الخميس ١٢ ديسمبر ٢٠٢٤
ما شهدته سوريا حدثان كبيران وليس واحداً. إسقاط نظام الأسد ووصول «هيئة تحرير الشام» الإسلامية للحكم. سقوط الأسد جزء من سلسلة غروب قلاع أنظمة الستينات الفاشية، صدام العراق وقذافي ليبيا. كذلك وصول «هيئة تحرير الشام» للحكم هو الموجة الثالثة من الموجات الأصولية. الأولى الخميني في طهران، أواخر السبعينات، ثم الموجة الثانية ولدت في ثورات 2011، الإخوان في مصر، وحزب النهضة بقيادة الغنوشي في تونس، والحوثي في اليمن، والآن في سوريا، التي من المبكر الحكم عليها. سقوط الأسد كان منتظراً، تأخر عن موعده في عام 2014 من وراء عملية إسعافية منحته 10 سنوات إضافية، بدعم إيراني وروسي. كنا نرى سقوط نظام الأسد حتمياً لاعتبارات أنه تحول إلى نظام فردي وأقلوي واشتراكي وبعثي وإيراني المحور، إضافة إلى أن دولته هرمت وتآكلت قدرات مؤسساتها. بشار منذ توليه السلطة لم يخلق هوية لكيانه يبني عليها، باستثناء أنه كان «ضرورة لإيران»، وهذا بذاته جلب عليه الكوارث وقاد إلى نهايته. انفض من حوله عصبته البعثيون والعلويون.…
الخميس ١٢ ديسمبر ٢٠٢٤
برعاية قائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، انطلقت أمس الأول في عاصمتنا الحبيبة فعاليات النسخة الثانية من «حوار أبوظبي للفضاء»، بحضور أكثر من 1000 مشارك من 53 دولة، يمثلون صانعي القرار والسياسات والحكومات، وممثلي صناعة الفضاء، والأوساط الأكاديمية، والجهات الفضائية الناشئة من القطاعين العام والخاص. الحوار الذي يختتم اليوم يعد امتداداً للنسخة الأولى من الحوار الذي أصبح منصة عالمية لمناقشة التحديات والفرص في القطاع الحيوي بالغ الأهمية، والانتقال بمجتمع الفضاء الدولي من مرحلة الحوار إلى التطبيق، بتبني التزامات وسياسات تسهم في استدامة مستقبل الفضاء. انعقدت النسخة الثانية من «حوار أبوظبي للفضاء»، تحت شعار «من الأرض إلى المدار: منصة للإنجاز والمسؤولية»، والتي تركز على الاستدامة والأمن وإمكانية الوصول، وهي التحديات الرئيسة التي تواجه قطاع الفضاء والأجيال القادمة. مشاركة هذا الجمع الطيب من القادة العالميين والخبراء والمتخصصين تعد تقديراً للمكانة الرفيعة التي تحققت للإمارات في المجال الفضائي، وإسهاماتها في إثراء القطاع من خلال…
الخميس ١٢ ديسمبر ٢٠٢٤
يقول أدغار موران: «يكمُن كنز البشرية في تنوعها الإبداعي، ومصدر إبداعها وحدتها المولدة». الإنسانية تبدع ليس ترفاً، بل الإبداع حاجة لعدم نسياننا لأنفسنا، وما من مبدع أو مخترع إلا ولديه مشروع حياة، وفلسفة انتماء إلى الوجود، والذين يجعلون من الإبداع مسألة استهلاكية هم أولئك الذين يقفون عند الهامش، هم أولئك الذين يختزلون الزمن بلحظة لفتة عابرة ثم يشيحون في وجوم، ثم يدبرون، ثم يتلاشون تحت عتمة النسيان المريع، مما يجعلهم مجرد طفيليات في الوجود، ثم تذوب في حيثيات الأشياء الزائلة، هؤلاء يمرون على العالم مثل قشة على ظهر موجة، مثل ورقة لوز عجفاء تغيب مع هبّات الريح، وضجيج العصف البشري. الإمارات دخلت كينونة الكرة الأرضية بوعي أنها جزء من هذا الوجود، فأصبحت بعد حين هي جوهره، وهي محوره، وهي السطر، والقطر والوتر. اليوم ترتب الحكومة الرشيدة مشاعر الإنسان في هذا البلد على أساس الانتماء وليس على نمط المرور العابر، مما يجعل مسؤولية كل مسؤول في وزارة أو دائرة، التزاماً أخلاقياً…
الأربعاء ١١ ديسمبر ٢٠٢٤
