكان ما كان، متناسين رحمته سبحانه ومتجاهلين كل الأسباب العلمية والجيولوجية لحدث كهذا. بعيداً عن الزلزال، اعتدنا في صغرنا على قيام أهلنا بحرق أوراق التقويم المعلق على الحائط بعد انتهاء العام، خشية أن تحتوي هذه الأوراق على آيات من كتاب الله، فلا تلقى في سلل المهملات، ضمن يقين تام أن ما يحرق مجرد أوراق، بينما كتاب الله محفوظ حتى قيام الساعة. إنما يستحق موضوع حرق المصحف قليلاً من الوقوف عنده، ففي فعل استفزازي مكرر، أقدم متطرف في السويد منذ مدة على إحراق نسخة من المصحف الشريف، واستدعى ذلك إدانة واسعة، فيما عزت بعض النقاشات الفعل ذاته لأسباب سياسية بحتة، تأخذ ردود الأفعال بعين الاعتبار، حيث أصبح معروفاً أن أفعالاً كهذه تثير مشاعر المسلمين وتغضبهم، فلا يختلف إثنان على قدسية المصحف بالنسبة لأي مسلم، ويمكننا فهم تأثره بهذا الفعل، طالما بقي رده في حدود الاستنكار والإدانة ولم يتعد إلى أعمال عنيفة. لكن ثمة ما يستدعي التساؤل هنا، هو أننا نقدس التنزيل الحكيم لكننا "حرقنا" فعلياً ما جاء به، وألقينا بتعاليمه عرض الحائط ولم نعمل بها، وإن كانت القاعدة الفقهية أن "السنة قاضية على…
السبت ١٨ فبراير ٢٠٢٣
خاص لـ هات بوست: يحدث أن يجرب السوريون أشكالاً مختلفة من الموت، مرضاً اختناقاً غرقاً برداً جوعاً قتلاً قصفاً سجناً تعذيباً، حتى تندرنا بأنه لم يعد ينقصنا سوى زلزالاً كي نجربه، وكان أن استجاب القدر. وكما يحدث في الحالات المشابهة، حين صحونا من هول الصدمة وجدنا أنفسنا أمام كارثة، تتكشف فصولها تباعاً يوماً بعد يوم، في تركيا وسوريا معاً، أسر بأكملها قضت نحبها، أمهات ثكالى، أبناء يبحثون بين الركام عن أشلاء آباءهم، والأنكى من ذلك كله أطفال يتامى دونما معيل، ومن نجا بات مشرداً بلا مسكن يأوي إليه، وغالباً هو لم يلبث أن وجد مأوى بعد سنوات اللجوء والنزوح والتشرد حتى فقده من جديد، إضافة للاحتياجات اليومية من طعام وشراب ولباس في ظل برد قارس. وما إن وقعت الواقعة حتى بدأت التحليلات، فرأى الغالبية العظمى من شيوخ "المسلمين" أن السبب هو كثرة الذنوب والمعاصي، مما أدى إلى غضب الله، ومن كان منهم أقل رأفة بالعباد وجد أنه ابتلاء من الله ليختبر صبر المؤمنين. ربما كان التسليم بأن الأمر من عند الله وهو قدّر وما شاء فعل، ربما كان مريحاً للبعض، أما أن يكون الأمر انتقاماً أو لمجرد الامتحان، فسؤال بديهي يطرح نفسه هنا، ماذا فعل أولئك الناس البائسين لكي ينالوا ما نالوه إذا فهمنا أنه جزاء لهم على أعمالهم؟ أي…
السبت ٢١ يناير ٢٠٢٣
خاص لـ هات بوست: "وفد أممي يزور أفغانستان للبحث في حقوق النساء". هذا خبر نشرته إحدى الصحف، ربما يكون محط اهتمام النساء الأفغانيات اللاتي يبحثن عن ضوء في ظلام أيامهن، لكنه بالنسبة للقارىء المحايد مثلي لا يعني شيئاً، لا لأن التجارب تعلمنا ألا نعول على الوفود الأممية، إنما لأن الموضوع كما نقول في اللهجة الشامية "فالج لا تعالج". فالمسألة في جوهرها تتعدى قوانين طالبان ومن لف لفها، كما أن مشكلة النساء الإيرانيات تتعدى موضوع الحجاب، فقد تتغير الظروف وتتغير القوانين، لكن الأساس يبقى قائماً، يستطيع من يريد أن يستلهم منه ما يريد تحت راية "الإسلام"، ولنا في "داعش" مثال، لن أقول خير مثال، لأن في أمثالها لا يوجد خير، فهي لم تفعل إلا أن فتحت أمهات الكتب "الإسلامية" وطبقت ما جاء فيها، رغم كل الأصوات التي تعالت وما زالت على أنها مأجورة ولا تمثل الإسلام ولا تمت له بصلة، وطالبان أيضاً كذلك، منعت النساء من التعلم والعمل، وحرمتهن الخروج من دون محرم، وضيقت عليهن حياتهن. وكل هذا له إسناد في الكتب التي ما زالت معتمدة من قبل مؤسساتنا الدينية، فلماذا الاستنكار إذاً؟ رب قائلٍ أن هذا الكلام غير دقيق، النساء في بلادنا تنال حقوقها وتدرس وتعمل وتشارك الرجل مسؤولياته، ولا يمكننا التعميم بناءً على ثلة قليلة متطرفة، لكن هذا البعض…
الأربعاء ٠٤ يناير ٢٠٢٣
خاص لـ هات بوست: انتهى عام وابتدأ آخر، تبادلنا التمنيات الطيبة وطلبنا من الله الخير، رجوناه تحقيق الأماني، فردية وجماعية، شملت الأهل والأصدقاء والجيران والبلاد، وبعضها امتد ليشمل العالم، وبعضها اقتصر على "المسلمين". في الآن ذاته، انتشرت التنبؤات واحتلت توقعات العرافين الشاشات ومواقع التواصل، ورغم أن الأمر مألوف في مثل هذا الوقت من السنة، لكن يبدو أن الغرقى الذين يبحثون عن القشة في ازدياد، يفتشون لعل البرج يبشرهم بمال وفير، أو فرج قريب، في ظل ظروف أقل ما يقال عنها أنها محبطة. أما نحن المسلمين، وإن كنا لسنا بدع من الناس، فإن أعجبتنا التوقعات قبلناها وغضضنا النظر، وإن لم تعجبنا قلنا "كذب المنجمون ولو صدقوا"، و"من أتى ساحراً فقد كفر". وفي أفضل الأحوال نعتمد الصيغ الجاهزة للأدعية الجماعية، ونتبادلها ونرددها معتمدين أن الله سيفعل ما نريد، فإن فعل ما يريد صدمنا وخابت آمالنا، وعدنا إلى البحث في ما قاله المنجمون. على أن الأمر أبسط من ذلك بكثير، فانتهاج الطريق نفسه لن يوصلنا إلى هدف مختلف، ونحن ورثنا تلاوة كتاب الله لا قراءته، ولو قرأناه كما يستحق لعرفنا ألا أحد يعلم الغيب، حتى الرسول لم يكن يعلمه، فما بالكم بمتنبىء يلقي بكل ما يمكن من احتمالات للأحداث، فإن حدث شيء مشابه صدقنا كل ما جاء به. ولو قرأنا كتاب الله لعرفنا…
الجمعة ١٦ ديسمبر ٢٠٢٢
خاص لـ هات بوست: حدث الساعة هو كأس العالم، ربما كنا نحن سكان الكرة الأرضية، بحاجة لشيء من الترفيه يخفف ضغوط الحياة بعد وباء وأثناء حروب وقبل كوارث مناخية متوقعة. وربما نحن في المنطقة زاد اهتمامنا هذه المرة لعوامل عدة منها كون البلد المضيف عربياً، ومشاركة بعض الدول العربية، ثم تقدم المغرب. بداية في هذا المجال علينا أن نحمد الله أن الفقه قد أجاز هذه اللعبة، رغم قلة قليلة وجدت أن فيها "تشبهاً بالكفار"، ورغم اشتراط عدم شغل اللاعبين عن الصلوات، والتزامهم باللباس الشرعي، إلا أن الغالبية قد رأت فيها تقوية للجسد فلا بأس، وهذا بحد ذاته جدير بالثناء. إسلامياً، برأيي ليس المطلوب تحميل الموضوع أكثر مما يحتمل، فالحدث رياضي ترفيهي لا أكثر ولا أقل، يمكننا النظر إليه كتدافع إيجابي بين الشعوب، توضع خلاله النزاعات جانباً، ويتم التعامل بود وبروح رياضية كما رأيناها بين اللاعبين، بغض النظر عن أديانهم وثقافاتهم وعاداتهم، وهو لن يكون منصة للدعوة إلى الإسلام إلا بقدر ما يتصرف المسلمون بطريقة حضارية تعكس القيم التي يحملونها، فإذا كان ديننا يوجهنا بكل الأحوال نحو {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} فما بالكم في مجال اللعب؟ وإذ يعتبر التأقلم مع الظروف ذكاءً اجتماعياً، إن لم يكن في علم النفس، فهو كذلك في ما…
