آراء

فكرة الوطن

الخميس ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٤

احتفل السعوديون هذا الأسبوع بـ«اليوم الوطني»، الذي يذكرنا بين عام وآخر بالقيمة الكبرى للوحدة الوطنية والاستقرار؛ وما ينجَز في ظلهما من نمو اقتصادي وازدهار. وقد بات الاحتفال والفرح سمة عامة لـ«اليوم الوطني» في شتى بلاد العالم؛ وربما عُدّ وسيلة لازمة لإبراز القيم التي يرمز إليها. لا أعرف أين وُلد هذا التقليد، ولا أول بلد في العالم احتفى بيومه الوطني، لكن أستطيع تصور الظرف الزمني المتصل بهذا الموضوع، فالراجح عندي أنه يرتبط بتبلور فكرة «الوطن» في معناها الحديث بعد «صلح وستفاليا»، وهو معاهدة عُقدت في وستفاليا غرب ألمانيا سنة 1648، وأثمرت اتفاقاً بين الدول الأوروبية على الاعتراف بالحدود القائمة بينها، وأن كل الذين يعيشون داخل هذه الحدود مواطنون للدولة، بغض النظر عن مذاهبهم الدينية وقومياتهم. وبهذه الاتفاقية انتهت سلسلة من الحروب الدينية استمرت نحو 30 عاماً. وانطلاقاً منها أيضاً، ارتبط مفهوم «الوطن» بالسيادة القانونية التي تملكها الدولة على نطاق محدد من الأراضي، وتحظى باعتراف الدول المجاورة والمجتمع الدولي. لكن ما علاقة…

مشاري الذايدي
مشاري الذايدي
صحفي وكاتب سعودي

اذهب وقاتل وحدك إنّا ها هنا بنيويورك مفاوضون

الخميس ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٤

ما نراه هذه الأيام هو «هزيمة» علنية لـ«حزب الله» في لبنان، ربما ينجو منها لكن بعد حين، الخسائر فادحة، والصورة مكسورة، والأهل والعشيرة من «بيئة» الحزب يحاولون الذهاب بعيداً حيث لا تقصف الطائرات الإسرائيلية، لكن الحال كما قال النابغة يوماً: فإنكَ كالليل الَّذي هو مُدرِكي/ وإن خِلتُ أَنَّ المُنتَأى عَنكَ واسعُ! ماذا لدى إيران، راعية «حزب الله» اللبناني، وماذا لدى «وليّ أمر المسلمين» مرشد الثورة، ليغيث به الأتباع المؤمنين به، ديانة، من أعضاء «حزب الله»، وأولهم أمين الحزب، حسن نصرالله؟! الجواب معلن، وهو: قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، يوم الثلاثاء، خلال مقابلة مع شبكة (سي إن إن) الأميركية، حول ما إذا كان سينصح «حزب الله» بضبط النفس، قال: «لا يمكن لـ(حزب الله) أن يواجه بمفرده دولة تدافع عنها وتدعمها وتزودها بالإمدادات دولٌ غربية والولايات المتحدة». إذن، بما أن مهمة «حزب الله» في الانتصار على إسرائيل مهمة مستحيلة حسب الرئيس الإيراني، فبماذا تنشغل السياسة الإيرانية حالياً، مع مشاهد «شنق» الحزب علنياً…