على كثرة الفعاليات التي تعنى بالجانب الإبداعي، والجوائز التي تمنح للمتميزين، تبقى جائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز هي الأبرز والأهم على خارطة الجوائز، تحديداً في العمل الحكومي، وتحظى بتقدير خاص من القيادة، واهتمام نوعي من الوزارات والمؤسسات والدوائر والهيئات الحكومية، ويمنّي الموظفون فيها أنفسهم بنيل شرف هذا التقدير، وبذل كل ما لديهم من جهد خالص وعطاء صادق يعزز التميز والابتكار في العمل الحكومي، وتدفع المؤسسات لتحقيق أداء متميز، وتلتزم بمعايير الجودة والابتكار في تقديم الخدمات الحكومية، وأن يكون التميز ثقافة يحرص عليها الموظفون، وتشجع المؤسسات على تبني أفضل الممارسات بما يخدم المجتمع تحقيقاً للريادة في العمل الحكومي، وصولاً إلى منصة الفوز والتتويج. هو تكريم مستحق للجهات والأفراد الذين يساهمون في تحقيق رؤية الدولة التي تصبو لأن تكون الأفضل بين دول العالم، وتمكنت الجائزة خلال عمرها من أن تفعل الكثير، وأن تحيل مؤسسات الدولة إلى مؤسسات خدمية عصرية ليس في شكلها وتطوير أدائها وجعلها مؤسسات ذكية تعتمد على تقنيات…
الثلاثاء ١٠ ديسمبر ٢٠٢٤
دمشق.. والمجد دمشق، دمشق.. وإن بكاك القلب، فأنت شطر القلب.. بل والقلب أنت.. دمشق والدمع يخضب قدميك، ولا دمع إلا لك، تاج العُرب، وعمائم العز أنت.. أبكيك وإن بكيت، فلا أبكي زمني ولا أهلي، ولا عرق خَيل الفتح، ولا سورة الفجر والنصر. ليت عيني ما رأت، ولا عشت وقتاً أشهد نحيب السيف اليعربي، ولا العمائم المسدلة على صدور بني أمية، ولا حدائق الياسمين المطوقة برماد الرصاص، ولا نطق الضاد الخرساء، يالضيعة تاريخ سطره العرب، دمشق وحين نقول دمشق يفز ما في الصدر وينكسر.. دمشق وإن بكت دمشق يئن الضلع الأعوج من وجع، ومن ألم، دمشق أين الليل والسهر والصدق والشعراء؟ أين الأصدقاء؟ ما برحوا يغنون ليلهم وليلاهم في دروب النجم وما هوى، أين السفر؟ لا الدروب موصلة، ولا النجم هادٍ، ولا القمر، تائهون على ضفاف الشط وبرد المهجر، غارقون في البحر، دمشق وإن قالت البيداء والفيحاء تلك كانت حاضرة، وهل غير دمشق هي الخبر، أحنّ لطيب الماء، وظل بردى، والعنب…
الثلاثاء ١٠ ديسمبر ٢٠٢٤
وطن التمكين يضع الإمارات بين أيدٍ أمنية، أضلاعها أب وأم وأبناء، ورابعهما ثقافة الانتساب إلى تاريخ مؤدلج بالحب، والانتماء إلى البيت المتوحد، والمشاعر التي تستلهم بسوقها من ذلك الإرث القويم الممتد من رمال الصحراء حتى موجة البحر ناصعة البياض. وزارة تمكين الأسرة، هي تلك الخلية واسعة المدى، ثرية المداد، فياضة بمشاعر الود، والوعي بأهمية أن تكون الأسرة عمود الخيمة وسماءها، وتحت سقفها تنمو سنابل المستقبل، محتفية بابتسامة لا تنطفئ شعلتها، تطلعات لا تخبئ أقلامها في تسجيل تطورات الوطن، وانثيالات نثات غيمته العذبة. في الإمارات اليوم الأسرة تقود المرحلة مزملة بقواعد، ونظم، وأسس، وثوابت، وأحلام زاهية كأنها المصابيح معلقة في سقف السماء، في الإمارات اليوم الأسرة هي المبتدأ وهي الخبر، وهي الكلمة الفصل، وذلك إيماناً من القيادة الرشيدة بأنه ما من مجتمع يرتقي ويتطور، ويزدهر، ويثمر، إلا وبين طيات علاقاته أسرة تمسك بزمام البوح، وتعمل على ترتيب الطموحات، وتشذيب الأغصان لتصبح طيعة ناضجة، صارمة، حازمة جازمة، في بناء مجتمع يتطلع أن…
الإثنين ٠٩ ديسمبر ٢٠٢٤
