الجمعة ٢٤ أغسطس ٢٠١٢
عندما يُسمى الإعلام بالسلطة الرابعة فهي سلطة حقيقية فعلاً ولها قوة لا يُستهان بها، فالإعلام من يصنع الرأي العام وربما يُجيّش الناس أو يُهدّئهم على أي موضوع قد يشغل الناس. وقد كان العرب في مرحلة سابقة لا صوت لهم، ولم يكن يعلم العالم عن الكثير من قضاياهم إلا من ندر، بسبب ضعف آلتهم الإعلامية وقوة آلة أعدائهم. رأينا كيف عملت الآلة الإعلامية العربية في حروب إسرائيل مع الفلسطينيين وإبراز الوحشية الإسرائيلية، وكيف أنها شكلت جيشا غير مرئي ضد إسرائيل، وأُرغِمت الأخيرة لإيقاف الحرب عدة مرات جراء تكلفتها السياسية الدولية. ثم رأينا ما قامت به قناة الجزيرة في أفغانستان بعد غزو الأمريكان لها، من إبراز لآثار القصف الأمريكي المدمر، الذي كثيرا ما كان لا يُراعي المدنيين! ودفع المراسلون للقناة دماءهم جراء تلك السياسة، حتى وصل الأمر إلى ضرب القناة بالطائرات عدة مرات في كابل وبغداد، واعتقال أحد مراسليها لسنوات طويلة مع المتهمين بالإرهاب دون أدنى ذنب! ولو لم يكن خلفه آلة…
الجمعة ٢٤ أغسطس ٢٠١٢
شهد منفذ البطحاء الحدودي – بين المملكة و دولة الإمارات – زحاماً شديداً خلال الأيام القليلة الماضية. عشرات الآلاف من السعوديين قضوا إجازة العيد في الإمارات. و في الطريق بين أبو ظبي و دبي تشاهد عشرات السيارات السعودية والبحرينية والقطرية والكويتية والعمانية. كيف نجحت الإمارات في استقطاب عشرات الآلاف من السواح الخليجيين في الوقت الذي لا يختلف فيه طقسها عن بقية دول الخليج؟ المسألة – في ظني – أبعد من توفر الخدمات الترفيهية المبهرة مثل المولات و دور السينما و ملاهي الأطفال. إنها منظومة متكاملة من الخدمات تشمل الأمن و الطرق و أريحية التعامل و ذلك الشعور المهم بالحرية من عيون الفضوليين التي تراقب حركتك. في أسواق دبي، مثلاً، تندمج الغترة أو العباءة الخليجية مع آلاف المتسوقين من أوروبا وآسيا و كل يعرف حدوده. لا توجد تجربة خليجية مثالية. ما من تجربة إلا ولها بعض السلبيات مثلما لها من إيجابيات. لكن قدرة دبي – كنموذج مختلف – في صناعة اقتصاد…
الخميس ٢٣ أغسطس ٢٠١٢
لو نتأمل في قصة ليبيا على مدى الأربعين سنة الماضية لرأينا الخسارة في أجلّ صورها. أربعة عقود من عمر دولة نفطية مهمة ضاعت سدى. عشرات الآلاف من المؤهلين شُردوا من ليبيا. عشرات المليارات أهدرت على مغامرات سياسية حمقى لرجل يمارس الجنون أكثر من السياسة. ومن زار ليبيا يأسف لغياب شبه كامل لمقومات التنمية. بل إن مستوصفاً في قرية تونسية يفوق أكبر مستشفى في ليبيا في الإمكانات والخدمات. تلك قصة واحدة في العالم العربي. ماذا عن القصص الأخرى؟ هل يُعقل أن تكون التنمية في بلد فقير مثل الأردن أفضل كثيراً من بلدان نفطية مثل العراق وليبيا؟ كيف تهدر موارد الأوطان في حماقات سياسية أو بفعل الفساد المستشري وتعيين الفاشلين في مواقع قيادية تدمر ولا تبني؟ لا فرق بين «مسؤول» فاسد وآخر غير مؤهل! النتيجة غالباً واحدة: كلاهما يهدم ولا يبني! انظر في خارطة البؤس العربي وتأمل حال التنمية في عالمنا. والتنمية التي أعنيها هنا لا تقتصر فقط على بناء الطرقات والمطارات…
علي الرباعيكاتب سعودي, حاصل على دكتوراه في الفقه والقانون من جامعة الزيتونة بتونس
الأربعاء ٢٢ أغسطس ٢٠١٢
