الإثنين ٠٨ أكتوبر ٢٠١٢
قبل أشهر، قال جون سنونو، حاكم ولاية نيو هامبشير السابق ، خلال مؤتمر نظمته حملة المرشح الرئاسي رومني، منتقداً أوباما: «كنت أتمنى لو أن هذا الرئيس تعلم كيف يصبح أمريكياً». قامت الدنيا و لم تقعد قبل تقديم الاعتذارات. في كلام سنونو تهمة خطيرة ضد أوباما تشكك في انتمائه الوطني. لكنه أضطر صاغراً أن يعتذر من أوباما خوفاً من تبعات كلامه قانونياً. في البلدان التي تحتكم للقانون لا يمكن إطلاق التهم ضد الناس جزافا. ثمة قوانين تردع المتهورين و الحمقى وذوي المواقف العنصرية التي يرون فيها أنفسهم وحدهم حماة الوطن وغيرهم مجرد خونة و عملاء و دخلاء على الوطن. في عالمنا العربي، لو طبقنا القوانين المعتبرة عالمياً في حق من يتهم غيره بالخيانة و العمالة لرأينا العجب العجاب. فما أن تقول رأياً وطنياً أو فكرياً — أنت مقتنع به لكنك لا تفرضه على أحد – حتى يهب بعضهم لتخوينك و ربما إخراجك من الملة. من حقك أن تختلف معي. لكن ليس…
الأحد ٠٧ أكتوبر ٢٠١٢
لاحظنا جميعاً أخيراً كثرة الرسائل والنغزات التي تنتقد أداء ثقيلات الوزن (مادياً لا معنوياً) في المجتمع، فهنا رسالة تنصح المقبلين على الزواج بعدم الاستجابة لأي ملاحظة من «الوسطاء» تقول إن الفتاة «مربربة شوي» لأن هذا الأمر يعني حتماً أنها جمس، وهناك رسالة تقول إن إحداهن عادت من أحد الأعراس وكانت تقول إن الجميع كان ينظر إليها وهي ترقص في القاعة ثم تعليق يقول «مستغربين من الجمس اللي يخمس في القاعة»! تعليقات أصبحت الموضة لهذا الأسبوع بما أن الإعلام الإلكتروني منحنا هذه المزية، وهي استلام إحدى شرائح المجتمع وتقطيعها أو هشتقتها كل أسبوع، قد تكون ظريفة وللدعابة عند البعض، وقد تكون جارحة ومحزنة للبعض الآخر، لكن وجودها يعني أننا فعلاً أمام ظاهرة موجودة، خصوصاً مع حيازتنا، بحسب موقع «العربية نت»، المركز الرابع عربياً والسادس عالمياً في معدلات السمنة (لا حد يمسك الخشب) احسدوا علّنا نتذيل القائمة! وقد جئنا بعد الأشقاء في الكويت وقطر ومصر على التوالي! بالنسبة للنسب فهي مشوشة، هناك…
الأحد ٠٧ أكتوبر ٢٠١٢
لا أدري إلى أي مدى يفهم المسؤولون الأتراك حجم الضرر الذي أصابهم في العالم العربي من وراء سوريا، القضية والمواقف، إضافة إلى ما سبقها. لكنني واثق بأنهم أقدر من غيرهم على حساب مصالحهم، ويعرفون أن لهم دورا مهما يلعبونه لم يفعلوه بعد، ونحن لا نفهم لماذا؟ وقصة تركيا سبقت الحدث السوري بسنوات، خاصة باهتمام رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بالعالم العربي واستعداده للمشاركة الإيجابية فيه. بدأها أولا من الباب الخاطئ عندما قبل بمساندة سوريا الأسد في معاركها الخارجية، وكذلك ساند، بحماس، إيران في ملفها النووي. مواقف صححها لاحقا عندما اتضحت له الحقيقة. وأردوغان صاحب شخصية قيادية جذابة، دخل القلوب العربية المحبطة، أولا من حادثة ندوة متلفزة في مؤتمر دافوس، قبل ثلاث سنوات، عندما رد الصاع صاعين للرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس. كال أردوغان هجوما على بيريس وسياسة إسرائيل الاحتلالية، ثم رمى الميكرفون وغادر المكان غاضبا من أجل قضية عربية. وتلاها موقف تركيا بإرسال سفن لفك الحصار عن غزة مع ناشطين أوروبيين،…