لعلها من بشائر الخيرات في عامنا المنصرم، وجلال الأمنيات لعامنا المقبل، أن تحظى العين، تلك المدينة التي تتوسد التاريخ منذ قرابة 4000 عام، بأن يتولى مقاليد أمر شؤونها، وإدارتها، وبعد صدور الأمر السامي من رئيس دولتنا وقائدنا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وبصفته حاكماً لأبوظبي، سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، الذي يعرف العين مثل كف يده، وتعرفه العين منذ ولادته، فهو خير صادف أهله، وفضل ومِنّة من الله بدوام عهده، فالعين دار الزين تستحق الكثير، ويمكنها أن تقدم الكثير، فأرض الولادات والخيرات لا يخيب نسلها، ولا يعيب بذرها. العين هذه المدينة التي عرفت تاريخياً بمسميات كثيرة ومختلفة عبر التاريخ الطويل، فقديم عهدها يعود إلى 300 عام قبل الميلاد، لكن تاريخها الموغل في القدم يعود إلى 4000 عام، حيث يعود أقدم وأهم أفلاجها التاريخية، كما هو مدرج في الإرث الإنساني والتراث الحضاري لليونسكو، إلى 3500 سنة، وهو من أقدم الأفلاج في العالم، وهو مبني بطريقة هندسية…
الإثنين ٠٩ ديسمبر ٢٠٢٤
لا مبالغة في استخدام كلمةِ الزلزال لوصفِ تلك الليلة الدمشقية الطويلة. انهيارٌ أسرع ممَّا تمنَّاه الخصوم. تجمَّعتِ الأمطار فاندلعَ الطوفان. لا الجيش مستعدٌّ لمواجهة السيل. ولا إيران قادرة. ولا روسيا راغبة. و«حزب الله» منهكٌ. أدركَ سيدُ القصر أنَّ استعادةَ زمن تفاهم سليماني - بوتين مستحيلة. شعر بأنَّ ما كُتب قد كُتب. هذا يحدث أحياناً. تتراكم أخطاءُ الحاكم فلا يبقَى إلا طريقُ المنفى ولا بدَّ من سلوكه. صعد إلى الطائرةِ وابتعد. استيقظت سوريا ووجدت صعوبةً في التصديق. لم تجدِ الرَّجلَ الذي كانَ يُمسك منذ أربعة وعشرين عاماً بخيوطِ مصير البلادِ والعباد. الرَّجل الذي كانَ يعتقد أن وضعَه مختلفٌ عن الآخرين ومصيرَه مختلفٌ عن مصائرهم. لم يتوقع أن تتقدَّمَ دبابةٌ أميركية لاقتلاع تمثالِه على غرارِ ما فعلت في ساحة الفردوس البغدادية بتمثال صدام حسين. لم يساورْه القلقُ حين شاهدَ على الشَّاشة الليبيين يطاردون معمرَ القذافي ويطوون عمرَه وعهدَه. ولم يخطر ببالِه أنَّه قد يواجه المصيرَ الذي واجهه علي عبد الله صالح على…
محمد الجوكرمستشار إعلامي بجريدة البيان، إعلامي منذ عام 1978، حاصل على جائزة الصحافة العربية وجائزة الدولة التقديرية، خرّيج جامعة الإمارات الدفعة الخامسة، وله 8 كتب وأعمال تلفزيونية في التوثيق الرياضي
الأحد ٠٨ ديسمبر ٢٠٢٤
في الساعات الماضية تناولت مواقع التواصل الاجتماعي بتقدير كبير، إشادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بالدور المتميز لعدد من قياداتنا وكفاءاتنا المواطنة خلال فترة عملها في المؤسسات الوطنية، مبيناً سموه أهمية دور الإدارة وحيويتها في المجتمع، خاصة وأن لدينا تجربة رائدة في مجال صناعة الكفاءات والكوادر الوطنية وتطوير مواهبها القيادية في مجال العمل الحكومي عبر برنامج محمد بن راشد للقيادات، وهو ما يفرز كفاءات تعي دورهم جيداً وتسهم في قيادة مسيرة التنمية وصناعة المستقبل ببلادنا، بعد أن أصبحت تلك الكفاءات بالفعل المحور الرئيسي لاستراتيجية عمل حكومات المستقبل.. قوتنا في قيادتنا مبدأ رسخناه ونسير عليه، الشباب الكفء هو رأس المال الحقيقي الذي تمتلكه الدول، لما لهم من دور فعال في تحقيق النهضة وبناء الأوطان بما لديهم من قدرات وإمكانيات كفيلة بأن تدفع عجلة التنمية واستدامتها إلى الأمام، وهناك خبرات لها من التجارب الناجحة مما جعلهم قدوة في مناصبهم…