فضيلة المعيني
فضيلة المعيني
كاتبة إماراتية

عندما يلتقي الكبار

الثلاثاء ٢٤ سبتمبر ٢٠٢٤

في عالم السياسة والدبلوماسية، هناك لحظات لا تمر دون أن تترك بصمة عميقة على العلاقات الدولية، وعندما يجتمع قادة الدول الكبرى، لا تكون تلك الاجتماعات مجرد بروتوكولات أو مصالح آنية، بل هي فرص لخلق شراكات استراتيجية تكتب فصلاً جديداً في تاريخ العلاقات الدولية، وذات تأثير فاعل في المتغيرات العالمية. تأتي زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولقاؤه بالرئيس الأمريكي كلحظة محورية تجمع بين قادة من وزن ثقيل للنقاش حول المستقبل بكل أبعاده. العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة ليست وليدة الأمس، فقد أسس لها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ونمت وتطورت بمرور السنوات، وازدادت نضجاً وتوهجاً خلال العامين الأخيرين مدفوعة برؤية طموحة من الجانبين. أصبحت جميع دول العالم بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية تعرف حق المعرفة بأن للإمارات وقيادتها الرشيدة الدور المهم إن لم يكن الأهم في قيادة الملفات المتشابكة إقليمياً ودولياً بفضل الحكمة…

كان الله في عونهم

الثلاثاء ٢٤ سبتمبر ٢٠٢٤

مشهد طوابير السيارات المدنية الباحثة عن مخرج نحو بيروت أو الشمال والشرق، يعود بنا إلى الوراء عدة عقود. أكثر من 60 بلدة قصفت في جنوبي لبنان، في الساعات الأولى من يوم أمس، وقرابة 150 غارة جوية شنتها الطائرات الحربية على تلك البلدات، وعلى ميليشيات نصر الله، ولم يعد الجنوب مأهولاً بناسه، الكل يبحث عن النجاة، ليقينهم بأنهم المقابل الذي يضحى به في عبث العابثين. وأغرب ما في هذه المأساة الجديدة، أن هناك من لا يزال يروج لصواريخ لم تستخدم ضد إسرائيل، صواريخ ستدمر تل أبيب وحيفا، والقواعد العسكرية، ومنصات النفط والغاز في البحر، ودفاعات جوية لم تطلق بعد، ربما انتظاراً للفرصة المناسبة، رغم أن 300 طائرة شاركت صباح الأمس في ضرب لبنان، وفي الواقع، لا نرى غير قذائف «الكاتيوشا» المتخلفة، والمحالة للتقاعد منذ سنوات طويلة، وبين كل ما يسمونها في ذلك الحزب بالرشقات الصاروخية، تفلت قذيفة وتصيب مسكناً وتجرح شخصاً بشظاياها. والأكثر غرابة، أن مؤيدي الحزب التابع، ومسلوب الإرادة، ومنفذ…

عماد الدين أديب
عماد الدين أديب
إعلامي ورجل أعمال مصري

الخطر الأكبر على «حزب الله»

الثلاثاء ٢٤ سبتمبر ٢٠٢٤

لو كنت مكان أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، هذه الأيام، لكانت قضيتي الأولى، هي منع وتأمين الحزب من الاختراقات الأمنية والسيبرانية الإسرائيلية. ليس تجنياً، أو القيام بادعاء ظالم ضد «حزب الله»، سواء كان المراقب للأحداث من أعدائه أو أنصاره، أو محايداً تجاهه، أن يصف أوضاع الحزب هذه الأيام، بأنها تعاني من اختراقات عميقة في أنظمته الداخلية، وشبكة اتصالاته الخاصة والعامة، ومراسلات النخبة من قادته، في مجالات القيادة والسيطرة العملياتية. كان الحزب يفاخر دائماً بأن لديه شبكة اتصالات خاصة به، غير قابلة للاختراق، وغير مرتبطة بأنظمة الاتصالات العامة التابعة للدولة اللبنانية. وكان الحزب يفاخر دائماً بأنه هو الذي يتفوق على خصومه في الداخل، وعلى أعدائه في الخارج، في مسألة جمع المعلومات الدقيقة، وأنه يعرف عنهم أضعاف أضعاف ما يعرفون عنه. كل ذلك كان محور «الصورة الذهنية والإعلامية»، التي رسمها الحزب عن نفسه، وذلك كان الانطباع القوي السائد، منذ انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب عام 2000، وانتصار الحزب في حرب…