استشعرُ الجدل مع نفسي في ظل محدودية معرفتي بعلم العقائد، فالسياقات التاريخية المُدوّنة قصة الإنسان على كوكب الأرض مُورّطة للكائن المُعقلن، ذلك أن من طبيعة العقل فرز الأشياء عن بعضها، ومقارنة سابقها بلاحقها، وفي مدارج القراءة والبحث يتولّد الشك، وتترجح نسبة الخطأ تلقائياً، فما لُقنّاهُ مبكراً من أن الحقيقة واحدة ومطلقة، ومتوفرة عند أبينا، وإمام مسجدنا، ومدرسنا، أو شيخنا، اتضح بطلانه بمزيد من الاستقصاء والاطلاع وفتح أبواب الحوار، وما سلمناه في السنين الأولى من التلقي على أنها حقائق انتقضت بأمر الله وبنور من العقل الباحث والموضوعي، فالحقيقة المطلقة كالعدل المطلق هي من شأن الخالق جل وعلا، وما نعيشه ونتعلمه هي حقائق نسبية أو جزئية، ما يدفع البعض للكفر بكل مَن وما يدعي الحقيقة، ويصادمه تعنتاً، فالذين يتوهمون امتلاك الحقيقة لا يعرفون شيئاً عن معايير الحكم على المشاهدات والمقروءات والمرويات، أو التمييز بين الدقيق منها والتقريبي، واليقيني والاحتمالي، والقطعي والترجيحي، والمادي والصوري، والديني والدنيوي، والرباني والإنساني، وكل ذلك مدعاة لمزيد من…
الأربعاء ٢٢ أغسطس ٢٠١٢
بعد مرور نحو عام على اندلاع الثورة السورية، وتزايد وحشية النظام والعنف ضد المدنيين، بعد أن طغى وتكبر بشار الأسد ونظامه، ودفع الشبيحة والجيش لمحاصرة المحافظات والبلدات السورية، التي رفضت الرضوخ له قبل تحقيق مطالبها المشروعة، كنت في زيارة عمل لإمارة دبي لحضور مناسبة هناك. جلست صبيحة ذلك اليوم في بهو أحد الفنادق لتناول قهوة الصباح، وكان بجواري خليجيان يتحدث إليهما سمسار عقاري، بدت لهجته سورية. في كامل أناقته، ومتحدثاً مقنعاً في مجاله. وخلال حديثه إلى هذين الشخصين عن أسعار العقارات في المدينة الفاحشة الغلاء، سأله أحدهما بطريقة عفوية عما يحدث في سورية، وفجأة سل لسانه، وتخلى عن أناقته «الكاذبة»، وبدأ يكيل التهم للثورة، ويسيء للمؤيدين لها، معتبراً من يسمون أنفسهم ثواراً ليسوا إلا جماعات إرهابية ومسلحين ومتآمرين، وربما قال: «مندسين». بدا لي أن الشخص المتحدث «شبيح» بامتياز. فجأة توقفت عن ارتشاف قهوتي، وبدأت في استراق السمع، بل وضعت أذني على طاولة جيراني، وركّزت في ما يقولون من باب الفضول…
الأربعاء ٢٢ أغسطس ٢٠١٢
من حين إلى آخر، يكثر الجدل حول قضية العلاقة بين الدين والدولة، في ظل الخلافات المتعلقة بمكانة أو مرجعية الدين والشريعة في الدساتير التي تُصاغ في هوية دول «الربيع العربي»، ولن أتطرق الى العلاقة من الناحية الفلسفية وإنما سأتكلم عن الجانب التطبيقي في الدساتير، التي تتمثل مجملها في أربعة أنماط رئيسة: أولاً: دستور شمولي استبدادي وغير ديموقراطي، يقوم على صورة أو نمط من أنماط العلمانية المستبدة، وهو ما كان موجـــوداً في الاتحاد السوفياتي ســابقاً وتركيا في ظل العلمانية الكمالية، التي لا تعترف بدين معين، بل وتحارب التدين بصوره كافة، باعتــــبار أن الدين والتدين مؤشرا تخلفٍ، وهي صيغة متراجعة تاريخياً لأنها تتناقض مع حق الأفراد في أن يكون لهم مجالهم الخاص والعام الذي لا تتدخل فيه الدولة. ثانياً: دستور شمولي استبدادي وغير ديموقراطي، يميز دين الغالبية ويحظر أديان الأقليات الأخرى، ولا يعترف بحقوقهم في حرية الاعتقاد والدين، وقد كان دستور نيبال في 1990 يعترف بالهندوسية كديانة رسمية فقط مع الرفض الصريح…
الأربعاء ٢٢ أغسطس ٢٠١٢