الأحد ٠٨ ديسمبر ٢٠٢٤
كم كان الأمس يوماً جليلاً بحضوره، وطيب مقامه، وتلك التغرودة المنبعثة من القلوب والحناجر في شف الوطن والقائد، ولعلها من الأمور الحميدة، والأشياء الجميلة التي تتكرر كل عام، وبالتوازي مع احتفالات الدولة بيومها الوطني، أن تقام مسيرة راجلة مرة في الطريق من قصر المنهل إلى قصر الحصن، ومرة في مهرجان الشيخ زايد للتراث في الوثبة، وربما في قادم الأيام تتكرر في أماكن مختلفة من الإمارات، فنراها في الفجيرة مثلاً، ومرة في أم القيوين، وأخرى في «سيح سديرة»، حيث شهد ذاك المكان أول انبثاق ضوء الوحدة والاتحاد والمسيرة الخيّرة لدولة الإمارات بين زايد وراشد، عليهما شآبيب الرحمة، وكثير المغفرة، أو من بيت الشيخ زايد القديم من قلب العين إلى قصر المقام حين توقفت الجماهير يوماً مناشدة وعازمة ومعاضدة للشيخ زايد رئيس الدولة بالعدول عن قراره، وعدم التنحي؛ لأنه القائد المؤسس، رجل الخير والبركة والمشروع الاتحادي الكبير، ومواصلة مسيرة الاتحاد الخيّرة، حلمه وحلم الناس، وأنه فوق كل الصعاب، ومذلل ما يعجز عنه…
الأحد ٠٨ ديسمبر ٢٠٢٤
في زمن الشيوعية كانت ألمانيا الشرقية وكوريا الشمالية أكثر دول الكتلة تشدداً وتقشفاً. وكانتا الأكثر عداء للتوأم الآخر؛ ألمانيا الغربية وكوريا الجنوبية. والأكثر عزلة وانغلاقاً. كما كانتا الأكثر تأخراً، باستثناء بعض التقدم في بلاد الألمان. أما الشقيقتان الأخريان، فكانتا من الأكثر تقدماً في العالم. لماذا الإخفاق الهائل والنجاح المهول في عائلة واحدة؟ لقد كُتب الكثير في ذلك. أما للاختصار، فالواضح أن السبب هو النظام، وليس الشعب. ولا شك أن الكثيرين من الشيوعيين كانوا صادقين ومخلصين لقناعاتهم، وكانوا يؤمنون بأن تضحياتهم سوف تؤدي ذات يوم إلى عالم اشتراكي سعيد. لكن الفشل ظل في المصير والانتظار. هل كانت تلك القناعة تستحق كل تلك المشقة؟ لقد تحول كل شيء إلى تاريخ الآن. وفي محض الصدفة المجردة، كنت أقرأ عن كاتب ألماني شرقي يُدعى ماكس زيمرمان، كرّس حياته للشيوعية منذ الطفولة، ومن ثم لتطوير العلاقة مع كوريا الشمالية. في عام 1954 قرر السفر إلى بلاد كيم إيل سونغ، فأي طرق اختار أن يسلك؟ اندهش!…
الأحد ٠٨ ديسمبر ٢٠٢٤
ليس واضحاً ما سيكون عليه «حزب الله» في المستقبل، إذ الإشارات المتفرّقة توحي بأنّ الوجهة المختارة لم تُحسم بعد. فالأمين العامّ الشيخ نعيم قاسم ونوّابه شرعوا، في ما يقولونه، يعطون دوراً أكبر للعناوين السياسيّة الوطنيّة، كانتخاب رئيس للجمهوريّة وتقيّد باتّفاق الطائف. ومعروف أنّ الحزب أقرّ، بعد طول تمنّع، بفصل لبنان عن غزّة، ودعم فلسطين «بوسائل أخرى»، وهو الإقرار الذي لولاه لما تمّ التوصّل إلى وقف إطلاق النار. كذلك وافق على نزع سلاحه، ولو أنّ تأويله المعلن يحصر النزع بجنوب نهر الليطانيّ دون شماله. والحال أنّ الإقرارين الأخيرين ينزعان علّة وجود «حزب الله» بوصفه «مقاومة»، أو في الحدّ الأدنى، يجعلانه مضطرّاً، عمليّاً ونظريّاً، لإعادة اختراع علّة الوجود تلك. وفي الرهان على تحوّل من حزب عسكريّ إلى آخر سياسيّ، يصعب تجاهل المعاناة الاستثنائيّة التي يعانيها أبناء الطائفة الشيعيّة، بيئة الحزب المباشرة، تبعاً لـ»حرب الإسناد» وجرائم التدمير الإسرائيليّ. وهي ما يمكن أن يشكّل ضغطاً عليه، وإن لم تبرز علاماته بعد، لدفعه نحو التراجع…