الأحد ٠٧ أكتوبر ٢٠١٢
اللحظة الكونية مصطلح جديد بدأ في الظهور ، و هو بمثابة وصف دقيق يجسد العصر الذي نعيش فيه، وقد توقفت عند المصطلح كثيراً في مايو / أيار الماضي عندما أطلقه رئيس مجلس إدارة «سكاي نيوز عربية» الدكتور سلطان أحمد الجابر في كلمته التي ألقاها خلال حفل تدشين القناة ، تأملت المصطلح الجديد فوجدته يجسد الحالة بالفعل، فلم يعد مصطلح القرية الكونية بليغاً ودقيقاً بالقدر الكافي ليصف حالة هذا الانتقال الذي نعيشه بين الأزمنة الثلاثة : الماضي والحاضر والمستقبل ، تدفق معلوماتي زاخر و سرعة هائلة في نقل المعلومة والحقيقة و الخبر ، تتعدد الوسائط وتصبح عصب الحياة لإنسان القرن الحادي والعشرين، فمصطلح القرية الكونية وإن حمل في طياته إيحاءاتٍ بالتقارب والتضاؤل إلا أنه يظل تقارباً وتضاؤلاً محدوداً مع بقاء الفوارق المكانية والزمانية قائمة ، لكن الحاصل اليوم هو أبعد من ذلك بكثير ، ما نشهده هو العيش في قلب الحدث والتفاعل معه وربما التأثير فيه ، ياله من عصر يتطلب…
الأحد ٠٧ أكتوبر ٢٠١٢
يرحم الله زميلنا الراحل سليمان العيسى. عرفته منذ أن كنت طالباً مبتدئاً في جامعة الملك سعود وحينما كنت أكتب متعاوناً في صحيفتي المسائية و الجزيرة. وعرفت الجانب الإنساني في شخصيته بشكل قريب بعد عودتي من الولايات المتحدة الأمريكية. كان يتصل بي من وقت لآخر للسلام و الاطمئنان و السؤال.كان الراحل سليمان العيسى مثالا للإعلامي الوطني النبيل الذي لا يرضى و لا يسكت عن ظلم يقع على أي من زملاء المهنة. التقيته مراراً في مكتب الصديق سليمان العقيلي، حينما كان نائباً لرئيس تحرير «الوطن» في الرياض. وكان من حين لآخر يغمرني بلطفه و هو يبادر بالاتصال. أسفت جداً حينما سمعت نبأ وفاته الليلة قبل البارحة. ندمت أن ظروف السفر و مشاغل الحياة سرقتني عن زيارة نبلاء و أفاضل من أمثال سليمان العيسى. وفي مسيرتي الإعلامية، ينضم سليمان العيسى إلى قائمة الراحلين من أصدقاء و أساتذة كانت لهم أفضال كبيرة في مسيرتي الصحفية. كان أول الراحلين الدكتور محمد كامل خطاب و قد…
الأحد ٠٧ أكتوبر ٢٠١٢
يلجأ عادة الناس لنزع الدسم من الغذاء والشراب لأسباب عدة، أهمها أن معدتهم لا تقوى على هضم الدسم، وهؤلاء يعرفون جيداً أنهم حين ينزعون الدسم فإن الغذاء يفارق نكهته وطعمه وفائدته الغذائية أحياناً، لكن أن تنزع الثقافة من الثقافة لأن هناك من لا يقوى على هضم ما فيها فإنك بهذا تحجر على الإبداع والمعرفة والخيال. هذا شبيه بما حدث في ملتقى القصيم الثقافي الذي حاول البعض نزع دسمه الثقافي بمعارضة لا تقوم إلا على التكفير والتحريض والتشويه، وبإجراء محاكمات فقهية لورقة تزعم أنها تدرس التحولات الفكرية في أعمال ونصوص مثقفين عربيَين هما عبدالله القصيمي وعبدالرحمن منيف. وكي نفهم منهج هذه المعارضة يجب أن نفهم أن أولى سماتها أن جميع من عارض وجود اسمي هذين المثقفين لم يقرأ كتاباً واحداً لهما بل قرأ النمائم التي نشأت حولهما. ومن أشهر التجارب التي تثبت ذلك محاولة اغتيال الأديب المصري الكبير نجيب محفوظ وهو في الثمانين من عمره بطعنه في رقبته على يد شاب…