خلال شهر رمضان المبارك استمتعت بسيرة الفاروق عبر برنامج (عمر صانع حضارة) الرائع الذي قدمه الدكتور عمرو خالد، وقد تعمد أن يربط من خلاله بين الماضي والحاضر، فهدف البرنامج هو استنهاض همة الشباب لإحياء حضارة المسلمين في أوطانهم مستلهمين سيرة حياة مؤسس الحضارة الإسلامية بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضوان الله عليه. وقد تمكن الدكتور عبر أسلوبه السهل الممتنع من توثيق سيرة عمر بشكل علمي منهجي يجعله قابلاً للتطبيق والاقتباس، كما نجح عبر انتقال الكاميرا ما بين مكة والمدينة ومصر والعراق والأردن إلى جعلنا نعيش أجواء ذلك العهد الزاهر، وهنا تبرز أهمية الحفاظ على الآثار الإسلامية. فقد قام عبر دراسة شخصية الفاروق من تحديد صفات الإنسان القيادي القادر على صناعة الحضارة وهي بشكل عام: الحركة والعمل، والإيمان العميق بالفكرة والانتماء إليها بالكلية، وتجميع صفات مختلفة تحقق توازناً في الشخصية مثل القوة والرحمة، والإخلاص، والمرونة، والتكامل مع الآخرين (مهارات العمل الجماعي)، ومعرفة الهدف…
سعيد الوهابييدون ويغرد في مجالات الآداب والسياسة والاجتماع. صدر له رواية بعنوان ( سور جدة ) وكتاب ساخر ( كنتُ مثقفاً ).
الأربعاء ٢٢ أغسطس ٢٠١٢
عام 1978 نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا بعنوان (السعوديون يبدأون في إنشاء إم آي تي النسخة العربية في الرياض) ومن الخلف صورة لشبان من مسؤولي الجامعة مع المهندسين الأجانب في لقطة باسمة طموحة. إم آي تي هي ثاني أفضل جامعة أمريكية، كانت ومازلت رمزا لتفوقها العلمي، التقرير كان عن مشروع المباني الجديدة لجامعة الملك سعود الحالية، وأن المكتبة وحدها ستحتوي على ستة ملايين مادة معرفية فتعتبر آنذاك أكبر مكتبة جامعية في العالم متفوقة على جامعة «ستانفورد» العريقة، ابتعثت الجامعة حينها آلاف الطلاب والطالبات ليكونوا هيئة تدريس فيها، قاعات الدراسة والإسكان الطلابي ومباني الحرم الأخرى كانت من «الأبّهة» أن تلفت أنظار العالم، الآن بعد مرور 34 عاما ما الذي تغير؟ أولاً الجامعة بمعايير الزمن الطويل وحجم الأموال التي أنفقت عليها هي واقفة لم تتقدم خطوة، ثانياً أصبح لدينا 15 جامعة تشبه جامعة الملك سعود متناثرة في أنحاء السعودية تُكرّر من جديد خطة مشروعات التعمير الضخمة وابتعاث آلاف الطلاب، لن نصنع من…
الأربعاء ٢٢ أغسطس ٢٠١٢
أفهم أن يبحث الإنسان عمن يساعده لإنجاز مسالة معقدة في دائرة حكومية من دون الإضرار بمصالح الآخرين. لكن ما يزعجني أن أسمع الناس تسأل “عندك واسطة” من أجل تجديد جواز السفر أو رخصة القيادة أو دفتر العائلة.هذه إجراءات أساسية في حياتنا ما من مواطن – في الغالب – إلا و يمر بها. إذن لماذا يبحث بعضنا عن “واسطة” تساعده في إنجاز تلك المعاملات الضرورية؟ هل هي “عادة” أن نبحث عمن ينجز معاملاتنا نيابة عنا حتى وإن كانت المسألة لا تستغرق ساعات قصيرة؟ أم لأن الزحام – فعلاً – كثيف لا نملك معه إلا البحث عمن يسهل المسألة علينا فننجز معاملات “التجديد” بسرعة لن تتحقق من غير “واسطة”؟ ولكن السؤال المهم هنا: أين الخلل؟ هل هو في الناس التي لا تلتزم بالطوابير، أو في تلك التي تبحث عن “الواسطة” في كل صغيرة وكبيرة؟ أم هو في أداء الأجهزة الخدمية التي يحتاجها المواطن باستمرار؟ في ظني أن كثيرا من مشكلاتنا ناجمة عن قصور…
الثلاثاء ٢١ أغسطس ٢٠١٢