سمير عطا الله
سمير عطا الله
كاتب لبناني

غزة تنتقل إلى لبنان

الثلاثاء ٢٤ سبتمبر ٢٠٢٤

كانت حرب الفيتنام أكبر كارثة حلّت بالولايات المتحدة منذ الحرب العالمية. ومع ذلك لم يتردد الرئيسان، ليندون جونسون وريتشارد نيكسون، في تعمّد تمديدها بسبب الحسابات الانتخابية، وعلى مرأى من العالم أجمع، كلاهما كان متورطاً في أزمات أخلاقية يريد تغطيتها بانتصار سياسي. يكرر نتنياهو الفعلة نفسها لكي يغطي فضائح الفساد التي تلاحقه، ويشرك معه، بكل علانية، مرشحي الرئاسة الأميركية. وبينما يتفق أو يتواطأ جميع الأفرقاء على هذا الموقف اللاأخلاقي، تدور المعارك السياسية في أميركا وإسرائيل وكأن العالم في موسم انتخابي عادي. يتجاهل الأطراف الثلاثة، في تحدٍ مخيف، نتائج الصراع المباشرة فيما بينهم: آلاف الضحايا والمعذبين المدنيين، ما بين غزة والضفة ولبنان، ولا نعرف متى غداً أو بعد ساعات. يوسع نتنياهو حربه فيشجعه دونالد ترمب بكلام لا يقوله العقلاء: إذا لم أنجح في انتخابات الرئاسة، هناك خطر حقيقي على وجود إسرائيل! أعلن مائة سياسي جمهوري بارز انضمامهم إلى الحزب الديمقراطي، وتأييد كامالا هاريس «لأن سلوك ترمب وكلامه لا يليقان بالرئاسة». هذا أعمق…

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد
إعلامي سعودي

إشكالية «الوطنية» السعودية

الثلاثاء ٢٤ سبتمبر ٢٠٢٤

كلُّ الدّولِ في العالم تَبني المواطنة، وتعزّزُ روحَ الانتماء، والسعوديةُ احتفلت أمس بعيدِ قيامِها السَّنوي الرابعِ والتسعين. ويكفي النَّظر إلى خريطتِها للاستنتاج بأنَّها دولةٌ واحدةٌ بحدودٍ طبيعيةٍ وتاريخيةٍ طويلة، وامتداداتٍ قبليةٍ وإثنيةٍ منسجمة، مع حكمٍ مستمرٍّ ومستقر. مفهومُ الدولةِ الحديث أكثرُ تعقيداً ممَّا كانتْ عليهِ الدويلاتُ القبليةُ والمناطقيةُ القديمة. فالأممُ والإقطاعياتُ بصورٍ مختلفة، دائماً كانت موجودةً على مرِّ التَّاريخ، أمَّا الدولةُ بصورتِها الحديثة بحدودٍ وسيادةٍ عُرفت منذُ اتفاقيةِ «ويستفاليا» في القرن السابع عشر (24 أكتوبر/ تشرين الأول 1648). وأرست هذه الاتفاقية مبادئ السيادةِ للدولة القومية، والقواعد التي نظَّمت العلاقاتِ الدولية، ولا تزال معظمُها فاعلةً إلى اليوم. مثلها مثل بقيةِ الأممِ الحيةِ، تواجهُ السعوديةُ تحدياتِ الهجرةِ غيرِ القانونية بأرقامٍ مليونية، والعولمة ذاتِ التدخلاتِ الخارجية، والاستهدافات السيبرانية، والحملاتِ الدعائية الممنهجة لضرب الوحدة الوطنية. وهذه جميعاً إشكالاتٌ مستمرةٌ وخطيرة تتطلَّبُ تعميقَ المواطنة. في العقودِ المنصرمة، تنازعتِ السعوديين آيديولوجياتٌ تنافسُ «الوطنيةَ» وتصادمُها. ولم يكنْ من قبيل المبالغة عندمَا كانَ الشيوعيون العربُ يُتَّهمون بولائِهم للأحزاب…