السبت ٠٦ أكتوبر ٢٠١٢
عندما كنتُ موظفاً حكومياً طُلِبَ مني مرة أن أقدم عرضاً لمجموعة من الزوار عن خدمات المؤسسة التي كنت أعمل بها، ولقد كنتُ حريصاً على أن يكون ذلك العرض مختلفاً وجميلاً. ولكنني كنتُ مرتبكاً وخائفاً ألا يكون كما أتمنى، وعندما أدرك مديري ما بي قال لي إن كل ما علي فعله هو أن أروي قصّة! فتخيلتُ المكان الذي كنتُ أعمل فيه على أنه واحة صغيرة، والموظفون قافلة تسير في الصحراء، وبعد أن أتعبها المسير ووصلت إلى الواحة، قررت أن تستقر فيها وتبني مدينة. واسترسلتُ في سرد قصة المكان وكيف استطعنا أن نجعل منه مكاناً صالحاً للعيش، ثم بدأنا نقدم خدماتنا للقوافل المارة (وفي هذه الحالة الزوّار والمراجعين). وبعد أن انتهى العرض وانصرف الحضور فرحين، فهمتُ ما قصده مديري؛ فالناس تُحب القصص، حتى وإن كانت سخيفة، أكثر من الأرقام والحقائق، لأننا عندما نرويها نكون أقرب شيء إلى حقيقتنا. فالحكايات لغة عالمية، تتخطى الحواجز الثقافية، وتَرْتُق فجوة العُمر، وتتجاوز الحدود السياسية. وهي الجسور…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
السبت ٠٦ أكتوبر ٢٠١٢
لماذا يسعى هذا التيار دوماً إلى حتفه؟ لا يعرف أنصاف الحلول، كل شيء أو لا شيء. ليس دوماً هو التيار السلفي الجهادي، بل موجود أيضاً في المدرسة الديوبندية الهندية. حتى السلفيون ليسوا واحداً، الملك عبدالعزيز الذي احتفلنا نحن السعوديين منذ فترة قريبة بذكرى اليوم الوطني للدولة التي أسسها، هو من أحيا السلفية المعاصرة. كان سلفياً حقيقياً، ولكنه كان سياسياً أيضاً، يناور الكبار ويقرب الصغار وينتصر في النهاية. قبل التشويه الذي لحق بالسلفية الجهادية، عندما استخدم غلاةٌ هاتين الصفتين النبيلتين في المسلم، كان كل ناشط مسلم يجدد هذا الدين، يجمع بين السلفية التي تسعى لإحياء الدين والجهاد. صلاح الدين الأيوبي، ومِن قبله عماد الدين زنكي كانا كذلك، جهاديَّيْن سلفيَّيْن، هل تريدون قصصاً حماسية عن تحريض هذين الزعيمين للعامة على الجهاد؟ لقد استخدما أساليب تشبه أساليب الحركات الإسلامية المعاصرة، ببث فكرة الجهاد وسط العامة بواسطة الوعاظ والخطباء، ليس في المساجد أيام الجمعة، بل في الأوقات كلها، وخارج المساجد، وفي المناسبات والاحتفالات، ثمة…
السبت ٠٦ أكتوبر ٢٠١٢
كل خير تزرعه في مجال عملك، ستحصده حتى بعد تركك لمنصبك البعد الإنساني لأصحاب المناصب والنفوذ مهم جداً.. عندما ينتهي نفوذك ويزول منصبك تبقى إنسانيتك ويتذكر الناس خير أعمالك. عندما صدر القرار بتعيينه مديراً، اغتبط بمنصبه، وفرح له الكثيرون من حوله، التغيير سنة الحياة هكذا قال الموظفون واستبشروا خيراً بقدومه، ومنذ أول يوم في عمله حاول أن يبث فكره وأسلوبه، ويفرض طريقته قسراً على الموظفين، وعندما عارضه الجميع، كان أحد خياراته أن يحارب الكل، واستعان بآخرين، متسلقين وأصحاب مبادئ متغيرة، تتغير مع المصلحة، أولئك الذين يوجدون عند كل مصلحة، ولا تخلو جهة عمل منهم، وبهم نفذ أجندته وحقق انتصارات مؤقتة على الحق، كمن دفن يوماً بذور الحق، ليواريها عن الأنظار، دون أن يعلم أنها ستنبت يوماً أشجار الحقيقة. وعندما زالت غيوم المنصب وظهرت السماء أخذ يقلب كفيه! ماذا بقي له الآن غير تاريخ مخز كلما هرب منه تبعه! إنها المبادئ عندما تتساقط، كأوراق الخريف تتفرق! قد يكون هذا السيناريو مكرراً…