الذي دوّنه المسلمون في كتب الحديث والسِّيَرِ وتفسير القرآن الكريم من مرويات ووقائع وقصص وقعت في عصر الرسالة، من لحظة جبريل في غار حراء، حتى اجتماع السقيفة، وما تلاه من تطورات ضخمة حددت مسار تاريخ الحضارة الإسلامية، هذه المدونات تؤكد أن الأمانة كانت هي الصفة التي وسمت الجهود الجبارة لكتابة السنة. يكاد كل شيء متعلق بالسيرة النبوية يكون قد رُصد ونُقل، ولحسن الحظ أن الغالبية الساحقة من كتب السنة، لا تزال حتى اليوم محفوظة، ومتداولة. صحيح أن هذا الركام الهائل وعشرات الألوف من المرويات كانت بحاجة إلى صيارفة قادرين على نخلها وفلترتها والتمييز بينها. وصحيح أن في هذه الدواوين الكثير من الصحيح المختلط بالضعيف والمشكوك فيه والموضوع، ولكن المثير للإعجاب أيضاً أنه حتى ما حكم المحدثون بكذبه أو اختلاقه لا يزال محفوظاً ويمكن الوصول إليه لمن شاء. منذ فترة مبكرة انشغلت الثقافة العالِمة عند المسلمين بصحة أحاديث السنة وضعفها سنداً، أو التحقق من سلامة المتون وبراءتها من الشذوذ والعلة، ووُلد…
الثلاثاء ٢١ أغسطس ٢٠١٢
تداول كثيرون فيديو صلاة بشار الأسد قبل أمس و هو يسابق الإمام، صباح العيد، في التسليمتين، كما لو كان يعد الثواني للعودة عاجلاً إلى مخبئه. و هو فعلاً يعد الدقائق و الثواني خوفاً من الآتي: نهايته. أي شرعية لــ «حاكم» لا يقوى أن يختلط بشعبه و يشارك علنياً في احتفالاته.؟ من أَمِنَهُ شعبُه أَمِن شعبَه. تلك هي الحكمة الذهبية لأي قيادة تبحث عن شرعيتها. و تلك هي مقياس الرضا الشعبي عن القيادة و أدائها. فكلما ازداد قرب القيادة من شعبها كلما تعمقت شرعيتها و زاد رضا الناس عليها. أما من يحتمي من شعبه بالمدرعات و أجهزة الأمن و عناصر من حزب الله والحرس الثوري فليس أمامه سوى انتظار نهايته و هي قريبة. بشار الأسد يقتل يومياً ما يقارب المائتي سوري، ناهيك عن الموت الجماعي لآلاف السجناء و المعتقلين الذين لا يدخلون في إحصائية الموت اليومي، و مع ذلك ما زال الرجل يبحث عن تسوية سياسية؟ والتسوية عنده هي أن يبقى رئيساً…
مازن العليويكاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية
، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010
، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
الإثنين ٢٠ أغسطس ٢٠١٢
في معادلة الصراع الدائر في سورية، يعطي الإعلام مؤشرا واضحا على مسألة الحق والباطل، ففي الوقت الذي لم يسمح فيه النظام السوري لوسائل الإعلام الدولية بتغطية الأحداث إلا لقنواته بالإضافة لإعلام إيران وحزب الله، ها نحن نرى خلال الفترة الماضية وسائل الإعلام الأخرى ترافق كتائب الجيش الحر في المدن السورية. ومن ذلك نلاحظ الحضور القوي لمراسل قناة "الجزيرة" أحمد زيدان ومراسلة قناة "الآن" جنان موسى ومراسل سي إن إن العربية في حلب.. بالإضافة لتشكيل كل من "العربية" و"الجزيرة" فريق مراسلين يتكون من عدد كبير من المواطنين في المدن والقرى صاروا يعملون لهما من المواقع التي يقيمون فيها، فاكتسب الإعلام العربي خبرات جديدة سوف يستفاد منها بعد سقوط النظام وانتهاء الأحداث وبداية إعادة إعمار سورية. قيام النظام السوري بمنع وسائل الإعلام من التغطية في المناطق التي يسيطر عليها يؤكد أنه على باطل، ويريد إخفاء الحقائق كي لا يعرف العالم باطله. وسماح الجيش السوري الحر للإعلام بالتغطية بكل حرية في المواقع التي…