العيد الوطني… السعودية قبل مائة عامٍ

الإثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٤

العيد الوطني السعودي الرابع والتسعون هو احتفالٌ سنوي بالإنجاز التاريخي الكبير بتوحيد البلاد واستقرار الدولة، فهو مناسبة لاستذكار الماضي والفرح بالحاضر لبناء المستقبل، والسعودية اليوم ترفل في ثياب الأمن والطموح الجامح للمستقبل والرفاه كغاية حكمٍ وهدف دولة في «رؤية 2030» التي أطلقها ولي العهد السعودي قبل سنواتٍ لتحشد خلفها كل أطياف الشعب السعودي، وتمثل نبراساً للآخرين. هذه الرؤية تحققت في غالب غاياتها وأهدافها قبل سنواتٍ من موعدها المعلن؛ ما يعني قوة الهمم التي شُحذت، والعزائم التي اتقدت، والجهود التي بُذلت، في مسيرة مستمرة تراكم المنجزات وتتسم بمرونة التعديل والتجديد، وفي العيد الوطني السعودي يجب استحضار التاريخ ليكون خير شاهدٍ على مراحل توحيد البلاد مع الملك المؤسس عبد العزيز ورجاله الأوفياء. أعمار الدول لا تُقاس بالسنين ولا توزن بالأعوام، بل بالمنجزات التي تحققت، وبالخبرات التي تراكمت، وبالطموحات التي تحدو لغدٍ أفضل ضمن خططٍ معلنة واستراتيجياتٍ متماسكة. وقبل مائة عامٍ من اليوم، وفي 1924، كانت السعودية تعيش مخاضاً كبيراً داخلياً وإقليمياً ودولياً…

علمتني الإمارات

الأحد ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٤

في الرابع من أكتوبر، أكمل عامان على إنتقالي للإمارات وعاصمتها أبوظبي، لم أنتقل بالعمل والمسكن والأبعاد الجغرافية فقط بل أخترت أن أنخرط في حياتها وثقافتها وأسلوب عيشها الذي لا يشبه سواها.. في الإمارات طبيعي أن تسمع كلمة "فنان" عدة مرات باليوم من الإماراتيين، وصفهم للأشياء الجميلة والمتقنة فاتن جدا ويسبغون على الأماكن والتجارب وحتى على الناس كلمة فنان.. أي كرم يا قوم حتى في "رمستكم " انتم تُعلون الفن عاليا كوصف أعلى للجمال !؟ صراحة الإمارات رفعت مستوى التهذيب لدي، كل شيء له مقدار وطريقة وأسلوب، لا أعتقد أن هناك شعب بالعالم أكثر تهذيبًا منهم، الثقافة المجتمعية أصلا هناك تقوم على "السنع" أي صنع الأشياء بطريقة متزنة ومهذبة وأنيقة ! الإماراتي أنيق في كل المحافل، له طرازهُ وأسلوبهُ وله تهذيبهِ ورفعة أخلاقهُ، صعب جدا أن تُخرج الإماراتي عن طورهِ لأنه تربى في مدرسة زايد -طيب الله ثراه- تلك المدرسة الأخلاقية الثقافية التي تقوم على حب الخير للغير، والمحافظة على رفعة…

مشاري الذايدي
مشاري الذايدي
صحفي وكاتب سعودي

القطب التيجاني… وحماية المستهلك الروحي!