السبت ٠٦ أكتوبر ٢٠١٢
فُجعت إحدى الصحف البريطانية بأن ثلث طلاب مدارس بريطانيا لا يعرفون شاعرهم الكبير شكسيبر، الذي توفي منذ عام 1616، وقد يكون هذا الخبر جديراً بأن يوصف بأنه فاجعة للتعليم البريطاني، لولا أن هذه الفئة من الطلاب الذين لا يعرفون شكسبير أعمارهم تتراوح بين سن 7 و12، أي لا يزالون أطفالاً، إضافة إلى أن هذه الفاجعة سيتم تلافيها حين يجد الطلاب مسرحاً في مدرستهم يدرب الطلاب على روايات شكسبير، وسيتعلم الطالب حين يكبر أن واحداً من شروط التباهي أمام صديقته أنه يقرأ لشكسبير، أما طلابنا في السعودية الذين لا يعرفون المسرح في مدارسهم فهم يتخرجون في الثانوية، وهم لا يزالون يعتقدون أن المتنبي شارع في مدينة الرياض! ليس هناك أسهل من أن تفتش عما يجهل الناس، فالإعلام كل يوم يحرج المؤسسات التربوية والتعليمية التي تظن دائماً أن المقصود، بما يقدم، أناس غيرها بتحويل جهل الناس إلى برامج كوميدية يضحك الناس عليها ولا يلومون أحداً، كالبرنامج المصري الذي سألت فيه المذيعة الناس…
السبت ٠٦ أكتوبر ٢٠١٢
قرأت في صوته حزناً و شبه يأس. زاد إلحاحي في السؤال عن نبرة الحزن في صوته فاعترف: لعلها أزمة منتصف العمر! علّقت ساخراً: تقصد أزمة آخر العمر يا صديقي؟ فصرخ معاتباً: «الشرهة» على من اتصل بك ظاناً أنه سيجد ما يواسيه في مكالمتك! ضحكنا قبل أن يبدأ درسنا في فلسفة العمر و الحياة: عرفت شباباً في عز الشباب لكنهم يعيشون يومهم بعقلية «قدمه على حافة القبر». لا يرون في حياتهم سوى البؤس و الإحباط. يلومون العالم كله في سوء أحوالهم لكنهم لا يعترفون بأي مسؤولية و لا يقدرون على خوض أي تجربة أو مغامرة. و مهما تحسنت أحوالهم فزمنهم يتوقف عند الثلاثين أو الأربعين من العمر. و في المقابل عرفت من دخل السبعين من العمر بروح شابة وثّابة لا تتوقف حياتها عند سن معينة. قال لي صديق لوالدي بلغ الثمانين من عمره أو أكثر إنه يشعر بحيوية لا يشعر بها كثير ممن في سن أحفاده. أصدقه. رأيته دائم الابتسامة، متفائلا…
الجمعة ٠٥ أكتوبر ٢٠١٢
كتبت ذات يوم هنا عن دبي وكيف باتت هذه المدينة التي سجلت حضورا عالميا ملفتا مزعجة لبعض المسؤولين عندنا، وكان عنوان تلك المقالة (دبي التي أتعبت السعوديين). كنت أقول أن كل من ذهب هناك يعود ليطرح سؤالا يقول: ولماذا لا يكون هذا عندنا؟ ما الذي ينقصنا؟ وكنت أقول كلما واجه سعودي مشكلة ما، أو تعقيدا ما، مع مسؤول ما، في إدارة حكومية أو في أي مكان سرعان ما يقول "في دبي لا يحدث مثل هذا"، وفي دبي يفعلون كذا ويخدمونك بكذا، وفي دبي يفكرون الآن بفعل كذا وكذا بينما نحن ما زلنا على حالنا الذي لم يتغير. قلت ذاك، وكنت أتمنى لو أن مثل تلك الأسئلة المحرجة، والمقارنات التي ما انفكت تطرح يوميا عندنا تكون محفزة لإحداث تغيير وتطوير، يساعدنا في الانتقال من حالة الثبات في كثير من أمورنا إلى مرحلة المنافسة ولن أقول مرحلة التفوق. أعود اليوم لأقول ألا يوجد شخص ما.. تستفزه تلك المقارنات، وذاك المديح الخاص بدبي…