الأحد ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٢
خاص لـ هات بوست: أعددت طعام اليوم، أضفت قليلاً من "جوزة الطيب"، قبل أن يصلني فيديو يرى فيه الشيخ أن جوزة الطيب مختلف عليها، والأقرب أن استخدامها غير جائز، كونها من المخدرات، وعلى المسلم الابتعاد عنها. قد لا يكون الأمر ذو أهمية، لكنه قابل لحمل دلالات عديدة، أولها أن هناك من يسأل عن نوع من البهارات هل هو حرام أم حلال؟ لا يستطيع أن يحكم عقله في الموضوع، لا يعرف ما ينفعه وما يضره، يتصور الله تعالى كأنه يترقب خطواتنا ليعاقبنا بغية العقاب بحد ذاته، بغض النظر عن مدى الأذى الذي سببه فعلنا، تماماً (ولله المثل الأعلى) كالشرطة في بلادنا، ليس مستعداً للبحث عن فوائد وأضرار المادة المستخدمة، أو سؤال طبيبه فيما إذا كان يعاني من مرض ما، بل يلجأ لشيخ يقرر عنه شؤون حياته، والمشكلة هنا في السائل الذي يستدعي وجود المجيب. في منحى آخر، نجد أن موضوع "جوزة الطيب" استوجب الاختلاف عليه، أي أنه من الأهمية بمكان بحيث فتح باب النقاش حول جواز أكلها من عدمه، وربما اجتمع السادة "العلماء" في مؤتمر خاص لبحث الأمر، وربما شكلوا لجنة خاصة بدراسة الكمية المسموحة والكمية غير المسموحة، وقس على ذلك أموراً لا تقل سخافة، لا سيما أن أحوال العالم اليوم ممتازة، لا حروب ولا أوبئة ولا تحديات مناخية ولا اقتصادية،…
الثلاثاء ٠٨ نوفمبر ٢٠٢٢
خاص لـ هات بوست: لطالما رغبت أن أعرف ماذا يدور في مؤتمرات حوار الأديان التي تجري بين حين وآخر، وكيف يتباحث المتحاورون؟ هل هي نقاط الالتقاء بين الأديان المختلفة؟ هل يحاولون درء الخلافات العقائدية؟ هل وصلوا إلى نتيجة؟ يقدر موقع "موضوع" عدد الديانات في العالم اليوم بأكثر من 4000 ديانة، منها خمس رئيسية يعتنقها ما يقارب 75% من سكان العالم، من بين هذه الخمس هناك ثلاث نسميها ديانات سماوية. اعتدنا نحن سكان بلاد الشام على تعايش أتباع ديانتين رئيسيتين، بما تحويانه من طوائف مختلفة، ولم يكن ثمة ما يمنع الصداقة والمودة وحسن الجوار وتبادل التهاني والمواساة بين الأطراف جميعها، إنما علينا الاعتراف أن هناك عناوين عريضة ليس من السهل الغوص فيها أو نقاشها، بل حكمتها صورة نمطية التصقت في العقل الجمعي لكل طائفة وكل ملة، فبالنسبة للمسيحي هؤلاء المسلمين عنيفين وإن لم يظهروا ذلك، وعند أول منعطف سيضطهدونه ويتقاضون منه جزية، وبالنسبة للمسلم هذا المسيحي يؤمن بالتثليث وهو ذنب لا يغتفر، وإذا مات رغم صداقتنا لا يمكنني الترحم عليه، وهذا الشيعي يسب الصحابة، وهذا السني يكره آل البيت، وذاك الدرزي يؤمن بأسرار لا يمكن الاطلاع عليها، وأي حوار في هذه المواضيع سيجلب خلافات نحن في غنى عنها. وكي لا نذهب بعيداً، إن طرح فكرة جديدة بين أتباع الملة الواحدة…
الأربعاء ١٩ أكتوبر ٢٠٢٢