السبت ٢١ سبتمبر ٢٠٢٤

رجلٌ في مصر، شهرته، صلاح الدين التيجاني، يزعم أنه مؤسس طريقة صوفية جديدة، متفرّعة من الطريقة الأصلية وهي التيجانية، لكن ما جعل اسمه متداولاً هذه الأيام، ليس علومه الروحانية ولا كشوفه الصوفية، ولا فيوضه النورانية، بل بسبب رفع بعض النساء عليه دعاوى تحرّش واستغلال. هذه القضية، قادت لما هو أهمّ، ما هي أسرار التصوف وأتباعه، في مصر، وغير مصر، كالمغرب وأفريقيا المسلمة، وما أوجه الشبه بالتصوف الشيعي؟ في البداية، يجب التأكيد على أن حرية الاعتقاد والتمذهب، أمر مفروغ منه، وهو شأن سيادي قانوني لكل دولة، لذلك نقاشنا هنا مجرد لمحة علمية تاريخية... للتأمل، مع الاحترام للجميع، ومؤكد أن صلاح التيجاني هذا لا يمثّل كل التيجانية، ولا كل رجال الطرق الصوفية، وقد أعلنت مشيخة التيجانية في مصر براءتها من الرجل. نقلت الصحافة المصرية عن الفتاة المصرية التي دشّنت القضية ضد هذا الشخص، أنه كان «يدّعي أنه القطب مما يعني أعلى رتبة للشيخ أو الإنسان بعد النبي محمد... يجب إطاعة أوامره، وليس…

الحرب في اللاوعي.. وليدة الخوف

السبت ٢١ سبتمبر ٢٠٢٤

الإنسان بكل جبروته وعنجهيته وعبقريته أيضاً التي تفتقت من خوفه الفطري، هو من أجبن المخلوقات على الأرض، وتحت السماء. منذ فجر التاريخ والإنسان يخوض حروباً شعواء ضد بني جنسه، كما يخوضها ضد الطبيعة بشكل عام، لأنه خائف من عدوان وهمي يصوره له عقله، وهو العقل الذي قاد الإنسان لصناعة الأسلحة الفتاكة، بدءاً من المسدس بحجم كف اليد، وانتهاءً بالأسلحة النووية. خاف الإنسان في البدء من الزلازل والبراكين والسيول، ولجأ إلى الأشباح والجن والشياطين كي يحمي نفسه من بطش الطبيعة كما تصور وتوهم، ولكن بعد الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر، وبعد أن بلغ الإنسان مبلغاً يجعله يعي أنه تجاوز الخوف من طوفان الطبيعة، بدأ يصطنع أعداءه من بني جنسه، وصار يتحزم بالسلاح الأعظم كي يتقي شر الآخر كما يدعي ويتخيل ويرسم من صور قاتمة ومحزنة ومؤلمة. فهذا الخيال البشري الذي انبثق من العقل الجبار، لم يحرر الإنسان من الخوف بعد أن انتصر على الكثير من محدثات الطبيعة، بل على العكس…

تكامل التعليم والإعلام تحصين للهوية الوطنية

الجمعة ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٤

يعد التعليم والإعلام من أهم العوامل التي أسهمت في بناء وتشييد دولة الاتحاد، فمن خلال التعليم تأسس جيل مثقف ومتعلم مستشرف للمستقبل ملتفّ حول وطنه، ومارس أدواراً محورية أسهمت في تعزيز سمعة دولة الإمارات وقوتها الناعمة، وتطوير عجلة التنمية الاقتصادية المستدامة خلال العقود الخمسة الماضية. ومن خلال الإعلام تم بناء ثقافة إماراتية ترسخ الهوية الوطنية الواحدة ، وتعكس رؤية الحكومة الرشيدة، حيث بادر أبناء الوطن والمقيمون من المتعلمين والمختصين والمهتمين والموهوبين بدخول المجال الإعلامي، وأصبح الاهتمام ينصبّ على متابعة ورصد أخبار الوطن وإنجازاته، والتعلق بقيادات الوطن ورجاله المخلصين الذين أسهموا في نهضة الوطن والمواطن، والاحتفاء بأبناء الإمارات المتميزين والمبدعين، وتشجيع البقية للّحاق بركب التميز من خلال القراءة لصحفيين وكتّاب ورواد تركوا بصماتهم المضيئة في مجالات مختلفة، بهدف تغذية فكر أفراد المجتمع. هكذا كان دور التعليم والإعلام إيجابياً وأساسياً في تكوين وصقل الهوية الوطنية لدولة الإمارات، وتأسيس أسر واعية بمتطلبات المرحلة المقبلة، وهنا لابد من أن نستذكر مقولة الوالد المؤسس المغفور…