خاص لـ هات بوست: أتاحت وسائل التواصل الاجتماعي المجال أمام الناس للتعبير عن أنفسهم، على اختلاف مشاربهم ومستوياتهم الثقافية، وأصبحت منبراً لتبادل الآراء والاستشارات في مواضيع متنوعة ابتداءً من الطبخ إلى شتى أنواع العلوم، وباعتقادي أن برامج الذكاء الاصطناعي اليوم لا يصعب عليها أبداً استنتاج إحصائيات كاملة عن أفراد أي مجتمع في أي موضوع بناءً على مراقبة تعليقاتهم وأسئلتهم. فإذا أراد أحد ما أن يوجه برنامجاً ما لتتبع آراء "المسلمين" في موضوع تعدد الزوجات، سيصدم بالنتائج، أو أنها صادمة لمن يتناسى الواقع ويتخيل الحال أفضل رغم كل الدلائل التي تشير إلى مجتمعات أكلها الصدأ. في إحدى الصفحات، طرح سؤال ربما يكون لمجرد جذب مشاهدات، من سيدة تقول أن زوجها عرض عليها سيارة ومبلغ مالي مقابل السماح له بالزواج من أخرى، وسؤالها هو هل توافق أم لا. ليس العجب من كون الأجوبة تمحورت حول أن تكسب ما عرضه أفضل من لا شيء، إنما الشق الآخر الإضافي وخلاصته: "من أنت لتمنعي عنه شرع الله؟" علماً أن معظم المشاركات سيدات. لا يملك المرء أمام هذه الصورة إلا أن يشكر الله على عزوف الرجال عن الزواج بأكثر من واحدة، بغض النظر عن الأسباب، مادية كانت أم نتيجة وعي، فالتعويل على اعتراض النساء غير ذي فائدة على ما يبدو، بل الأمر يشبه إلى حد…
الخميس ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٢
خاص لـ هات بوست: تصدرت أخبار النساء عناوين النشرات على وسائل الإعلام المختلفة في الأسبوعين الماضيين، بين ملكة ودعها العالم، وأخريات تقلدن مناصب رفيعة، ونساء قتلن لأسباب مختلفة، أشهرها حالياً "الحجاب"، ويمكن لمراقب مغرض أن يبدل المفردة ب "الإسلام". ربما سيغفل هذا المراقب إلقاء الضوء على نساء مسلمات سطع نجمهن عبر التاريخ، ولن يلتفت إلى رئيسة وزراء سنغافورة مثلاً، التي لم يمنعها إسلامها أو حجابها من الوصول إلى سدة الحكم في دولة متقدمة متطورة، فالإسلام في عالم اليوم هو ذاك "المتخلف"، "الإرهابي"، الذي يرى في العنف أسهل الطرق لإرضاء الله. لكن بغض النظر عن التحامل أو تضخيم "الإسلاموفوبيا"، دعونا نعترف أن الصورة الأوضح هي الصورة الثانية، إذ ربما تقتل النساء في شتى الأماكن على هذه الأرض، لأسباب بعيدة عن الدين، إلا في شرقنا، فالإسلام هو شماعة تلصق بها كل التصرفات المستهجنة، ابتداءً من جرائم "الشرف" التي لا علاقة للإسلام بها من قريب أو بعيد، إلى غيرها من المشاهد، كأن تضطر نساء السودان للخروج في مظاهرة ضد رجم النساء بتهمة الزنا، فيما يدافع محامون عن العقوبة بصفتها "قرآنية"، علماً أن حد الزنا في كتاب الله هو الجلد، ومن الصعب جداً إثبات الواقعة وتطبيقها، وهي واقعة لها طرفان، لكنها للمصادفة البحتة تكون دائماً بطرف واحد هو المرأة، وهذا مثال بسيط عن أخطاء…
الإثنين ١٢ سبتمبر ٢٠٢٢
خاص لـ هات بوست: تعاني كثير من العائلات المهاجرة إلى السويد وألمانيا وكندا، من هاجس انتزاع أطفالها منها إن هم تعرضوا لسوء المعاملة من قبل الأهل، فاختلاف الثقافات يبدو أحياناً غير مفهوم من قبل قوانين الدول المضيفة، إذ فيما تتيح ثقافتنا التعامل مع أطفالنا باعتبارهم أملاك شخصية، لا تقبل قوانين حماية الطفل التعرض له بالضرب أو الإهانة أو سوء المعاملة، مما يؤدي أحياناً إلى تولي عائلة أخرى رعايته، وسط شعور الأهل الأصليين بالظلم والإجحاف رغم إنذارهم عدة مرات قبل تطبيق القانون، وهم لا يجدون غضاضة في العنف الأسري، فالأب في مجتمعاتنا يضرب الأم والأم بدورها تضرب الأبناء وهذا أمر عادي ومشروع، لا يرتبط بالحب والكره، وقد يضربون طفلهم لكنهم حتماً يحبونه ولا يريدون ابتعاده عنهم، سيما أنه سيذهب لترعاه عائلة "مسيحية" ستطعمه لحم الخنزير وتجعله يشرب الخمر، حتى لو كانت تلك العائلة مؤهلة لتربية الطفل ورعايته، ولطالما سمعنا وقرأنا في السنوات القليلة الماضية عن شكاوى وقضايا تتعلق بهذا الأمر، وتستهجن قسوة تلك المجتمعات "اللا إنسانية". أما في مجتمعاتنا "المثالية"، ففي حين تشكو شوارع بلداننا من أطفالها، وتستغيث بحثاً لهم عن ملاجىء تؤويهم، نسمع عن عائلة مسيحية مصرية حرمت من الأطفال، وجدت طفلاً ملقى أمام باب الكنيسة، أخذته وربته واعتنت به بكل حب لمدة أربع سنوات، ربما لم يكن تصرفها…
السبت ٢٧ أغسطس ٢٠٢٢
فيما ينشغل العالم بالحروب والأزمات المناخية والاقتصادية، مبتعداً عن تسليط الضوء على الحركات "الإسلامية" والتخويف منها، يطل علينا شاب صغير ولد بعد صدور "آيات شيطانية" والفتوى الخاصة بكاتبه، ليعيد تذكير من نسي أن هناك فزاعة قائمة باستمرار، مسلطة باسم الإسلام في وجه أي كان. ووفق ما نشرت الصحف، حقق الكتاب موضوع الجدل، في الأسبوع الماضي رقماَ قياسياً في مبيعاته عبر المواقع المختصة، حتى أن الموظفين الشباب الذين لم يسبق أن سمعوا عن سلمان رشدي وجدوا أن الموضوع مثير للتساؤلات وجدير بالاهتمام، أما الشاب فرغم أنه لم يحقق مبتغاه، لكنه غالباً سيلقى جزاءه سنين طويلة من السجن. ورغم أن القانون لا يحمي المغفلين، والجريمة تبقى جريمة طالما أن مرتكبها بالغ راشد بكامل قواه العقلية، لكنه لم يفعل سوى أن نفذ فتوى موجودة، وللأسف يمكن للمهتم أن يراجع كل ما ارتكب من جرائم باسم الإسلام في العقود الماضية ليجد أنها كلها استندت إلى فتاوى، بعضها وظف خدمة لمآرب سياسية، وبعضها الآخر نفذه أفراد اعتقدوا أنهم يجاهدون "في سبيل الله"، فألقوا بأنفسهم وبغيرهم إلى التهلكة وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. فإذا افترضنا أن أحداً أراد اليوم الاطلاع على حيثيات الموضوع، سيجد أن كتاباً ألفه أحدهم لم يرق لجموع المسلمين، سمعوا أن فيه إساءة لدينهم ولرسولهم، ولم يتكلفوا عناء قراءته، بغض النظر عن صحة…
الإثنين ٠٨ أغسطس ٢٠٢٢
هل تعلم أن معظمنا يقرأ كتاب الله دونما تدبر أو تفكر؟ وأن الإسلام في كتاب الله مختلف تماماً عما وجدنا عليه آباءنا وما تعلمناه في المدارس وحياتنا اليومية؟ وأن الإسلام هو الإيمان بالله الواحد واليوم الآخر والعمل الصالح {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} ؟ وأنه الدين الذي جاء به كل الرسل ابتداءً من نوح حتى محمد عليهم السلام؟ وأن رسالة محمد (ص) أكملت الرسالات وختمتها وتوجهت للناس جميعاً في كل مكان حتى قيام الساعة؟ هل تعلم أن الصراط المستقيم هو بنود من الوصايا الأخلاقية التي لا يختلف عليها أي تشريع أو قانون؟ وأن المحرمات هي الوصايا إضافة لبضعة بنود أخرى لا يتجاوز عددها عدد أصابع اليد الواحدة؟ هل تعلم أن الله تعالى صاحب الحق في التحريم وكل إضافة هي تقول على الله؟ وأن الكم الهائل من "الحرام" الذي تم تكبيلنا به عبر العصور ما هو إلا افتراء عليه سبحانه، إما اقتبس من الرسالات السابقة أو من أعراف مجتمعات أكل عليها الدهر وشرب؟ هل تعلم أننا جميعاً عباد الله في الدنيا، سواء المؤمنين به أم غيرهم، حيث العبادية لا تعني العبودية، فترك لنا حرية الطاعة والمعصية، ثم نصبح يوم القيامة عبيده، لا نملك من أمرنا شيئاً؟ وأن الإيمان بالله يعني الكفر بالطاغوت، ومن…